الوقايع التي وقعت عند ولادته صلى الله عليه و آله و سلم
بحار الأنوار : ج 15 ص 257
عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله الصادق صلى الله عليه واله قال : كان إبليس لعنه الله يخترق السمآوات السبع ، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سمآوات ، وكان يخترق أربع سمآوات ، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه واله حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن امية : وكان من أزجر أهل الجاهلية : انظروا هذه النجوم التي يهتدي بها ، ويعرف بها أزمان الشتآء والصيف ، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ، وأصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه واله ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة أيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السمآوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانسربت في بلادهم ، وانقصم طاق الملك كسرى من وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العورآء ، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا ، والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة ، وبطل سحر السحرة ، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها ، وعظمت قريش في العرب ، وسموا آل الله عزوجل .
قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام : إنما سموا آل الله لانهم في بيت الله الحرام ، وقالت آمنة : إن بني والله سقط فاتقى الارض بيده ، ثم رفع رأسه إلى السمآء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ ، وسمعت في الضوء قائلا يقول : إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا ، وأتي به عبدالمطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت امه ، فأخذه فوضعه في حجره ثم قال : الحمد لله الذي أعطاني ، هذا الغلام الطيب الاردان ، قد ساد في المهد على الغلمان .
ثم عوذه بأركان الكعبة ، وقال فيه أشعارا ، قال : وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه ، فقالوا : ما الذي أفزعك يا سيدنا ؟ فقال لهم : ويلكم لقد أنكرت السمآء والارض منذ الليلة ، لقد حدث في الارض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم عليه السلام ، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث ، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا : ما وجدنا شيئا ، فقال إبليس لعنه الله : أنا لهذا الامر ، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوظا بالملائكة ، فذهب ليدخل فصاحواب به ، فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرى، فقال له جبرئيل : وراك لعنك الله ، فقال له : حرف أسألك عنه يا جبرئيل ، ما هذا الحديث الذي حدث منذ الليلة في الارض ؟
فقال له : ولد محمد صلى الله عليه واله ، فقال له : هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا ، قال : ففي امته ؟ قال : نعم ، قال : رضيت
فضائل رسول الله صل الله عليه وآله
بحار الانوار : ج16ص295
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : افتخر إسرافيل على جبرائيل فقال : أنا خير منك ، قال : ولم أنت خير مني ؟ قال : لاني صاحب الثمانية حملة العرش ، وأنا صاحب النفخة في الصور ، وأنا أقرب الملائكة إلى الله تعالى ، قال جبرائيل عليه السلام : أنا خير منك ، فقال : بما أنت خير مني ؟ قال : لاني أمين الله على وحيه ، وأنا رسوله إلى الانبياء والمرسلين ، وأنا صاحب الخسوف والقذوف ، وما أهلك الله امة من الامم إلا علي يدي ، فاختصما إلى الله تعالى فأوحى إليهما : اسكتا ، فوعزتي وجلالي لقد خلقت من هو خير منكما ، قالا : يا رب أو تخلق خيرا منا ونحن خلقنا من نور ؟ قال الله تعالى : نعم ، وأوحى إلى حجب القدرة : انكشفي، فانكشف فإذا على ساق العرش الايمن مكتوب : " لا إله إلا الله ، محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله " فقال جبرائيل : يا رب فإني أسألك بحقهم عليك إلا جعلتني خادمهم ، قال الله تعالى : قد جعلت ، فجبرائيل من أهل البيت وإنه لخادمنا
