|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 21980
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 210
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الحوزوي1
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 04-09-2008 الساعة : 02:53 AM
*اختلاف الشيعة في المهدي:
القول بأنه لابد من إمام معصوم يرجع إليه الناس في أحكام دينهم. نقول: هذا حق، وهو واحد، وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وأما باقي كلامهم أنه لابد أن يكون من ولد الحسين وأنه هو المهدي المنتظر فهذا ما سيناقش في أدلتهم النقلية.
رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: [[إن الأرض لو خلت طرفة عين من حجة لساخت بأهلها]]. [الكافي (1/179)]
ورووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال للحسين: (هذا إمام ابن إمام أخو إمام، أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، اسمه كاسمي، وكنيته ككنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً).
وقالوا: هذا الحديث مشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد توارثته الشيعة في البلاد المتباعدة خلفاً عن سلف، وهناك أحاديث أخرى تدور حول هذا الموضوع بنفس هذه الروايات تقريباً.
أما الأثر الأول وهو: [[لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها]] لا شك أنه كذب، وذلك أن الواقع يشهد ببطلانه، وقد كانت فترات بين الرسل ولم تسخ الأرض بأهلها.
وأما الحديث الذي نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال للحسين: (هذا إمام، ابن إمام، أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم...) لا شك أنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكذا قولهم: توارثته الشيعة في البلاد المتباعدة، خلفاً عن سلف، نقول: هذا أيضاً كذب حتى على الشيعة؛ وذلك أن هذا الحديث لا ينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فرقة واحدة من فرق الشيعة التي بلغت قريباً من سبعين فرقة، كلها تكذب هذا الحديث، فرقة واحدة فقط من هذه السبعين من فرق الشيعة هي التي تؤمن بهذا الحديث، أما سائر طوائف الشيعة فيقولون عن هذا الحديث: إنه كذب كالزيدية، والإسماعيلية، والفطحية، والكيسانية، والبترية، والجارودية، والمختارية، والكربية، والهاشمية، والراوندية، والخطابية، والناوسية، والقرامطة، والواقفة، المنطورة، والنميرية وثلاث عشرة فرقة أخرى كلهم خالفوا الاثني عشرية في هذه العقيدة، وقالوا: إنه ليس هناك ولد بعد الحسن العسكري.
وأما الحديث الذي استدلوا به فالصحيح منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً) كما بينا ذلك قريبا.
ومن الأدلة على كذب الحديث الذي استدلوا به: أن كثيراً من الشيعة القدماء لم يكونوا على علم به؛ فدل على أن هذا الحديث مصنوع موضوع وضع بعد ذلك بمدة طويلة؛ ولذلك اختلف الشيعة تقريباً بعد وفاة كل إمام من يكون الإمام بعده، وهذا زيد بن علي بن الحسين -عم جعفر الصادق أخو محمد الباقر، ابن علي بن الحسين- بعث إلى الأحول وهو مستخف -بعث إليه زيد بن على بن الحسين- وطلب نصرته، فأبى الأحول وقال: [[إن كان الخارج أباك أو أخاك خرجت معه، أما أنت فلا، فقال له زيد: يا أبا جعفر! كنت أجلس مع أبي على الخوان -يعني: على طاولة الطعام- فيلقمني البضعة السمينة، ويبرد لي اللقمة الحارة حتى تبرد شفقة علي، ولم يشفق علي من حر النار إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به، فقال الأحول: جعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك، خاف عليك ألا تقبله فتدخل النار –أي: لا تقبل أن المهدي أو إن الإمام بعد علي بن الحسين هو أخوك محمد ولست أنت، وبعد أخيك محمد هو جعفر ابنه ولست أنت- قال: ما أخبرني أبي بهذا، كيف أخبرك ولم يخبرني وهو أبي، يشفق علي من اللقمة الحارة، يبردها لي حتى يضعها في فيّ، ولا يشفق عليّ من حر النار، قال:خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار، وأخبرني أنا فإن قبلت نجوت، وإن لم أقبل لم يبال أن أدخل النار]]. [أخرجه الكليني في الكافي (1/174)]
وهذا الكلام باطل، إذ يلزم من هذا ألا يخبر جميع أهل البيت أولادهم ولا أعمامهم ولا أخوالهم ولا باقي أقاربهم خشية ألا يقبلوا فيدخلوا النار، وهكذا لا ينتهي هذا المسلسل من الطعن في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من شرذمة يدّعون محبتهم، الآن زيد وبعده سيأتينا الطعن في جعفر بن علي الهادي، كما طعنوا في أبناء عم الحسن العسكري، وقبلهم طعنوا في محمد بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن جعفر الصادق، وأولاد الحسن بن علي، والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وابنه عبد الله بن عباس، ثم يدعون بعد ذلك محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، قبح الله تبارك وتعالى هذا الحب!
