|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 21272
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 88
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
هبة85
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 16-08-2008 الساعة : 05:24 PM
مات الحسن العسكري بدون خلف ولا عقب كما نص على ذلك النوبختي :
" توفى ولم يُر له أثر ، ولم يُعرف له ولد ظاهر ،
فاقتسم ميراثه أخوه جعفر وأمه "
فرق الشيعة للنوبختي ص 118 ، 119
فأوجد موته خلافاً شديداً في شيعته ، لأن التشيّع بعد تطوره
يوجب على مدعي الإمامة
أن يكون بعده عقب ، وكذلك أن يكون عليه نص من الذي قبله ،
وهو الذي يقوم بتجهيزه وتكفينه ، فكيف وهنا لا يُرى له أثر،
فالتجؤوا لتأويل ذلك إلى سخافات عديدة .
كل قوم حسب أهوائهم ومزاعمهم يهوون .
فقال النوبختي :
" فافترق أصحابه بعده أربع عشرة فرقة .
ففرقة قالت :
أن الحسن بن علي حي لم يمت ، وإنما هو غائب وهو القائم ،
ولا يجوز أن يموت ولا ولد له ظاهر ، لأن الأرض لا تخلو من إمام ..
وقالت الفرقة الثانية :
أن الحسن بن علي مات وعاش بعد موته ، وهو القائم المهدي ،
لأننا روينا أن معنى القائم ،
هو أن يقوم بعد الموت ، ويقوم ولا ولد له، لأن الإمامة كانت تثبت لولده ،
ولا أوصى إلى أحد ، فلا شك أنه القائم ..
وقالت الفرقة الثالثة :
أن الحسن بن علي توفي ، والإمام بعده أخوه جعفر وإليه أوصى الحسن ..
فلما قيل له أن الحسن وجعفرما زالا متهاجرين متصارمين متعادين طول زمانهما ،
وقد وقفتم على صنائع جعفر وسوء معاشرته له في حياته ،
ولهم من بعد وفاته في اقتسام مواريثه . قالوا :
إنما ذلك بينهما في الظاهر ، وأما في الباطن فكانا متراضيين متصافيين
لا خلاف بينهما .. .
وممن قوى إمامة جعفر وأمال الناس إليه ، علي بن الطاهر الخراز ،
وكان متكلماً محجاجاً ،
وأعانته على ذلك أخت الفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني .
وقالت الفرقة الرابعة :
أن الإمام بعد الحسن جعفر ، وأن الإمامة صارت إليه من قبل أبيه ،
لا من قبل الحسن ، وأن الحسن كان مدعياً باطلاً،
لأن الإمام لا يموت حتى يوصي و يكون له خلف . والحسن قد توفي
ولا وصية له ولا ولد ،
والإمام لا يكون من لا خلف له ظاهر معروف مشار إليه ،
كما لا يجوز أن تكون الأمامة في الأخوين
بعد الحسن والحسين كما نص عليه جعفر .
وأما الفرقة الخامسة :
فإنها رجعت إلى القول بإمامة محمد بن علي أخي الحسن المتوفى في حياة أبيه ،
وأما الحسن وجعفر فإنهما ادعيا ما لم يكن لهما ،
لأن جعفر فيه خصال مذمومة وهو بها مشهور . ظاهر الفسق وغير صائن نفسه ،
معلن بالمعاصي .
ومثل هذا لا يصلح للشهادة على درهم ، فكيف يصلح لمقام
النبي صلى الله عليه وآله ؟
وأما الحسن فلقد توفى ولا عقب له .
وقالت الفرقة السادسة :
أن للحسن بن علي إبناً سماه محمداً ، وولد قبل وفاته بسنين ،
وزعموا أنه مستور ،لا يُرى خائف من جعفر .
وقالت الفرقة السابعة :
بل ولد بعد وفاته بثمانية أشهر ، وأن الذين ادعوا له ولداً في حياته كاذبون
مبطلون في دعواهم ، لأن ذلك لو كان لم يخف غيره ،
ولكنه مضى ولم يُعرف له ولد . ولا يجوز أن يخفي ذلك
وقد كان الحبل فيما مضى
قائماً ظاهراً ثابتاً عند السلطان وعند سائر الناس،
وامتنع من قسمة ميراثه من أجل ذلك حتى بطل ذلك عند السلطان
وخفى أمره ،فقد ولد له إبن بعد وفاة أبيه بثمانية أشهر ،
وقد كان أمر أن يُسمى محمداً ، وأوصى بذلك ،
وهو مستور لا يُرى .