ـــــــــ
بحار الانوار : ج16 ص366
أتى يهودي النبي صلى الله عليه واله فقام بين يديه يحد النظر إليه ، فقال : يا يهودي حاجتك ؟ قال : أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله ، وأنزل عليه التوراة والعصا ، وفلق له البحر ، وأظله بالغمام ؟ فقال له النبي صلى الله عليه واله : إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه ، ولكني أقول : إن آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : " اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي " فغفرها الله له ، وإن نوحا لما ركب في السفينة وخاف الغرق قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق " فنجاه الله عنه ، وإن إبراهيم عليه السلام لما القي في النار قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها " فجعلها الله عليه بردا و سلاما ، وإن موسى عليه السلام لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : " اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أمنتني " فقال الله جل جلاله : " لا تخف إنك أنت الاعلى "يا يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ، ولا نفعته النبوة ، يا يهودي ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته وقدمه وصلى خلفه
ــــــــــــــــ
معجزاته صل الله عليه وآله
بحار الانوار : ج 15ص 340
قالت حليمة السعدية :
كانت في بني سعد شجرة يابسة ما حملت قط ، فنزلنا يوما عندها ورسول الله صلى الله عليه وآله في حجري فما قمت حتى اخضرت وأثمرت ببركة منه ، وما أعلم أني جلست موضعا قط إلا كان له أثر ، إما نبات ، وإما خصب ، ولقد دخلت على امرأة من بني سعد يقال لها : أم مسكين وكانت سيئة الحال ، فحملته فأدخلته منزلها ، فإذا هي قد أخصبت وحسن حالها ، فكانت تجئ كل يوم فتقبل رأسه
ـــــــــــــــــــ
إخبار رجل يهودي ولادة محمد صلى الله عليه و آله و نبوته إلى قريش
بحار الانوار : ج15 ص 260
عن سريع البارقي قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول : لما ولد النبي عليه السلام ولد ليلا فأتى رجل من أهل الكتاب إلى الملا من قريش وهم مجتمعون : هشام بن المغيرة ، والوليد بن المغيرة ، و عتبة ، وشيبة ، فقال : أولد فيكم الليلة مولد ؟ قالوا : لا وما ذاك ، قال : لقد ولد فيكم الليلة أو بفلسطين مولود اسمه أحمد ، به شامة ، يكون هلاك أهل الكتاب على يديه ، فسألوا فأخبروا فطلوه ، فقالوا : لقد ولد فينا غلام ، فقال : قبل أن انبئكم أو بعد ، ؟ قالوا : قبل ، قال : فانطلقوا معي أنظر إليه ، فأتوا امه وهو معهم فأخبرتهم كيف سقط ، و مارأتت من النور ، قال اليهودى : فاخرجيه ، فنظر إليه ، ونظر إلى الشامة فخر مغشيا عليه ، فأدخلته امه ، فلما أفاق قالوا له : ويلك مالك ؟ قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة ، هذا والله مبيرهم ، ففرحت قريش بذلك ، فلما راى فرحهم قالك والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل الشرق وأهل الغرب
قصة اسلام اليهودي على يد رسول الله صل الله عليه وآله
عن الحسن بن عبدالله ، عن آبائه ، عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في حديث طويل قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه واله فسأله أعلمهم عن أشياء فأجابه عليه السلام فأسلم وأخرج رقا أبيض ، فيه جميع ما قال النبي صلى الله عليه واله ، وقال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق نبيا ما استسختها إلا من الالواح التي كتب الله عزوجل لموسى بن عمران عليه السلام ، ولقد قرأت في التورأه فضلك حتى شككت فيه يا محمد ، ولقد كنت أمحو اسمك منذ اربعين سنة من التوراة ، وكلما محوته وجدته مثبتا فيها ، ولقد قرأت في التوراة أن هذه المسائل لا يخرجها غيرك ، وإن في الساعة التي ترد عليك فيها هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك ، وميكائيل عن يسارك ، ووصيك بين يديك ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : صدقت ، هذا جبرئيل عن يمني ، وميكائيل عن يساري ، ووصيي علي بن أبي طالب بين يدي ، فآمن اليهودي وحسن إسلامه
