|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 30624
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 3,716
|
بمعدل : 0.65 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
خصوصية الشبك ... الحقائق والأصول
بتاريخ : 19-06-2009 الساعة : 09:44 AM
خصوصية الشبك ... الحقائق والأصول
مقابلة المؤرخ والأستاذ الموسوعي العراقي (الدكتور علي النشمي) مع زعيم قومية الشبك (الدكتور حنين القدو)
تقديم وضبط: السيد غانم الموسوي الشبكي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
قيل أهل مكة أدرى بشعابها، وقالوا أبناء الشبك أدرى بخصوصيتهم ، وإن كل من هب ودب ليكتب عن الشبك وجِد أنه لم يتجرد من إطماعه ولم ينكر الذات ليبحث بجد بين طيات الكتب والفلالي ، فالكتابة والبحث في أصل وحقيقة ما، يتطلب التنازل والتراجع عن النرجسية والمادية، وتقديم ذوات الآخرين على الذات الشخصية وهذا ما لم نجده لدى بعض الكتاب والباحثين من الذين أسهبوا في ذكر الشبك .
لقد كتب البعض عن الشبك معتمدا على القذى الطائفي والعنصري، أو ربما الاعتماد على شدق مفكر ما يشوبه الغرور والتكبر، ولربما اعتمد على شخصية أغاضها تمسك الشبك بحب أل البيت عليهم السلام فكتب الكثير من التناقضات والافتراءات التي لم يتعرف عليها من عاش وتعايش مع الشبك، وهناك من كتب عن الشبك بفعل عمله الدءوب وتجواله بين القرى الشبكية، والبعض كتب عنهم وهو بأمس الحاجة إلى ما يقدم إليه وينقذه من ضائقته المالية وجاءت الإغراءات لتستحوذ على مصداقيته ويكتب ما لا يليق بقلمه ككاتب وباحث، وهناك من كتب عن الشبك باعتماده على ما كتب على الصحف الالكترونية أو نشر على منتديات أنشأت لغرض الإساءة إلى العراق والى الشبك.
قلة هم الذين كتبوا بإخلاص ووطنية عن الشبك ونتمكن من الإشارة إليهم بأمانة، فمنهم الأستاذ علي رضا، والأستاذ ناجي العلي، والأستاذ عباس الإمامي، وأخيرا جاء المؤرخ العراقي والموسوعي الدكتور علي النشمي ليتكلم بصدق وخلفية ثقافية رائعة عن الشبك اضمحل في محرابه كل الخرافات التي كتبها أبناء الخطوب عن حقيقة الشبك وأصولهم، ويلتقي بممثل الشبك الأريب الدكتور حنين القدو الذي كان شبكيا حد النخاع منذ أن تسنم موقعه كأستاذ جامعي في الموصل، مسقط رأسه، وبقى محافظا على لغته الشبكية حتى تبدى أمامه السقوط واستغل إمكاناته الضعيفة لينشر ما لم يتمكن أحد من تعريف العالم بخصوصية الشبك وحقيقتهم وأصولهم وليعمل من أجل الدفاع عنهم في كل المحاور وعلى جميع الأصعدة، وتشاء الصدف أن يلتقي الأستاذ الجامعي بالموسوعي النشمي في 27 مايس 2009 على ضفاف برنامج خاص يطلق عليه بين الفكر والسياسة ويتمكنا من نشر الحقائق كاملة عن مكون عراقي وطني أصيل قدم الكثير من أجل إصرار أبناءه على الوطنية والقومية في آن واحد، في العراق الجديد.
لقد كان المكون الشبكي أكثر وطنية عندما حفت بالعراق المخاطر وتبنوا الموقف الشجاع المتماشي مع وحدة العراق ووحدة أراضي الموصل، وكانوا أكثر قومية عندما حاولت بعض الأحزاب تهميشهم وإقصائهم من العراق الديمقراطي الجديد، وجاء تهميشهم كلياً وإقصاءهم من كافة المجالات الثقافية الاجتماعية اللغوية التراثية والإنسانية، فجاء هذا الحوار الجميل بين ممثل الشبك في البرلمان العراقي والأمين العام لتجمع الشبك الديمقراطي ليعلن عن جدلية الاستمرار في المدافعة والمرافعة عن الشبك ويكشف زيف الأقلام والتمكن من إيصال الصوت الشبكي إلى كافة الأروقة العربية والعالمية والتمكن من نيل الاعتراف بهذه القومية من قبل الشرفاء والمؤمنين بالإنسانية، وبين الموسوعي والمؤرخ العراقي الذي تطرق إلى مواضيع لم يكن يخطر على بال الشبكي نفسه ليسترسل ويعلن عن خصوصية الشبك وحقيقة قوميتهم متطرقاً إلى معاني الفاشية ودورها في النيل من الشبك بمقالات وكتب مدسوسة من قبل أعداء الشبك، فكان الملف في قِمة الملفات الإنسانية المنادية بالحوار البناء والاعتراف بالآخرين.
وأخيراً وليس أخراً، إلى كل من يحب أن يقف مع المعذبين والمضطهدين والمتسربلين ظلماً، وكل من يود التعرف على هذا المكون الشبكي نقدم غيضا من فيض الطرفين المشاركين في برنامج بين الفكر والسياسية وحلقة خاصة عن قومية الشبك القاطنين في الجانب الأيسر من مدينة الموصل الحدباء.
