تخاطب الآية الذين امنوا خطاب توبيخ .. لانهم يقولون ما لا يفعلون .. وتصف الآية الثانية شدة بغض اللّه سبحانه وتعالى للذين يقولون ما لا يفعلون ، حيث إن هناك من يقول سافعل كذا .. وفي نيته ان لا يفعل وهذا هو النفاق .. وهو أمر قبيح ومذموم .. وهناك من يقول ولكنه لا يدري هل سوف يفعل أم لا .. دون ان يعلق ذلك بمشيئة اللّه تعالى .. وقد خالف المسلمون ما قالوه عندما هربوا في معركة أحد إلا القليل .. ( من الفعل أخلف )
وفي نهج البلاغة قال الامام أميرالمؤمنين عليه السلام : يوجب المقت عند اللّه .. والناس .. وقرأ الايتين اعلاه ..
وقال عليه السلام في النهج : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله : إني لا اخاف على أمتي مؤمناً ، ولا مشركاً ، أما المؤمن ، فيمنعه إيمانه .. وأما المشرك ، فيخزيه اللّه بشركه .. ولكني اخاف عليكم كل منافق اللسان .. يقول ما تعرفون ، ويفعل ما تنكرون ...
نعم ، هناك عدد من هؤلاء .. ومنهم من له مركز ما في مكان ما .. حيث نجد منهم من يرقى منابر الشيعة ويقول : نحن لا نعارض الشعائر الحسينية وبكل اشكالها .. ويطيل في مدحها وتعظيمها .. شأنه شأن ألاف الفقهاء والمراجع على مر القرون .. إلا اننا نرى انه يفعل عكس ما يقول .. حيث يسعى الى تطبيق ما يطلبه الأسياد الذين حرموا أو منعوا أو تحايلوا عليها .. ويأمر اتباعه بذلك .. ويحاربون من يعارضهم بقوة ويقاطعوه .. ونحن نذكرهم بقوله تعالى :
وكذلك نجد من يرقى منابر الشيعة .. ويؤكد ويصف بدقة متناهية ما جرى على الزهراء عليها السلام ، شأنه شأن ألاف العلماء والفقهاء ومن مختلف الفرق الاسلامية على مدى أكثر من 1400 سنة ، كما بينا في نشرتنا .. إلا اننا نجده يفعل عكس ما يقول .. حيث يسعى مع اتباعه الى تطبيق ما يريده الأسياد ، حيث يتخذون من رائد التشكيك والتضليل .. عالماً أو فقيهاً أو مرجعاً أو اماماً .. وحسب درجة الولاء له ، ويخالفون ما قاله النبي صلى اللّه عليه وآله والائمة الابرار عليهم السلام .. ومن ذلك قول الامام الصادق عليه السلام لما أُسري بالنبي (ص) قيل له : إن اللّه يختبرك في ثلاث وصار يعددها .. الى ان قال : وأما ابنتك : فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها .. وتضرب وهي حامل ، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن ، ثم يمسها هوان وذل .. ثم لا تجد مانعا .. وتطرح ما في بطنها من الضرب .. وتموت من ذلك الضرب .. الى ان يقول وأول من يحكم فيه محسن بن علي .. في قتله .. ثم في قنفذ .. الخ .. البحار ج28ص64 وغيرهًً
والنبي (ص) يقول : فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني
ومن آذاني فقد آذى اللّه والتشكيك يؤذي الزهراء (ع) بلا نقاش
وقد وصف القرآن هذا الخداع .. وهو إظهار شيء وإخفاء شيء يخالفه .. وهو أقبح الرذائل ، وشر الصفات .. وهذا ما يصدر من المنافقين في قوله تعالى :
وفي أصول الكافي ج2ص363 قال الامام الصادق عليه السلام : عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له ، ومن أخلف فبخلف اللّه بدأ .. ولمقته تعرض وذلك قوله .. ثم قرأ الآيتين اعلاه .. وفي ص166 ورد انه قال : المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله ، لا يخونه ولا يظلمه ، ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه ..
أخذ هذا البحث من 33 تفسير والآيات الصف 2 و 3 والمائدة 2 والبقرة 9
تشير كلمة الذين : الى من وصفهم الامام الباقر عليه السلام حيث قال : انهم أهل الضلال واصحاب الشبهات والبدع ، من هذه الامة ..
