بعد ان ثبت ان لكل نبي وصي و طبعا ان الوصي لكل نبي يختاره الله تعالى لنبيه --
ثم ننقل ما روى متواترا من كتب اهل السنة بان الامام امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام هو الوصي لنبي الاسلام عليهم السلام:
يروي كثير من المحدثين والمؤرخين وأصحاب السير، أنه لما نزل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بني عبد المطلب مرتين، وفي الثانية قال لهم: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب، جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى: أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فأحجم القوم عنها جميعا قلت (أي الإمام علي): وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا:
(أنا يا نبي الله أكون وزيرك)، فأخذ صلى الله عليه وسلم، برقبتي، ثم قال: (إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا). قال: فقام القوم يضحكون، فيقولون لأبي طالب: (قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع
---
تفسير الطبري 19 / 74 - 75 (ط بولاق)، شرح نهج البلاغة 13 / 210 - 212، السيرة الحلبية 1 / 460 - 461، أبو جعفر الإسكافي: نقض العثمانية، تفسير ابن كثير 3 / 561 (وانظر روايات أخرى في 3 / 558 - 562)، ابن الأثير: الكامل في التاريخ 2 / 63، مهدي السماوي: الإمامة في ضوء الكتاب والسنة ص 133 - 143 (القاهرة 1977)، الفيروزآبادي: فضائل الخمسة 1 / 333 - 337.
---
وروىالطبري في تاريخه بسنده عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا علي، إن الله أمرني، أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر، أرى منهم ما أكره، فصمت عليه، حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد: إنك ألا تفعل ما تؤمر به، يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رحل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا - يزيدون رجلا أو ينقصونه - فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم، حذية من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة.
ثم قال: خذوا باسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشئ حاجة، وما أرى إلا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، وأيم الله، إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله.
فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكلمهم، بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال:
لهد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الغد يا علي، إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم.
قال: ففعلت، ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى ما لهم بشئ حاجة، ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟
قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأطمشهم ساقا: أنا، أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، ثم قال: (أنت أخي ووصيي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا)، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: (قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع).
وروى الإمام الطبري أيضا في تاريخه بسنده عن أبي صادق عن ربيعه بن ناجد، أن رجلا قال لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك صلى الله عليه وسلم، دون عمك؟ فقال علي: هاؤم! ثلاث مرات، حتى اشرأب الناس، ونشروا آذانهم، ثم قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، - أو دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطلب، منهم رهطة، كلهم يأكل الجذعة، ويشرب الفرق (مكيال يكال به اللبن)، قال: فصنع لهم مدا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام، كما هو: قال: ثم دعا بغمر، فشربوا حتى رووا، قال: ثم قال: يا بني عبد المطلب، إني بعثت إليكم بخاصة، وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذا الأمر، ما قد رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون: أخي وصاحبي ووارثي؟ فلم يقيم إليه أحد، فقمت إليه - وكنت أصغر القوم - قال: فقال: إجلس، قال: ثم قال ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي: إجلس، حتى كان في الثالثة، فضرب يده على يدي، قال: فبذلك ورثت ابن عمي صلى الله عليه وسلم، دون عمي
تاريخ الطبري 2 / 319 - 322 (ط دار المعارف - القاهرة 1977)
وفي السيرة الحلبية: أنه لما نزل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع صلى الله عليه وسلم، بني عبد المطلب في دار أبي طالب، وهم أربعون رجلا - وفي الإمتاع خمسة وأربعون رجلا - فصنع لهم (علي) طعاما - أي رجل شاة مع مد من البر، وصاعا من لبن - فقدمت لهم الجفنة، وقال: كلوا بالسم الله، فأكلوا حتى شبعوا، وشربوا حتى نهلوا - وفي رواية حتى رووا -، وفي رواية قال: ادنوا عشرة عشرة، فدنا القوم عشرة عشرة، ثم تناول القعب الذي فيه اللبن، فجرع منه ثم ناولهم، وكان الرجل منهم يأكل الجذعة، وفي رواية: يشرب العس من الشراب في مقعد واحد، فقهرهم ذلك.
فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم، بدره أبو لهب بالكلام، فقال: لقد سحركم صاحبكم سحرا عظيما، وفي رواية: ما رأينا كالسحر اليوم، فتفرقوا ولم يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما كان الغد قال: يا علي عد لنا بما صنعت بالأمس من الطعام والشراب، قال علي: ففعلت، ثم جمعتهم له صلى الله عليه وسلم، فأكلوا حتى شبعوا، وشربوا حتى نهلوا، ثم قال لهم: يا بني عبد المطلب، إن الله قد بعثني إلى الخلق كافة، وبعثني إليكم خاصة، فقال: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان، ثقيلتين في الميزان، شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فمن يجيبني إلى هذا الأمر، ويؤازرني - أي يعاونني - على القيام به؟
قال علي: أنا يا رسول الله، وأنا أحدثهم سنا، وسكت القوم، زاد بعضهم في الرواية: يكن أخي ووزيري ووريثي وخليفتي من بعدي، فلم يجبه أحد، فقال علي: أنا يا رسول الله، قال: اجلس. ثم أعاد القول على القوم ثانيا فصمتوا، فقام علي، فقال: أنا يا رسول الله، فقال: اجلس، فأنت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي -1
وروى المحب الطبري (615 - 694 هـ) عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي وصي ووارث، وإن عليا وصيي ووارثي، قال:
خرجة البغوي في معجمه (2).
وفي مسند علي بن أبي طالب عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني عبد المطلب، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي وقال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا-3
(1) السيرة الحلبية 1 / 460 - 461 (ط الحلبي - القاهرة 1964).
(2) المحب الطبري: الرياض النضرة 2 / 234، وانظر: أحمد بن حنبل: المسند 1 / 111، 159، 331، فضائل الصحابة 2 / 615 (حديث رقم 1052)، 2 / 650 - 651 (حديث رقم 1108) 2 / 712 - 713 (حديث رقم 1220) المستدرك للحاكم 3 / 125 - 126، 172، مجمع الزوائد للهيثمي 8 / 253، 9 / 113، 134، 146، 165، كنوز الحقائق للمناوي ص 42، 121، كنز العمال للمتقي الهندي 6 / 153، 154، 392، 397، 8 / 215، أبو نعيم:
حلية الأولياء 1 / 63، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 11 / 112، 12 / 305، النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص 29، طبقات ابن سعد 1 / 124، 125.
(3) الطبري: تهذيب الآثار - مسند علي بن أبي طالب - القاهرة 1982 ص 62 - 63 (نشر جامعة محمد بن سعود الإسلامية بالرياض).
فهذه الروايات تثبت بالوضوح الوصاية الالهية لمولانا امير المومنين عليه السلام
اما من طريق الشيعة فالروايات الدالة على الوصاية لعلي عليه السلام متواترة و منها:
ويروي ابن رستم الطبري: أن عليا والعباس تنازعا في تركة رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، فروي عن أبي رافع أنه كان عند أبي بكر، إذ جاء علي والعباس، فقال العباس: أنا عم رسول الله ووارثه، وقد حال علي بيني وبين تركته، فقال أبو بكر: فأين كنت يا عباس، حين جمع النبي صلى الله عليه و اله وسلم، بني عبد المطلب، وأنت أحدهم، فقال: أيكم يؤازرني، ويكون وصيي وخليفتي في أهلي، وينجز عدتي ويقضي ديني ).
ويؤيد الشيخ المفيد أهمية هذا الحديث، ويرى أن مؤازرة علي للنبي صلى الله عليه واله وسلم في تلك الفترة من المناقب الجلية، التي انفرد بها علي بن أبي طالب، ومن الأمور الدالة على إمامته، ويقول في هذا الحديث: وفي الخبر ما يفيد أنه به تمكن النبي صلى الله عليه وسلم، من تبليغ الرسالة، وإظهار الدعوة، والصدع بالإسلام، فهو ناجز الإسلام، ووزير الداعي إليه من قبل الله، عز وجل، وبضمانة النبي الهدى صلى الله عليه و اله وسلم ).
هذا وقد ذكر الشريف السيد المرتضى هذا الخبر، وجعله من النصوص الجليلة في إمامة علي بن أبي طالب، وأكد صحة الخبر وتواتره ، كما جعله الطبرسي من النصوص الجليلة، وأورد رواته ، والأمر كذلك بالنسبة إلى (ابن المطهر) الذي رواه، ثم عده من أدلة الإمامة المستندة إلى السنة النبوية الشريفة
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن (الوصية): هي من أوصاه - أو وصاه - توصية، أي عهد إليه - كما في القاموس - وقيل: هي من: وصى يصي، إذا وصل الشئ بغيره، لأن الموصي يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله - والظاهر أن الأول أقرب.