ــــــــــــــــــــ
النبي صلى الله عليه و آله و بحيراء الراهب
بحار الانوار : ج 15 ص200
عن أبان بن عثمان قال :
لما بلغ رسول الله صلى الله عليه واله أراد أبوطالب يخرج إلى الشام في عير قريش ، فجاء رسول الله صلى الله عليه واله وتشبث بالزمام وقال : يا عم على من تخلفني ؟ لا على ام ، ولا على أب وقد كانت امه توفيت ، فرق له أبوطالب ورحمه وأخرجه معه ، وكانوا إذا ساروا تسير على راس رسول الله الغمامة تظله من الشمس ، فمر وافي طريقهم برجل يقال له : بحيراء ، فلما راى الغمامة تسير معهم نزل من صومعته ، فأخذ لقريش طعاما وبعث إليهم يسألهم أن يأتوه فأتوه ، وخلفوا رسول الله صلى الله عليه واله في الرحل ، فنظر بحيراء إلى الغمامة قائمة ، فقال لهم : هل بقي منكم أحد لم يأتني ؟ فقالوا : ما بقي منا إلا غلام حدث خلفناه في الرحل ، فقال : لا يبنبغي أن يتخلف عن طعامي أحد منكم ، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه واله فلما أقبل أقبلت الغمامة ، فلما نظر إليه بحيراء قال : من هذا الغلام ؟ قالوا : ابن هذا ، وأشاروا إلى أبي طالب ، فقال له حبحيراء : هذا ابنك ؟ فقال أبوطالب : هذا ابن أخي ، قال : ما فعل ابوه ؟ قال : توفي وهو حمل ، فقال بحيراء لابي طالب : رد هذا الغلام في بلاده ، فإنه إن علمت منه اليهود ما أعلم منه قتلوه ، فإن لهذا شأنا من الشأن ، هذا نبي هذه الامة ، هذا نبي السيف
ـــــــــــــــ
النبي صلى الله عليه و آله مع اليهودي
بحار الانوار : ج9 ص 289
.عن ابن عباس رضي الله عنه قال خرج من المدينة أربعون رجلا من اليهود قالوا انطلقوا بنا إلى هذا الكاهن الكذاب حتى نوبخه في وجههو نكذبه فإنه يقول أنا رسول رب العالمين فكيف يكون رسولا و آدم خير منه و نوح خيرمنه و ذكروا الأنبياء ع فقال النبي ص لعبد الله بن سلام التوراة بيني و بينكمفرضيت اليهود بالتوراة فقالت اليهود آدم خير منك لأن الله تعالى خلقه بيده و نفخفيه من روحه فقال النبي ص آدم النبي أبي و قد أعطيت أنا أفضل مما أعطي آدم فقالتاليهود ما ذلك قال إن المنادي ينادي كل يوم خمس مرات أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و لم يقل آدم رسول الله و لواءالحمد بيدي يوم القيامة و ليس بيد آدم فقالت اليهود صدقت يا محمد و هو مكتوب فيالتوراة قال هذه واحدة قالت اليهود موسى خير منك قال النبي ص و لم ذلك قالوا لأنالله عز و جل كلمه بأربعة آلاف كلمة و لم يكلمك بشيء فقال النبي ص لقد أعطيت أناأفضل من ذلك فقالوا و ما ذاك قال قوله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (سورة الإسراء: 1) و حملت على جناح جبرئيل حتى انتهيت إلى السماء السابعة فجاوزتسدرة المنتهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى حتى تعلقت بساق العرش فنوديت من ساق العرش إني أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الرءوف الرحيم فرأيته بقلبيو ما رأيته بعيني فهذا أفضل من ذلك فقالت اليهود صدقت يا محمد و هو مكتوب فيالتوراة قال رسول الله ص هذا اثنان قالوا نوح خير منك قال النبي ص و لم ذلك قالوالأنه ركب السفينة فجرت على الجودي قال النبي ص لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك قالوا وما ذلك قال إن الله عز و جل أعطاني نهرا في السماء مجراه تحت العرش عليه ألف ألفقصر لبنة من ذهب و لبنة من فضة حشيشها الزعفران و رضراضها الدر و الياقوت و أرضهاالمسك الأبيض فذلك خير لي و لأمتي و ذلك قوله تعالى إِنَّا أَعْطَيْناكَالْكَوْثَرَ قالوا صدقت يا محمد و هو مكتوب في التوراة هذا خير من ذاك قال النبي صهذه ثلاثة قالوا إبراهيم خير منك قال و لم ذلك قالوا لأن الله تعالى اتخذه خليلاقال النبي ص إن كان إبراهيم ع خليله فأنا حبيبه محمد قالوا و لم سميت محمدا قالسماني الله محمدا و شق اسمي من اسمه هو المحمود و أنا محمد و أمتي الحامدون .
