من أبرز معجزات النبي صلى الله عليه وسلم العملية الإسراء والمعراج ..
فالإسراء وهو في الجملة من ضروريات الدين، ومنكره خارج عن ربقة المسلمين، ولذا قال الإمام الصادق عليه السلام :
ليس منَا من أنكر أربعة : المعراج ، وسؤال القبر، وخلق الجنَة والنار، والشفاعة)
وقال الإمام الرضا عليه السلام :
(من لم يؤمن بالمعراج فقد كذبَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)
العالم قبل المبعث
كانت العرب تعيش قبل الإسلام جاهلية جهلاء فالهمجية سماتهم والخشونة والقساوة والبداوة ومن أبرز صفاتهم إنهم يقتلون الأولاد خشية الإملاق ويوأدون البنات مغبة العار والحروب قائمة بينهم على الغزو والسلب بل وعلى أتفه الأشياء كما كانوا ضعفاء أمام جيرانهم من الأمم الأخرى مذقة الشارب ونهزة الطامع كما قالت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها حول حالة العرب قبل الإسلام :
( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، مُذْقَةَ الشَّارِبِ، وَنُهْزَةَ الطَّامِعِ، وَقَبْسَةَ الْعَجْلَانِ، وَمَوْطِئَ الْأَقْدَامِ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ، وَتَقْتَاتُونَ الْوَرَقَ، أَذِلَّةً خَاسِئِينَ، تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ، فَأَنْقَذَكُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي )[1].
وهنا الصديقة فاطمة عليها السلام تصور العرب قبل البعثة فتشير إلى أنهم :
1- كانوا مشرفين على الهلاك في الدنيا والآخرة حيث صاروا على شفا نار جهنم وهي حافتها والقرب منها.
2- المذقة : الجرعة . والنهزة : الفرصة . والقبسة : ما تقبضه بيدك . تريد أنهم كانوا ضعفاء إلى أبعد حد حيث كان جيرانهم من الأمم الأخرى يشربونهم كشربة شارب ويأكلونهم كأكلة آكل ويتخطفونهم بسرعة مثل الذي يأخذ شعلة من النار بصورة مستعجلة ، وكانوا من الذلة والحقارة كمن يداس بالأقدام .
3- كانوا يشربون الطرق : والطرق : ماء بالت فيه الدواب حتى اصفر ، وطرقته الإبل . فقد يكون من ماء المطر المتجمع في الغدران ثم تطرقه الإبل فتبول وتبعر فيه وقد يكون من سائر المياه .
4- ويقتاتون الورق : ويروى ( تقتاتون القِدّ ) وهو سير من جلد غير المدبوغ وقيل هو جلد السخلة يأكلونه في حالة الجدب .
5- أذلة خاسئين : ويروى : ( خاشعين ) والنتيجة واحدة .
6- وهم على هذه الحالة من الذلة يخافون من جيرانهم أن يغزوهم فيقتلوهم أو يأسروهم ويسبوا نساءهم كما هو حال أكثر العرب والمسلمين اليوم مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يخافوا أن يتخطفوا من قبلهما حتى جاءت المقاومة الإسلامية في لبنان ومرغت أنف إسرائيل وأمريكا في الوحل اللبناني وخرجتا تجران أذيال الخيبة والهزيمة .
7- ثم من الله عليكم المنة العظيمة ببعثة الرسول صلى الله عليه وآله . بعد المحن والدواهي الكبيرة والجهد والشدائد وهو ما عبرت عنه بعد ( اللتيا والتي ) وهما اسمان من أسماء الداهية .
