بسمه تعالى
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن و أهلك أعدائهم من الأولين و الآخرين إلى قيام يوم الدين ...
سلام من الله عليكم و رحمة منه و بركة ...
تلكك النواصب طويلا بحجج واهية و باطلة و لا يقبلها العاقل المنصف حول موضوع هجوم اللعناء على دار الزهراء عليها السلام و عدم قتاله للقوم ليأخذ الخلافة منهم و هي حقه من الله و رسوله ... و من حججهم الواهية التالي :
هل علي جبان ( حاشاه و لعنة الله على من قالها بحقه ) ..؟؟
كيف لعلي البطل الشجاع صاحب الغيرة و الحمية المعصوم أن يسكت على هجومهم على داره و محاولة اقتياده للبيعة غصبا ..
و كيف يتجرأ عمر و أبو بكر الخ على أمير المؤمنين و الزهراء عليهم السلام؟
بالطبع أجوبتنا السابقة عليكم كانت دوما تتمحور حول شرح موقف أمير المؤمينن (ع) و أنه كان يحافظ على بيضة الاسلام و درء الفتنة و شرحنا لهم أن لم يقيده إلا الوصية من ابن عمه و حبيبه المصطفى ( ص و آله ) ..
و لكن عقول الوهابية لا تستوعب و لا تريد أن تستوعب أصلا فيتلككون و يلوون كلماتهم الحاقدة بألسنتهم
و من بين عشرات الردود و الحجج الدامغة التي قدمناها من قبل نضيف حجة أخرى لاتمام اقامة الحجة على القوم الظالمين ... نقول و الله المستعان ..
هل كان نبي الله هارون جبانا ؟؟؟
جاء بالقرآن الكريم قصته على نبينا و آله و عليه الصلاة و السلام :
اتخذ موسى من هارون وزيرا و خليفة له ..
{ وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي
هَارُونَ أَخِي }
{قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى }
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً }
و بعد قصتهم مع فرعون المعروفة استخلف النبي موسى أخاه هارون على قومه ليذهب لميقات ربه ...
{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }
اخلفني
أصلح
لا تتبع سبيل المفسدين
لندقق في هذه الكلمات ..
أولا : جعله خليفة له ..
ثانيا : أمره بالاصلاح ..
ثالثا : قال له لا تتبع سبيل المفسدين و هارون معصوم و استحالة أن يتبع دين آخر و هذه العبارة تعني أن هناك وصية بعدم السماح للمفسدين باتمام مخططهم بانجرار هاورن للفتنة التي أحدثوها و فيما يلي هناك توضيح آخر ..
============
وبعد أن ذهب نبي الله موسى إلى الميقات عكفوا على عبادة العجل و تركوا عبادة الله
{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ}
و عندها حاول هارون اعادتهم للحق .....
{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي }
استضعفوه و كادوا أن يقتلوه ...
نستعرض تفسير الطبري للآية و ما حدث :
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ أَسِفاً }؛ أي رجعَ مُوسَى من الجبل إلى قومهِ شديدَ الغضب حَزِيناً، { قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيۤ }؛ فَعَلْتُمْ خَلْفِي في غَيبَتِي بعبادةِ العجل، { أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ }؛ معناهُ: أسْتَبْطَأْتُمْ وعدَ ربكم الذي وعدَ في أربعين ليلةٍ،
قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَالَ ٱبْنَ أُمَّ إِنَّ ٱلْقَوْمَ ٱسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي }؛ أي قَهَرُونِي واستذلُّونِي وهَمُّوا بقتلِي، وكان هارون أخاهُ لأبيهِ وأُمِّهِ ولكنَّهُ قال (يَا ابْنَ أُمَّ) لِتَرَفُّقِهِ عليه، وعلى هذه طريقةُ العرب.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ ٱلأَعْدَآءَ }؛ لا تُفَرِّحْهُمْ عليَّ ولا تظُنَّ أنِّي رضيتُ بفعلِ القوم الظالمين، { وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ }؛ فلا تجعَلني مع عَبَدَةِ العجلِ في الغضب عليَّ، وكان هارونُ أكبرَ من موسى بثلاثِ سنين، وأحبَّ إلى بني إسرائيلَ من موسى.
وقولهُ تعالى: { ٱسْتَضْعَفُونِي } بعبادةِ العجلِ، وقولُه تعالى: { فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ ٱلأَعْدَآءَ } ، قرأ مجاهدُ ومالكُ بن دينارٍ: (فَلاَ تَشْمَتْ) بفتح التاءِ والميم، ورفعِ (الأَعْدَاءُ)، والشَّماتَةُ هي سرورُ العدوِّ.
======== انتهى التفسير
فسأل موسى هارون عن سبب سكوته ..
{ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا
أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي }
فقال هارون :
{ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }
و بهذه الآية :{ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }
و هذا يعني أن كان هناك وصية أوصى بها موسى هارون حتى قال هاورن هذه العبارة
(و لم ترقب قولي ) ..
فهو قد خشي الفتنة و افتراق بني اسرائيل و بهذا مخالفة لأمر موسى بالاصلاح و عدم اتباع سبيل المفسدين ( الذي تطرقنا له آنفا ) ..
===========
و هذا ما حدث مع أمير المؤمنين و سيد الوصيين و امام الموحدين علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام ...
فهو خاف على بيضة الاسلام و قيدته وصية أخيه رسول الله ( ص و آله ) ...
و هنا يحق لنا أن نطرح عليكم الأسئلة التالية :
1 - هل كان نبي الله هارون جبانا حين قال { إن القوم استضعفوني و كادوا أن يقتلوني } ..؟؟
2 - هل قبل أخاه موسى عذره بالسكوت أم لم يقبله ..؟؟
3 - هل تجرأ اليهود على نبي الله هارون أم لا ..؟؟
أنتم أمام خيارين كلاهما مر عليكم
إما أن تكذبوا القرآن الكريم و تقولوا هذا لم يحدث و هارون ليس جبانا فشهر سيفه و طاح بالناس قتلا و ذبحا ..
و إما أن تقروا أن أمير المؤمنين الفاروق علي (ع) سكت درءا للفتنة و للحفاظ على الاسلام بوصية أخاه و حبيبه رسول الله ( ص و آله )
تحياتي الكربلائية :cool: