عبادة
قال الذهبي: «كان يصلّي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة»(1).
وقال أبو نعيم: «قال عبد الله بن يحيى: رأيت على أبي جعفر محمّد بن علي إزاراً أصفر، وكان يصلي كلّ يوم وليلة خمسين ركعة بالمكتوبة»(2).
وروى بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه «انه كان في جوف الليل يقول: أمرتني فلم أئتمر وزجرتني فلم أزدجر،ها أنا ذا عبدك بين يديك ولا أعتذر»(3).
وروى الكليني بإسناده عن أبي عبيدة الحذّاء، قال: «سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول وهو ساجد: أسألك بحق حبيبك محمّد إلا بدلت سيئاتي حسنات وحاسبتني حساباً يسيراً، ثم قال في الثانية: أسألك بحق حبيبك محمّد الاّ كفيتني مؤونة الدنيا وكل هول دون الجنة، وقال في الثالثة: أسألك بحق حبيبك محمّد لما غفرت لي الكثير من الذنوب والقليل، وقبلت مني عملي اليسير. ثم قال في الرابعة: أسألك بحق حبيبك محمّد لما أدخلتني الجنة وجعلتني من سكانها ولما نجيتني من صفعات النار برحمتك. وصلى الله على محمّد وآله»(4).
وروى باسناده عن اسحاق بن عمّار قال: «قال لي أبو عبد الله : اني كنت أمهد لأبي فراشه فأنتظره حتى يأتي، فإذا أوى الى فراشه ونام قمت الى فراشي، وان أبطأ علي ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه وذلك بعد ما هدأ الناس فإذا هو في المسجد ساجد وليس في المسجد غيره فسمعت حنينه وهو يقول: «سبحانك اللهم أنت ربي حقاً حقاً، سجدت لك يا رب تعبداً ورقّاً، اللهم ان عملي ضعيف فضاعفه لي، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك وتب علي انك أنت التواب الرحيم»(5).
ومن دعائه عليه السّلام لشيعته وحرزه: «بسم الله الرّحمن الرّحيم، يا دان غير متوان يا أرحم الراحمين، اجعل لشيعتي من النار وقاءً ولهم عندك رضاً، واغفر ذنوبهم ويسر أمورهم واقض ديونهم واستر عوراتهم وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم، يا من لا يخاف الضيم ولا تأخذه سنة ولا نومٌ اجعل لي من كل غم فرجاً ومخرجاً»(6).
روى ابن الصباغ المالكي والقندوزي الحنفي عن بعض أهل العلم والخير، قال: «كنت بين مكة والمدينة، فإذا أنا بشبح يلوح في البرية فيظهر تارة ويغيب أخرى حتى قرب مني، فتأملته فإذا هو غلام سباعي أو ثماني فسلم علي فرددت عليه، فقلت: من أين يا غلام؟ قال: من الله، قلت: وإلى أين؟ قال: إلى الله، قلت: فما زادك؟ قال: التقوى قلت: فمن أنت؟ قال: رجل عربي، فقلت من أي العرب؟ قال: من قريش، قل: عين لي ابن من عافاك الله، فقال: أنا رجلٌ هاشميٌ فقلت: عين لي فقال: أنا رجلٌ علوي ثم أنشد:
نحن على الحوض ورّاده *** نذود ويسعد ورّاده
فما فاز من فاز الاّ بنا *** وما خاب من حبنا زاده
فمن سرّنا نال منا السرور *** ومن ساءنا ساء ميلاده
ومن كان غاصبنا حقنا *** فيوم القيامة ميعاده
ثم قال: أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم التفتُّ فلم أره ولم أدر نزل في الأرض أو صعد الى السماء»(7).
قال أفلح مولى محمّد بن علي: «خرجت مع محمّد بن علي حاجاً، فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته، فقلت: بأبي أنت وأمي، ان الناس ينظرون اليك فلو رفقت بصوتك قليلا، قال: ويحك يا أفلح، ولم لا أبكي لعل الله ينظر الي منه برحمة فأفوز بها عنده غداً. قال: ثم طاف بالبيت، ثم جاء حتى ركع عند المقام، فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتلُّ من دموع عينيه»(8).
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم الشريف
لك الشكر لك أخوي ع المرور الدائم ع مواضيعي
لاحرمنا هالطله
رزقنا الله و إياك شفاعة محمد و آل محمد
لك خالص دعائي
ولائي لعلي
العبادة بالنسبة للمعصومين تمثل حالة كمال و اشراق و ليست عبارة عن تكليف يُراد الخلاص منه، بل كانوا يأنسون بالعبادة لله تعالى.
حكى «أفلح» و هو خادم الامام الباقر (عليه السلام)قال: حججتُ مع ابي جعفر محمد الباقر (عليه السلام)فلما دخل المسجد و نظر البيت بكى فقلت: بأبي انت و امي ان الناس ينظرون اليك فلو خفضت صوتك قليلاً؟
فقال (عليه السلام): و يحك يا افلح و لم لا أرفع صوتي بالبكاء لعل الله ينظر الىَّ برحمة منه فأفوز بها غداً، ثم طاف بالبيت و جاء حتى ركع خلف المقام فلما فرغ اذا موضع سجوده مبتل من دموع عينيه.
فالباقر (عليه السلام)يعيش حالة القرب الالهي و الدنو الرباني و الأنس و الشوق للحق سبحانه و تعالى مثل جده النبيّ (صلى الله عليه وآله)هذه صورة واحدة من الكثير الذي لايمكن ان نذكره هنا عن عبادة الامام الباقر (عليه السلام)
نعم و لم تكن عبادتهم صوفية تعزلهم عن الناس و تمنعهم من الموعظة و الاعانة و الايثار بل كانوا في عمق العبادة يصلون الناس كعليّ (عليه السلام)عندما اعطى خاتمه الى الفقير و هو في ركوعه، و هكذا كان الامام الباقر يقول: ما دخل قلب إمرىء شيء من الكبر الا نقص من عقله مثل ذلك قل أو كثر.
لان الكبر مفسد للعبادة و للقلب و العقل لذلك يحذرمنه الامام الباقر لتكون العبادة خالصة لله تعالى.
رحم الله والديج اختنا الكريمه ووفقك الله