الهدف من المبعث الشريف :
قالت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها حول اصطفاء الله والدها للنبوة والرسالة والسبب في بعثته :
( وَأَشْهَدُ أَنَّ أَبِي مُحَمَّداً (ص) عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اخْتَارَهُ وَانْتَجَبَهُ قَبْلَ أَنْ أَرْسَلَهُ، وَسَمَّاهُ قَبْلَ أَنِ اجْتَبَلَهُ، وَاصْطَفَاهُ قَبْلَ أَنِ ابْتَعَثَهُ، إِذِ الْخَلَائِقُ بِالْغَيْبِ مَكْنُونَةٌ، وَبِسَتْرِ الْأَهَاوِيلِ مَصُونَةٌ، وَبِنِهَايَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِمَآيِلِ [بِمَائِلِ] الْأُمُورِ، وَإِحَاطَةً بِحَوَادِثِ الدُّهُورِ، وَمَعْرِفَةً بِمَوَاقِعِ الْمَقْدُورِ، ابْتَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِتْمَاماً لِأَمْرِهِ، وَعَزِيمَةً عَلَى إِمْضَاءِ حُكْمِهِ، وَإِنْفَاذاً لِمَقَادِيرِ حَتْمِهِ، فَرَأَى الْأُمَمَ فِرَقاً فِي أَدْيَانِهَا، عُكَّفاً عَلَى نِيرَانِهَا، عَابِدَةً لِأَوْثَانِهَا، مُنْكِرَةً لِلَّهِ مَعَ عِرْفَانِهَا، فَأَنَارَ اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ظُلَمَهَا، وَكَشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَهَا، وَجَلَى عَنِ الْأَبْصَارِ غُمَمَهَا، وَقَامَ فِي النَّاسِ بِالْهِدَايَةِ، وَأَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغَوَايَةِ، وَبَصَّرَهُمْ مِنَ الْعَمَايَةِ، وَهَدَاهُمْ إِلَى الدِّينِ الْقَوِيمِ، وَدَعَاهُمْ إِلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيم ) [2]
ويتحدث القرآن الكريم عن الغرض والهدف من بعثة الرسول صلى الله عليه وآله في ثلاث آيات في القرآن الكريم:
في الآية المتقدمة، وقوله تعالى : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) } البقرة
وقوله تعالى : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2)} الجمعة
1- تلاوة الآيات على الناس .
2- تزكيتهم .
3- وتعليمهم الكتاب والحكمة .
وتحت كل عنوان من العناوين الثلاثة المتقدمة مجالات واسعة بحيث تشمل جميع مناحي الحياة الفردية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية والقانونية .
1- فتلاوة الآيات : سواء كانت الآيات الكونية أو الأنفسية أو القرآنية والذي تحتها مصاديق كثيرة واسعة.
2- التزكية : وهي خلاصة الحياة الدنيا والهدف الأسمى لمجيء الإنسان في هذه الحياة وهي الجهاد الأكبر . وقد تحدث القرآن الكريم بقوله تعالى { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى (14)} وقال { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)}
3- الكتاب : والمثال الأبرز منه هو القرآن الكريم . وهو دستور الأمة . قال تعالى : { وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ } النحل / 89 .
4- الحكمة :
وهي تنسب إما إلى الخالق أو المخلوق :
فإن نسبت إلى الخالق : فكل فعل صدر منه فهو حكمة ، لأن الحكمة هي عين الحق والواقع وفعله سبحانه هو عين الحق { وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ .....}[3] والشيء الخارجي فلا يمكن السؤال عن فعله لما ذا ؟ { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)} الأنبياء .
وإن نسبت إلى المخلوق : فالحكمة بحقه هي مطابقة فعله للواقع وذات الشيء الخارجي وحينئذ يسأل عن فعله هل هو مطابق للحق وللواقع أم لا ؟ ويسأل أيضا ما هو الهدف من فعله وما هي المصلحة ؟ .
5- قد ذكر القرآن الكريم مصاديق متعددة للحكمة في الآيات التي تحدث عنها ومنها ما في أوائل سورة الإسراء :
1- أن لا يجعل مع الله إله آخر ، وعدم الشرك .
2- عدم عبادة غير الله .
3- الإحسان إلى الوالدين .
4- إعطاء ذي القربى حقه .
5- إعطاء المساكين حقوقهم .
6- إعطاء أبناء السبيل حقوقهم.
7- عدم التبذير .
8- عدم البخل ، أي عدم غل الأيدي .
9- عدم الإسراف في المال .
10- القول الميسور لمن يعرض عن هذه الأمور .
11- عدم قتل الأولاد خشية الإملاق .
