السيستاني وعلماء الشيعة والسنة يدعون إلى ضبط النفس
تفجير سامراء الثاني يجدد مخاوف اندلاع الحرب الأهلية
بغداد ـ وكالات: تدهور الوضع الأمني في بغداد وسامراء ومناطق أخرى من العراق، اثر تفجير مرقدي الإماميين العسكريين في مدينة سامراء، وسقوط قذائف هاون، اضافة الى تفجير عبوات ناسفة، ادى الى انهيار مئذنتي المرقدين، ما دعا الحكومة العراقية الى اعلان منع التجول في بغداد، فيما دعت القيادات السياسية والدينية الشيعية والسنية، وعلى رأسها المرجع الديني الشيعي الاعلى علي السيستاني، الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء فورة الغضب التي فجرها الحادث على غرار ما وقع بعد التفجير الاول قبل اكثر من سنة، حيث تصاعدت اعمال العنف والقتل الطائفي بشكل غير مسبوق فيما ادى الحادث الى انهيار امني في سامراء بعد ان استغل مسلحون الحادث لشن هجمات على المراكز الحكومية في المدينة.
وفي التفاصيل، قالت مصادر عراقية وامريكية متعددة ان المئذنتين انهارتا اثر وقوع انفجارين، وتباينت الروايات في شأن حقيقة الانفجار، حيث ذكر مصدر امني عراقي لوكالة الانباء الكويتية، ان »ارهابيين فخخوا وفجروا« المرقد، ما يعني انهم استخدموا عبوات ناسفة، لكن تلفزيون »العراقية« المحول من قبل الدولة قال ان »سقوط قذائف هاون قرب المرقد« ادى الى تدمير المئذنتين، المتهاويتين اصلاً منذ هجوم فبراير العام الماضي، وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية كان في مكان الحادث بأنه سمع دوي انفجارين بفارق زمني بسيط حوالى الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي اسفرا عن انهيار منارتي مرقد الامامين الحسن العسكري وعلي الهادي في سامراء (125 كلم شمال بغداد)«.
واضاف ان قوات الشرطة والجيش والقوات الأمريكية منتشرة بكثافة في المكان واغلقت الطرق المؤدية الى المرقد.
من جهته، اكد رئيس الوقف الشيعي الشيخ صالح الحيدري وقوع عملية التفجير. وقال »انها المرة الثانية التي يفجر فيها التكفيريون والارهابيون المرقد بشكل منظم. لقد ارادوا من خلالها اشعال الفتنة قطعا (...) وهذه اثارة كبيرة«.
الى ذلك، قال شاهد عيان من سكان سامراء »كنت في مكان مجاور للمرقد فسمعت دوي انفجار كبير هز المنطقة وبعدها تصاعد الغبار وغطى مساحات واسعة«.
واضاف »توجهت الى الشارع المطل على المرقدين فرايت احدى المنارتين منهارة بشكل كامل وبعد سبع دقائق بالضبط وقع انفجار اخر في المنارة الثانية التي سقطت على الارض بشكل عمودي«.
واكد ان السلطات الامنية كانت فرضت اجراءات امنية مشددة في المكان بحيث منعت عبور السيارات.
شجار
بدوره، قال مصدر امني رفض ذكر اسمه ان »قوة امنية وصلت عصر الثلاثاء من بغداد لاستلام مهمة حماية المرقد بدلا من القوة الموجودة هناك فحصل شجار تبعه اطلاق نار استمر ساعتين انتهى بسيطرة القوة القادمة من بغداد«.
وقد اكتفى مدير القيادة الوطنية في وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف بالقول »سمعنا بالحادث ونتحقق من الامر«.
منع التجول
وأعلنت محطة التلفزيون العراقية ان رئيس الوزراء نوري المالكي قرر فرض حظر التجول في بغداد اعتبارا من الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي من الاربعاء »حتى اشعار اخر«، وذلك في اعقاب تفجير سامراء.
وقال مصدر بارز بالحكومة العراقية ان الهجوم بمثابة ضربة خطيرة بالعراق، وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه »هذا نبأ سيئ جدا للعراق«.
الجيش الأمريكي
وحذر الجيش الأمريكي من ان الهجوم الجديد على مزار شيعي بسامراء من شأنه اثارة موجة أخرى من أعمال العنف الطائفية في العراق وأعلن أنه سيبقى الوضع قيد المراقبة الدقيقة.
وقال المتحدث الليفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر »استنادا الى نتائج هجوم العام الماضي.. نحن نراقب الوضع عن كثب«. وأشار الى أن الجيش الامريكي لم يجر بعد تقييما مستقلا للحادث الذي وقع في مسجد شيعي في سامراء.
السيستاني
من جانبه أطلق المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني نداءً دعا فيه العراقيين إلى ضبط النفس والهدوء وعدم الانجرار إلى الفتن.
وقال مصدر مقرب من السيستاني لوكالة الانباء الالمانية ان سماحته دعا العراقيين الى ضبط النفس وتفويت الفرصة على مثيري الفتن«.
مقتدى الصدر
وفي النجف (160 كلم جنوب بغداد)، اتهم الزعيم الشيعي رجل الدين الشاب مقتدى الصدر »ايادي الاحتلال الخفية التي تريد بنا السوء« بتفجير المرقد معلنا الحداد ثلاثة ايام.
