ان الادلة على ولايتهم عليهم السلام واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار على وحن في هذا الكتاب نبين من العقل والنقل بعض ما جاء من ادلة على ولايتهم مقتبسون ذلك من القران الكريم والسنة الصحيحة من الصحاح والمسانيد السنية وخطابنا هو الخطاب القراني القائل: "... قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.." ونحن نقول: (هاتوا صحاحكم ان كنتم صادقين).
والان لنقراء معا بتمعن وانصاف هدفنا الاول والاخير هي(معرفة الحق واتباعة) ومعرفة الحق نشخصها باثبات ما تدعية الشيعة من ان اهل البيت هم الفرقة الناجة وان ولايتهم فرض على كل مسلم ومسلمة وان خلافة ما عداهم خلافة مغتصبة وو.. او نفي كل ذلك بالادلة والبراهين بالمناقشة العلمية فهذا هو اصل المسالة فاذا ثبتت الولاية فان ما قاله اهل البيت وثبت عنهم حجة ولا يجوز مخالفتهم ولم يعد الا البحث حول هل ثبت عنهم ما تدعي الشيعة من روايت ام لا فاهم شي اثبات ولايتهم لان من لا يؤمن بولايتهم لا يرى من واجبه اتباعهم اما من ثبت له ذلك فانه يلزمة اتباعهم في كل كبيرة وصغيرة لان طاعتهم هي بامر الله ورسوله ونحن في هذا البحث نبحث ادلة الشيعة من القران الكريم والسنة الصحيحة من الصحاح والمسانيد والتفاسير السنية لنرى هل طاعتهم واتباعم بامر الله ورسوله ام لا؟؟!!! فهل من محاجة اعدل من هذه لقوم يريدون المناقشة العلمية للوصول للحقيقة؟؟!!
الدليل الاول آية المباهلة
وهي قوله تعالى: " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين "(1).
____________
1- ال عمران: 61
وقبل ان نستدل بهذه الاية لابد ان نعرف معناها في كتب اللغة, فالمباهلة في اللغة: من البهل، والبهل في اللغة(1) بمعنى تخلية الشئ وتركه غير مراعى، كأن تترك الحيوان مثلا من غير أن تربطه بمكان وتتركه غير مراعى, وهذا المعنى موجود في الروايات بعبارة: فمن فعل كذا أوكله الله إلى نفسه. وهذا المعنى دقيق جدا وفي ألادعية يقال: ربنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، لو أن الإنسان ترك من قبل الله سبحانه وتعالى لحظة، وانقطع ارتباطه بالله سبحانه وتعالى، لانعدم ولهلك هذا الإنسان.
فمعنى المباهلة: أن يدعو الإنسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى أن يترك شخصا بحاله، وأن يوكله إلى نفسه.
قصة اية المباهلة:
ان القصة مشهورة وذلك عندما جاء الرسول ص وأبنائه وأهله معه إلى نصارى نجران(2) ليباهلهم فقال أسقفهم: إني لأرى وجوها لو طلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فطلبو المصالحة وهربوا من الباهلة(3).
اسئلة في الموضوع:
هناك اسئلة لابد ان تطرح وهي: من هم الذين اختارهم الرسول ص معه للمباهلة؟ ولماذا اختار الرسول ص هاؤلاء بالذات؟ وهل اختيارهم ثابت ام لا؟ وما هي الفضيلة في ذلك؟ ووو....؟؟؟؟.
الجواب: كما في السنة المتفق عليها عند الفريقين وفي الصحاح، والمسانيد، والتفاسير المعتبرة والروايات من جهة السند، معتبرة، ومقبولة عند الطرفين ان الرسول ص اختار فاطمة وعلي والحسنين ع.
فهنا جواب لسوؤالين (منهم؟ وهل هو ثابت؟) فلا بد وأن يكون الطرفان ملزمين بقبول تلك الرواية فمسلم والترمذي والنسائي وغيرهم من أرباب الصحاح يروون الخبر
____________
1- المفردات في غريب القرآن،. وفي القاموس وتاج العروس وغيرهما من الكتب الغوية يقو لون في معنى البهل أنه اللعن.
2- نجران مدينة بين مكة واليمن.
