ظللنا في مكاننا عدة ايام وبعدها تم ادخالنا الزنزانة.
اخبار الزنزانة
دخلنا المعتقل وتجمع حولنا المعتقلين يسألوننا عن اسمائنا وماهي تهمنا ومن اين نحن , طبعا اجبناهم على اسئلتهم وقلنا لهم نحن من قرية توبلي , قاموا بالترحيب بنا واخذونا للغرفة التي يوجد بها معتلقين من قريتنا دخلنا الغرفة وبدأنا نتبادل اطراف الحديث مع افراد قريتنا وجلس حولنا معتقلون آخرون يحاولون معرفة الاخبار بالخارج وماهو مستجد قبل اعتقالنا باعتبار ان الاخبار بالسجن مقطوعة عنهم.
كان المعتقل عبارة عن ست غرف متلاصقة مع بعضها البعض بينهم ممر صغير والغرف مفتوحة على الممر , يوجد بالمعتقل حمام واحد للسباحة واثنان لقضاء الحاجة ومغسلة صغيرة , حين تود ان تذهب للسباحة فلا بد ان تدور على اغلب افراد المعتقل , حيث تذهب في البداية لتطرق باب حمام السباحة لتسال من يسبح دور من بعده في السباحة فيقول لك فلان فتذهب لفلان فيقول لك فلان حتى تصل للشخص الاخير وتحجز لك دور في الطابور وقليل جدا ان تجد حمام السباحة خاليا على اعتبار ان عدد المعتقلين وصل تقريبا الى 180 معتقل.
كان المكان ضيق مقارنة مع العدد الكبير للمعتقلين حيث تجد الافراد قريبة من بعضها البعض والتنقل من مكان لمكان صعب حيث تجد اغلب المعتقلين ينامون بالممر الصغير محاولة منهم للحصول على الهواء حيث كان الجو حارا بالداخل مكيفان موجودان بالسقف ولكنها لا يعملان بينما توجد عدة مرواح ذات العمود والتي تقف موضوعة خارج باب المعتقل الحديدي وتجد اغلب المعتقلين عند الباب ليصل لهم الهواء , من شدة الحرارة تجد ان الامراض منتشرة هناك وخاصة مرض الحساسية والذي نعتبره ختم السجن حيث اغلب المعتقلين اصيبوا بالحساسية
بالمعتقل تقدم لك ثلاث وجبات افطار , غداء وعشاء فالافطار كان منوعا وهو عبارة عن خبز عادي وشاي ونخج او دال اما الغداء فيكون لحم او دجاج او سمك اما العشاء فالوجبة الرئيسية هي الشخر نخر وهي وجبة السجن وكما يردد المعتقلون دائما ( اذا ما اكلت شخر نخر يعني ماانسجنت) الشخر نخر عبارة عن صالونة خضرة بعضها غير صالح للاكل ولكن تجد نفسك مجبر لاكله من شدة الجوع
انا عني بعد اليوم الاول لم اعد ارغب لوجبة الغداء حيث كان الارز سيء جدا وعلمت انني اكلته في اليوم الاول بسبب الجوع , كانت افضل وجبة غداء لدي هي الدجاج والتي تكون يوم الاربعاء حيث كنت آخذ الدجاج وآكله مع الخبز اما نصيبي من الارز فاعطيه لأي شخص يريده.
كان في مركز المدينة برادة خاصة بالمعتقلين حيث يرسل الاهالي مبالغ من المال لذويهم يستطيعون الشراء بها من البرادة وحقيقة ان البرادة كانت تغنينا بعض الاحيان عن طعام السجن ولكن في اغلب الاوقات يصادف انتهاء المال الذي لديك فتجد نفسك مجبر لاكل طعامهم , وتنتظر حتى ان تأتيك زيارة من الاهل او ان توصل لهم رسالة ان المال الذي لديك قد نفذ وانت بحاجة لاموال اخرى.
اخذونا للتحقيق الرسمي بعد 9 ايام من اعتقالنا
كان الجو العام للسجن اشبه بقرية او تجمع شبابي فأنت ترى الشباب يمزحون مع بعضهم وترى الآخرون يلعبون وقد نسو انهم في سجن
كنا نعلم نحن ان الافادة التي كتبت ضدنا في المركز غير مهمة حيث هناك تحقيق رسمي آخر في سجن القلعة الذي يقع في المنامة , كان الشباب يحكون لنا عن الوضع بالقلعة حيث اغلبهم قد اخذ الى هناك واخبرونا اننا سنتلقى الضرب هناك ولكن اخبرونا بالصبر وعدم الاعتراف لانه اذا لم نعترف قد يفرج عنا , اما اذا سالونا بانه قد اعترفنا بالمركز فنخبرهم باننا اعترفنا بالاكراه وبالضرب لم يقصر معنا الاخوة هناك واعطونا دفعة معنوية قبل الذهاب الى هناك , حيث لم نكن نعلم نحن بالموعد الذي سيتم اخذنا الى هناك.
قبل الذهاب كنت جالسا في الممر , فاتي لي هاني ليقول محمود اذا اخذونا يجب علينا ان لانعترف وننكر لكي يفرج عنا , فاجبته انا ممازحا بقولي له انا بصراحة اذا آلمني الضرب ساعترف سريعا , فتوجه هو على الفور الى سامي وسيد جعفر يخبرهم بان محمود سيعترف , فاتوى لي وقالوا محمود لاتعترف لكي يفرج عنا , قلت لهم حسننا لكم ذلك.
اتى اليوم المحدد حيث اتى الشرطي واخذ يصرخ باسامينا نحن الاربعة سامي وسيد جعفر وهاني وانا , علمنا اننا سناخذ للقلعة توجهنا للشرطي فاخذنا خارج المعتقل ومن بعده اركبونا الباص بعد ان وضعوا قطعة من القماش على اعيننا وقيدو ايدينا وانطلقو بنا للقلعة
وصلنا للقلعة فانزلونا من الباص وتوجهو بنا في البداية الى غرفة يوجد بها معتقلين , لم نراهم ولكن اصواتهم هي التي وضحت لنا الصورة فقد كان البعض منهم يصرخ بان التعب قد غلبه والبعض تراه يردد آه آه آه ونحن متوترين جدا فلقد علمنا بان تعذيب هؤلاء الافراد قاسي جدا حيث يتم تعذيبهم بان يجعلونهم يقفون بالاشهر ولايجلسون سوى للصلاة والطعام واي شخص يسقط من التعب ينهال عليه الشرطي المراقب بالضرب.