بسمه تعالى
يا جماعة هل هناك أحد عنده ملطف للجو فالرائحة هنا لا تطاق يعني نذهب لتفاسيرهم نجد هذه الألفاظ نذهب لأحاديثهم نجد واحد تمنى أن يكون بعرة و الثاني عذرة و الثالثة حيضة .. ناهيك عن الذباب و بول الإبل .. ما هذا المذهب ؟؟!!!!!
و لنبين حماقة مفسريهم الا متناهية ...
الملائكة كانت تعرف الأرض و ما فيها و تعرف كل انواع المخلوقات و الدليل قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
هذا دليل أوضح من الشمس أن الملائكة كانت تعرف كل هذه الماديات ... كيف سترقعها الآن يا طبري .. يا متبع العذرة و البعرة ...
بوركت أخي الكريم فطرس سلمت يمناكم ... و لا نلوم القوم ألم يفعلها نبيهم عمر على المنبر من قبل و قال ففــ ....
قال تعالى : ﴿ وإذ قال ربك للملآئكة إني جاعـل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعـل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال إني أعـلم مالا تعـلمون ` وعـلم آدم الأسماء كلها ثم عـرضهم عـلى الملآئكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلآء إن كنتم صادقين ﴾ (7) .
نحن لا نستطيع أن نفهم قضية دولة الإمام المهدي (ع) المنتظرة إلا إذا استعرضنا الأمر منذ البداية , منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وأراد أن تكون هناك خلافة إلهية على هذه الأرض وحكومة عدل إلهي فيها , فما كان من الملائكة إلا أنهم ظنوا أن هذه الخلافة ستكون منهم , فهم المعصومون من الزلل والخطأ ـ ومن هنا نفهم عظم معنى الخلافة الإلهية وأن مقامها عال جدا ـ وحينما أخبرهم سبحانه أنها ستكون من الجنس البشري كان استغراب الملائكة , لأن هذا المخلوق وحسب طبيعة تركيبه الخلقي وما فيه من غرائز وشهوات لا يمكنه أن يطبق العدل الإلهي ويقوم بأعباء الخلافة ورسالة السماء , وهنا أطلع سبحانه وتعالى الملائكة على أسماء علمها لآدم ، فما هذه الأسماء وما قصتها……..؟
حسب ما نفهمه من الآيات القرآنية في سورة البقرة بأن الملائكة - بعد عرض آدم (ع) للأسماء - اعترفوا بأحقيته للخلافة على الأرض وأنه أهل لذلك ، وأن هذا المخلوق باستطاعته أن يطبق خلافة الله كما ينبغي لها ، وأنه من الممكن أن يكون أفضل من الملائكة في هذا الجانب .
وحسب ما جاء في بعض الروايات عن ابن عباس أنه قال في تفسير الآيات السابقة ( أنه عرض الخلق ) وعن مجاهد قال : ( عرض أصحاب الأسماء ) , وفي تفسير الجلالين : ( أن الملائكة قالوا في أنفسهم لم يخلق الله خلقا أكرم منا ولا أعلم , فخلق الله آدم وعلمه الأسماء كلها أي أسماء المسميات , وجاءت كلمة )هؤلاء( ـ وهي تخص العقلاء فقط ـ لتغليب العقلاء في هذه المسميات , وأن في ذرية آدم المطيعين لله فيظهر العدل بينهم ) .
وعن الصادق (ع) قال : ( إن الله تبارك وتعالى علم آدم أسماء حجج الله كلها ثم عرضهم - وهم أرواح - على الملائكة ) فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ( بأنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم (ع) ، قالوا ) سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ( ، قال الله تبارك وتعالى ) يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبئهم بأسمائهم ( وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته) (8)
وعن الإمام العسكري (ع) في تفسير قوله تعالى : ﴿ وعلم آدم الأسماء كلها ﴾ قال: ( أسماء أنبياء الله وأسماء محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من آلهما، وأسماء خيار شيعتهم وعتاة أعدائهم ) ثم عرضهم ( عرض محمد وعلي والأئمة على الملائكة ـ أي عرض أشباحهم وهم أنوار في الأظلة ـ ) (9)
وهناك أحاديث تحمل دلالات أخرى فعـن أبي العباس عن أبي عبد الله (ع) قال : سألته عن قول الله ) وعلم آدم الأسماء كلها ( ماذا علمه ؟ قال (ع) : ( الأرضين والجبال والشعاب والأودية ثم نظر إلى بساط تحته فقال وهذا البساط مما علمه ) (10)
إذن نفهم من هذه التفاسير والروايات أن الله سبحانه وتعالى أخبر الملائكة أن هذا المخلوق لديه من القدرات والعلم بخواص جميع الأشياء والمواد وماهيتها و استخداماتها مما يساعده في العيش على الأرض , وأن في ذريته أشخاصاً هم أهل للخلافة وبإمكانهم تطبيق العدل الإلهي في الأرض والتضحية في سبيل الله والعمل لأجله بحيث يصبحوا أفضل من الملائكة .