الدكتور النشمي : أستاذ حنين طبعا هنالك لغط وخلط كبير جداً في مسألة الشبك ، يعني لا يوجد اتفاق حولهم، فلو سألت خمسة أشخاص عن تسمية الشبك وعن أصولهم سيعطونك خمسة أراء، فالبعض يقول أنهم فرس جاءوا مع الساسانيين، والبعض يقول أنهم فرس جاءوا مع الصفويين، والبعض يقول أنهم ترك جاءوا مع الصفويين، والبعض يقول أنهم جاءوا مع السلاجقة، والبعض يقول أنهم أكراد جاءوا من ؟؟؟؟؟ وبالتالي تلاحظ بأن هنالك أراء كثيرة، والبعض أيضا خرج برأي سادس يقول هم خليط، والبعض يقول بأنهم عرب من قبيلة طي وغيرها من الأشياء، حتى على التسمية، البعض يقول بأن كلمة الشبك مأخوذة من كلمة التشابك أي أنهم عشائر وأصول متشابهة وبذلك سمي بالشبك، والبعض يقول لا أنهم قبيلة تسمى شبك أو شاه بك أو تسمية أخرى شبيهة من هذا الشيء، وكل فترة تلاحظ بأن الشبك تظهر حولهم حالة تطغى عليهم بمعنى ، مثلا النظام السابق أطفى عليهم طابعا عربيا وأنهم عرب، الآن في كردستان الإخوة الأكراد يريدون أن يطفوا عليهم طابعا كرديا حتى أن الأخوة المسيحيون يقولون أن الشبك كانوا مسيحيون، والبعض الآخر قال رأياً أخر، قال أن الشبك هم أشوريون قدماء من بقايا أشور قبل أن يأتي الميديون وقبل أن تسقط نينوى عام 612 قبل الميلاد، يعني أراءٌ كثيرة حوالي أثنا عشر رأياً، والبعض يقول بأنهم أتراك لأن اللغة التي يستخدمونها في الوقت الحاضر فيها مفردات تركية كثيرة، والبعض يقول لا أنها فارسية لان فيها مفردات فارسية كثيرة، والبعض يقول إن الكتب المقدسة من البيرق والقمري من الكتب التي كتبت باللغة التركية والترانيم التي يتغنى بها الأخوة الشبك خصوصا الأغاني الشعبية والتراثية والدينية تقال باللغة التركية، والبعض يقول بأنهم أتراك، في رأيك أنا أعرف بأن هذا الموضوع حساس جدا وفي الوقت الحاضر، ولكن ما هي الحقيقة في الوقت الحاضر كونك مثقف شبكي تمثل هذه الشريحة أو المكون العراقي الأصيل ، يعود لمن أصل الشبك؟
الدكتور القدو : - الشبك بدون شك ظاهرة سكانية مميزة تتميز عن المكونات العراقية الأخرى، عن الأخوة الأكراد وكذلك العرب وكذلك المسيحيين تاريخا وتراث، لغة وعادات، وتقاليد، وبالتالي لا نستطيع أن نقول بأن الشبك هم في الواقع جزء من أبناء القومية العربية ولا هم جزء من أبناء القومية الكردية ولا هم جزء من أبناء القومية الفارسية أو حتى القومية التركمانية.
الكتابات أو الأشخاص الذين كتبوا عن الشبك كانوا في الواقع من قوميات أخرى وبالتالي جاءت الكتابة عن الشبك لأسباب قد تكون دينية، وأخرى قد تكون لأسباب سياسية، وبالتالي نحن لا نستطيع الاعتماد على هذه المصادر لتحديد الهوية الشبكية ولتحديد أصول الشبك باعتبار أن هناك الكثير من الأسباب ربما السياسية وربما كانت هناك مواقف معينة تجاه الشبك، وبالتالي حاولوا إطفاء طابع معين على الشبك فمرة الطابع المذهبي البعيد عن الإسلام ومرة أخرى الطابع القومي البعيد عن أصولهم الحقيقية كأنهم جزء من القومية العربية ومرات أخرى ولأسباب سياسية كأنهم جزء من القومية الكردية وهكذا، مشكلة الشبك أنهم في الواقع كشبك كما أن الأكراد هم أكراد وكما أن الأخوة العرب هم عرب وكما أن الأخوة التركمان هم تركمان لكن الكتب التي اعتمد عليها الشبك في الواقع هي ليست كتبا مقدسة، والكتب المعتمدة عليها كانت عبارة عن كتابين، الأول يدعى القمري والكتاب الثاني يدعى بالبيرق (( البيروق )) والكتابين مكتوبين باللغة التركية وأنت تعلم بأن الشبك تأثروا كثيرا بالبكتاشية والصوفية، ولكن هم الآن في واقع الحال امامية اثنا عشرية جعفرية.
الدكتور النشمي : - البيرق أم البيارق؟
الدكتور القدو :- البيرق أو البيروق وبالتالي موضوع البيرق عبارة عن قصة باللغة التركية عن موضوع سفر الأمام الحسين عليه الصلاة والسلام من المدينة المنورة إلى كربلاء المقدسة وهذا الكتاب يتكلم عن تفاصيل السفر وتفاصيل أخرى والمعارك التي دخل بها والأشعار وعن معاناة أل البيت عليهم الصلاة والسلام وموضوع سفرهم إلى يزيد بن أبي سفيان إلى دمشق وهكذا، وهذا الكتاب كان مكتوبا باللغة التركية.