وقالت الفرقة الثامنة :
أنه لا ولد لحسن أصلاً ، لانا قد أمتحنا ذلك وطلبناه بكل وجه ، فلم نجده ،
ولو جاز لنا أن نقول في مثل الحسن
وقد توفي ولا ولد له أن له ولد ، لجاز مثل هذه الدعوى في كل ميت
من غير خلف ،ولجاز مثل ذلك
في النبي صلى الله عليه وآله أن يُقال خلف إبناً نبياً رسولا.
وكذلك في عبدالله بن جعفر بن محمد أنه خلف إبنا،
وأن أبا الحسن الرضا عليه السلام خلف ثلاثة بنين غير أبي جعفر
أحدهم الإمام ،لأن مجيئ الخبر بوفاة الحسن بلا عقب
كمجيئ الخبر بأن النبي صلى الله عليه وآله لم يخلف ذكراً من صلبه ،
ولا خلف عبدالله بن جعفر إبناً ،
ولا كان للرضا أربعة بنين . فالولد قد بطل لا محالة ، ولكن هناك حبل قائم
قد صح في سرية له وستلد ذكراً إماماً متى ما ولدت ،
فإنه لا يجوز أن يمضي الإمام ولا خلف له ، فتبطل الإمامة
وتخلو الأرض من الحجة .
واحتج أصحاب الولد على هؤلاء فقالوا : أنكرتم علينا أمراً قلتم بمثله ،
ثم لم تقنعوا بذلك حتى أضفتم إليه ما تنكره العقول ،
قلتم أن هناك حبلاً قائماً ، فإن كنتم اجتهدتم في طلب الولد فلم تجدوه
فأنكرتموه لذلك ،
فقد طلبنا معرفة الحبل وتصحيحه
أشد من طلبكم ، واجتهدنا فيه أشد من اجتهادكم ،
فاستقصينا في ذلك غاية الإستقصاء فلم نجده ، فنحن في الولد أصدق منكم .
لأنه قد يجوز في العقل والعادة والتعارف ، أن يكون للرجل ولد مستور
لا يعرف في الظاهر ويظهر بعد ذلك ويصح نسبه ،
والأمر الذي ادعيتموه منكر وشنيع ، ينكره عقل كل عاقل ،
ويدفعه التعارف والعادة ،
مع مافيه من كثرة الروايات الصحيحة
عن الأئمة الصادقين أن الحبل لا يكون أكثر من تسعة أشهر ،
وقد مضى للحبل الذي ادعيتموه سنون ،
وإنكم على قولكم بلا صحة ولا بيّـنة .
وقالت الفرقة التاسعة :
أن حسن بن علي قد صحت وفاة أبيه وجده وسائر آبائه عليه السلام . فكما صحت وفاتهم بالخبر الذي لا يكذب مثله ،
كذلك صح أنه لا إمام بعد الحسن ....والأرض اليوم بلا حجة إلا أن يشاء الله ،
فيبعث القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله ، فيحيي الأرض بعد موتها ،
كما بعث محمد صلى الله عليه وآله حين فترة من الرسل .
وقالت الفرقة العاشرة :
أن أبا جعفر محمد بن علي كان الميت في حياة أبيه ، وهو الذي كان الإمام بوصية من أبيه ،
ثم أوصى هو إلى غلام له صغير كان في خدمته يُقال له نفيس ، ثم بعد موته نقل هذا الغلام الوصية إلى جعفر .
وقالت الفرقة الحادية عشرة :
قد اشتبه علينا الأمر ، ولا ندري من هو الإمام ، وأن الأرض لا تخلو من حجة فنتوقف ولا نقدم على شيئ
حتى يصح لنا الأمر ويتبين .
وقالت الفرقة الثانية عشرة :
ليس القول كما قال هؤلاء ، بل لا يجوز أن تخلو الأرض من حجة ، ولو خلت لساخت الأرض ومن عليها .,
وأما هو خائف مستور بستر الله لا يجوز ذكر اسمه ولا السؤال عن مكانه ، وليس علينا البحث عن أمره ،
بل البحث عن ذلك وطلبه حرام .
وقالت الفرقة الثالثة عشرة :
أن الحسن بن علي توفى ، وأنه كان الإمام بعد أبيه ، وأن جعفر بن علي الإمام بعده ،
كما كان موسى بن جعفر إماماً بعد عبدالله بن جعفر ، للخبر الذي روى أن الإمامة في الأكبر من ولد الإمام إذا مضى .