3- راجع: الكشاف 1 / 369، تفسير الخازن 1 / 242، السراج المنير في تفسير القرآن 1 / 222، تفسير المراغي 13 / 175.
بأسانيد معتبرة, والروايات في المصادر المذكورة تقول: (خرج رسول الله ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين، وليس معه أحد غير هؤلاء(1)).
نعم، هناك حديثا في السيرة الحلبية بلا سند يضيف عمر بن الخطاب وعائشة وحفصة وأنهما خرجتا مع رسول الله للمباهلة كما في(إنسان العيون) وفي كتاب تاريخ المدينة المنورة لابن شبة أنه كان مع هؤلاء ناس من الصحابة، وفي رواية في ترجمة عثمان بن عفان من تاريخ ابن عساكر أن رسول الله خرج ومعه علي وفاطمة والحسنان بكر وولده وعمر وولده وعثمان وولده.
نقول: ان هذه الروايات باطلة لعدة اسباب منها:
1- انها مقابل ما ورد في الصحاح والمسانيد وغيرها من الكتب المشهورة المعتبرة.
2- انها روايات آحاد.
3- روايات متضاربة فيما بينها.
4-: روايات انفرد رواتها بها، وليست من الروايات المتفق عليها.
5- روايات ليس لها أسانيد، أو أن أسانيدها ضعيفة.
واما من فسرها في علي وفاطمة وابنيهما فقد ذكرنا الصحاح والمسانيد, وكذا اهم تفاسير اهل السنه كتفسير الطبري والزمخشري والرازي، وابن كثير، وغيرها من التفاسير(2).
والسبب في اختيارهم هو الفضيلة لان ذلك يثبت إمامة أمير المؤمنين وابنائه المعصومين ع في هذه الآية اذ في الروايات الواردة في تفسيرهاكلمة: (وأنفسنا) فعلي نفس الرسول ص بالمعنى المجازي، وهوأقرب المجازات إلى الحقيقة بان يكون علي مساويا لرسول الله ص، ال في النبوة بالإجماع على أنه لا نبي بعد رسول الله، وتبقى بقية مزايا رسول الله، وخصوصيات رسول الله، موجودة في علي وابنائه بمقتضى هذه
____________
1- صحيح مسلم 7 / 120، مسند أحمد 1 / 185، صحيح الترمذي: 5\596، خصائص أمير المؤمنين: 48 - 49، المستدرك على الصحيحين: 3\150 فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 60، المرقاة في شرح المشكاة 5 / 589، أحكام القرآن للجصاص 2 / 16، تفسير الطبري 3 / 212، تفسير ابن كثير 1 / 319، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 2 / 38، الكامل في التاريخ 2 / 293، أسد الغابة في معرفة الصحابة 4 / 26، وغيرها.
2- راجع تفسير اية المباهلة في التفاسير المذكورة.
الآية المباركة وغيرها كاية التطهير والانسان ووو.....وكذا ابنائه المعصومين ع الذين سنثبت في هذا البحث انهم الائمة المنصوبين من قبل الله تعالى ومن خصوصياتهم حضورهم في المباهلة وما ثبت لعلي والحسنين من فضل فيثبت للبقية من الائمة الطاهرة لما ورد من الادلة انهم هم الحجج واحد بعد اخر, ومن خصوصيات رسول الله: العصمة، فآية المباهلة تدل على عصمة علي بن أبي طالب قطعا ومن خصوصيات رسول الله: أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم كرسول الله قطعا وابنائه من بعده.
ولعل أول من استدل بهذه الآية المباركة هو أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة، وهذه القصة مشهورة، وكلهم أقروا بما قال أمير المؤمنين وصدقوه في ما قال وهذاالاحتجاج في الشورى مروي أيضا من طرق السنة أنفسهم(1). وأيضا هناك روايات أن المأمون العباسي سأل الإمام الرضا ع)قال: هل لك من دليل من القرآن الكريم على إمامة علي، أو أفضلية علي؟ كمايذكرون في ترجمته كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي وغيره فذكر له الإمام ع آية المباهلة، واستدل بكلمة: (وأنفسنا)(2).