أما الكتاب الثاني فهو عبارة عن مجموعة من الإشعار التي تتكلم عن الأئمة الأطهار الاثنا عشر وبالتالي هم جزء من الخط الشيعي الإمامي الجعفري الإثنا عشرية، لكن تأثروا إلى حد ما بالخط الصوفي أي التصوف إلى حد كبير وعلى هذا الأساس هناك من يدعي بأن الشبك هم في واقع الحال من الفرس ومن الصفويين ومن الأتراك ولأنهم كانوا متأثرين بالقزلباشية والبكتاشية وهذا هو اللغط، لكن لابد أن أقول بأن الشبك في الحقيقة كانوا من الرعاة ولم يقوموا بكتابة تاريخهم وأصولهم لان اهتمامهم كان ينصب على موضوع الزراعة وكانوا الى حدما معتمدين ذاتيا على أنفسهم فيما يتعلق بموضوع المحاصيل الزراعية وموضوع تربية الحيوانات كالأغنام، وكانوا يقومون بعمليات المقايضة مع أبناء مدينة الموصل كتبادل السلع وبالتالي لم يبرز من بينهم علماء ومفكرين قبل أكثر من 150 و200 سنة، لكن خلال الستينيات والسبعينيات برزت شخصيات كثيرة من أبناء الشبك كمثقفين وأساتذة جامعات وقيادات عسكرية، ومن أفراد هذه القيادات العسكرية الشهيد اللواء الركن محمد صالح والقائد العسكري الحالي في الحكومة العراقية العميد وعد زينل وقيادات كثيرة أخرى وأطباء وعلماء، لكن مع الأسف وبسبب المضايقات وبسبب الملاحقة والمتابعة لم يتصدى احد من هؤلاء الأشخاص لموضوع الكتابة عن أصول الشبك، والشبك كهوية مميزة عراقية وأصيلة، والشبك هم عراقيون اصلاء استوطنوا في هذه المنطقة منذ مئات السنين واغنوا الثقافة العراقية وأغنوا التراث الموصلي إلى حد كبير وكان لهم الدور الكبير في اقتصاد الموصل.
الدكتور النشمي : - أنا قرأت بعض الكتب الفاشية، الفاشية من كل الأطراف لا أقصد الفاشية الكردية، والفاشية العربية، والفاشية التركمانية، أعني كل من ينعت الآخرين على أنهم جزءُ منا، وأنهم امتداد منا وليست لهم قومية فهذا رجل فاشي ، قرأت كتابا لأحد الأشخاص ولا أريد أن أذكر اسمه قال بأنهم كرد، والبعض الآخر قال أن هؤلاء الناس جاءوا مع الصوفيين عندما جاء إسماعيل ألصفوي وبالتالي استوطنوا هنالك، ويؤكد هذا الكتاب أن سبب تبنيه هذا الرأي، أنه عندما جاء نادر شاه الصفوي إلى الموصل وحاصرها في بداية القرن الثامن عشر فأن الشبك كانوا قد وقفوا مع نادر شاه وبالتالي قدموا له المساندة بالرغم كوني كمؤرخ أفند هذه المسألة، لان الشبك لم يقفوا مع نادر شاه، بالعكس فالشبك قسم من قراهم دمرت من قبل نادر شاه، وإذا كان قد حصل بعض التعاون في الحصول على المواد الغذائية كونهم رعاة يبيعون الحليب ويبيعون الماشية كما باع ذلك بعض أهل الموصل، وبالتالي فإن قضية الساعة بأن الشبك هم فرس جاء لسببين ، كونهم شيعة إذن، ويستندون على حادثة تاريخية مزورة لمساندتهم نادر شاه، كيف تردون على هذا الرأي الذي أنا أراه غير دقيق تاريخياً ؟.
الدكتور القدو : - أنا اعتقد بأن الشبك تواجدوا في منطقة سهل نينوى قبل مجيء قوات نادر شاه وبالتالي في واقع الحال لا امتلك معلومات موثقة وهي مجرد اتهامات تم توجيها لأبناء الشبك للتشكيك بأصولهم العراقية الأصيلة وبإخلاصهم وولائهم لهذا الوطن العراقي، وهناك بعض المصادر في الحقيقة والتي أيضا لا استطيع أن اعتبرها كمصادر حقيقية، المصدر الأول، هناك موسوعة تتعلق بموضوع الأقليات العرقية العالمية خاصة بالعراق وهذا المصدر يتكلم عن الشبك باعتبار أنهم عرق مميز وبالتالي كانوا في منطقة الأناضول في تركيا وكانوا من العلويين وعندما بدأت المعركة ما بين الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الصفوية هاجر الكثير منهم إلى منطقة سهل نينوى للتخلص من موضوع الحروب وبعد معركة جالديران في عام 920 هجرية وبعد إلحاق الهزيمة بالصفويين أستوطنوا في هذه المنطقة هربا من بطش الإمبراطورية العثمانية باعتبار أن الفكر الشيعي والفكر العلوي كان غير مقبول إلى حد كبير وأعتبر كتهديد للدولة العثمانية، وهذه إحدى المصادر التي تتكلم عن القومية الشبكية ولا أدري صحة هذه المصادر، والمصدر الآخر، هناك البعض من الأخوان يعتقد بان الشبك ربما جاءوا ضمن الموجات التي اتجهت نحو الغرب من الشرق وخاصة من بحر قزوين واستوطنوا هذه المنطقة، وبغض النظر عن هذه الروايات المختلفة فنحن لا نمتلك المصادر الدقيقة ولكن أود أن أؤكد بأن الشبك في الحقيقة عراقيون اصلاء، وهناك من يعتقد في واقع الحال بأن الشبك كانوا ضمن جيوش إبراهيم بن مالك الاشتر عندما دخل في معركة مع زياد بن أبيه في منطقة الخازر وهم من بقايا ذلك الجيش واستوطنوا في المنطقة، وبغض النظر عن كل هذه الروايات غير الموثقة فأنا لا استطيع، بل اجزم بان موضوع مدينة الموصل ومحافظة نينوى التي كانت دائما عرضة للغزوات والتداخل، التداخل ما بين الحضارات والتداخل ما بين القوميات المختلفة وهذا التداخل أنتج منتوج معين فكانت الظاهرة السكانية، وبغض النظر عن كل هذا التداخل والتمازج فان الشبك يمثلون ظاهرة مميزة وظاهرة سكانية، وتختلف هذه الظاهرة عن الظواهر الأخرى الموجودة في المنطقة، ولو كانوا أكرادا لكانوا في الحقيقة جزءً من القومية الكردية فيما يتعلق بموضوع تاريخهم وتراثهم وتقاليدهم وعاداتهم وسلوكهم وحتى ملبسهم، ولو كانوا جزءً من العرب أيضا لكانوا أيضا جزءً من القومية العربية، ولكنهم يختلفون كلياً وأنت تعرف أن منطقة الشرق الأوسط ومدينة الموصل ومحافظة نينوى والعاصمة بغداد مر عليها الكثير من الغزوات والكثير من الحروب والكثير من الموجات السكانية التي اتجهت نحو الغرب.
الدكتور النشمي :- من الأمثلة المضحكة أولا أن إبراهيم بن مالك الاشتر عندما ذهب ، ذهب بجيش عربي وهذا الجيش كل المصادر تشير إلى أين ذهب وأين انتهى وقبل أن يصل إلى المعركة تسرب الجزء الكبير منهم ولم يبقِ إلا جزء صغير جداً، وحتى أن من يقول فيهم أنهم من الأكراد فهناك اختلافات كثيرة من حيث الملبس والمأكل، ولكن حتى ننهي هذه المرحلة نقول، أن الشبك هم قومية عراقية جاءت مع الكثير من القبائل وسكنت في العراق وهذه القبائل قسم منها يأتي على شكل موجات كبيرة جدا مثل الأكراد أو التركمان وغيرها وقسم آخر يأتي على شكل قبيلة صغيرة وهذه القبيلة جاءت من شمال بحر قزوين وسكنت هذه المنطقة، ولذلك لها تركيبة لغوية خاصة بها، لها ملابس خاصة وحتى أشكال خاصة تختلف عن المحيط وبالتالي فهي لا كردية ولا تركمانية ولا عربية، لكن الذي يخلط الموضوع كله هو انتماءهم للمذهب الجعفري وهذا ممكن حله وأن العثمانيين بدءوا شيعة وأصبحوا سنة والصوفيين كانوا سنة وأصبحوا شيعة وهذا الاختلاط هو الذي جعل البعض ينادون بهم.
الدكتور القدو :- حضرتك وضعت الإصبع على نقطة أساسية مهمة وفي الحقيقة يعني موضوع قسمات الوجه وموضوع الشكل والجمجمة، وإذا أنت قمت بدراسة جمجمة الشبكي وقسمات وجهه ستلاحظ بأن هناك اختلاف كلي مابين الشبك وكذلك الإخوة الأكراد وكذلك العرب، والشبك حقيقة يتميزون بقسمات وملامح معينة مختلفة وتستطيع القول بأن هؤلاء هم من أبناء الشبك ويختلفون تمام الاختلاف عن الإخوة الأكراد وكذلك عن الإخوة العرب، وأنا أستطيع أن احدد الأخ الكردي من خلال ملامحه ومن خلال شكل جمجمته، وهذه هي النقطة الأساسية المهمة، يعني مع الأسف الآن هناك بعض الإخوة في القيادات الكردية وبسبب الأجندة السياسية يحاولون أن يفرضوا على أبناء الشبك القومية الكردية بالقوة واللغة الكردية والثقافة الكردية وهذا غير مقبول في نظام ديمقراطي نحن نتشدق بها ونرفع فيه الشعارات الديمقراطية.
الدكتور النشمي : - تكلمنا عن التاريخ وأشبعناه نقاشا وفندنا الآراء التي تتعدى هكذا وكذا وتستند على أحداث تاريخية معينة والبعض يقول كذا وكذا وهكذا، فانا كمؤرخ وأنت كشبكي فمن حقنا أن نقول شيئاً في هذا الاتجاه وألان الشبك هم الأغلبية اثنا عشرية، أي من المذهب الشيعي الجعفري وخصوصا بعد الستينيات بعد أن قامت المرجعية وقام الحكيم رحمه الله ببناء المساجد لهم، والكل هم مسلمون وتحولوا إلى المذهب الجعفري ولهم المساجد، والآن كم هو نسبة الذين بقوا على المذهب الشبكي القديم أي التصوف والبكتاشية ولم يتحولوا إلى المذهب الجعفري.
الدكتور القدو: - في الحقيقة حتى هؤلاء الذين يتبنون الطريقة البكتاشية هم جعفرية هم اثنا عشرية لكن هذا العدد بدأ يتناقص إلى حد كبير حيث كان للإمام محسن الحكيم قدس الله سره الدور الكبير والفعال والمؤثر على الشبك، وأنت تعرف بأن الشبك كانوا منقطعين عن المرجعية الدينية في النجف الاشرف بسبب البعد الجغرافي والبعد المكاني وبسبب صعوبة السفر في الثلاثينيات والأربعينيات وحتى في الخمسينيات، لكن في الحقيقة بدأ التواصل منذ الستينيات عندما تم افتتاح أول حسينية في الساحل الأيسر من مدينة الموصل في منطقة تدعى الفيصلية ومع الأسف هذه الحسينية استهدفت من قبل الجماعات الإرهابية والتكفيرية وتم تفجيرها قبل سنتين وبعد أحداث سامراء وتم اغتيال خطيبها الشيخ حكمت حسين المولى رحمهما الله، الآن الشبك في الحقيقة هم جعفرية واثنا عشرية وإماميه وحتى هؤلاء الذين في الواقع كانوا يتبنون الفكر البكتاشي أيضا كانوا في الواقع من المسلمين والموالين لأل البيت عليهم السلام.
الدكتور النشمي : هناك من اتهمهم بأنهم علي اللهية والبعض يقول أنهم يعبدون الإمام علي عليه السلام وماهو ردكم على هذه الاتهامات؟
الدكتور القدو:- لا هذا الكلام غير صحيح في الحقيقة، يعني الشبك هم مسلمون ومن الشيعة الامامية لكن وبدون شك عندهم محبة وولاء خاص للإمام علي عليه الصلاة والسلام .
الدكتور النشمي : - لالا تحولوا إلى جعفرية الآن انتهت هذه المسألة ولكن سابقا؟
الدكتور القدو:- في الحقيقة هناك من يتهم الشبك ليس بعلي اللهية ولكن على أنهم غلاة في حب أهل البيت وحب الإمام علي عليه السلام وأنت تعلم موضوع الجهل الذي كان له الدور الكبير ليس على الشبك فقط بل على الشيعة في كل مكان وفي الجنوب وحتى على أبناء السنة، وفيما يتعلق بموضوع الفهم الصحيح للدين، لكن هناك الآن مع التنوير والجهد الذي بذلتها المرجعية الشريفة في النجف الاشرف ومناطق أخرى من العراق كان له التأثير الكبير في تبصير الكثير من أبناء الشبك وحتى الكثير من العراقيين ويعني كانت هناك قواعد مشتركة مابين الشيعة في الجنوب والشبك الشيعة في الموصل وحتى التركمان في مناطقنا.
الدكتور النشمي : - من الكذب والافتراءات التي تطلق على الشبك وأنا أذكر لك بأن هناك البعض من الذين يقولون بان هناك معابد للشبك يعبدون فيها وهذا الكذب والافتراءات الكثيرة التي قيلت عن الشبك والشبك هم الآن جعفرية حالهم حال الجنوب والوسط في العراق.
الدكتور القدو :- الحقيقة أبناء الشبك يحيون ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام في بداية شهر محرم الحرام وفي العاشر منه أي في عاشوراء وفي مناطقهم وبالتالي كان لديهم مقام للإمام زين العابدين والإمام علي رضا عليهما السلام ويقال أنهم ربما عندما تم اخذ الأسرى بالقوافل من كركوك إلى مدينة الموصل والى مدينة حلب في سوريا كان مرورهم بهذا الطريق حيث كان طريقا دوليا مشهورا باسم طريق التتار لان جيش المغول والتتار كان يسير على ذلك الطريق من إيران وباتجاه العراق وأنا اعتقد بأنهم ربما استراحوا في منطقة معينة خاصة بالأسرى، والشبك في الحقيقة بنو المزار الخاص بمقام الإمام عليه السلام حبا وولاء للإمامية والاثنا عشرية.
الدكتور النشمي : - سأهديك كتابا من كتبي يتحدث عن هذا الموضوع حيث أن هناك خطأ تاريخي وقع فيه المؤرخون، فالموصل كانت في بعض الأحيان تخضع لحلب وحلب في بعض الأحيان تخضع للموصل في التاريخ، وعندما يقرأ الآن شخص ما كتاب تاريخي يشير إلى منطقة حلب يتصور حلب السورية وهو لا يدري بأن الموصل كانت تابعة لها أو يقرأ شيئاً يذكر بأنه في منطقة الموصل ولا يدري بأن حلب كانت تابعة للموصل، وبسبب هذا الخلط فالكثير من المزارات أصبحت في حلب وفي الموصل مثل مقام الإمام زين العابدين عليه السلام وبسبب الطريق، أنا الفت كتابا لتوضيح هذه المسألة سأهديك إياه إن شاء الله، وحقيقة موضوع الأسرى الذين ذهبوا بعد حادثة ألطف ومروا بطريق محاذي للموصل ثم ذهبوا إلى حلب وعادوا إلى دمشق لمقابلة يزيد .
الآن أستاذ حنين يعني انتم لديكم أهدافا اجتماعية وسياسية وحياتية أيضا كعراقيين وكجزء من العراق، أنتم عراقيون اصلاء بالتالي تسكنون أراضي عراقية، ودماءكم سالت حبا، وأيضا عرقكم سال عليها عملا وأيضا دموعكم سالت فيها عاطفة حتما تجاه أم أو حبيبة أو أخت وبالتالي فهي جزء منكم وأنتم جزء من هذا العراق والعراق لا يسمى عراقاً ما لم يكن فيه الشبك والمسيحيون ، الشيعة والسنة وغيرهم، والآن ما هي مشاكلكم وما هي معضلاتكم كعراقيين؟
الدكتور القدو : - أبناء الشبك في الواقع تعرضوا إلى اضطهاد كبير عبر التاريخ بسبب الانتماء الديني والانتماء المذهبي ومع سقوط النظام السابق في الواقع أستبشر الشبك خيرا وبدءوا يتنفسون الصعداء على صعيد الحرية والديمقراطية ومع الشعارات التي جاءت بها الأحزاب الآن والتي تقود العملية السياسية في العراق، ولكن ومع الأسف بدأت القيادات الكردية بترويج لمفهوم غريب على أن الشبك ذو أصول كردية وبالتالي حاولت أن تطغي عليهم الصبغة الكردية وهي صبغة القومية الكردية للسيطرة على مقدرات أبناء الشبك وبدأت الاسايش تنتشر في المنطقة مع المقرات الحزبية، وبدأت تلاحق العناصر التي تقاوم فكرة الشبك هم من أصول كردية، وبدأت في الواقع تجند الكثير من المرتزقة من خلال تقديم الرشاوي لطمس وإذابة أبناء الشبك ضمن القومية الكردية ولتحقيق مكاسب سياسية والتوسع على حساب محافظة نينوى وعلى حساب المكونات العراقية الأخرى كالايزيدية والمسيحيين، وبسبب عدم وجود أكراد أو عوائل كردية ما بين أبناء الشبك، وبالتالي وبسبب هذه الأجندة السياسية تعرضنا إلى الكثير من الملاحقات والكثير من المضايقات والكثير من الاعتداء على أبناء الشبك من خلال حجزهم واستجوابهم من قبل المقرات الحزبية، وقبل عدة أيام تم منع الشبك من الدخول إلى مدينة دهوك والى مدن أخرى من قبل نقطة سيطرة بدرية على طريق دهوك