12- عدم الزنا وعدم القرب منه .
13- عدم قتل النفس المحترمة .
14- عدم الإسراف في القصاص .
15- عدم القرب إلى مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن .
16- الوفاء بالعهد .
17- إيفاء الكيل في حال البيع .
18- الوزن بالعدل بدون جور .
19- عدم إتباع ما ليس لديه به علم .
20- عدم المشي مرحاً وخيلا .
قال تعالى : { ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا (39)} سورة الإسراء
من معطيات المبعث الشريف :
1- النعمة الكبرى التي تحققت وهي وحدة الأمة : والتي كان الرسول الأعظم يسهر عليها ليلا ونهارا .
2- الكفر الذي يأخذ بالأمة إلى النار فأنقذهم منه قال تعالى : { وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) } آل عمران
الرسول يتلقى الوحي
ولما كمل عمره المبارك أربعين سنة.. وكان ذات يوم في (غار حراء) وهو كهف صغير بأعلى جبل يسمى (حراء) في الشمال الشرقي من مكة، يبعد عنها نحو ثلاثة أميال إذ فتحت له أبواب السماء، ورأى أفواج (الملائكة) وطرأت عليه حالة من الدهشة والرعب، لم يسبق لها نظير.
فإذا بملك عظيم، يملأ الآفاق، يسمى (جبرئيل) عليه السلام، ينزل عليه من السماء، ويأخذ بيده، ويقول له: اقرأ!
قال (محمد) في دهشة وارتياع: ما اقرأ؟
قال (جبرئيل):
(بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق خلقَ الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم)
وكان هذا الحادث الجلل، يوم في السابع والعشرين من شهر رجب، ويسمى بيوم (المبعث) حيث بعث الله الرسول إلى البشر، ليرشدهم إلى الحق، وينقذهم من الضلالة.
وقد كان نزول هذه السورة، وهي (سورة علق) بدء بعثة الرسول، حيث أوحى الله تعالى إليه بهذا الشكل، وانتخبه إله الكون ليكون سفيراً بينه وبين عباده.
ومن ذلك اليوم أُضيف إلى ألقاب (محمد) الصادق الأمين، لقب (الرسول) فصار (رسول الله) و(خاتم النبيين).
إن (جبرئيل) الملك العظيم، نزل على الرسول، وأتاه بـ(الوحي) وانتخبه الله ليكون (نبياً رسولاً).
لكن هل هذا الحادث شيء طفيف؟ وهل أن هذه السفارة بين إله الكون وبين البشر كافة، أمر هين؟
إن (الرسول) ارتاع لرؤية جبرئيل، واضطرب قلبه المبارك، لمشاهدة ملكوت السماوات والأرض، ولأول مرة في حياته يرى ما لم يكن يراه من قبل.
فنزل الرسول من (غار حراء) وتوجه نحو الدار وهو يطوي هذه المسافة الطويلة (ثلاثة أميال) بين الجبال والقفار.. ويشاهد في الطريق ما يزيده دهشة، فكل شيء في الطريق، من حجر وشجر ونبات يخر له ساجداً، بمجرد عبوره عليه، ويقول ـ بلسان فصيح ـ :
(السلام عليك يا نبي الله).
ولما دخل الدار، تنوّرت الدار بشعاع وجهه، فاستغربت (السيدة خديجة) الأمر، وسألت: ما هذا النور؟ قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا نور النبوة.. ثم قال لها الرسول: قولي: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.. فأجرت هذه الكلمة المباركة، على لسانها، وأسلمت لله رب العالمين.
وقد وجد الرسول في نفسه برداً، كما يجده كل من يدهش لحادث جلل، فقال: يا خديجة دثِّريني، فدثَّرته فنام (صلى الله عليه وآله وسلم).
وإذا بالوحي يوقظه، وينزل عليه: (بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر)
ومنذ هبوط الوحي بدأت مرحلة جديدة، في حياة الرسول، وأُلقيت على عاتقه مهمة الرسالة والدعوة.
وصل نبأ نزول الوحي إلى الرسول، إلى (ورقة) وهو من العلماء، ويتصل بـ(خديجة) زوجة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، بنسب.
فأتى إلى (خديجة) وسألها عن صفة الوحي؟
فلما أخبرته.. قام (ورقة) وقبّل رأس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال ـ يبشّره بهذا المنصب الإلهي العظيم ـ :
(ذاك الناموس الأكبر، الذي نزل على موسى وعيسى) ثم قال: (ابشر فإنك أنت النبي الذي بشر به موسى وعيسى، وانك نبي مرسل، ستؤمر بالجهاد). ثم أنشد بعض الأشعار.
انبعث هادينه الرسول بأمر من رب الجلالـــــــــه
ينشر الدعوه العظيمه بصوته ويأدي الرسالــــــه
بعلم وبتفكير ثاقب وضع دستور العدالــــــــــــــه
هادينه رحمه انبعــــــــــــث للمخلوقــــــــــــــــات
ينشر الدعوه البيــــــــــــها اصــــــــلاح الـــــذات
ناسخ الانجيل وشـــــــــــــروح التــــــــــــــــوراة
خير خلق الله أضــــــــــــــــحى خاتمــاً للمرسلين
متى كان الإسراءوالمعراج ؟؟
الإسراء والمعراج قد كان قبل الهجرة بمدَة وجيزة، فبعضهم قال ستة أشهر وبعضهم قال في السنة الثانية عشرة للبعثة أو في الحادية عشرة أو في العاشرة، وقيل بعدالهجرة .
وفي مقابل ذلك نجد البعض يقول إنَه كان في السنة الثانية من البعثة وقيل في الثالثة وهو الأرجح عندالإماميَة.
الرحلة التاريخية
بعث الرسول الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله ) رحمةً للعالمين ليشرع بنشر الإسلام و تعاليمه
السمحة معلن للعالم أجمع ظهور رسالة الحق و اضمحلال كل أشكال الكفر
والشرك .
ومن ضمن رسالة الحق قضية مهمة اتفقت للرسول في مكة و هي قضية (
الإسراء و المعراج ) وذلك ما نطق به القرآن الكريم منذ أسري بالرسول
الأعظم ليلاً بجسده الشريف وفي حالة ٍ من اليقظة من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى راكباً على مركبة أعدها له جبرائيل بأمر من الله عز وجل فعرج
الرسول إلى السماوات بصحبة جبرائيل فرأى مكتوباً على باب كل سماء وعلى
كل حجاب من حجب النور وعلى كل ركن من أركان العرش " لا إله إلا الله ، محمدرسول الله ، علي ولي الله " فما كان من الملائكة إلا أن استقبلوا الرسول وفي أيديهم أطباق من النور .
رأى الرسول الأكرم في السماوات العليا الأنبياء فأقروا له بالنبوة وللإمام
علي بالولاية ، ولما رجع لإلى قومه أخبرهم بما جرى له في هذه الرحلة حيث
كان المجتمع في ذلك الزمان مجتمع جاهلي مغتصباً لكثير من الحقوق
وكثير من الأسس التي وضعها الإسلام ، فكان لهذه الحادثة العظيمة أكبر الأثر
في المجتمع وفي الدين بما احتوته من مضامين سمت بهذا الدين إلى الكمال .
الرسول وكشـف الستــــــــار
السماء كانت لرسول الأمة وقائدها محط انبثاق رسالة ارتقى إليها لأنه وجد
فيها كل الدلائل على المضي به إلى السمو ، أسرى متجهاً إلى السماء و في
إسراءه تعالى عن الأرض و الدنيا هي أول من ظهرت له تلك الليلة تتوارى
بلباس الحسن والجمال و لكنه ترفع عنها لأنه طلب الرفعة .. الرفعة بحمل
رسالة ونزوع إلى تبني منهج الترفع .. ليكشف له في تلك الليلة المباركة
تشريعات جزائية صورها الله في الهيئة الكائن عليه المرء إزاء عمل من
الأعمال اللاتشريعية .. كشف له عن ستار الممارسات المغلوطة ذلك في تفصيلات
حسابية فمما ينقل أن رسول الله سأل جبرائيل وهو في السماء السابعة عن
ما شاهده فقد رأى نساء صمت اسماعهن بمسامير من حديد وهن في عذاب
أليم .. أجابه جبرائيل أن هؤلاء المستمعين للغيبة و نميمة فكانت هذه
صورة من الصور الكاشفة لتخاذل مع رسالة خير الأنبياء وهو الذي لم يتوانا
عن التمحيص في تلك الرسالة برغم أنه أكرم بالعروج
أعمال ليلة المبعث
يوم المبعث الشريف وهو من الأعياد العظيمة ، وفيه هبوط جبرائيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله بالرسالة ويُستحب فيه :-
1. الغُسل .
2. الصيام ( كونه من أهم أيام السنة وصوم هذا اليوم يعدل صيام سبعين سنة ) .
3. الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد .
4. زيارة النبي صلى الله عليه وآله .
5. زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
6. صلاة 12 ركعة ، تقرأ في كل ركعة .. سورة الحمد مرة و سورة أخرى ، وتقرأ بعد الانتهاء من الصلاة 4 مرات كلا من سورة الحمد وسورة التوحيد وسورة الفلق وسورة الناس ، ومن ثم تقول 4 مرات :
« لا اِلـهَ إِلاّ اللهُ واللهُ اَكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيم»
ومن ثم 4 مرات :
«اللهُ اللهُ رَبِّي لا اُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً»
ومن ثم 4 مرات :
«لا اُشْرِكُ بِرَبِّي اَحَداً»
7. تصلّى في هذا اليوم اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وما تيسّر من السّور، وتتشهّد وتسلّم وتجلس وتقول بين كلّ ركعتين :
« اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً، يا عُدَّتي في مُدَّتي، يا صاحِبي في شِدَّتي، يا وَليّي في نِعْمَتي، يا غِياثي في رَغْبَتي، يا نَجاحي في حاجَتي، يا حافِظي في غَيْبَتي، يا كافيَّ في وَحْدَتي، يا اُنْسي في وَحْشَتي، اَنْتَ السّاتِرُ عَوْرَتي فَلَكَ الْحَمْدُ، واَنْتَ الْمُقيلُ عَثْرَتي فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنْتَ الْمُنْعِشُ صَرْعَتي فَلَكَ الْحَمْدُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاسْتُرْ عَوْرَتي، وَآمِنْ رَوْعَتي، وَاَقِلْني عَثْرَتي، وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمي، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتي في اَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذي كانُوا يُوَعَدُونَ »
راد من عدنه محمد نرفع الصرخه الجريـــــــــئه
ونرفض اصحاب النفوس الطامعه العاشت دنيئه
ونسند الشخص الضعيف وهالمساكين البريـــــئه
ما راد من عدنه نعـــــــــــيش ابوجهــــــــــــــين
مرفوض كلمن يلعـــــــب اعــــــــــــــــله الحبلين
والدين واحد لا نحــــــــــــــــرف هالــــــــــــــدين
إن من يرفع صوتاً لحقـــــــوق البائســـــــــــــين
السلام عليكـ يا نبـي الله و رسوله
السلام عليكـ يا صفوة الله و خيرته من خلقه
السلام عليكـ يا أميـن الله و حجته ،
السلام عليكـ يا خاتـم النبييـن و سيـد المرسليـن
السلامعليكـ أيها البشير النذير
السلام عليكـ أيها الداعـي إلى الله و السراج المنيـر
السلام عليكـ و على أهل بيتك الذين أذهب
الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا
يا رفيع الشان يا أبا الزهرا ** جد لي بالإحسان هب لي قدرا
يا حياة الروح يا أبا القاسم ** جاهك الممدوح فينا ظاهر
ربنا علاك يا أبا القاسم ** أنا من جدواك جمعي سالم
يا أبا ابراهيم أرتجي فضلك ** جئنا بالتعظيم نبتغي وصلك
بك يا مختار ينتفي كربي ** تكشف الأكدار ينتفي قلبي
نورك الوضاح يجلي الناظر ** في الورى قد لاح يهدي الحائر
نبارك لصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف
وسهل الله مخرجه وللأمة الاسلامية بذكرى الاسراء والمعراج
نسألكم الدعااء جميعااا
مشكوورة نور المستوحشين ع الموضوع الرائع
يعطيك ربي الف عافية
موفقين لكل خير
تحيااتي
همـــــــــوسة
اللهم صل علی محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشریف
اللهم صل علی محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشریف
اللهم صل علی محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشریف
إنّ الله تعالى لم يخلُق الإنسان ، و يتركه مهملاً ضائعاً بلا رعاية ، بل جعل له الوحي وسيلة لتعريفه بنفسه ، و بربِّه ، و بخالقه ، و بعالمه ، و سبيلاً إلى هدايته ، لتنظيم حياته ، و تعامُله مع أبناء جنسه ، و كيفية توجهه إلى خالقه .
و هكذا شاء اللطف الإلهي و العناية الربَّانية للعباد ، أن يختار لهم أفراداً مخصوصين و مؤهلين للاتصال بالألطاف الإلهية ، لحمل الرسالة ، و تبليغ الأمانة إلى البشر ، فكان الأنبياء و الرسل .
فقال الله تعالى : ( اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ، ( الحج : 75 ) .
و قال الله تعالى : ( وَ إِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ ، لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) ، ( الأنعام : 124 ) .
كان النبی ( صلى الله عليه و آله ) في أواخر العقد الثالث من عمره الشريف ، يلقى إليه الوحي عن طريق الإلهام و الإلقاء في نفسه ، و الانكشاف له من خلال الرؤية الصادقة ، فكان يرى في المنام الرؤية الصادقة ، و هي درجة من درجات الوحي .
و جاء في تفسير الدر المنثور : أول ما بدئ به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الوحي الرؤية الصادقة ، فكان لا يرى رؤياً إلاّ جاءت مثل فلق الصبح .
ثمّ حبَّبَ الله إليه الخلاء ، فكان يخلو بِغار حراء ، و هو كهف صغير في أعلى جبل حراء ، في الشمال الشرقي من مَكَّة ، فكان ( صلى الله عليه وآله ) يتحنَّث فيه و يتعبَّد ، إذ ينقطع عن عالم الحِسِّ و المادَّة ، و يستغرق في التأمّل و التعالي نحو عالم الغيب و الملكوت ، و الاتجاه إلى الله تعالى .
وح ينما بلغ ( صلى الله عليه وآله ) الأربعين من عمره ، عام ( 13 ) قبل الهجرة ( 610 م ) ، أتاه جبرائيل في غار حراء ، فألقى إليه كلمة الوحي ، و أبلغه بأنَّه نبي هذه البشرية ، و المبعوث إليها .
و تفيد الروايات أنّ أوَّل آيات القرآن الكريم ، التي قرأها جبرائيل على محمد ( صلى الله عليه وآله ) هي : ( بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ، ( العلق : 1 - 5 ) .
و بعد تلقِّيه ( صلى الله عليه و آله ) ذلك البيان الإلهي ، عاد النبي إلى أهله ، و هو يحمل كلمة الوحي ، و مسؤولية حمل الأمانة ، التي كان ينتظر شرف التكليف بها ، فعاد و اضطجع في فراشه ، و تدثَّر ليمنح نفسه قِسطاً من الراحة و الاسترخاء ، و يفكِّر ويتأمل فيما كُلِّف به .
فجاءه الوحي ثانية ، و أمره بالقيامِ و تَركِ الفراش ، و البدء بالدعوة والإنذار ، إذ جاء هذا الخطاب في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) ، ( المدثر : 1 - 4 ) .
فانطلق مستجيباً لأمر الله تعالى ، مبشِّراً بدعوته ، و كان أول من دعاه إلى سبيل الله و فاتَحَه زوجته ، خدیجه بنت خویلد( رضوان الله عليها ) ، و ابن عمِّه الامام علی ابن ابی طالب ( عليه السلام ) ، الذي كان صبيّاً في العاشرة من عمره ، فآمَنَا به ، و صدَّقاه ، ثمّ آمن به مَملوكه زيد بن حارثة ، فكانت النوات الأُولى لبدء الدعوة الإلهية الكبرى .
فقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يختار أصحابه فرداً فرداً ، و لم يوجِّه دعوته إلى الجميع في تلك المرحلة ، إلى أن جاء الأمر الإلهي : ( وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ، ( الشعراء : 214) .
قبسات من أخلاق رسول الله (ص)
عدله بين الأصحاب:
كان(صلى الله عليه و آله) يقسم لحظاته بين أصحابه ، فينظر إلى ذا ، و ينظر إلى ذا بالسوية.
أدبه الرفيع مع جلسائه:
و لم يبسط رسول الله(صلى الله عليه وآله ) رجليه بين أصحابه قط.
أدبه في الاستقبال:
و إن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله(صلى الله عليه وآله) يده من يده ، حتى يكون هو التارك.
جوده و كرمه:
و في ذات يوم فاجأه أحد المشركين ، و شد عليه بالسيف ، ثم قال له: من ينجيك مني يا محمد؟ ،فقال النبی (ص) (ربي و ربك).
فجاء جبرئيل و طرح المشرك على الأرض ، و قام النبي(صلى الله عليه و آله) ، و أخذ السيف ، وجلس على صدره ، و قال: (من ينجيك مني؟) . فقال المشرك : جودك و كرمك ، فتركه ، و ذهب.
رفقه بالحيوان:
لما سار رسول الله(صلى الله عليه وآله) من المدينة إلى مكة في عام الفتح ، نظر في منتصف الطريق كلبة تهر على أولادها ، و هم حولها يرضعون منها ، فأمر النبي(صلى الله عليه و آله) رجلا من أصحابه ، يقال له جعيل بن سراقة ، أن يقوم عندها ، حتى لا يتعرض لها و لجرائها أحد من الجيش.
إلى هذا الحد كانت رأفة ورحمة نبينا العظيم ، و إلى هذا المستوى الرفيع ، يدعو الإسلام البشرية جمعاء نحو الرفق بالحيوان ، فهذا غيظ من فيض و نزر ، يسير جدا من صور إنسانية شامخة جسدها رسولنا الكريم ، لنا فيها أسوة و لنا فيه قدوة ... ، فما أعظمه من بشر ، و ما أكرمه من نبي كريم.
اللهم صل علی محمد وآل محمد
" السلام عليك يارسول الله السلام عليك أيها البشير النذير السلام عليك أيها السراج المنير السلام عليك أيها السفير بين الله وبين خلقه أشهد يارسول الله أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها وأشهد يارسول الله أني مؤمن بك وبالأئمة من أهل بيتك موقن بجميع ماأتيت به راضٍ مؤمن وأشهد أن الأئمة من أهل بيتك أعلام الهدى والعروة الوثقى والحجة على أهل الدنيا اللهم لاتجعله آخر العهد من زيارة نبيك عليه وآله السلام وإن توفيتني فإني أشهد في مماتي على ماأشهد عليه في حياتي أنك أنت الله لاإلـه إلا أنت وحدك لاشريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك وأن الأئمة من أهل بيته أولياؤك وأنصارك وحججك على خلقك وخلفاؤك في عبادك وأعلامك في بلادك وخزَّان علمك وحفظة سرك وتراجمة وحيك اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وبلغ روح نبيك محمد وآله في ساعتي هذه وفي كل ساعة تحيةً مني وسلاماً والسلام عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته لاجعله الله آخر تسليمي عليك "
أزف باقات محمدية بنفحات علوية بتهنئة فاطمية حيدرية إلى مقام سيدي ومولاي ومعتمدي ورجائي الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كلنا إلى تراب مقدمه الفداء ونسأل الله بحق هذا اليوم المبارك الذي كرم فيه نبيه وجعل من هذا اليوم عيداً لأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يعجل فرج صاحب الزمان
ونزف أسمى آيات التهاني إلى جميع الأمة الإسلامية بهذه المناسبة السعيدة وتعاد عليهم وعلينا بالخير والعافية والبركات..........