|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 20133
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 814
|
بمعدل : 0.14 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
المشرف العقائدي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 29-08-2009 الساعة : 12:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله
ألاً بك أخيونا الفاضل "اين الحق" ومرحبا بك ملاة أخرى
وكان بودي لو أنتظرت قليلاً حتى أكمل الرد مني لك بخصوص مشاركتي أعلاه ولكن قدر الله وما شآء فعل
وأراك أكثرت الحديث عن الأختلاف فيما بيننا وبينكم وتظن في أخيك بأنه غير مطلع على فكركم وعقائدكم
وأرد عليك أولاً وقبل الحديث في أصل موضوعنا على هذه النقطة حتى أنير لك الطريق وتتعرف على فكر أخيك "المشرف العقائدي" جيداً وبأختصار يا طيب
أعلم أني مطلع - بلا إدعاء العلم ولا أزكي نفسي - جيد على فكركم ونتاج علمائكم ولقد قرأت الكثير من مؤلفاتكم ومن فطاحل رجالاتكم منه ما هو مطبوع ومنها ما هو على هذه الشبكة الأنترنتية وأمتلك ولله الحمد المكتبة التي أفتخر بالحصول عليها وأمتلكها مما أشك في أنك تملك ربعها والله اعلم والله المستعان ، ولي صولات وجولات في الحوارات الكثيرة منها القديم ومنها الحديث ، منها القصيرة العابرة ومنها الطويلة الهادفة ولقد أطنبت فيها كثيرا ، ولي الخبرة الطويلة في حوارات المذاهب وعجنتكم وفكركم ورجالاتكم جيداً وأعرف بأي قاعدة تفكرون وتحكمون ، وألممت بفكركم أكثر من كثير منكم بل وقرأت ما أن بحثت عنه من بعض كتبكم فلن تجده إلا أن يشآء الله تعالى لك ولغيرك الحصول عليه والله المستعان ، فلا تخف على إطلاعي ففيه الخير والبركة دون أن أدعي علماً فيه والعياذ بالله كما أني لا أزكي نفسي كذلك والله من وراء القصد .
وعوداً على الموضوع وأصله ، فأعذرني فلن أعلق على ما كتبته أعلاه فلقد حدت عن الموضوع كثيراً بتعليقك عن شدة الختلاف فيما بيننا وأصله ومعدنه وبيان أموراً أراك تجهل أحكامها وخصوصاً حكم من يعتقد بالولاية - كمثال - ولقد جانبت الصواب فيه من إننا نعتقد بكفر المنكر لها جهلاً يا طيب .
وسوف أكتفي بالحوار في أصل ما أخترته من إحدى الخيارات الثلاث في أول الموضوع وهو " الشـــورى " وحقيقتها واكمل المسير معك فيه بتركيز مفيد لي ولك وللجميع والعون من الله تعالى وحده فيه كله ..
تفضلت بقولك :
اقتباس :
|
أراك تقول شورى مزعومة ؟؟؟ .... هل الله يزعم ؟؟
الله هو من قال : (( و أمرهم شورى بينهم )) .. الله هو من قال : (( و شاورهم في الأمر )) .. سورة كاملة في القرآن باسم ( الشورى ) .. ولازلت تقول مزعومة ؟؟؟!!!
بالله عليك هذه الآيات أليس لها تفسيرا ؟؟
و هذه الشورى المزعومة - حسب قولك - هل هي شورى في اختيار طعام الغداء و العشاء ؟؟!!
|
أعلم يا طيب إن "الشورى" وكما جاء في معناها :
في اللغة هي مطلق الاستخراج.
والمعنى الفقهي العام للشورى والتشاور: هو استخراج الرأي من ذوي الخبرة فيه للتوصل إلى أقرب الأمور للحق .
وجاء في تفسير (مجمع البيان للشيخ الطبرسي 2 / 428) :
(( شاورهم في الأمر )) أي : استخرج آراءهم ، واعلم ما عندهم .
وأختلفوا في فائدة مشاورته ( صلى الله عليه وآله ) إياهم ، مع استغنائه بالوحي عن تعرّف صواب الرأي من العباد على أقوال :
أحدها : إن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم ، والتألف لهم ، والرفع من أقدارهم ، ليبين أنهم ممّن يوثق بأقوالهم ، ويرجع إلى آرائهم ، عن قتادة والربيع وابن إسحاق .
وثانيها : إن ذلك لتقتدي به أمته في المشاورة ، ولم يروها نقيصة ، كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم ، عن سفيان بن عيينة .
وثالثها : إن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة ، ليتميز الناصح من الغاش .
وخامسها : إن ذلك في أمور الدنيا ، ومكائد الحرب ، ولقاء العدو .
وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم ، عن أبي علي الجبائي .
وجاء في (الصحيح من السيرة للسيد جعفر مرتضى 6 / 90) :
وعن ابن عباس بسند حسن : لمّا نزلت : ((وشاورهم في الأمر)) ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أما أن الله ورسوله لغنيان عنها ، ولكن جعلها الله رحمة لأمتي ، فمن استشار منهم لم يعدم رشدا ، ومن تركها لم يعدم غيا .
( راجع أيضاً : الدر المنثور 2 / 80 عن ابن عدي ، والبيهقي في شعب الإيمان ) ...
إن رواية ابن عباس المتقدّمة تفيد : أن استشارته ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه لا قيمة لها على صعيد إتخاذ القرار ، لأن الله ورسوله غنيان عنها ، لأنهما يعرفان صواب الآراء من خطئها ، فلا تزيدهما الإستشارة علما ، ولا ترفع جهلا ، وإنما هي أمر تعليمي أخلاقي للأمّة ... وإذا كانت الإستشارة أمراً تعليمياً أخلاقياً ، فلا محذور على الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) فيها .
ومن هذه المقدمة نستخلص القول في الشورى بقولنا :
إن من أبعاد الرجوع إلى العرف الشورى، فإن حقيقة الشورى ليست استفتاء الناس في ثوابت الشريعة أو يجوز استفتاء الشعب في حرمة الخمر أو وجوب الفرائض؟ انما هي في المتغيرات كالحرب والسلم، ومناهج الاقتصاد وعلوم الإجتماع بما يخدم متغيرات العصر وظروفه مما يختلف عبر الظروف والعصور والأمصار، ولعل قوله سبحانه في صفة المؤمنين (وأمرهم شورى بينهم) يهدينا إلى أن الشورى تهم أمور المؤمنين وليس أمر الله تعالى في أمر مهم وخطير مثل من يقود الأمة ومن يطبق شرع الله تعالى ومن يؤخذ الدين منه .