لعدم إعطائهم الأصوات للأكراد وممثلي الأكراد في المنطقة، وأيضا تم منع دخول سواق الشاحنات الشبكية من قرية بازوايا من الذين يقومون بنقل المواد الغذائية من زاخو إلى البصرة بحجة أنهم صوتوا لممثل تجمعي ( الأستاذ قصي عباس محمد ) ولم يصوتوا لممثلي الأكراد، ونحن الآن نتعرض إلى مضايقات كثيرة جدا بسب الحفاظ على هويتنا وتراثنا ومنطقتنا وهذا حق طبيعي، لكن من المؤسف تعرضنا إلى اضطهاد كبير من قبل إخواننا في القيادات الكردية، وأنا أتمنى على القيادات الكردية أن تراجع نفسها وتحترم إرادة الشبك وخاصة بأننا أثبتنا ذلك في انتخابات المجالس المحلية في المحافظات، وأبناء الشبك صوتوا لصالح ممثل تجمع الشبك الديمقراطي ، ممثل أبناء القومية الشبكية الذين كانوا ينادون بأن الشبك قومية وليسوا عشيرة أو قبيلة ضمن القومية الكردية، وأنا أتمنى لو كانوا فعلا يؤمنون بالديمقراطية فعليهم أن يحترموا هذه الإرادة، وفي الواقع الإخوة الأكراد في التحالف الكردستاني وقفوا ضد إدراج اسم الشبك في الدستور العراقي في عام 2005 والآن هناك تعديلات دستورية قدم من خلالها أبناء الشبك ما يقارب من 25 ألف توقيع موثق مع 115 توقيع لأعضاء مجلس النواب مطالبين بضرورة إدراج اسم الشبك ضمن المادة 125 أسوة بالمكونات العراقية الأخرى، أسوة بالصابئة والإخوة المسيحيين والايزيدية والكرد الفيلية وأبناء القومية العربية والأخوة الأكراد باعتبار أنهم جزء من هذا العراق وجزء من المكونات العراقية وجزءٌ من باقة الورد الجميلة التي تكلمت عنها بكلام جميل ورائع.
الدكتور النشمي : - الآن أنتم تريدون حقوقا قومية ، يعني تريدون أولا حقوقا ثقافية وتريدون حقوقا سياسية، ما هي حدودكم في المطالبة الثقافية والسياسية ؟ ماذا تريدون كحقوق ثقافية ؟ وماذا تريدون كحقوق سياسية بالضبط ؟
الدكتور القدو : - نحن مع مبدأ المواطنة وعدم التمييز بين العراقيين بسبب خلفيتهم الطائفية والعرقية والمذهبية والدينية، لكن عندما يكون هناك إدراج لاسم من المكونات العراقية ويحرم أبناء الشبك من إدراج اسمهم فإذن لنا الحق أيضا بأن يدرج اسمنا، خاصة فيما يتعلق بموضوع المادة 125 وباعتبار أن المادة 125 من الدستور العراقي يعطي للمكونات العراقية الصغيرة الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية ، وفيما يتعلق بموضوع الحقوق الثقافية نطالب بضرورة الحفاظ على ارث الشبك وهو في الحقيقة الإرث التاريخي، من عادات وتقاليد، من لغة ، من ملبس ومنطقة، والحفاظ عليه باعتباره جزء من الثقافة العراقية، والعراق بدون الشبك، وبدون المسيحيين، وبدون الصابئة، وبدون الايزيدية سيفقد بريقه ويفقد خاصيته وطعمه المميز ولن يكون عراقا، والعراق هكذا هو العراق، وأنا اعتقد بأن من يحب العراق، ومن يدعي بالوطنية فعليه أن يحترم كل المكونات الوطنية والإرادات؟
الدكتور النشمي : - هذا لا يحتاج إلى قرار أو دستور، أنتم تريدون الحفاظ على إرثكم القومي وهذه المسألة مرتبطة بكم، أنتم تريدون المحافظة على اللغة فأنتم من يحافظ عليها، تريدون أن تجعلوا قضايا معينة تخصكم أعتقد لا تحتاج إلى قرارات؟
الدكتور القدو : – لكن عندما تكون هناك جهات لديها إمكانيات كبيرة تحاول فرض إرادة وسياسة معينة على المنطقة، من خلال فرض اللغة الكردية على المنطقة وعلى المدارس الشبكية، ومن خلال رفع العلم الكردي على القرى والمدارس الشبكية، ومن خلال فرض تراث معين، ومن خلال الادعاء والترويج بان الشبك كرد ويجب أن يكونوا كذلك ، هذه إبادة للشبك، وإبادة للتاريخ، وإبادة للتراث، وإبادة للعادات، وإبادة للتقليد، وهذا في الحقيقة لا ينسجم مع مبدأ احترام رأي المكون أو حرية العقيدة وحرية الانتماء العرقي أو الطائفي أو الديني أو المذهبي ، نحن لسنا مع الطائفية، ولسنا مع تغليب الطائفية والعرقية على أساس المصلحة العامة وعلى أساس الهوية العراقية ، الهوية العراقية هي الأولى فيما يتعلق بموضع الحقوق السياسية ونحن نتمنى أن يكون لنا تمثيل، في الحقيقة تمثيل في الحكومة العراقية، وتمثيل في مجلس النواب العراقي، وتمثيل في مجالس المحافظة ، يعني عندما يكون هناك بعض الأحزاب تتكالب على الشبك ، إذن مهما يكون عدد الشبك فلا يمكن الحصول على مقعد في المحافظة ومقعد في مجلس النواب العراقي وبالتالي نحن مصرين على أن يكون هناك مقاعد محجوزة للمكونات العراقية صغيرة الحجم والسبب أن الكثير من الأحزاب تعمل على المكونات العراقية وبالتالي لا يستطيع الممثل الحقيقي للمكون أن يمثل في مجلس المحافظة وفي مجلس النواب العراقي.