قالت اليهود صدقت يا محمد هذا خير من ذاك قال النبي ص هذه أربعة قالت اليهود عيسى خير منك قال و لم ذاك قالوا لأن عيسى ابن مريمكان ذات يوم بعقبة بيت المقدس فجاءته الشياطين ليحملوه فأمر الله عز و جل جبرئيل عأن اضرب بجناحك الأيمن وجوه الشياطين و ألقهم في النار فضرب بأجنحته وجوههم وألقاهم في النار قال النبي ص لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك قالوا و ما هو قال أقبلتيوم بدر من قتال المشركين و أنا جائع شديد الجوع فلما وردت المدينة استقبلتنيامرأة يهودية و على رأسها جفنة و في الجفنة جدي مشوي و في كمها شيء من سكر فقالتالحمد لله الذي منحك السلامة و أعطاك النصر و الظفر على الأعداء و إني قد كنت نذرتلله نذرا إن أقبلت سالما غانما من غزاة بدر لأذبحن هذا الجدي و لأشوينه و لأحملنهإليك لتأكله فقال النبي ص فنزلت عن بغلتي الشهباء و ضربت بيدي إلى الجدي لآكلهفاستنطق الله تعالى الجدي فاستوى على أربع قوائم و قال يا محمد لا تأكلني فإنيمسموم قالوا صدقت يا محمد هذا خير من ذلك قال النبي ص هذه خمسة قالوا بقيت واحدةثم نقوم من عندك قال هاتوه قالوا سليمان خير منك قال و لم ذاك قالوا لأن اللهتعالى عز و جل سخر له الشياطين و الإنس و الجن و الرياح و السباع فقال النبي ص فقدسخر الله لي البراق و هو خير من الدنيا بحذافيرها و هي دابة من دواب الجنة وجههامثل وجه آدمي و حوافرها مثل حوافر الخيل و ذنبها مثل ذنب البقر فوق الحمار و دونالبغل سرجه من ياقوتة حمراء و ركابه من درة بيضاء مزمومة بسبعين ألف زمام من ذهبعليه جناحان مكللان بالدر و الجوهر و الياقوت و الزبرجد مكتوب بين عينيه لا إلهإلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله ص قالت اليهود صدقت يا محمد و هو مكتوبفي التوراة هذا خير من ذاك يا محمد نشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله فقاللهم رسول الله ص لقد أقام نوح في قومه و دعاهم ألف سنة إلا خمسين عاما ثم وصفهمالله عز و جل فقللهم فقال وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ و لقد تبعني في سني القليل و عمري اليسير ما لم يتبع نوحا في طول عمره و كبر سنه وإن في الجنة عشرين و مائة صف أمتي منها ثمانون صفا و إن الله عز و جل جعل كتابيالمهيمن على كتبهم الناسخ لها و لقد جئت بتحليل ما حرموا و تحريم بعض ما أحلوا منذلك أن موسى جاء بتحريم صيد الحيتان يوم السبت حتى أن الله تعالى قال لمن اعتدىمنهم كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ فكانوا و لقد جئت بتحليل صيدها حتى صار صيدهاحلالا قال الله عز و جل أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاًلَكُمْ و جئت بتحليل الشحوم كلها و كنتم لا تأكلونها ثم إن الله عز و جل صلى عليفي كتابه قال الله عز و جل إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَىالنَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواتَسْلِيماً ثم وصفني الله تعالى بالرأفة و الرحمة و ذكر في كتابه لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ و أنزل الله عز و جل ألا يكلموني حتى يتصدقوا بصدقة و ما كان ذلك لنبي قط قال الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذاناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ثم وضعهاعنهم بعد أن افترضها عليهم برحمته
ـــــــــــــــــ
بركات الرسول صل الله عليه وآله
بحار الانوار : ج16 ص 214 :