وأن الخبر الذي روى عن الصادق عليه السلام ، أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام
صحيح لا يجوز غيره ، وإنما ذلك إذا كان للماضي خلف من صلبه ، فإنه لا تخرج منه إلى أخيه ،
بل تثبت في خلفه . وإذا توفى ولا خلف له ، رجعت إلى أخيه ضرورة ، لأن هذا معنى الحديث عندهم .
وكذلك قالوا في الحديث الذي روى أن الإمام لا يغسله إلا إمام ، وأن هذا عندهم صحيح لا يجوز غيره .
وأقروا أن جعفر بن محمد عليهما السلام غسله موسى ، وادعوا أن عبدالله أمره بذلك ،
لأنه كان الإمام بعده ، وإن جاز أن لا يُغسله لأنه إمام صامت في حضرة عبدالله .
فهؤلاء الفطحية الخلص الذين يجيزون الإمامة في أخوين ، إذا لم يكن الأكبر منهما خلف ولدا .
والإمام عندهم جعفر بن علي ، على هذا التأويل ضرورة .
وأما الفرقة الرابعة عشرة فقالت :
إن الإمام بعده إبنه محمد ، وهو المنتظر ، غير أنه مات ، وسيجئ ويقوم بالسيف ،
وسيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا.
ملخصا من فرق الشيعة للنوبختي ص 119 وما بعدها
فهذه هي الفرق المشهورة للشيعة ، ذكرناها من كتب القوم أنفسهم ،
مع سرد الروايات والعبارات من كتب السنة أيضاً تأييداً وتوثيقاً ، لا أصلاً واستدلالاً .
غير أن هنالك فرقاً شيعية أخرى ، ذكرها أصحاب الفرق من السنة من البيانية والجناحية والرزامية
والمقنعية والحلمانية والخلاجية والأزافرة وغيرهم ، لم نذكرها لانقراضها ، ولعدم ورود ذكرها في كتب الشيعة ،
وكي لا يقول قائل :
يعلم الله أن هذه الأسماء كلها لم نسمع بها ولم نرها في كتب الشيعة ،
وما هي إلا مختلقة لا يُقصد من ذكرها غير التشنيع والتهجين . وهي أسماء بلا مسميات ،
ولم يذكرها أحد من المؤرخين ، ولا نقلها من كتب في الملل والشيعة كالشيخ أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي
من أهل القرن الرابع في كتاب الفرق والمقالات المتكفل بذكر فرق الشيعة وغيره
أعيان الشيعة للسيد محسن أمين ، القسم الأول ج1 ص 24
وبقيت هناك فرق أخرى ، ألا وهي :
الأثنا عشر أو الجعفرية الإمامة ،
فإنها ذكرت ضمن الأربع عشرة فرقة التي افترقت بعد موت الحسن العسكري ،
ولكن لما لها من أهمية ، وإن هذا السرد الطويل لم يكن إلا لأجلها ،
لأنه عند إطلاق لفظ الشيعة لا يتبادر إلى الذهن الآن إلا هذه الفرقة .
فنخصص لها باباً مستقلاً في تاريخها وعقائدها وعلاقتها بالسبئية ، وتوارثها جميع الأفكار الموجودة
في الفرق البائدة من الغلاة والمتطرفين . كما سنذكر الفرق التي تفرقت منها ، وهي موجودة حتى الآن .
ونلفت ههنا أنظار القرآء والباحثين إلى أمر هام يجب الإنتباه إليه، وهو ان كل فرقة من فرق الشيعة
التي ذكرناها في هذا الباب سيجد القارئ من مطالعة موجز المعتقدات والعقائد التي حملها أؤلئك ،
أن كل واحدة منها أخذ حظاً وافراً من السبئية أبناء اليهود ، واغترفت غرفاً كثيرة من الأديان الباطلة الأخرى
من النصرانية والمجوسية والأفكار المدسوسة من الهندوس والبابليين والعاشوريين والكلدانيين وغيرهم ،
كما أن الشيعة بعد تطور التشيّع الأول في جميع أدوارهم وعصورهم ،
التزموا بقول الرجعة والغيبة والولاية والبراءة والوصاية والتوارث ،
كما أرسخها مؤسس القوم عبدالله بن سبأ وشلته الماكرة .
أقوالهم في ولادة مهديهم المزعوم
لقد تحير الرافضة في إثبات هذا المزعوم ووجوده وولادته قبل ثبوت إمامته للشيعة وزعامته التشيع ،
فاضطربت فيه أقوالهم وتضاربت فيه آراؤهم ، فقائل يقول بأن أباه مات ولم ير له أثر ، ولم يعرف له ولد ظاهر .