بل إن بعض المفسرين قالوا بأن كلمة﴿ هؤلاء ﴾إنما تدل على العقلاء فقط ، وفي بعض الروايات أنها تخص محمد وآل محمد فقط ، وأن الله أخذ على آدم وجميع الأنبياء عليهم السلام الإيمان بمحمد وآل محمد والتبشير بالرسالة الخاتمة وان هذا العهد أو الإيمان هو شرط الخلافة في الأرض , لذلك نجد أن جميع الأنبياء يبشرون بالنبي محمد (ص) وبالمهدي من ولده وهناك الكثير من الروايات الدالة على ذلك .
فعن الجارود بن المنذر العبدي قال : قال لي رسول الله (ص) : ( يا جارود ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله عز وجل إلي أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ فقلت لهم : على ما بعثتم ؟ فقالوا : على نبوتك وولاية علي بن أبي طالب (ع) والأئمة منكما ) (11) .
وعن المفضل بن عمر عن الصادق (ع) قال : ( سألته عن قول الله عز وجل : ﴿ وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلماتٍ فأتمهن ، قال إني جاعلك للناس إماماً ، قال ومن ذريتي ، قال لا ينال عهدي الظالمين ﴾ (12) ما هذه الكلمات ؟
قال : هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، وهو أنه قال : يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي , فتاب الله عليه أنه هو التواب الرحيم . فقلت يا بن رسول الله : فما يعني عز وجل بقوله ) فاتمهن( قال : يعني فاتمهن إلى القائم اثنا عشرة إماما , تسعة من ولد الحسين ) (13) .
فينبغي أن نلاحظ هنا أن قوله تعالى ﴿ قال إني جاعلك للناس إماما ﴾ جاء مباشرة بعد قوله تبارك وتعالى ) بكلمات فأتمهن ( فإمامة نبي الله إبراهيم إنما كانت بعد اعترافه وتسليمه بالمعصومين من أهل بيت محمد (ص) ، ثم قال سبحانه بعد ذلك ﴿ لا ينال عهدي الظالمين ﴾ فهذا العهد والميثاق والخلافة لا تكون إلا للمعصومين فقط .
وعن أبي جعفر الباقر (ع) في تفسير قوله تعالى : ﴿ الذين يتبعون الرسول النبيّّّ الأميّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ، فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه أولئك هم المفلحون ﴾ (14) قال : ( يعني النبي والوصي والقائم عليهم السلام ، يأمرهم بالمعروف إذا قام وينهاهم عن المنكر ) ، وعن أبي عبد الله (ع) قال : ﴿ النور ﴾ في هذا الموضع هو أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السلام ) (15) .
وعن أبي جعفر الباقر(ع) أيضاً في تفسير قوله تعالى : ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ﴾ (16)
قال (ع) : ( أخذ الميثاق على النبيين فقال ألست بربكم ؟ ثم قال وإن هذا محمد رسولي وإن هذا علي أمير المؤمنين ؟ قالوا : بلى فثبتت لهم النبوة ، وأخذ الميثاق على أولي العزم ألا إني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي ، وإن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي وأُعبد به طوعاً وكرها ، قالوا أقررنا وشهدنا يا رب ، ولم يجحد آدم ولم يقر ، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ، ولم يكن لآدم عزم على الإقرار به ، وهو قوله عز وجل :﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ﴾ (17) (18) .
وعن أبي عبد الله (ع) في تأويل قوله تعالى : ﴿ وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدقٌ لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ، قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري ، قالوا أقررنا ، قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ﴾ (19) .
قال (ع) : ( ما بعث الله نبي من لدن آدم فهلم جرا إلا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين - أي في الرجعة - وهو قوله تعالى ﴿ لتؤمنن به ﴾ يعني رسول الله ﴿ ولتنصرنه ﴾يعني أمير المؤمنين ، ثم قال لهم في الذر ﴿ ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري ﴾ أي عهدي ﴿ قالوا أقررنا ﴾ قال الله للملائكة ﴿ فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ﴾ ) (20) .
وعن كعب الأحبار قال ( إني لأجد المهدي مكتوباً في أسفار الأنبياء ما في حكمه ظلم ولا عنت ) (21) .
فمن هذه الروايات وهناك من أمثالها الكثير جداً ، نفهم أن الله سبحانه وتعالى أعد مشروعًا إلهيًا متكاملا يكون في نهاية المطاف في هذه الأرض ينتصر فيه الحق والعدل بحيث يبشر به جميع الأنبياء والرسل . . . . . . !