الدكتور النشمي : - أفهم من كلامك بأنكم تطالبون بشيئين الآن ، الحماية والكوتا ، وهل لديكم كوتا في برلمان كردستان؟
الدكتور القدو : - لا نحن لسنا ضمن الحدود الإدارية لإقليم كردستان وبالتالي نحن غير موجودين في اربيل وفي دهوك وفي السليمانية؟
الدكتور النشمي : - عندما الأكراد يقولون بأن الشبك هم أكراد فبالتأكيد يضعون كوتا كجزء من شعبهم الموجود خارج الإقليم ، السؤال هل توجد كوتا؟
الدكتور القدو : لا يوجد كوتا للشبك هناك.
الدكتور النشمي : - هل يوجد كوتا للشبك في البرلمان العراقي؟
الدكتور القدو: - نحاول ضمن القانون الانتخابي القادم أن يكون هناك كوتا ومقاعد محجوزة للمكونات العراقية والآن استطعنا من خلال قانون انتخابات مجالس المحافظات أن نحدد كوتا للمكونات العراقية الصغيرة، للايزيدية والمسيحيين والشبك، وهناك ما يقارب من ستة مقاعد محجوزة، ثلاثة في محافظة نينوى ومقعدين في بغداد ومقعد في البصرة، يعني لكل المكونات العراقية ، ففي الموصل ثلاثة مقاعد مقعد للمسيحيين ومقعد للايزيدية ومقعد للشبك، والصابئة لديهم مقعد في بغداد مع المسيحيين، ومقعد للمسيحيين في البصرة، وهذه المقاعد القليلة لا تؤثر على مقاعد وقرارات مجلس النواب العراقي وحتى مجالس المحافظة ، لكن بدون شك يعتبر اعترافا بأهمية هذه المكونات واحتراما لإرادتهم وبالتالي تمثيلهم ولكي تكون لهم مشاركة حقيقية في موضوع صناعة القرار العراقي إلى حد ما، خاصة أن المكونات العراقية بدأت بالهجرة والنزوح بسبب استهدافهم من قبل الكثير من العصابات والجماعات المسلحة وبسبب المضايقات التي تعرضوا لها، وبالتالي العراق سيفقد خصوصيته ومميزاته السكانية، عندما نجد عدد الصابئة في العراق قبل سقوط صدام حسين يقدر بعشرة ألاف شخص والآن هم أقل من خمسة ألاف شخص ، الإخوة المسيحيون كانوا أكثر من مليون نسمة في العراق والآن عددهم أقل من نصف مليون، وكذلك هناك الكثير من الايزيدية الذين تركوا العراق، وهناك أبناء الشبك والتركمان، وبالتالي من واجب الحكومة الحفاظ على الخصوصية العراقية وعلى المكونات العراقية الأصيلة من خلال الدفاع عنهم وحمايتهم وبالتالي تعزيز دورهم ودعوتهم للمشاركة، بل تمكينهم للمشاركة في العملية ، وتمكينهم في المشاركة باتخاذ القرارات الإستراتيجية التي تخص كل العراقيين باعتبار أنهم عراقيون اصلاء، وهذه هي المشكلة، ولهذا نحن نطالب بأن يكون هناك للشبك والمسيحيين والصابئة والايزيدية والتركمان وكل المكونات العراقية دورهم المشارك باعتبار أنهم عراقيون ولهم الحق أن يكون لهم دورا في الحياة السياسية.
الدكتور النشمي : - هل اللغة الشبكية لها أبجدية.
الدكتور القدو : - نعم
الدكتور النشمي : - تختلف عن الفارسية والتركية؟
الدكتور القدو : - نعم
الدكتور النشمي :- هل لديكم شعراء شبك، فنانين شبك، كتاب وأساتذة؟
الدكتور القدو : - نعم ، نعم
الدكتور النشمي : - مادام تملكون هؤلاء الشعراء والأدباء إذن لا تحتاجون إلى قرار سياسي حالكم حال أي مكون قومي في التاريخ يحافظ على نفسه من خلال شعره ، هل لديكم شاعر كتب بالشبكي ، اصدر ديوانا، أعطيني من هذه الأمثلة لكي تؤكد وجودكم ؟
الدكتور القدو : - إذا نظرت إلى الموقع الخاص بالشبك وهو موقع الشبك نت ومواقع أخرى تهتم بشؤون الشبك ستلاحظ بأن هناك الكثير من الشعراء الذين كتبوا باللغة الشبكية، وإذا نظرت إلى جريدة اليقين الشبكية ستجد بأن هناك الكثير من الشعراء الشبك كتبوا باللغة الشبكية، المشكلة مع الإخوة في القيادات الكردية بأنهم يدعون بان اللغة الشبكية هي لهجة من اللهجات الكرمانجية الكردية، ونحن لابد أن نعود إلى أصول اللغات وأعني ألأصول الآرية، سنجد بأن هناك تداخلا كبيرا بين هذه اللغات، وإذا نظرنا إلى اللغة الكردية نفسها لوجدنا بأن 70% من مفرداتها هي مفردات فارسية، والسؤال المطروح للإخوة الأكراد في القيادات الكردية، هل نستطيع أن نعتبر اللغة الكردية لهجة من اللهجات الفارسية بسبب وجود العدد الكبير من المصطلحات الفارسية فيها، ( 70 % )، الآن عندما يتكلم الأخ الكردي والأخ في إيران واعني باللغة الفارسية فالإيراني يفهمه ويتواصل بالحديث معه ولو بصعوبة، لكن أنا كشبكي لا استطيع أن أتحاور مع الأكراد ولا مع التركمان، وهناك بعض المصطلحات التركية موجودة في اللغة الشبكية، وهذه المصطلحات العربية الكردية والتركمانية جاءت نتيجة التمازج والتلاحق والتجاور مع الإخوة التركمان والآن الإخوة التركمان ونحن متداخلين مع بعض .