فرق الشيعة للنوبختي 118 ، 119
وآخرون قالوا : ولد ذلك الموهوم قبل وفاته بسنتين سنة ثمان وخمسين ومائتين .
فرق الشيعة 126
وقال آخرون : كان مولده سنة ست وخمسين ومائتين
كشف الغمة 3 / 227
وقال آخرون : لا بل ولد له قبل وفاته بخمس سنين في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين
منتهى الآمال للعباس القمي 1198 الفارسي
وحتى في إسم الجارية التي ولدته اختلفوا فقالوا نرجس وقيل صقيل أو صقيلة وقيل حكيمة وقيل غير ذلك
الإرشاد للمفيد 346 ، أعلام الورى للطبرسي 419 كشف الغمة 3/227
قصص مولده
ذكر مفسر الشيعة وهو علم من أعلامهم ويلقبونه بأمين السلام ، وهو من علمائهم في القرن السادس من الهجرة ( أبو علي الطبرسي ) في كتابه نقلا عن صدوق الشيعة وأحد أئمتهم في الحديث ، والذي جعلوه في الصحاح الأربعة لهم ( إبن بابويه القمي ) :
من الأخبار التي جاءت في ميلاده (ع) ما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن يحي العطار ، عن الحسين بن رزق الله ، عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة عن حكيمة بنت محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : حدثتني حكيمة بنت محمد بن الرضا (ع) قالت : بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي (ع) فقال : يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا ، فإنها ليلة النصف من شعبان ، وإن شاء الله تعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة ، وهو حجة الله في أرضه .
قالت : فقلت له : ومن أمه ؟
قال : نرجس .
فقلت له : جعلني الله فداك ، ما بها أثر
فقال : هو ما أقول لك.
قالت : فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي ، وقالت لي ، يا سيدتي كيف أمسيت ؟
فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي
قالت : فأنكرت قولي ، وقالت : ما هذا ؟ فقلت لها : يا بنية ، إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة .
قالت : فخجلت واستحيت ، فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت ، فلما كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي قائمة ليس بها حادث ، ثم جلست معقبة ، ثم اضطجعت ، ثم انتبهت أخرى وهي راقدة ، ثم قامت فصلت ونامت .
قالت حكيمة : وخرجت أتفقد الفجر ، فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة ، قالت حكيمة : فدخلتني الشكوك ، فصاح بي أبو محمد من المجلس فقال :لا تعجلي يا عمة ، فإن الأمر قد قرب ، قالت : فجلست فقرأت ( ألم السجدة ) و ( يس ) فبينا أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها ، فقلت : اسم الله عليك ، ثم قلت لها تحسين شيئا ؟ قالت نعم ، قلت أجمعي نفسك وأجمعي قلبك فهو ما قلت لك .
قالت حكيمة : ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة ، فانتبهت بحس سيدي ، فكشفت الثوب عنها فإذا به عليه السلام ساجدا يتلقى الأرض بمساجده ، فضممته إليّ ، فإذا أنا به نظيف منظف ، فصاح بي أبو محمد : هلمي إليّ ابني يا عمة ، فجئت به إليه ، فوضع يديه تحت إليتيه وظهره ، ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه ، وأمرّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله ، ثم قال : تكلم يا بني ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة (ع) إلى أن وقف على أبيه ، ثم أحجم.
ثم قال أبو محمد : يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وأتيني به ، فذهبت به فسلم ورددته ووضعته في المجلس.
ثم قال عليه السلام : يا عمة إذا كان اليوم السابع فائتينا
قالت حكيمة : فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد ، وكشفت الستر لأتفقد سيدي فلم أره ، فقلت له جعلت فداك ما فعل سيدي ؟ قال : ياعمة ، استودعناه الذي استودعت أم موسى.
قالت حكيمة فلما كان يوم السلبع جئت وسلمت على أبي محمد ، فقال : هلموا إليّ ابني ، فجئت بسيدي وهو في الخرقة ، ففعل به كفعلته الأولى ، ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا أو عسلا ، ثم قال : تكلم يا بني ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وثنى الصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة حتى وقف على أبيه (ع) ، ثم تلا هذه الآية : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) .