وعلى أية حال: لا كلام في أن الوصي - سواء أكان مأخوذا من العهد، أو من وصى يصي بمعنى الوصل - هو متصرف فيما كان الموصي متصرفا فيه، ولذا قيل: إن الوصاية هي استنابة الموصي غيره بعد موته في التصرف فيما كان له التصرف فيه، من إخراج حق واستيفائه، أو ولاية على طفل أو مجنون، يملك الولاية عيه إلى آخره.
ومن ثم يبدو واضحا أن الوصي مما يختلف ولايته سعة وضيقا، بحسب اختلاف ولاية الموصي سعة وضيقا، فأوصياء سائر الناس، إنما تكون ولايتهم مقصورة على الأموال، من الدور والعقار ونحوهما، أو على الأطفال
وأما أوصياء الأنبياء، فتكون وصايتهم عامة على جميع الأمة - ذكرها وأنثاها، حرها وعبدها، كبيرها وصغيرها - وعلى جميع ما في أيديهم من الأموال - منقولها وغير منقولها - ذلك لأن كل نبي، إنما هو أولى بأمته من أنفسهم، فيكون أولى بأموالهم، بالأولوية القطعية، وإذا كان النبي أولى بهم وبأموالهم، كان الوصي كذلك.
ومن ثم فإن الأدلة على أن الإمام علي بن أبي طالب، إنما هو وصي رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، إنما هي من الأدلة القوية، والحجج الجليلة، على أن لعلي عليه السلام، ما كان ثابتا للنبي صلى الله عليه و اله وسلم، من الولاية العامة على المؤمنين أنفسهم وأموالهم جميعا، وهذا هو معنى الإمام أو الخليفة
السيد الاميني المحترم السلام عليكم
لا يرى المخالفون ما رايت فهم يضعفون الروايات الواردة بالخلافه وكذلك يؤلوها الى المحبه او كلمة انية لا تتعداها الى الزمن بعدها. اما فيما يخص الفضائل فللصحابه في كتبهم اكثر مما لاهل البيت من الفضائل ولذلك لديهم الخلفاء الثلاثة افضل من اهل البيت. وليس لديهم ما يشعر بان ما ورد مقصود منه خلافة رسول الله على امور الامة.ينسب الى السيد فضل الله اعلى الله مقامة ان الرسول الاعظم اراد للتجربة ان تتحرك. لان العصور تختلف ولكل زمان بروتوكولات تحدد طريقة الخلافه. والملاحظة الان هي لو ان الخلافه اعطيت لعلي ومشي الحال الى الخليفة الثاني عشر ثم ماذا بعد ذلك؟؟؟ هل يبقى الى الابد؟ ربما هذا الطرح لايفيد ولكن منطقي؟؟
السيد الاميني المحترم السلام عليكم
لا يرى المخالفون ما رايت فهم يضعفون الروايات الواردة بالخلافه وكذلك يؤلوها الى المحبه او كلمة انية لا تتعداها الى الزمن بعدها. اما فيما يخص الفضائل فللصحابه في كتبهم اكثر مما لاهل البيت من الفضائل ولذلك لديهم الخلفاء الثلاثة افضل من اهل البيت. وليس لديهم ما يشعر بان ما ورد مقصود منه خلافة رسول الله على امور الامة.ينسب الى السيد فضل الله اعلى الله مقامة ان الرسول الاعظم اراد للتجربة ان تتحرك. لان العصور تختلف ولكل زمان بروتوكولات تحدد طريقة الخلافه. والملاحظة الان هي لو ان الخلافه اعطيت لعلي ومشي الحال الى الخليفة الثاني عشر ثم ماذا بعد ذلك؟؟؟ هل يبقى الى الابد؟ ربما هذا الطرح لايفيد ولكن منطقي؟؟
السلام عليكم
الرجاء من الأخوة التامل قبل التعليق
الكلام حاليا في الوصية و الروايات اهل السنة تنادي باعلى صوتها بثبوت الوصية من النبي صلى الله عليه و اله لعلي عليه السلام و الوصاية للنبي و الانبياء معناه واضح
اهل السنة يقبلوا ام لا هذا لايتغير الواقع
و نحن نقول نقدر نثبت احقية مذهب اهل البيت عليهم السلام من كتب الخصوم و اهل السنة
الكلام حاليا في الوصية و الروايات اهل السنة تنادي باعلى صوتها بثبوت الوصية من النبي صلى الله عليه و اله لعلي عليه السلام و الوصاية للنبي و الانبياء معناه واضح
اهل السنة يقبلوا ام لا هذا لايتغير الواقع
و نحن نقول نقدر نثبت احقية مذهب اهل البيت عليهم السلام من كتب الخصوم و اهل السنة
أخي السيد الأميني جزاك الله خير
وننتظر دخول المدافعين عن ابن صهاك
هل عيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخليفة من بعده ونص عليه ؟
بعد ان ثبت بالتواتر من كتب الفريقين ان لكل نبي وصي و وصي النبي الأسلام هو الامام امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام --
هل عيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخليفة من بعده ونص عليه ؟
واستدلوا في اختصاص علي (عليه السلام) بالخلافة دون سواه بأدلة كثيرة نقتصر على بعضها:
1ـ من القرآن الكريم .
