|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 21732
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 300
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
عبادة الامام اميرالمؤمنين
بتاريخ : 25-11-2009 الساعة : 07:42 AM
عبادة الامام اميرالمؤمنين
عبادة الله .... فضيلة تسمو بالإنسان الى ذروة الكمال وقمة المنزلة عند الله سبحانه
وبالرغم من أولياء يتمتعون بالكمال والمنزلة عنده سبحانه، فأنهم يخصصون وقتا كبير لعبادة الله وتسبيحه وتعظيمه
وهكذا كان الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" - هو سيد أولياء بعد رسول الله – يتفرغ لعبادة الله سبحانه –بالإضافة الى الصلوات الواجبة والنوافل والى جانب إعماله القيادية ومسؤوليات الاجتماعية
كان يقف بين يدي خالقة وقفة الخاشع الفقير ... ويناجي ربه مناجاة العبد المسكين
اذا أرخى الليل ستارة قام "عليه السلام"بين يدي الله وقضى ساعات طويلة في رحابه يتفكر في عظمة وسلطانه ويتأمل قدرته وبديع صنعة ويتذكر ثوابه وعقابه وجنته وناره
ولا ينفجر الصبح إلا قد صلى ركعات كثيرة، وسقى الأرض بدموعه الغزيرة
يقول أبو الدر داء : "شهدت الامام امير المؤمنين علي أبي طالب بين أشجار بني النجار وقد اعتزل عن الموالية واختفى عمن يليه واستتر بمغيلات النخيل
فإذا بصوت حزين ،ونغمة شجي وهو يقول : "الهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك ...وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك ....الهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي ،فما انا براج غيري رضوانك "
فشغلني الصوت واقتفيت الأثر ،فإذا هو الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" بعينة فاستتر له وأخملت الحركة ....فركع ركعات في جوف الليل .. ثم فرغ الى الدعاء والبكاء ،والبث والشكوى
ان الامام امير المؤمنين "عليه السلام"بالرغم انه كان معصوما من الذنب والخطاء فانه يناجي ربه بكلمات المقصرين الخائفين الخاشعين بين يدي الخالق العظيم
يقول أبو الرداء : كان فيما ناجى به الله ان قال "الهي أفكر في عفوك فتهون على خطيئتي ،ثم اذكر العظيم من أخذك فتعظم على بليتي .. آه .. انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وأنت محصيها ... فتقول : خذوه ! أفياله من مأخذ لا تنجيه عشرية ولا تنفعه قبيلة...آه من نار تنضج الأكباد والكلى ...آه من نار نزاعة للشوي ...آه من غمرة من ملهيات لظى
ثم انغمر في البكاء ... وبعد ذلك اختفى على الصوته ، فلم اسمع له حسا ولا حركة
فقلت :غلب عليه النوم لطول السهر ....أو قظه لصلاة الفجر . فأتيته فإذا هو كاالخشبه الملقاة ، فحركته فلم يتحرك .. فقلت : انا لله وإنا إليه راجعون مات علي ابن طالب
فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم .فقالت السيدة فاطمة "عليها السلام" يا أبا الدر داء ما كان من شانه ومن قصة
فأخبرتها
فقالت : وهي والله – يا أبا الرداء –الغشية التي تأخذه من خشية الله !! ثم أتوه بماء فتضحوا على وجهه فأفاق....
يقول أبو الدر داء: فو لله ما رأيت ذلك – أي: هذه العبادة –لا تأخذ من أصحاب رسول الله 1
ومن مناجاته "عليه السلام" :الهي ... ما عبدتك خوفا من عقابك ، ولا طمعا في ثوابك ،ولكن وجدك أهلا للعبادة فعبدتك 2
وقال الامام محمد الباقر "عليه السلام" :كان لأمير المؤمنين خمسمائة نخلة فكان يصلي عند كل نخله ركعتين3
هذه رشحات من عبادة الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" وان أبا الدر داء يحلف بالله حتى لا يتهمه احد بالكذب – انه لم يرى احد صحابة رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم "يعبد الله كعبادة الامام امير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" هذه فضيلة الامام – في عداد فضائله – تميزه عن غيرة وتؤكد أهلية للخلافة دون غيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
1 –بحار الأنوار : ج 41 ص11
2 –بحار الأنوار : ج 41 ص 11
3 –بحار الأنوار : ج 41 ص15
يتبع
منقول من كتاب "الإمام علي " خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"
للكاتب محمد إبراهيم الموحد القزويني
|
|
|
|
|