الزميل عبد محمد اقرأ هذه هداك الله
توسل رجل بالنبي ( ص ) للدخول على عثمان
: (حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرسالمصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرجحدثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكيعن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامةبن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فيحاجة .......الخ
إن هذه القصة ضعيفة وليست بصحيحة بل معلة منأوجه:
أولا: تفرد شبيب بن سعيد بها كما قاله الطبراني، وشبيب بن سعيد هذا لخصالحافظ ابن حجر كلام أهل الجرح والتعديل فيه فقال: "لا بأس بحديثه من رواية ابنهأحمد عنه، لا من رواية ابن وهب" اهـ من التقريب.
وهذا السند كما ترى من طريق ابن وهب عنه. وقد قال ابن عدي في ترجمة شبيب: "وحدث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير..." ثم قال: "وكأن شبيبا إذا روى عنه ابنه أحمدبن شبيب نسخة يونس عن الزهري إذا هي أحاديث مستقيمة، ليس هو شبيب بن سعيد الذي يحدثعنه ابن وهب بالمناكير الذي يرويها عنه، ولعل شبيبا بمصر في تجارته إليها كتب عنهابن وهب انتهى كلامه
ويتخلص من كلامه أمران هامان:
أحدهما: أن رواية أحمد بن شبيب عن أبيه مستقيمة بشرط أن يكون شيخ أبيه يونسفقط وأما روايته عن أبيه شبيب عن غير يونس فتبقى على الجادة وهي عدم الإحتجاج بها. وتعليل هذا: أن شبيبا عنده كتب يونس وكان يحدث منها فلذا جاءت أحاديثه عنه مستقيمةكما تقدم في كلام ابن عدي.
ثانيهما: أن أحاديث ابن وهب عن شبيب منكرة جميعها، وهذا الحديثمنها.
فإن قيل: قد روى البيهقي هذا الحديث من طريق أحمد بن شبيب بن سعيد عن أبيهعن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة سهل بن حنيف عن عمه عثمان بنحنيف قال: ... فذكره "6/167 من دلائل النبوية". فهذه متابعة لابن وهب من رواية أحمدعن أبيه وهي جيدة.
قلنا: تقدم أن قبول رواية أحمد عن أبيه مشروطة بكونها عن "يونس بن يزيد" وهذا منتف هنا، فإن السند من رواية شبيب عن روح.
ومما يدل على أن هذه الرواية ليست بمحفوظة: أنه تارة يذكر القصة، وتارةيهملها كما عند البيهقي في الدلائل6/167ـ168
بالوجهين. وعند شيخه الحاكم فيالمستدرك 1/526 بالوجه الثاني وكذا عند ابن السني في عمل اليوم والليلة ص 170.
وقد رواه الحاكم في مستدركه من طريق: عون بن عمارة البصري ثنا روح بن القاسمعن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان..به بدون ذكر القصةوهذا هو المحفوظ فهذا الاختلاف يوجب رد هذه القصةواطراحها.
الوجه الثالث: أن المتفرد بهذه القصة "شبيبا" قد خالف الثقات الأثبات الذينرووا الحديث مجردا عن القصة في السند والمتن.
قال شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ كما في مجموعالفتاوى 1/268: فرواية شبيب عن روح عن أبي جعفر الخطمي خالفت رواية شعبة وحماد بنسلمة في الإسناد والمتن، فإن في تلك أنه رواه: أبو جعفر عن عمارة بن خزيمة، وفي هذهأنه رواه عن أبي أمامة.
وفي تلك الرواية أنه قال: "فشفعه في، وشفعني فيه" وفي هذه: "وشفعني في نفسي" انتهى
ولا شك أن رواية شعبة وحماد أولى بالقبول من رواية هشام. فضلا عن رواية شبيبالموصوف بضعف الحفظ، المختلف عليه في هذه الرواية.
بقي أن يقال: هناك متابع لأحمد بن شبيب في روايته عن أبيه بذكر القصة، هو: إسماعيل بن شبيب أخو أحمد.
والجواب أن إسماعيل مجهول لا يعرف.
قال الشيخ المحدث محمد ناصر الدين في رسالته "التوسل": أما إسماعيل فلاأعرفه، ولم أجد من ذكره، ولقد أغفلوه حتى لم يذكروه في الرواة عن أبيه" اهـ.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذه القصة موضوعة وملصقة بالحديث لأنها معارضةلكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولفعل الصحابة رضي اللهعنهم.