وكذلك ما يدل على كذب هذا الادعاء أنهم يقولون ويروون: إن الإمام السابق لا يموت حتى يعلمه الله إلى من يوصي،وأن الإمام التالي يعرف إمامته في آخر دقيقة من حياة الأول، وهذا موجود في كتاب: [تطور الفكر السياسي (ص64)].
وهذا زرارة بن أعين أوثق رواة الشيعة على الإطلاق ومن المقربين إلى الإمامين الباقر والصادق يموت وهو لا يعرف إمام زمانه، ولما وقع الموت في زرارة واشتد به، قال لعمته: [[ناوليني المصحف. فأخذ المصحف وفتحه ووضعه على صدره وقال: يا عمة! اشهدي أن ليس لي إمام غير هذا الكتاب]]. [هذا في رجال الكشي صفحة (139)]
ولما مات جعفر الصادق رضي الله عنه بايع أكثر أقطاب الإماميه ابنه عبد الله، وجاءوا يسألونه وهم هشام سالم الجواليقي، ومحمد بن النعمان الأحول -هذا الذي مر بن قريباً- وعمار السباطي وغيرهم حتى قال هشام بن سالم: [[خرجنا منه –أي: من عند عبد الله بن جعفر الصادق- ضلالاً لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد]]. [وهذا ذكره صاحب الكافي الكليني (1/351)]
إن الأدلة على عدم إمامتي الثاني عشر كثيرة، فمن كتب الشيعة: ما روي عن علي الهادي -جد المهدي المنتظر على حسابهم- قال: [[أبو محمد ابني -الحسن العسكري- أنصح آل محمد غريزة، وأوثقهم حجة، وهو الأكبر من ولدي، وهو الخلف، وإليه تنتهي عُرى الإمامة وأحكامها]]، هذا دليل على أنه لا أحد بعد الحسن العسكري.
وكذلك جاء في الحديث: (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من أهل بيتي، اسمه على اسمي، واسم أبيه على اسم أبي)، والرسول صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم اسمه: محمد بن عبد الله، والمهدي عندهم اسمه محمد بن الحسن فكيف يكون اسمه على اسم النبي، واسم أبيه على اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم، هذه إشكالية عظيمة!
ولهذا حل هذه الإشكالية أبو الحسن الأربلي واسمعوا لهذا الجواب العجيب! قال: (كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبطان أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين، ولما كان الحجة من ولد الحسين أبي عبد الله -الحجة يعني: المنتظر من أولاد الحسين أبي عبد الله- وكانت كنية الحسين أبا عبد الله، فأطلق النبي صلى الله عليه وسلم على الكنية لفظ الاسم، لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه، وأطلق على الجد لفظه الأب فكأنه قال: اسمه اسمي فأنا محمد وهو محمد -هذه ما فيها إشكالية، الإشكالية أين؟ في اسم الأب- وتواطئ كنية جده الحسين هو أبو عبد الله). [وهذا في كتابه كشف الغمة في معرفة الأئمة (2/443)]
انظر أين رجع، هذه تصدق على كل أمة محمد، كل رجل اسمه محمد فتش عن أحد أجداده من أبيه أو من أمه اسمه أبو عبد الله أو اسمه عبد الله كي يصدق عليه أنه المهدي المنتظر، وهذا الهراء لا أظنه يقبله عاقل ولكن كما قال المتنبي:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم
|
التعديل الأخير تم بواسطة الحوزوي1 ; 04-09-2008 الساعة 02:55 AM.
|
|
|
|
|