عن أبان الاحمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال : جآء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه واله وقد بلي ثوبه ، فحمل إليه اثنى عشر درهما ، فقال : يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه ، قال علي عليه السلام : فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثنى عشر درهما ، وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه واله ، فنظر إليه فقال : يا علي غير هذا أحب إلي ، أترى صاحبه يقيلنا ؟ فقلت : لا أدري ، فقال : انظر ، فجئت إلى صاحبه فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه واله قد كره هذا يريد ثوبا دونه فأقلنا فيه ، فرد علي الدراهم ، وجئت به.
إلى رسول الله صلى الله عليه واله فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا ، فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله : ما شأنك ؟ قالت : يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لاشتري لهم بها حاجة فضاعت فلا أجسر أن أرجع إليهم ، فأعطاها رسول الله صلى الله عليه واله أربعة دراهم ، وقال : ارجعي إلى أهلك ، ومضى رسول الله صلى الله عليه واله إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم ، ولبسه وحمد الله ، وخرج فرأى رجلا عريانا يقول : من كساني كساه الله من ثياب الجنة ، فخلع رسول الله صلى الله عليه واله قميصه الذي اشتراه وكساه السائل ، ثم رجع إلى السوق فاشترى بالاربعة التي بقيت قميصا آخر ، فلبسه وحمد الله ورجع إلى منزله ، وإذا الجارية قاعدة على الطريق ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما لك لا تأتين أهلك ؟ قالت : يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : مري بين يدي ودليني على أهلك ، فجآء رسول الله صلى الله عليه واله حتى وقف على باب دارهم ، ثم قال : السلام عليكم يا أهل الدار ، فلم يجيبوه ، فأعاد السلام فلم يجيبوه ، فأعاد السلام فقالوا : عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، فقال لهم : ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني ؟ قالوا : يا رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن تستكثر منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها ، فقالوا : يا رسول الله هي حرة لممشاك ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله : الحمد لله ، ما رأيت اثنى عشر درهما أعظم بركة من هذه ، كسى الله بها عريانين ، وأعتق بها نسمة
ـــــــــــــــ
انتهى
فالسلام عليك يا رسول الله صل الله عليك وآلك
السلام على البطن الذي حملتك تلك الطاهره المطهره
السلام على ابيك وعلى عمك واخيك الكرار
السلام على ابنتك المعصومة
السلام على اولادك من ولد فاطمة ع الـ11
السلام على شيعتك وانصارك
في چــــفه الكوثر ما ينسى في المحشر أحبابــــه هي يا الله
والـــيَــرد المدينه ويرد الجــــــنة يدخل من بابه هي يا الله
عـــــذولي اشعدَالك؟ وبـعـــدالك عــــــــــليه
أنا حبي وغــــرامي للهــــــــــادي ووصيه
------------------
هارونه يا حيدر من موسى من موسى
وعند الحرب انته طـاووسه طــــاووسه
الهيبة والعزة نــــــــاموسه نامـــــوسه
ذوَبنا في حـــــــــبه الشرّف الكعبـــــــة باشموسه هي يا الله
ميخاف اوما يجزع وما يعرف الرهبه قاموســه هي يا الله
طول الدرب وياك عاش الذي سمّــــاك يا حيدر هي يا الله
والى الله الوالاك وعادى الذي عـاداك يالجوهر هي يا الله
خذ يحيدر سلامي قلبي لك مـــــو إليـــــه