أهل الضلال : هم الذين يضلون عن الصراط المستقيم وعن السبل التي تؤدي الى رضى الله ، وقد يكون ضلالهم بالله أو ما دون ذلك ..
أهل البدع : هم الذين يبتدعون أو يوجدون ما ليس من الدين ابداً ..
أهل الشبهات : هم الذين يطرحون الشبهات لاثارة الفرقة والبغضاء مثل التشكيك بمأساة الزهراء عليها السلام ، والالتفاف على الشعائر ..
فرقوا دينهم : فعن الامام الباقر عليه السلام قال : جعلوا دين الله أدياناً ، وصاروا أحزاباً وفرقاً .. البحار ج9ص93 وقيل فارقوا دينهم أي خرجوا عن دينهم وصاروا أحزاباً وفرقاً واتبعوا الاكابر والأسياد ..
لست منهم في شيء : هذا خطاب وبيان للنبي صلى الله عليه وآله بانه ليس من هؤلاء في شيء ابداً ، وانه لا يتفق معهم في أي أمر ، وهو بريء منهم ..
إنما أمرهم الى الله : أي ان أمر هؤلاء موكول الى الله وهو الحاكم ..
ثم ينبأهم بما كانوا يفعلون : يخبرهم يوم القيامة بما فعلوا حيث فرقوا بين العباد واثاروا العدواة والبغضاء وافسدوا في الارض وعن النبي صلى اللّه عليه وآله ، قال : ان أمتي ستفترق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة .. فرقة منها ناجية .. واثنان وسبعين في النار .. وفي تفصيل آخر عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين فرقة كلهم تنتحل مودتنا وحبي .. واحدة منها في الجنة وهم النمط الأوسط واثنتا عشرة في النار .. وفي تفصيل آخر عن الامام الصادق عليه السلام قال : افترق الناس الى ثلاث فرق .. فرقة أحبونا ، انتظار قائمنا .. ليصيبوا دنيانا فقالوا وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا .. فسيحشرهم اللّه الى النار .. وفرقة أحبونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا ، ليستأكلوا الناس بنا .. فيملأ اللّه بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش .. وفرقة أحبونا ، وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ، ولم يخالفوا فعلنا .. فاؤلئك منا ونحن منهم ..
وعن النبي صلى اللّه عليه وآله قال : أمتي ، أمتي .. إذا اختلف الناس بعدي .. وصاروا فرقة فرقة .. فاجتهدوا في طلب الدين الحق ، حتى تكونوا مع أهل الحق ، فان المعصية في دين الحق تغفر .. والطاعة في دين الباطل لا تقبل ..
وفي نهج البلاغة ج2ص96 قال الامام أمير المؤمنين عليه السلام : فَإِيَّاكُمْ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللهِ .. فَإِنَّ جَمَاعَةً فِيَما تَكْرَهُونَ مِنَ الْحَقّ ، خَيْرٌ مِنْ فُرْقَةٍ فِيَما تُحِبُّونَ مِنَ الْبَاطِلِ .. وَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يُعْطِ أَحَداً بِفُرْقَةٍ خَيْراً مِمَّنْ مَضَى .. وَلاَ مِمَّنْ بَقِيَ ...
والحل الوحيد هو تقليد الفقيه المجتهد الأعلم كما كتب الامام المهدي عليه السلام : من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه .. مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه .. فللعوام ان يقلدوه .. وكتب عليه السلام : أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة اللّه ... هذا هو أمر الامام عجل اللّه فرجه الشريف ..
وشروط الفقيه : البلوغ والعقل والايمان والذكورة والاجتهاد والعدالة طهارة المولد وان لا يقل ضبطه عن المتعارف والحياة .. وهناك تفصيل .. هذا البحث أخذ من 33 تفسير و160 مجلد والاية 159 من سورة الانعام ..
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
كم هو جميل المحاوله بالإلتزام بهذه الايات الكريمه
بارك الله بكم أخي الكريم على الطرح الطيب
وفقكم الله,,
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
كُل الشكر
وفقتم,,
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
علي شكرا للمشاركه وفقك الله
اللهم صلي على محمد وال محمد
احسنتم اخي الغالي
وفقكم الله تعالى يا رب لكل خير
طرح جدا رائع في ميزان اعمالك يا رب
لا حرمنا جديدكم الولائي يا رب
نسألكم الدعاء