|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 153
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 2,377
|
بمعدل : 0.36 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين
بتاريخ : 10-08-2006 الساعة : 09:30 PM
من كتاب المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين للدكتور : عصام العماد - ص 19 -
كيف نعرضُ المذهب الاثني عشري للوهابيين؟
شرحت في كتاب ( رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية ) الأسباب التي جعلتني أترك المذهب الوهابي، بعد أن أصبحت أحد أئمة المساجد الوهابية، وأصبحت أدّرس في مساجد الوهابية. وفي هذا الكتاب سأعرض حقائق وخصائص المذهب الاثني عشري ، بطريقة تعالج مشكلات الفكر الوهابي أثناء طرحه للمذهب الاثني عشري. وفي نظري ما لم نعالج تلك المشكلات فلا يمكن أن يكون الحوار مع الوهابيين مثمراً .
ومن أجل معالجة الفكر الوهابي في كيفية تعامله مع المذهب الاثني عشري، رأيت أن يكون عَرض المذهب الاثني عشري للوهابيين عبر ثلاث مراحل رئيسية ، لا بد من الالتزام بترتيب هذه المراحل الثلاث، وإلاّ فلن يتم معالجة الفكر الوهابي ، ولن يتسنَّى للوهابيين أن يدركوا حقائق وخصائص المذهب الاثني عشري .
كما يجب أن نبين للوهابيين أنّ عدم ملاحظة هذه المراحل الثلاث، وعدم الالتزام بترتيبها هو الذي جعل منهجهم في دراسة حقائق وخصائص المذهب الاثني عشري ينحرفُ عن منهج أهل السنّة في دراستها .
وبسبب خروج الوهابية عنْ منهج أهل السنّة في دراسة الاثني عشرية ؛ رسمت الوهابية صورة للاثني عشرية لا صلة بينها وبين الصورة التي رسمها قدماء أهل السنّة للاثني عشرية .
- ص 20 -
وتأتي أهمية هذه الدراسة من أنني لم أجد بحثاً علمياً يتناول موضوع ( المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابية ) ، أو يتناول موضوع ( الفرق بين منهج الوهابية في التعامل مع المذاهب الإسلامية وبين منهج قدماء أهل السنّة ) . ولا بد أن هناك سبباً للخلاف الشديد في تعريف ( حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه ) بين قدماء أهل السنّة وبين الوهابية.
ونحن لا نشك بأنّ سبب اختلاف المنهجين إنّما يعود إلى اختلاف ( طبيعة ) منهج أهل السنّة عن ( طبيعة ) منهج الوهابية.
ومما لا ريب فيه أنّ هنالك ارتباطاً وثيقاً بين ( طبيعة المنهج ) الذي تبنته الوهابية وطبيعة الصورة التي رسموها لـ ( حقائق الاثني عشرية وخصائصها ) ؛ فقد يتم التأويل الباطل لها بحيث يجعلها بعيدة عن صورتها ورسمها الواقعي، ويلحقها التحريف والتشويه حينما تعرض بطريقة ومنهج غير علمي، يحمل في طبيعته مغالطة خفية .
ولا يمكن لنا أن ندرك دور ( طبيعة المنهج ) في التأثير على رسم وعرض حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه؛ إلاّ إذا قمنا بدراسة علمية تعتمد على المقارنة بين ( حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه ) التي رسمها أهل السنّة، و( حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه ) التي رسمتها الوهابية .
إنّ الباحث المنصف عن الاثني عشرية ينبغي أن يميز بين الاثني عشرية كما هي في حقيقتها وواقعها، وبين مناهج دراستها وأساليب قراءتها التي وقعت في أخطاء كبيرة، ومن ثَمّ أوقعتنا في انحراف عن درك حقيقة الاثني عشرية . ويجب أن نعرف الفرق بين الاثني عشرية نفسها وبين مناهج دراستها، ومن هنا تأتي أهمية طرح ( المنهج الصحيح والسليم ) في دراسة المذهب الاثني عشري .
ونحن نخالف ( منهج الوهابية ) في دراسة الاثني عشرية، ونتفق في بعض الجوانب مع ( منهج قدماء أهل السنّة ) وبعض متأخريهم.
- ص 21 -
ومنهجنا في عرض ورسم ( حقائق الاثني عشرية وخصائصها ) يمر بثلاث مراحل، لا بد من الالتزام بها حتى نسلم من الاخطاء التي انزلق فيها اتباع الوهابية أثناء عرضهم ورسمهم لـ ( حقائق الاثني عشرية وخصائصها ) .