أنا حبي وغرامي للهــــــــــادي ووصيه
------------------
كفرني ياللي بتكـــــفرني كفــــرني
قولك ميسمن لا ما يغني ما يغــني
حبي إلى الــــكرار جننّي جـــــنّني
وش عرّفك بالحـــب وأفعاله وآثاره وآلامـــه هي يا الله
مو كل من اللي هب يتفهّم أســراره واحكامه هي يا الله
يا صاحي اشتعاتب هالجنــــون اللي بيّـــه
أنا حبي وغرامي للهــــــــــادي ووصيه
------------------
حبي إلى طه والحيــــــدر والحـــيدر
قد ما قدرته اتلـــوم وأكثر أو أكـــــثر
تلقى في قلبي حبهم يـكبر ْلهمْ يــكبر
قبل الخلِق والــــذر حبي لك اتفجر يا حيدر هي يا الله
واسمك قطع سـكر بــلساني تتنثر يمـشكر هي يا الله
يقول اليقــــــــوله وينســــــب اليبغي ليه
أنا حبي وغرامي للهــــــــــادي ووصيه
اتفقت الإمامية إلا من شذ منهم على أن ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت في السابع عشر من شهر ربيع الأول يوم الجمعة عند طلوع الفجر في عام الفيل بمكة المعظمة في الدار المعروفة بدار محمد بن يوسف، وكان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فوهبه لعقيل بن أبي طالب فباعه أولاده محمد بن يوسف أخا الحجاج فأدخله في داره فلما كان زمن هارون أخذته الخيزران أمه فأخرجته وجعلته مسجداً فصار مكاناً معروفاً يُزار ويُصلى فيه ويُتبرك به.
روي الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبدالله الإمام الصادق عليه السلام قال : " كان إبليس لعنه الله يخترق السموات السبع فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سموات وكان يخترق أربع سموات فلما وُلد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجب عنه السبع كلها ورُميَتْ الشياطين بالنجوم..!!
وقالت قريش : هذا قيام الساعة التي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه.
وقال عمرو بن أمية وكان من أزجر أهل الجاهلية : انظروا هذه النجوم التي يُهتدى بها ويُعرف بها زمان الشتاء والصيف فإن كان رُمِّيَّ بها فهو هلاك كل شيء وإن كانت تثبتت ورُمِّيَّ بغيرها فهو أمر حدث.
وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفة وغاضت بحيرة ساوة وفاض وادي السماوة وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام.
ورأى المرزبان في تلك الليلة في المنام إبلاً صِعاباً تقود خَيلاً عِراباً قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم وانفصم طاق الملك كسرى في وسطه وانخرقت عليه دجلة وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطال حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوساً والملك مخرساً لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ولم تبقَ كاهنة في العرب إلا حُجِبتْ عن صاحبها وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله.
قال أبو عبد الله الإمام الصادق عليه السلام : " إنما سموا آل الله؛ لأنهم في بيت الله الحرام ". وقالت آمنة : إن ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج مني نور أضاء له كل شيء وسمعت في الضوء قائلاً يقول : إنك قد وُلِّدت سيد الناس فسميه مُحمداً، وأُتي به عبد المطلب لينظر إليه وقد بلغه ما قالت أمه فأخذه ووضعه في حجره ثم قال :
الحمــد لله الـــذي أعطـــــاني هــذا الغــلام الطـــيب الأردانِ
قد ساد في المهد على الغلمان
ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعاراً، وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه فقالوا : ما الذي أفزعك يا سيدنا ؟!!..
