|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 22423
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 27
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادم_الأئمة
المنتدى :
المنتدى الفقهي
الحديث عن فكر السيد الحسني
بتاريخ : 18-09-2008 الساعة : 07:01 AM
الحديث عن فكر السيد الحسني
الحديث عن التجديد في فكر السيد الحسني دام ظله يتطلبمنا إن نتحدث بإيجاز عن معنى التجديد في المجال الفكري الإسلامي. ويرى بعض الباحثينإن التجديد مفهوم أصيل في الثقافة الإسلامية ورد لأول مرة في حديث يرونه عن الرسولمحمد (ص) قال فيه : (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لهادينها). وفي هذا يتعين علينا استدعاء التمييز بين المصادر التأسيسية للإسلام وبينالنتاج المعرفي الذي قدمه ويقدمه العلماء والمفكرون المسلمون وما يعنيه التجديد فيكل واحد من هذين المجالين. فالمصادر التأسيسية وهي القران وما ثبت من السنة ذاتمصدر الهي بالمعنى والنص كما هو الحال بالنسبة للقران الكريم، وبالمعنى دون النصكما هو الحال بالنسبة للسنة الشريفة. وليس من المتصور إن يعني التجديد بالنسبةللقران والسنة إضافة شئ إليهما أو إحداث تغيير في نصوصهما لأن معنى هذا التحريفالمحرم فيهما. فنحن نتلقى القران الكريم ونتعبد به، تصديقا واعتقادا وعملا، كماانزله الله على نبيه محمد (ص) كما إننا نتعبد بالسنة كما صدرت من الرسول (والأئمةالمعصومين من أهل بيته، عند الشيعة الأمامية ألاثني عشرية)، قولا وفعلا وتقريرا. وهنا يصح القول إن (تجديد الإسلام شيء لامعنا له) و لايعني التجديد ومن ثم الاجتهادفي هذا المجال سوى تطوير فهم القران والسنة منهجا وعمقا واتساعا عن طريق إعمالالذهن فيهما وتكوين علاقات جديدة بين مفرداتهما يمكن من خلالها اكتشاف، بل توليدالمزيد من الأفكار والمفاهيم منهما. وهذا هو معنى التدبر في القران الذي دعا إليهالإسلام، أو استنطاقه كما ورد عن الإمام علي عليه السلام.
إن ثمرة هذا التدبيرأو الاستنطاق هي ما نسميه الفكر الإسلامي باعتباره ثمرة (التفاعل بين عقل المسلمينوإحكام الدين الأزلية) وهو بهذا المعنى فكر بشري. والتجديد في هذا الفكر يختلف منحيث الجوهر والطبيعة عن معنى التجديد في فهم المصادر التأسيسية. ان التجديد فيالفكر يتضمن معنى النقد والتخطئة والتجاوز وابتداع فكر جديد كلما دعت الحاجةوالضرورة الى ذلك على ان يتم ذلك كما هو مقرر ومعروف ضمن الاطر الحاكمة التي وضعتهاالنصوص التأسيسية.
السيد الحسني دام ظله و تجديد انتاج الفكرالاسلامي
لعب السيد الحسني دام ظله دورا واضحا في تجديد انتاج الفكرالاسلامي تحقق في ما يلي:
اولا: توليد افكار جديدة واستنباط احكام جديدة تتطلبهاالضرورة الواقعية التي يواجهها المجتمع الاسلامي ويخضع هذا الجانب من التجديد الىجدلية النص الثابت والواقع المتغير والمتجدد. ان القول بصلاحية الاسلام لكل زمانومكان يفرض على الفكر الاسلامي مواكبة حركة الواقع ورصد اتجاهاته ومن ثم الاستجابةلمتطلباتها ومتغيراتها. ولهذا اعتبر الفقهاء ان (الزمان والمكان عنصران اساسيان فيالاجتهاد) لقد كلفت الشريعة الاسلامية المسلمين بالرجوع الى العلماء بالنص الاسلاميلمعرفة حكمها في (الحوادث الواقعة). وهذا يعني ان على هؤلاء العلماء والفقهاء معرفةهذه الحوادث المستجدة واستخراج الحكم الشرعي بشأنها من مصادر التشريع أي القرانوالحديث.فكان سماحته هو الاجدر والاصلح والاعلم في هذا المجال .