ويقول آية الله السيد محمد صادق الصدر (قدس) في هذا المعنى : ( إن إنكار المهدي (ع) في الحقيقة إنكاراً للغرض الأساسي من خلق البشرية والحكمة الإلهية من وراء ذلك ، مما قد يؤدي إلى التعطيل الباطل في الإسلام .
إذ أن الغرض من خلق البشرية هو إيجاد العبادة الكاملة في ربوع المجتمع البشري بقيادة الإمام المهدي (ع) في اليوم الموعود ، كما قال تعالى : ﴿ وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ﴾ (22) ، ونستنتج من هذه الآية أن الغرض والهدف الوحيد من الخليقة هو الحصول على الكمال العظيم المتمثـل في إيجاد الفرد الكامل والمجتمع الكامل والدولة العادلة التي تحكم المجتمع بالحق والعدل ، وذلك بقرينة وجود التعليل في قوله تعالى ﴿ ليعبدون ﴾ (23) .
ولنعد هنا إلى بداية الخليقة ونكمل استعراضنا للأحداث ، حيث أُهبط آدم إلى الأرض وكان هو خليفة الله في الأرض وحجته على خلقه واستمرت مسيرة الإنسانية والخلافة على الأرض ، وبدأ الصراع بين قوى الخير ورموزه المتمثلة في الأنبياء والأوصياء وقوى الشر ورموزه المتمثلة في الشيطان وجنوده ، وكان هناك الكثير من القتل والقتال والإفساد في الأرض وذلك منذ أن اقتتل ولدا آدم .
وفي كل زمان كان لابد من وجود خليفة وحجة لله على خلقه ، يمثل جانب الحق من الصراع وامتداداً لرسالة السماء ، وكلهم كانوا يبشرون بالشريعة الخاتمة وبدولة العدل الإلهي الموعودة التي سوف تطبق على الأرض في نهاية المطاف .
وكان الأنبياء والرسل يبشرون أصحابهم بأن نهاية الصراع سوف تكون للحق وللمؤمنين ، وأن وراثة الأرض هي لهم لا لغيرهم ، فلقد جاء في العهد القديم في فصل مزامير داوود : ( وسينقرض الأشرار وسيرث الأرض المتوكلون على الله تعالى ) وفيه أيضاً : ( ويرث الصديقون الأرض ويسكنون فيها إلى الأبد ) (24) .
ومما جاء في الكتب السماوية السابقة أيضاً : ( يقيم إله السماء مملكة لن تنقرض أبداً ، وملكها لا يترك لشعب لآخر ، تسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد ……. طوبى لمن انتظر ) (25) .
وكما قال تعالى في القرآن الكريم :﴿ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾ (26) .
وقال تعالى : ﴿ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ﴾ (27) .
وعن الإمام علي بن الحسين (ع) في تفسير الآية السابقة قال : ( هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يد رجل منا وهو مهدي هذه الأمة ، وهو الذي قال رسول الله (ص) : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يأتي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ) (28) .
(7) سورة البقرة (30- 31)
(8) كمال الدين وتمام النعمة ص 14 ، بحار الأنوار ج 26 ص 283 ح38
(9) تفسير الإمام العسكري (ع) ص 217
(10) بحار الأنوار ج 11 ص 147 ح 18 ، مجمع البيان ج 1 ص 152
(11) كنز الفوائد ص 256 , مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 287
(12) سورة البقرة ( 124)
(13) الخصال ص 340 ح 84 ، المهدي في القرآن ص6 ، إلزام الناصب ج1 ص 179
(14) سورة الأعراف( 157)
(15) تفسير البرهان مجلد 2 ص 593 ، أصول الكافي ج 1 ص 194
(16) سورة الأعراف (172)
(17) سورة طه ( 115)
(18) الكافي ج 2 ص 8 ح 1 ، بصائر الدرجات ص 70 ح 2 ، بحار الأنوار ج 26 ص 279 ح 22
(19) سورة آل عمران (81)
(20) بحار الأنوار ج 11 ص 25 ، معجم أحاديث الإمام المهدي ج 5 ص 58
(21) عقـد الدرر في أخبار المنتظر ص 108
(22) سورة الذاريات (56)
(23) تاريخ الغيبة الكبرى ص 203 , 289
(24) المزمور السابع والثلاثين- كتاب المزامير ، أصول العقائد للشباب ص 179
(25) كتاب حجار – الإصحاح الثاني
(26) سورة الأنبياء ( 105)
(27) سورة النور (55)
(28) ينابيع المودة ج 3 ص 245 ، معجم أحاديث الإمام المهدي ج 5 ص 281