فقال لهم : ويلكم..!! لقد أنكرت السماء والأرض منذ الليلة لقد حدث في الأرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا : ما وجدنا شيئاً.
فقال إبليس لعنه الله : أنا لهذا الأمر..!! ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم، فوجد الحرم محفوفاً بالملائكة.. فذهب ليدخل..!! فصاحوا به..!! فرجع ثم صار مثل الصر : وهو العصفور، فدخل من قبل حرا..!!
فقال له جبرئيل عليه السلام : ورائك لعنك الله..!!
فقال له : حرف أسألك عنه يا جبرئيل..!! ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض ؟!!..
فقال له : وُلِّدَ محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال : هل لي فيه نصيب ؟!!..
قال : لا.
قال : ففي أمته ؟!!..
قال : نعم.
قال : رضيت ".
وروي ابن شهر آشوب عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال : لما وُلِّدَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أُلقيت الأصنام في الكعبة على وجوهها، فلما أمسى سمع صيحة من السماء : ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ).
وروي أنه أضاء تلك الليلة جميع الدنيا وضحك كل حجر ومدر وشجر وسبح كل شيء في السموات والأرض لله عز وجل وانهزم الشيطان وهو يقول : خير الأمم وخير الخلق وأكرم العبيد وأعظم العالم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وروي الشيخ الكليني عن أبي جعفر الإمام محمد الجواد عليه السلام قال : لما وُلِّد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء رجل من أهل الكتاب إلى ملأ من قريش فيهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة والعاص بن هشام وأبو دخرة بن أبي عمرو بن أمية وعتبة بن ربيعة فقال : أولد فيكم مولود الليلة ؟!!..
فقالوا : لا.
قال : فولد إذاً بفلسطين غلام اسمه أحمد بن شامة كلون الخز الأدكن، ويكون هلاك أهل الكتاب واليهود على يديه، قد أخطأكم والله يا معشر قريش، فتفرقوا وسألوا فأخبروا أنه ولد لعبدالله بن عبدالمطلب غلام.
فطلبوا الرجل فلقوه فقالوا : أنه قد وُلِّد فينا والله غلام.
قال : قبل أن أقول لكم أو بعد ما قلت لكم ؟!!..
قالوا : قبل أن تقول لنا..!!
قال : فانطلقوا بنا إليه حتى ننظر إليه..!!
فانطلقوا حتى أتوا أمه فقالوا : أخرجي ابنك حتى ننظر إليه..!!
فقالت : إن ابني والله لقد سقط وما سقط كما يسقط الصبيان..!! لقد اتقى الأرض بيديه ورفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج منه نور حتى نظرت إلى قصور بصري وسمعت هاتفاً في الجو يقول : لقد ولدتيه سيد الأمة فقولي : ( أُعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمداً ).
قال الرجل : فأخرجته فنظر إليه ثم قلبه ونظر إلى الشامة بين كتفيه فخر مغشياً عليه.
فأخذوا الغلام فأدخلوه إلى أمه وقالوا : بارك الله لكِ فيه.
فلما خرجوا أفاق فقالوا له : مالك ويلك ؟!!..
قال : ذهبت نبوة بني إسرائيل إلى يوم القيامة هذا والله من يبيرهم.
ففرحت قريش بذلك فلما رآهم قد خرجوا قال : فرحتم..!! أما والله ليسطون بكم سطوة يتحدث بها أهل المشرق والمغرب.
وكان أبو سفيان يقول : يسطو بمضر.
في قوله تعالى : { ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين }... قال الطبرسي : قال ابن عباس : كان اليهود يستفتحون، أي يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل مبعثه، فلما بعثه الله من العرب ولم يكن من بني إسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولونه فيه..!!
فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن معرور : يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد ونحن أهل الشرك وتصفونه وتذكرون أنه مبعوث..!! فقال سلام بن مسلم أخو بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنا نذكر لكم.. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
1