قال تعالى : (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنواْ الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاَةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) (المائدة : 55) . حيث ذهب المفسرون والعلماء من الفريقين إلى أنها نزلت في حق علي (عليه السلام) حينما تصدق بخاتمه في أثناء الصلاة .
وإليك بعض مصادرها عند الفريقين :
عند الشيعة:
1. بحار الأنوار، ج35 / باب 4 .
2. إثبات الهداة، ج3 / باب 10 .
وعند أهل السنة والجماعة :
1. شواهد التنزيل، للحسكاني الحنفي، ج1، ص161 / ح 216 .
2. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب، ج2، ص409 / ح908 .
3. تفسير الطبري، ج6 .
4. أنساب الأشراف للبلاذري، ج2، ص 150 / ح151 ، ط بيروت .
5. الصواعق المحرقة لابن حجر .
ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) واضحة بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك ولايه علي بحكم المقارنة .
2ـ من السنة الشريفة .
أ. حديث المنزلة، وهو قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي). وهو من الأحاديث المتواترة فقد رواه جمهرة كبيرة من الصحابة.
ومصادره كثيرة، أيضا نذكر منها :
1. صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة تبوك، ج5/ص129، دار الفكر .
2. صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل علي بن أبي طالب، ج5/ص301/ح3808 دار الفكر .
3. مسند أحمد بن حنبل، ج3/ص50/ح1490 .
4. سنن ابن ماجة، ج1/ص42/ح115، دار إحياء الكتب .
5. تاريخ الطبري، ج3/ص104 .
وتركنا الكثير للاختصار .
ودلالته على ولاية علي (عليه السلام) وإمامته بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) واضحة إذ أن هارون كان خليفة لموسى (عليهما السلام) ونبياً، وقد أثبت رسول الله 0صلى الله عليه وآله وسلم) نفس المنزلة لعلي (عليه السلام) باستثناء النبوة، فدلّ ذلك على ثبوت الخلافة له (عليه السلام) .
ب. حديث الغدير، وهو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع حينما قام في الناس خطيبا في غدير خم ـ من خطبة طويلة ـ ثم قال : (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه…).
وقد روى هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة وأورده جمع كبير من الحفاظ في كتبهم وأرسلوه إرسال المسلمات، وإليك بعض المصادر :
1. الصواعق المحرقة، لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25 ، ط الميمنية بمصر .
2. كنز العمال للمتقي الهندي ، ج1/ص168/ح959، ط 2 .
3. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ، ج2/ص45/ح545 ، ترجمة الإمام علي(ع) .
4. صحيح مسلم ، ج2/ص362 ، ط عيسى الحلبي بمصر (قريب منه) .
ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه السلام) واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحب والصديق وغيرهما لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية. أما المقالية : فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر ولاية علي (عليه السلام) بعد ولاية الله وولايته، ثم جاء بقرينة واضحة على أن مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحب وما شاكل وذلك بقوله : (وأنا أولى بهم من أنفسهم) فهي قرينة تفيد ان معنى ولاية الرسول وولاية الله تعالى هو الولاية على النفس فما ثبت للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يثبت لعلي (عليه السلام) وذلك لقوله : (من كنت مولاه فهذا مولاه) . وأما الحالية: فإن أي إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأمور عنده وأعزها عليه
. وهذا ما صنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما حج حجة الوداع، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم و يخطبهم تلك الخطبة الطويلة بعد أن أمر بارجاع من سبق وانتظار من تأخر عن الحير و بعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب .
كل هذا فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقول للناس إن علياً محب لكم صديق لكم، فهل يليق بحكيم ذلك ؟ وهل كان خافيا على أحد من المسلمين حب علي للاسلام والمسلمين ؟ وهو الذي عرفه الاسلام باخلاصه وشجاعته وعلمه وإيمانه .
أم ان ذلك يشكل قرينة قطعية على أنه صلى الله عليه وآله وسلم جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى : ((يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس))(المائدة:67) .
وهنالك أدلة كثيرة أعرضنا عنها بغية الاختصار.