وأعلم يا طيب إنه لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستهدف وضع نظام الشورى موضع التطبيق بعد وفاته مباشرة وإسناد زعامة الدعوة إلى القيادة التي تنبثق عن هذا النظام - الشورى - لكان من أبده الأشياء التي يتطلبها الموقف الإيجابي أن يقوم الرسول القائد بعملية توعية للأمة والدعاة على نظام الشورى وحدوده وتفاصيله وإعطائه طابعاً دينياً مقدساً وإعداد المجتمع الإسلامي إعداداً فكرياً وروحياً لتقبل هذا النظام , وهو مجتمع نشأ من مجموعة من العشائر لم تكن قد عاشت قبل الإسلام وضعاً سياسياً على أساس الشورى وإنما كانت تعيش في الغالب وضع زعامات قبلية وعشائرية تتحكم فيها القوة والثروة وعامل الوراثة إلى حد كبير ....، ونستطيع بسهولة أن ندرك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يمارس عملية التوعية على نظام الشورى وتفاصيله الشرعية ومفاهيمه الفكرية لأن هذه العملية لو كانت قد أنجزت لكان من الطبيعي أن تنعكس وتتجسد في الأحاديث المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي ذهنية الأمة .. ولا نجد في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي صورة تشريعية محددة لنظام الشورى .. ..، ونلاحظ بهذا الصدد للتأكد من ذلك أن أبا بكر - كمثال - حينما اشتدت به العله عهد إلى عمر بن الخطاب فأمر عثمان أن يكتب عهده .. وواضح من هذا الاستخلاف أن الخليفة لم يكن يفكر بعقلية نظام الشورى وإنه كان يرى من حقه تعيين الخليفة وإن هذا التعيين يفرض على المسلمين الطاعة ولهذا أمرهم بالسمع والطاعة ....، ونلاحظ أن عمر رأى هو الآخر أيضاً إن من حقه فرض الخليفة على المسلمين ففرضه في نطاق ستة أشخاص وأوكل أمر التعيين إلى الستة أنفسهم دون أن يجعل لسائر المسلمين أي دور حقيقي في الانتخاب ....، وهذا يعني أيضاً أن عقلية نظام الشورى لم تتمثل في طريقة الاستخلاف التي انتهجها عمر كما لم تتمثل من قبل في الطريقة التي سلكها الخليفة الأول ...، كل ذلك يوضح بدرجة لا تقبل الشك إن هذا الجيل الطليعي من الأمة الإسلامية بما فيه القطاع الذي تسلم الحكم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يفكر بذهنية الشورى ولم يكن يملك فكرة محددة عن هذا النظام .. فكيف يمكن أن نتصور أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد مارس عملية توعية على نظام الشورى تشريعياً وفكرياً وأعد جيل المهاجرين والأنصار لتسلم قيادة الدعوة بعده على أساس هذا النظام , ثم لا نجد لدى الجيل تطبيقاً واعياً لهذا النظام أو مفهوماً محدداً عنه !!!
كما أننا لا يمكن أن نتصور من ناحية أخرى أن الرسول القائد يضع هذا النظام ويحدده تشريعاً ومفهوماً ثم لا يقوم بتوعية المسلمين عليه وتثقيفهم به !!!
أو لم يكن من الضروري إذا كان يمهد لفكرة الشورى حقاً أن يحدد للشورى دستورها ويضبط سنته لكي تسير الشورى على منهاج ثابت محدد لا تتلاعب به الأهواء !!!
إذن هل يترك حقه في اختيار خليفته من بعده !! ..
هل النبي صلى الله عليه وآله وسلم نسي - وحاشاه أن ينسى - الرواسب القبلية التي جاء بها المسلمون قبل إسلامهم .. هل تجاهل ( وحاشاه ) العصبيات والعصب .. العشيرة والقرابة .. الصحابة والتحزب .. الطمع والاستئثار .. والقبلية .. أما آن له أن يقطع دابرها لهم لما بعد وفاته في حياته وقبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى .. ألم يكن قائد المسلمين يخشى على المسلمين الفرقة والتفرق وهو أعرف من غيره بنفوسهم وأهوائهم ودواخلهم وسرائرهم .. ألم يكن ذلك القائد العظيم رجل دولة يقود دولة يحسب لها ألف حساب .. ألم يشرع دينه أدق وأعظم تشريع ينظم علاقة المسلم بالمسلم وعلاقة المسلم بالمجتمع وقبل كل شيء علاقته بربه وعلاقته بدنياه وعلاقته بآخرته وهو اول تشريع واسع عام وشامل للحياتين لم يترك صغيرة ولا كبير إلا وجد لها ما يحل مشاكلها ..
وبعد قولي أعلاه أسألك يا طيب القلب ...
هل فعلاً تحقق مبدأ الشورى تماماً كما تقول - حسب أختيارك - في أول أمر المسلمين وخلافتهم أم لا ؟ وكيف تحققت ؟
والله المستعان على ما تصفون
والسلام عليكم
|
|
|
|
|