واضاف في بيان »نهيب بالشعب العراقي المجاهد ان يدحض ويفشل المخطط الأمريكي الاسرائيلي البغيض الذي يهدف الى بث الفتنة وزع البغضاء بين المسلمين«.
وتابع الصدر »اين الحكومة من حمايته وبنائه وبدلا من ان تستعين بالمحتل في قصف المدن والتهجير والمداهمات عليها التقرب من شعبها لتخليص العراق ومقدساته من ايدي الاحتلال الكافر«.
واكد »اعلم ايها الشعب العراقي ان ما من سني يمد يده على مرقد يضم مثل هذين المعصومين (...) على جميع القوى الدينية والسياسية توحيد الجهود من اجل بناء المرقدين لكي نبعد شبح الحرب الطائفية الاهلية«.
واعلن »لتكن هذه الايام الثلاثة ايام حداد ونشر سواد ورفع الاذان والتكبير في مساجدنا سنية كانت ام شيعية وتنظيم مظاهرات سلمية واعتصامات ليشاهد الجميع ان عدو العراق الوحيد هو الاحتلال لذا على الجميع المطالبة بخروجه«.
وطالب »جميع القوى في البرلمان بالضغط على الحكومة من اجل القيام بواجباتها ازاء شعبها والا فهي ليست الحكومة الشرعية المطلوبة«.
وقال عبدالمهدي المطيري المسؤول الرفيع بالتيار الصدري »رد فعلنا هو عكس مايريده الاحتلال.. ندعو الى الوحدة نبذ الطائفية وندعو الى التهدئة والهدوء وعدم الرد«. وأضاف أن الحركة تحمل القوات الامريكية والحكومة العراقية المسؤولية عن الهجوم.
وتابع قوله »تفجير المنارتين عمل ارهابي ونحن نحمل المسؤولية لقوات الاحتلال بالدرجة الاساس ثم للحكومة الضعيفة..نحن نتساءل كيف تمكن الارهابيون من دخول المرقد وتفجير المرقد اذا لم يكن هناك تعاون مع القوات على الارض«.
الوقف السني
بدوره أدان الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس »ديوان الوقف السني« في العراق امس الاربعاء تفجير منارتي مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء ووصفه بأنه »عمل إجرامي«.
وقال السامرائي في تصريحات صحفية: »استنكر هذا العمل الاجرامي باسم ديوان الوقف السني وباسم الشعب العراقي«.
وأضاف: »سيبقى سيدنا علي الهادي باسم المحيا وسيكون مرفوعا على مدينة سامراء وما حدث اليوم ليس غريبا لاننا نصبح على تفجير علي الهادي ونمسي على تفجير الشيخ عبد القادر وفي اليوم التالي على المساجد والمنارات«.
وقال السامرائي »إن هذا العمل سيكون النهائي للمجرمين وان النفق سيغلق عليهم وأدعو الشعب العراقي إلى تفويت الفرصة وعدم الانجرار وراء الصراعات المذهبية والطائفية«.
واستبعد »حدوث أي نزاع أو صراع على خلفية هذا الانفجار الاجرامي لان أهل العراق أدركوا الفتنة«.
هيئة علماء المسلمين
من جانب آخر نددت هيئة علماء المسلمين في العراق بالحادث ودعت الى ضبط النفس وعدم القيام بأي رد فعل غير محمود العواقب.
وحمل المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين الشيخ عبد السلام الكبيسي القوات الامنية مسؤولية الحادث.
وقال لـ (كونا) ان الاعتداء وقع بالعبوات الناسفة تحت المنارتين بطريقة تبدو مشابهة الى حد كبير لما حصل للقبة الذهبية قبل اكثر من عام »الامر الذي يدل على تورط الاجهزة والقوات الحكومية في هذه الجريمة الجديدة«.
وأكد أن الهيئة وجهت ائمة المساجد الى الدعوة للتهدئة وضبط النفس واستنكار الحادثة.
ما نحن بحاجة اليه اكثر من استنكار
عندما تم التفجير لأول مرة تفجير القبة الشريفة ما ذا كان هناك غير استنكار من هنا و استنكار هناك
نحن بحاجة الى ما هو اكثر من استنكار بل الى رد فعل لا سكوت و ليبدأ بناء المرقد من جديد في أسرع وقت
اين الحكومة العراقية وزارة الداخلية المنوطة بحماية المراقد المطهرة؟؟
دمرة القبة ثم بعدها بشهور تدمر المنائر؟؟؟ ما هذا ؟؟
قضية حماية المراقد الشريفة التي هي ليست للعراقيين فقد بل لكل المسلمين شيعة و سنة معتدلين
يريدون نشر الفتنة نعم هذا الهدف نشر الفتنة من قبل الحاقدين على اهل البيت التكفيرين و النواصب لنسأل من المستفيد من ما يجري؟؟؟
يجب ان تكون هناك جهود لأخماد الفتن و لضبط الننفوس نعم هناك جهود من علمائنا من خلال توصيات الناس و البيانات الصادرة عنهم لكن نحن كأفراد علينا ان نكون اكثر وعي لما يحصل و لنعلم من وراء مثل هذه الأحداث و ما الهدف لنعمل ضد ما يريدون و لا نجعلهم يحصلون على مبتغاهم
تحياتي