|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 26730
|
الإنتساب : Dec 2008
|
المشاركات : 85
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
التعلم في الصغير
بتاريخ : 08-02-2009 الساعة : 05:44 PM
السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع)
التعلم في الصغر
بعد أن بلغ ولدي قاسم الربيع الخامس بدء يدرك الكثير من الأمور ويحب التعرف على الكثير من الأشياء، وكانت أجوبة الأسئلة الكثيرة التي يطرحها علّي تترسخ في دماغه، فهو يمتلك بفضل الله بالإضافة إلى ذكائه قدرة كبيرة على الحفظ، هنا بدأت بدوري أحفز هذه الموهبة لديه من خلال تعريفه على أهم المعالم التاريخية للدين الإسلامي الحنيف، وعلمته أسم النبي الأعظم (ص) وأهل بيته (ع) وأهم الحوادث التي مر بها أهل البيت (ع) وبالخصوص واقعة الطف، وكنت قد اصطحبته معي ذات مرة إلى كربلاء المقدسة لزيارة أبي الأحرار الإمام الحسين (ع) وبدأت اشرح له ونحن في الضريح المقدس عن أهم الأحداث التي جرت في ذلك اليوم العصيب وبدأت أرشده إلى قبر الإمام (ع) وقبور الأصحاب وهو منفتح السريرة متأمل الوجه، وبدا وكأن جميع جوارحه تنصت إلى حديثي وعينيه تدور حول ما أشير إليه حتى بدأت عينيه الصغيرتين تحمر شيئاً فشيئاً محاولاً طرد الدموع التي تساقطت كنثر اللؤلؤ، وبعد أن انتهينا من الزيارة وخرجنا إلى السوق، توقفنا أمام محل لبيع الألعاب. فقلت له: هيا يا حبيبي يا قاسم أختر اللعبة التي تريد باستثناء الأسلحة التي تمثل ثلثي بضاعة المحل من الألعاب، فقال لي ولدي قاسم: أريد ذلك السيف! فقلت له حبيبي قاسم قلت لك أختار أي شيء دون الأسلحة، خذ هذه السيارة أو تلك الكرة أو ذلك الأرنب. فقال مصراً: لا لا أريد أسلحة وإنما أريد ذلك السيف_كان يعتقد ولدي قاسم أن الأسلحة هي المسدسات والبنادق والدبابات فحسب_ قلت له: لماذا تصّر على السيف يا حبيبي؟ قال: لأقاتل أعداء الإمام الحسين(ع)..هنا ضممته إلى صدري وقبلت ما بين عينيه واشتريت له ذلك السيف، وبعد ذلك قلت له: ها يا قاسم هل تريد شيئاً آخر؟ فقال: نعم أريد حصاناً!! فقلت له: لا يوجد هنا سوق لبيع الجياد.فلما رأيته مصراً على طلبه قلت له: أنا أعرف ماذا تريد أن تفعل بالحصان لكن يا حبيبي الحصان ثمنه غالي وأنا لا أملك الآن المبلغ الكافي لشرائه، وعندما أستلم الراتب الشهري فسوف أشتري لك ما تريد. هنا بدأت أسئلة قاسم تأخذ منحاً آخر فقد فاجئني قائلاً: من يعطيك الراتب يا أبي؟ فقلت له: الدولة. قال: لماذا وما المقابل؟ قلت له: لني أعمل موظفاً في مؤسساتها. قال: وما هي وظيفتك يا أبي؟ هنا وصلنا إلى الباص الذي يقلنا إلى مدينتنا، فأجبته: اعمل موظفاً في دائرة الكهرباء. قال: هل تعطيكم الدولة الراتب لأنكم تعمرون أم لأنكم تدمرون؟! هنا ضحكت تعجباً لهذا السؤال المفاجئ، وقلت له: لا يا حبيبي لكي نعمر الوطن ونخدم المواطنين، هنا قال وهو يتثاءب هل وظيفتكم منح الكهرباء أم قطع الكهرباء؟ قلت له: يا حبيبي هذه مسائل لن تفهمها الآن وعندما تكبر قليلاً سوف تعرفها. فرأيته مصراً على رأيه حتى بعد أن غشيه النعاس، فقلت له: وظيفتنا هي توزيع الكهرباء على المواطنين بالتساوي، ولأن الكهرباء قليلة وضعيفة فنمنحها بالتساوي ونقطعها بالتساوي وهكذا. فقال لي: إذا كانت الكهرباء على هذه الحال أذن الآن أنتم ليس لديكم عمل لأنه لا توجد كهرباء، فإذن الدولة تمنحكم الراتب دون مقابل! هنا غط قاسم في نومٍ عميق محتضناً سيفه بعد أن تحرك الباص عائداً بنا إلى مدينتنا، هنا توجهت إلى القبة الشريفة لأودع أبي عبد الله (ع) وحمدت الله على هذه النعمة الفضيلة بعد أن قارنت بين طفولتي وبين طفولة ولدي قاسم، وكررت حمدي وشكري للعلي القدير، ودعوت الله سبحانه وتعالى أن يكون جميع أطفالنا بهذا الوعي لكي ننشأ جيلاً حسينياً واعياً.
|
|
|
|
|