الدكتور النشمي : - هل لديكم قاموس شبكي
الدكتور القدو : - نعم هناك الكثير من الأدباء بدءوا بكتابة اللغة الشبكية ونستطيع أن نكتب اللغة الشبكية باستخدام الحروف اللاتينية أو الحروف العربية ولكن بطريقة مختلفة ومغايرة عن الإخوة الأكراد.
الدكتور النشمي : - إذن لماذا لا تشحذون الهمم في كتابة هذا القاموس وهو جزء من نجاحكم السياسي والقومي والثقافي؟ وهي قفزة نوعية كبيرة، ولماذا لا تركزون على هذه المسألة وهذا لا يحتاج إلى قرار سياسي؟
الدكتور القدو : - الشبك بغض النظر إذا اعترفت الحكومة العراقية بهم أو الدستور العراقي فالشبك في الحقيقة سيبقون شبكاً وهم يتواجدون الآن على الأرض ولا يستطيع احد ما أن يمحيهم من الوجود، حاول صدام حسين لمدة ثلاثون عاما وقام بعملية تعريب الشبك ولم يتمكن، الآن الشبك بعد سقوط النظام رجعوا إلى أصولهم .
والشبك في الحقيقة لا يمتلكون إمكانات مالية كبيرة أو مراكز ثقافية كبيرة، فقد كانت هناك قرية شبكية واحدة اسمها بازوايا في السبعينيات وكانت ناحية، صدام حسين حول هذه الناحية إلى قرية ، إذن هناك محاولات لطمس ثقافة الشبك والهوية الشبكية، والآن الإخوة في القيادات الكردية يقومون بنفس العملية، الآن قاموا بإنشاء إذاعات وجرائد وبإمكانيات مالية كبيرة وبإمكانيات مخابراتية كبيرة للقضاء على الشبك ولكنهم فشلوا في طمس الهوية الشبكية، وفاز الشبك الشرفاء بكوتا الشبك.
الدكتور النشمي : - ولكن إصدار ديون شعر بالشبكي لا يكلف نصف مليون.ولديكم أغنياء ولديكم برجوازية؟ أنا احفزكم لا أقف في طريقكم؟
الدكتور القدو : - أكيد، هناك محاولات جادة بوضع دواوين وهناك مطربين ينشدون للشبك وباللغة الشبكية ونفتخر بأغانيهم، وهناك رقصات خاصة بالشبك، وهناك زي خاص بهم، لكن هذا الزي الشبكي في الحقيقة تغير وأصبح الزي الشبكي هو الزي العربي 100% والزي النسوي يختلف كثيرا ولهن لبس خاص معين، وكان اللباس الشبكي مميز بشكل خاص قبل 100 سنة ويختلف عن اللباس الكردي ويختلف عن اللباس العربي وبسبب التجاور والتلاقح، مثلا عندما تنظر إلى مدينة الموصل في الأربعينيات والثلاثينيات كنت تلاحظ التنوع الموجود، الإيزيدي والكردي والعربي والتركماني بملابسهم والشبكي بملابسه وملامحه المختلفة الآن، وعندما تذهب إلى مدينة الموصل الآن وبسبب التمدن وبسبب الثقافة الغربية تجد الكل مشتركين في الملبس والزي الواحد، وهنا تكمن المشكلة وبالرغم من كل الضغوطات استطعنا أن نحافظ على لغتنا ونحافظ على تراثنا وعلى تاريخنا وهويتنا ونعتز بها.
الدكتور النشمي : - أنا سعيد جدا بالحديث معك لأنك عراقي أصيل والعراق لن يبقى عراقا دون المكونات، فالعراق ذلك الذي منح الشمس ضياءها وأعطى النجوم بريقها، لن يكون كذلك إلا بوجود الشبكي واليزيدي والمسيحي والسني والشيعي كما قلت، وأنا حقيقة أشعر بأن هناك غبطة في قلبي لأنني أتحدث مع ممثل مكون عراقي أصيل هم الشبك، ولأنكم مسلمون حقيقيون، وأنكم تتبعون المذهب الجعفري الاثنا عشرية، وكل المذاهب هي واحدة لدينا، ولكن لأنكم مسلمون حقيقة لدرء الفتنة تثبتون وترفضون كل الاتهامات والافتراءات التي قيلت عنكم، ولذلك احترت ماذا أقدم لك ومع ذلك سأهديك كتابا اليوم وغدا سأهديك الكتاب الآخر، سأهديك كتابا عن الحكمة لإمام الحكمة علي بن أبي طالب عليه السلام أرجو أن ينال قراءتك لا أقول استحسانك.
الدكتور القدو: - شكرا، أنا أشكرك جزيل الشكر على هذه الفرصة الطيبة ولابد أيضا أن أضيف نقطة أخرى وهي أن الشبك في الواقع ليسوا فقط امامية اثنا عشرية جعفرية بل هناك نسبة لا بأس بهم من أبناء السنة في الموصل، وبالتالي أبناء الشبك لم يشهدوا أي تناحر أو أي عنف بسبب ثقافتهم وتراثهم لأنهم عراقيون .
الدكتور النشمي : - بالعكس جمعوا العراقيين لان قسماً منهم سنة والقسم الآخر شيعة.
الدكتور القدو : - لم نشهد أي عملية عنف واستهداف الواحد للآخر وأتمنى من الإخوة العراقيون أن يقتدوا بالشبك.
شكرا ........... شكرا
|
|
|
|
|