نسأله تعالى أن يعرفنا لحق حقا ويوفقنا لاتباعه .
وإذا لم يكن قد عيّن الخليفة هل وضّح الرسول(صلى الله عليه وآله) نظام الحكم في الإسلام ؟
وما هي الأسس التي تبتني عليه الأمة في تعيين الخليفة ؟
هل الخلافة ببيعة الناس لشخص ؟
حتى ولو كان كبار القوم قد تخلفوا عن البيعة ، كما حدث لخلافة أبي بكر ! أم أنها بالنص والتعيين كما نص أبو بكر على عمر ؟
كما هو معلوم هناك فروق كثيرة بين الشيعة والسنة في جانب العقائد والفقه و … وأساس الاختلاف بينهما هو في الإمامة والخلافة بعد رسول الله (ص).
فالشيعة الإمامية تعتقد:
1 ـ أنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنص .
2 ـ أنّ الامام علي بن أبي طالب (ع) هو الإمام بعد رسول الله (ص) بلا فصل كما نصّ عليه رسول الله (ص) في مواطن عديدة .
3 ـ أنّ الائمة بعد رسول الله (ص) هم اثنا عشر إمام كما نصّ عليهم رسول الله (ص) .
4 ـ أنّ الائمة (عليهم السلام) معصومون .
إن الله سبحانه وتعالى لا يسئل عما يفعل لانه حكيم وعالم وقادر ، فباعتبار حكمته وعلمه وقدرته يفعل ما يشاء .
فاختيار الله سبحانه وتعالى للإمامة وللنبوة إنما هو فعل من أفعال الله التي لا يسئل عنها . مع هذا نجد هناك نصوصاً تدل على سبب الاصطفاء والاختيار ، فالله سبحانه وتعالى في عالم الذر ـ وهو عالم خروج البشر من صلب آدم (ع) على شكل ذر ـ خاطبهم : ألست بربّكم ؟ قالوا : بلى . أليس محمداً نبيّكم؟ قالوا : بلى . أليس علي بن أبي طالب إمامكم ؟ قالوا : بلى . فمنهم من آمن ومنهم من كفر في ذلك العالم ، وهذه الدنيا إنما هي صورة عن ذلك العالم .
اذن سبب الاختيار بيد الله لهذا يَسئل ولا يسئل عمّا يفعل .
و الدليل مضافا الى ما سبق:
إن الشيعة الإمامية تعتقد بأن الإمامة ـ التي هي قيادة الأمة الاسلامية ـ منصب الهي , وجعل من الله تعالى , وأنها حق من حقوق الله تعالى كالنبوة .
فالمولى عزوجل هو الذي ينصب من يكون إماما للناس , وهو الذي يختار هذا الانسان ويجعله إماماً دون غيره .
ودليلنا على هذا آيات قرآنية منها :
(1) قوله تعالى : (( وَإذ ابْتَلَى إبْرَاهيمَ رَبّه بكَلمَات فَأَتَمَّهنَّ قَالَ إنّي جَاعلكَ للنَّاس إمَامًا قَالَ وَمن ذرّيَّتي قَالَ لاَ يَنَال عَهْدي الظَّالمينَ )) (البقرة 124) .
(2) قوله تعالى : (( وَنريد أَن نَّمنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتضْعفوا في الْأَرْض وَنَجْعَلَهمْ أَئمَّةً وَنَجْعَلَهم الْوَارثينَ )) (القصص 5) .
(3) قوله تعالى : ((وَجَعَلْنَاهمْ أَئمَّةً يَهْدونَ بأَمْرنَا )) (الانبياء 73) .
(4) قوله تعالى : (( يَا دَاوود إنَّا جَعَلْنَاكَ خَليفَةً في الْأَرْض )) (ص 26) .
(5) قوله تعالى : (( وَجَعَلْنَا منْهمْ أَئمَّةً يَهْدونَ بأَمْرنَا لَمَّا صَبَروا )) (السجدة 24) .
إذن فالإمامة جعل من الله تعالى وعهد لا يناله من اتصف بالظلم ـ سواء كان ظالماً لنفسه أو لغيره ـ وليس من حق الأمة أن تختار لها إماماً , لقوله تعالى : (( وَمَا كَانَ لمؤْمن وَلَا مؤْمنَة إذَا قَضَى اللَّه وَرَسوله أَمْرًا أَن يَكونَ لَهم الْخيَرَة منْ أَمْرهمْ وَمَن يَعْص اللَّهَ وَرَسولَه فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مّبينًا )) (الاحزاب 36) .