وهذه الاية قد اعترف اعترف الكثيرون انه لم يخرج مع الرسول ص الا علي وفاطمة والحسنين ع, بل حتى ابن تيمية الذي من طبيعته تكذيب فضائل اهل البيت ع قد اعترف بعدم خروج أحد مع رسول الله في قضية المباهلة غير هؤلاء الأربعة إلا أنه يقول بأن عادة العرب في المباهلة أنهم كانت عادتهم أن يخرجوا الأقرب نسبا وإن لم يكن ذا فضيلة وإن لم يكن ذا تقوى، وإن لم يكن ذا منزلة خاصة أو مرتبة عند الله سبحانه وتعالى، يقول هكذا. لكنه يعترض على نفسه ويقول: إن كان كذلك، فلم لم يخرج العباس عمه معه؟ والعباس أقرب إلى رسول الله من علي، فحينئذ لم يخرج معه؟ يقول في الجواب يقول بأن العباس لم يكن في تلك المرتبة لأن يحضر مثل
____________
1- ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 3 / 90 الحديث 1131.
2- الفصول المختارة من العيون والمحاسن: 38 و تاريخ الخلفاء: 306.
هذه القضية، يقول ابن تيمية فلذا يكون لعلي في هذه القضية نوع فضيلة. بهذا المقدار يعترف، وهذا اعتراف من مثل ابن تيمية بفضيلة لعلي في هذه القضية.
ونجيبه على قوله ان العرب تاخذ الاقرب في المباهلة بقولنا:
اولا: ان الرسول هو القدوة الحسنة لكل مسلم وكلامه وفعله ليس عن الهوى ان هو الا وحي يوحى.
ثانيا: ان العباس (رض) هو اقرب من علي ع بالاجماع ان العم اقرب من ابن العم فلم ياخذ الا علي (ع).
ثالثا: ان الامام علي (ع) له فضائل ودلائل غير اية المباهلة تدل على اولويته بالخلافة بل وجوب اتباعة ثبتت من الصحاح والمسانيد والتفاسير السنية المعتبرة + اجماع الشيعة.
رابعا: ان الكثير يعترف بانها فضيلة لعلي لا يشاركها فيها أحد(1).
ويقول ابن تيمية: لم تكن الفضيلة هذه لعلي فقط، وإنما كانت لفاطمة والحسنين أيضا، إذن، لم تختص هذه الفضيلة بعلي. وهذا كلام مضحك جدا، وهل الحسنان وفاطمة يدعون التقدم على علي؟ وهل كان البحث في تفضيل علي على فاطمة والحسنين؟؟!! قال علي عليه السلام لشخص فضله على النبي صلى الله عليه وآله: ويحك إنما أنا عبد من عبيد محمد!! وكل رواية تقول: إن عليا أفضل من النبي صلى الله عليه وآله فهي عندنا مردودة, وان البحث في تفضيل علي على أبي بكر لا على اهل البيت فيما بينهم!!
وابن تيمية يعترف في أكثر من موضع من كتابه منهاج السنة بقبح تقدم المفضول على الفاضل، ولذلك يناقش في فضائل أمير المؤمنين لئلا تثبت أفضليته من الشيخين. وفي قضية المباهلة روايات أن رسول الله يقول لعلي وفاطمة والحسنين: إذا أنا دعوت فأمنوا(2). أي فقولوا آمين، وأي تأثير لقول هؤلاء آمين، أن يقولوا لله سبحانه وتعالى بعد دعاء رسول الله على النصارى أن يقولوا آمين، أي تأثير لقول هؤلاء؟ ألم يكف دعاء رسول الله على النصارى حتى يقول والحسنين وهما صغيران أن يقول لهم قولوا
____________
1- أنظر: إحقاق الحق 3 / 62.
2- الكشاف 1 / 368، الخازن 1 / 243، وغيرهما.
آمين!!!!!نعم فالامام علي ع كان كهارون ع يشدد ازره ويصدق موسى في رسالته، وهارون كان شريكا لموسى في رسالته وهذا معنى: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فالامام علي ع كهارون الا انه لا نبي بعد محمد ص, والرسول ص مرة يعبر ان الامام علي ع منه ومره نفسه كاية الباهلة وغيرها ومرة يعبر انه منه ومرة خليفته ومره اخيه و... .