والمراحل الثلاث في هذا المنهج الذي اخترته ـ من أجل عرض حقائق وخصائص المذهب الاثني عشري على الوهابيين حتى يتمكنوا من فهمها ودركها ـ سوف أعرضها بهذا الترتيب الذي ينبغي مراعاته:
المرحلة الأُولى : ( مرحلة المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري )(*)
وسوف ندرس في هذه المرحلة أسباب وعوامل خطأ الوهابية في مرحلة المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري. أو بتعبيرٍ آخر: أسباب وعوامل مشكلة الخلط بين المذهب الاثني عشري وفرق الغلاة عند اتباع الوهابية.
وهذه الأسباب والعوامل تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : الأسباب والعوامل التي ترجع إلى جهل اتباع الوهابية بالمذهب الاثني عشري، وهي ثلاثة أسباب:
1 ـ السبب الأول : الجهل بمعنى الغلو .
2 ـ السبب الثاني : الجهل بمعنى المذهب الاثني عشري .
3 ـ السبب الثالث : الجهل بموقف المذهب الاثني عشري من الغلو وفِرَق الغلاة .
القسم الثاني : الأسباب والعوامل التي ترجع إلى طبيعة الجماعة الوهابية، ويمكن حصرها في سببين رئسييّن :
4 ـ السبب الرابع : طريقة التفكير عند الوهابية .
* هامش *
(*) درسنا وشرحنا المرحلة الثانية في دراسة الاثني عشرية في ص: 137 من هذا الكتاب، كما درسنا المرحلة الثالثة في دراسة الإثني عشرية في ص: 149 من هذا الكتاب .
- ص 22 -
5 ـ السبب الخامس : الخروج عَنْ منهج أهل السنّة في التعامل مع المذهب الاثني عشري.
وبعد أن ينتهي القارئ من دراسة ( المرحلة الأولى ) يتناول ( المرحلة الثانية ) .
المرحلة الثانية : ( مرحلة المعرفة التحليلية للمذهب الاثني عشري )
وفي هذه المرحلة نتناول أربع حقائق هامة وهي :
الحقيقة الأُولى : حقيقة الالوهية والنبوة في المذهب الاثني عشري .
والحقيقة الثانية : حقيقة الشرائع والأحكام في المذهب الاثني عشري .
والحقيقة الثالثة : حقيقة أهداف المذهب الاثني عشري .
والحقيقة الرابعة : حقيقة معنى بعض المصطلحات في المذهب الاثني عشري .
وبعد أن ينتهي القارئ من دراسة ( المرحلة الثانية ) يتناول ( المرحلة الثالثة ) .
المرحلة الثالثة : ( مرحلة المعرفة الجذرية للمذهب الاثني عشري )
وفي هذه المرحلة نتناول أربع حقائق هامة وهي :
الحقيقة الخامسة : حقيقة منابع المذهب الاثني عشري.
والحقيقة السادسة : حقيقة الإمامة في المذهب الاثني عشري.
والحقيقة السابعة : حقيقة هوية المذهب الاثني عشري.
والحقيقة الثامنة : حقيقة نشأة المذهب الاثني عشري وعلل نشأته.
وبعد أن ينتهي القارئ من دراسة المراحل الثلاث ينتقل إلى دراسة ( خصائص المذهب الاثني عشري ) .
خصائص المذهب الاثني عشري
وهذه الخصائص وإن كانت ترتبط بـ ( مرحلة المعرفة التحليلية للمذهب الاثني عشري ) ، لكننا تعمدنا تأخيرها لأنها آخر ما يدركه الوهابيون من الاثني عشرية، وسوف ندرس ثلاث خصائص من خصائص هذا المذهب، وهي :
- ص 23 -
الخاصية الأولى : خاصية الوسطية الإيجابية في التعامل مع أهل البيت عند الاثني عشرية .
والخاصية الثانية : خاصية الواقعية في التعامل مع الصحابة عند الاثني عشرية .
والخاصية الثالثة : خاصية غيبة الإمام الثاني عشر في المذهب الاثني عشري .
هذه هي مراحل دراسة المذهب الاثني عشري التي ينبغي بل يجب الالتزام بالترتيب المذكور عند طرح هذا المذهب للوهابيين. وإليك فيما يلي بحثاً مختصراً حول كل منها حسب الترتيب المذكور (1) .
والشكل الآتي يبيّن خلاصة المنهج الجديد في عرض المذهب الاثني عشري على الوهابيين .
|
|
|
|
|