أعلام الورى للطبرسي ( 418 ، 420 ) ، روضة الواعظين للفتال النيسابوري الشيعي ( 256 ، 257 )
وروى مثل ذلك بزيادات كثيرة خاتمة محدثي الشيعة ملا باقر المجلسي عن الكليني صاحب الكافي ، وعن ابن بابويه القمي ، وعن شيخ الطائفة الطوسي ، وعن السيد مرتضى الذي لقبوه بعلم الهدى وغيرهم
جلاء العيون ، فارسي ( ص 770 وما بعدها )
ومؤرخ الشيعة ورجاليّهم ومحدثهم عباس القمي في ( منتهى الآمال )ص 1204 وما بعدها
وروى القوم عن كبار محدثيهم عن ابن بابويه القمي وعن شيخ الطائفة الطوسي بأسانيد معتبرة معتمدة ، كما ذكروا خرافات كثيرة يخجل الإنسان أن يذكرها ، ويمجها العقل ويزدريها الفكر ولكن أنـّى لشاتمي أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الحياء والخجل ، ومما ورد فيه أن حكيمة تقول :
بدأت أقرأ على نرجس ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) ، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ بمثل ما أقرأ ، وسلم علي ، ففزعت لما سمعت ، فصاح بي أبو محمد عليه السلام : لا تعجبي من أمر الله ، إن الله تعالى ينطقنا صغارا بالحكمة ، ويجعلنا حجة في أرضه كبارا ، فلم يستتم الكلام حتى غيّبت عني نرجس فلم أرها ، كأنه ضرب بيني وبينها حجاب ، فعدوت نحو أبي محمد (ع) وأنا صارخة ، فقال لي : أرجعي يا عمة ، فإنك ستجدينها في مكانها ، قالت : فرجعت فلم ألبث إلى أن كشف الغطاء الذي بيني وبينها ، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشى بصري ، فإذا أنا بالصبي (ع) ساجدا لوجهه ، جاثيا على ركبتيه ، رافعا سبابته نحو السماء ، وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن أبي أمير المؤمنين ثم عد إماما إماما إلى أن بلغ إلى نفسة ، فقال : اللهم أنجز لي وعدي ، وأتمم أمري ، وثبت وطأتي ، وأملأ الأرض بي عدلا وقسطا .
فصاح بي أبي محمد (ع) وقال يا عمة تناوليه وهاتيه ، فتناولته وأتيت به نحوه ، فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على يدي ، فسلم على أبيه ، فتناوله الحسن (ع) مني ، والطير يرفرف على رأسه ويناوله لسانه فيشرب منه ، ثم قال : امض به إلى أمه لترضعه ورديه إليّ ، قالت : فناولته أمه فأرضعته ورددته إلى أبي محمد ، والطير يرفرف على رأسه ، فصاح طير منها فقال له : احمله واحفظه ورده إلينا في كل أربعين يوما ، فتناوله الطير وطار به في جو السماء واتبعه سائر الطيور ، فسمعت أبا محمد يقول : استودعك الذي أودعته أم موسى ، فبكت نرجس ، فقال اسكتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك ، وسيعاد إليك كما رد موسى إلى أم موسى ، وذلك قول الله عز وجل ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ) .
قالت حكيمة : قلت : فما هذا الطير ؟ ، قال : هذا روح القدس الموكل بالأئمة عليهم السلام ، يوفقهم ويسددهم ويربيهم العلم، قالت حكيمة : فلما أن كان بعد أربعين يوما رد الغلام ووجهه إلى ابن أخي ، فدعاني فدخلت عليه ، فإذا أنا بصبي متحرك يمشي بين يديه ، فقلت يا سيدي هذا ابن سنتين ، فتبسم (ع) ثم قال : إن أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشئون بخلاف ما ينشأ غيرهم وإن الصبي الذي أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة وإن الصبي منا ليتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد الله تعالى عند الرضاع ، وتطيف به الملائكة وتنزل عليه بالسلام صباحا ومساء . قالت حكيمة : فلم أزل أرى ذلك الصبي في كل أربعين يوما إلى أن رأيته رجلا قبل مضي أبي محمد بأيام قلائل ، فلم أعرفه ، فقلت لابن أخي (ع) من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه ؟ فقال لي : هذا ابن نرجس ، وهذا خليفتي من بعدي ، وعن قليل تفقدونني فاسمعي واطيعي .
جلاء العيون للمجلسي (772) ، منتهى الآمال للقمي ( 1206) ، روضة الواعظين (2/259)
روايتان عن حكيمة متضاربتان فسبحان الله ما أكذب الرافضة !!!
|
|
|
|
|