|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 22426
|
الإنتساب : Sep 2008
|
المشاركات : 246
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الياسر@
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 27-09-2008 الساعة : 02:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابتدع أهل السنة صلاة التراويح وهي قيام ليالي شهر رمضان جماعة . ودليلهم أن عمر بن الخطاب هو الذي جمع الناس على إمامف واحد ولم يشرعها النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولم يسنها بل كانت سنة عمر . على أن عمر بن الخطاب قال معترفاً بأنها ليس من تشريع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بل هي بدعةً ابتدعها إلاّ أنه وصفها أنها بدعة حسنة .
قال عبد الرحمن بن عبد القاري : (خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط . فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ، ثم خرجت معه في ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر : نعمت البدعة هذه ... ) فقه السنة للسيد سابق 226:1 هذا هو دليلهم ، فلم يكن لهم دليل آخر سوى ما ابتدعه عمر . راجع محاضرة الأوائل : 198 وشرح المواهب للزرقاني 149:7
على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان قد نهى عنها وإليك ما رواه البخاري : حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا وهيب قال : حدثنا موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر عن يسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) اتخذ حجرة قال : حسبت إنه قال من حصير في رمضان فصلى فيها ليالي ، فصلى بصلاته ناسٌ من أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد ، فخرج إليهم فقال قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ، فصلوا أيها الناس في بيوتكم ، فإن أفضل الصلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة . البخاري كتاب الصلاة باب صلاة الليل 186:1 دار الفكر .
وأنت ترى صراحة نهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن الإتيان بهذه الصلاة ، ومن ثم اعترف عمر بأنها لم تسن من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بل ابتدعها من عنده ، علماً أن البدعة : الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال . وقال ابن السكيت : البدعة كل محدثه . راجع لسان العرب لابن منظور باب بدع .
ومن الغريب تقسيم ابن الأثير البدعة إلى بدعتين بدعة هدى وبدعة ضلال ، وقال : فما كان خلاف ما أمر الله به ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فهو في حيز الذم والإنكار ... إلى أن قال : ومن هذا النوع قول عمر رضي الله عنه : نعمت البدعة هذه ، لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح سماها بدعة ومدحها لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يسنها لهم ... ، انتهى كلام ابن الأثير ـ وهذا كما ترى ـ من غريب ما يعتذر به ، فاعترافه بدعة وإنها لم يأمر بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولم يسنها دليل كاف على أنها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . هذا ما رووه أهل السنة فضلاً عن الشيعة . فكيف تكون بعد ذلك البدعة نوعان بدعة هدى وبدعة ضلال ؟ وهذا العذر يمكن أن يعتذر به كل أحد فإذا قلنا للسارق لماذا سرقت قال السرقة نوعان سرقة حرام وسرقة حلال ، وهذه سرقتي حلال فعلتها طلباً لقوت أطفالي ، وهكذا الزنا نوعان زنا حلال وزنا حرام فإن الزاني يحتج أنه يزني للترفيه عن نفسه وهكذا يمكن أن تفتح باباً للاعتذار عن كل ذنب ومعصية ، ولا يحق لأحد الاعتراض عليه بعد ذلك .
على أنه يمكن لأي أحد أن يبتدع صلاةً معينة أو عملاً معيناً ويقول هي بدعة ولكن نعمت البدعة هذه ... كما فعل من قبلي عمر ، وأنت تعلم أيها الأخ ، أن العبادة أمرٌ توقيفي أي أنها موقوفة من قبل الشارع فما لم يأمر به الشارع فلا يجوز الإتيان به ، فكيف نتعبد بأمرف نهى عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ؟!
أليس العبادة هي التقرب إلى الله تعالى ، فكيف نتقرب إلى الله بشيء مبغوض فإن الأمر المنهي عنه مبغوض عند الله إذ لا ينهي النبي عن شيء إلاّ كونه مبغوض فكيف نتقرب إلى الله بشيء مبغوض ؟! وهل فات النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) تشريع صلاة التراويح إذا كانت مندوبة عند الله ومطلوبة ، فهل غفل عن ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وسبقه إلى ذلك عمر ؟! سؤال نطرحه إلى كل من رأى محبوبية صلاة التراويح وتشريعها . فإننا أتباع سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وليس سنة أحد ، فكل سنة دون سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أعاذنا الله وإياك من البدع ووفقنا لسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) .
ودمتم سالمين
|
|
|
|
|