ثانيا: نقدالموروث الفكري وتجاوز ما عفى عنه الزمن من افكار السابقين. ان الفكر الاسلامييتألف من طبقات تمثل كل واحدة منها مرحلة تأريخية معينة واستجابة لمتطلبات تلكالمرحلة. ولايعني صدور هذا الفكر من لدن فقهاء عظام ومفكرين راسخين في العلماعتباره مطلق الصحة والصلاحية على مر العصور وعلى مختلف الاماكن او اعطاءه صفة فوقتاريخية تجعله في منأى عن المراجعة واعادة النظر لان هذه صفات لا تنطبق الا علىالقران والسنة. ويعتبر هذا هو جوهر التجديد في الاجتهاد (على اساس ان نعطي الفرصةلانتقاد التجارب الفكرية او الفقهية في فهم الاسلام في محاولة جديدة لفهم يكتشفعناصر الخطأ في الفهم السابق كما يكتشف عناصر الصواب). وقد مرت على الفكر الاسلاميفترة ساد فيها تقديس السابقين ومهابتهم مما ادى الى ركود الحركة الفكرية الاسلاميةوتوقف حركات التجديد والابداع في اطار عملية الاجتهاد الجائزة شرعا. يقول ابن خلدون : ((ووقف التقليد في الامصار على هؤلاء الاربعة (اي الفقهاء اصحاب المذاهب الفقهيةالمعروفة)، ودرس المقلدون لمن سواهم. وسد الناس باب الخلاف وطرقه لما كثر تشعبالاصطلاحات في العلوم، ولما عاق عن الوصول الى رتبة الاجتهاد، ولما خشي من اسنادذلك الى غير اهله، ومن لا يوثق برأيه ولا بدينه، فصرحوا بالعجز والاعواز، وردواالناس الى تقليد هؤلاء ، كل من اختص به من المقلدين، وحظروا ان يتداول تقليدهم لمافيه من التلاعب، ولم يبق الا نقل مذاهبهم ....ومدعي الاجتهاد لهذا العهد مردودمنكوص على عقبيه مهجور تقليده.)) وذكر الشيخ محمد مهدي شمس الدين ان شخصية الشيخالطوسي هيمنت على الحياة العلمية زمنا ليس بالقصير ركدت فيه الحركة العلميةالابداعية وغدت كتبه واراؤه مدار البحث بين الفقهاء وتهيب كثير منهم مخالفته، ولمتنته هذه الفترة الا بظهور الشيخ ابن ادريس (ت 598) صاحب (السرائر) الذي وضع اقوالالشيخ الطوسي واجتهاداته موضع الدراسة والنقد وفتح باب النقاش فيها.وسماحة السيدالحسني جاء في زمن ازدهار الحوزة بعلمين من اعلام الاسلام الا وهما السيد باقرالصدر والسيد محمد صادق الصدر قدست اسرارهما فكان هو المكمل والمتمم لهؤلاء الاعلاموكان هو المتصدي الوحيد في زمانه الذي قال انه الاعلم وتحدى ولم ينبري احد ويتقبلالنقاش والمناظرة .
ثالثا: استيعاب مستجدات العصر التي تبتكرها المجتمعاتالبشرية في سياق صيرورتها التاريخية وادخالها في المنظومة الفكرية الاسلاميةوالحياة الاجتماعية الاسلامية ضمن منهجية تحدد مايفيد حقيقة وما لا يفيد، وتفصلبينه وبين الاساس الايديولوجي الذي تولد عنه وتربطه في السياق الحضاري الاسلامي مناجل المحافظة على موقع الاسلام القيادي في حكم الحياة وتوجيهها. وهذا يتطلب فهم هذهالمستجدات ونقدها وتطويعها تمهيدا لأسلمتها فكريا واجتماعيا. كما يتطلب هذا فهماليات وقوانين اشتغال العلاقات بين الحضارات المختلفة وتفاعلها فيما بينها وتأثرهابعضها البعض. لقد برهنت الخبرة التاريخية على ان العزل الحضاري غير ممكن بل انهمخالف للسنن التاريخية الالهية، كما لم يقف الاسلام في وجه هذا التفاعل الحضاري بلتقبله واستفاد منه في تطوير الحياة المدنية والفكرية للمجتمعات الاسلامية.فكانتسماحته دام ظله نورا وقبسا في ظلمة احداث العراق وفتنته في ظل الاحتلال حيث اخذتالناس تتخبط ولا تعرف موقفها من الاحتلال والانتخابات والدستور وغيرها فكانت بياناتسماحته قبسا ومنارا لانقاذ الناس من الضياع ....بالاضافة الى تصدي سماحته لكلادعياء الدعوات المهدوية الزائفة من خلال الرد العلمي والاخلاقي والمجادلة بالتي هياحسن
|
|
|
|
|