جاء في كتاب التوحيد ( الباب الثالث \ بداية الفصل الأول ) للفوزان (عالم سني) ما يلي :
الإطراء: مجاوزة الحد في المدح و الكذب فيه, و المراد بالغلو في حق النبي صلى الله عليه و سلم: مجاوزة الحد في قدره بأن يرفع فوق مرتبة العبودية و الرسالة و يجعل له شيء من خصائص الإلهية بأن يُدعى و يُستغاث به من دون الله و يُحلف به.
كاتب الموضوع
وبعد :
لا يوجد غلو او اطراء او اضفاء باطل لا سامح الله او قول ما لا وجود له في مدح خالق السماوات والارض جل وعلى او رسول الله واله واصحابه الخلص المنتجبين الميامين الذين يعرفهم المؤمنون حق المعرفة فأول شي عليك وعلى الكل معرفته انه مهما سطرت كلمات او حروف او قلت في حق رسول الله روحي له الفداء فلن يكون مدحا لان المدح هو ما فاق الواقع والحق وانما هذه كلها صفات وتسميات وحقائق وهي ما تتناقله تسبيحاتنا للخالق وما ذكر في محكم كتابه العزيز وما بلغ فيه الانبياء والرسل ممن سبقوا نبي الرحمة وبشروا به وبال بيته المنقذين للامة والعالم في زمانهم وفي اخر الزمان على يد الامام المهدي المنتظر ( عج ) مؤسس دولة العدل الآلهي روحي له الفداء عجل الله ظهوره وجعلني من أنصاره ومحبيه ومواليه والداعين الى دولته دولة الحق والعدل التي ستكسر انوف الظالمين وتبيد جيوش الكافرين وتجمع شمل امة المسلمين والمؤمنين تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله ...
لك ولكل المسلمين والمؤمنين ان من تجلت فيه عظمة الخالق ونور الحق واصطفاء رب العالمين لا يستطيع الانسان الاعتيادي المحدود التفكير ان يحصي او يعد صفات ومكارم رسول الله وال بيته الطيبين الطاهرين ولا يستطيع ان يجد لهم انداد او اشباه او بدلاء ولا يمكنه ان يدرك حقيقتهم ولو امكنه لكان من خير المؤمنين لذا فليس من قال فيه جل وعلى (( وإنك لعلى خلقُُ عظيم )) يمكن ان يدرك كل خلقه ويمدحها اي انسان فلو قلت ما قلت في وصفهم لما انصفتهم ولو انفقت كل حروف الكتابة ولو جعلت البحر مدادا لما كان اطراءا او غلو او تمادي او مبالغة فكن تقيا واتقي الله في قوله الحق فمحمد واله هم من احبهم الله وطهرهم ورفعهم مكانا عليا في الدنيا والاخرة وهم من جعلهم الله خير الخلق والعباد وهم من ومن ومن ومن ...
والله يعلم ما لا تعملون فعلى العبد ان يكون تقيا فيما يقوله وينسبه فاحيان يخشى الانسان ان يجرد شخصا عاديا من صفة يملكها ويتملكه الخوف من انصاره ومنها ما يحصل في تناول او مناقشة بعض الاراء عن الشيوخ والاثرياء ورجال المناصب والدولة وحكام العرب فكيف الان لا تخشون الله ورسوله بقولكم هذا وانا اتمنى ان يعلمني احدكم ما هو الغلو والمبالغة في ذكر فضائل نبي الله ووصيه وال بيته وان يذكر لي من منهن كانت ليست حقيقة او غير موجودة اصلا وليترك نزاعه الشخصي وعدائه جانبا وليكن مرة واحدة عادلا مع نفسه ومدركا للحق الذي ثبته الله سبحانه وتعالى على المعمورة وان يفكر ولو مرة واحدة مع ذاته من منا افضل منا استحق اكثر مما استحقوا ونال مرتبة اعلى واشرف واطهر من مراتبهم الجليلة الي اختارها الله وليس الشعراء وابناء النوابغ وارباب المال والسلطة الذين مجدوا الظالين والمشركين والذين استبدلوا الحق بالباطل واابناء الطلقاء ممن جعلوا الباطل دستور والحق جريمة ان اتبعتها وعادو رسول الله وال بيته .. فليقل الانسان قول الحق او يصمت فليس غلوا قول الحق وانصافه فليس هم بحاجته ولكن نحن بحاجة الله جل وعلى ورسوله وال بيته عليهم صلوات الله اجمعين , فمن اعتقد أن غير هدي النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر ومن أبغض شيئاً مما جاء به الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ولو عمل به فقد كفر، لقوله تعالى:
(ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم)
ومن استهزأ بشيء من دين الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) أو ثوابه، أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى:
( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
ويقول تعالى: (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ)
وتأمل معي البيان الإلهي كيف حدثنا عن ذلك الإنسان الذي أكرمه الله بالهدى والإيمان وآتاه من آياته العظيمة، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه، فكيف حال شخص كهذا؟ يقول تعالى مشبهاً كل من يكذب بآيات الله:
ونتساءل: لماذا شبه الله تعالى الذي يكذب بالكلب الذي يلهث؟ لأن عملية الكذب والتكذيب تحتاج إلى بذل جهد وطاقة، تماماً كما يبذل الكلب طاقة كبيرة عندما يلهث. إنها بالفعل عملية تحتاج إلى تفكير وتحليل لنستيقن بأن من يكذب بآيات الله تعالى فهو كالكلب! ولذلك ختمت الآية بقوله تعالى