|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 35760
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 11
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
مقتدى الصدر ورعاية المصالح الامريكيه
بتاريخ : 14-05-2009 الساعة : 01:48 AM
مقتدى الصدر و رعاية المصالح الأمريكية كمال ناجي
من الحقائق التي باتت ثابتة في تاريخ العراق و المنطقة العربية أن أشد الأنظمة و المنظمات و الجهات و سلسلة من الشخصيات إمعانا في التآمر على شعوبها و خدمة المصالح الغربية و الأمريكية خاصة هي تلك التي يحتشد خطابها على الإنشائية الثورية و الخطابات الحماسية تجاه الغرب الاستعماري و الرأسمالي الامبريالي الملحد الكافر إلى آخر السلسلة و التي يمثل جزء منها الحقيقة التي يوظفها الباطل لخدمة مصالحه و مصالح أسياده و منهم هؤلاء الموصوفون بتلك الصفات المعيبة . ذلك أن الخطب التي تطنّ بمشتهيات الذوق العربي هي التي تكفل براءة هؤلاء و إبعاد الشبهة عنهم . فالخطاب يمارس هنا دورا مؤثرا في إقناع المتلقي الجاهز للتأثر به و الخطاب يمثل نقيضا صميما للفعل . كانت خطابات البعث و صدام حسين و نظامه البائد هي من هذا النسج المكرور و الذي يعتمد على مفردات تحمّس الجماهير و تغلق الباب بوجه الناس لمعرفة و استقصاء الحقائق كما هي . فالبعث الذي جاء للسلطة بتدبير مخابراتي غربي و أمريكي تحديدا قدّم للأمريكان خدمات جليلة و لا سيما على يد دكتاتوره المقبور و الذي هو نفسه كان على مستوى " الخطاب " أشد المناوئين و المعارضين للهيمنة الإمبريالية الأمريكية ..
إنها لتكاد تكون ظاهرة تاريخية ملفتة للنظر حيث يكون الخطاب و الدعاية الرسمية المناوئة للغرب هي لتلك الأنظمة الأكثر وفاء للمصالح الأمريكية و الغربية بشكل عام . و بعد سقوط النظام المقبور كانت الجهات التي رفعت و أعلنت و امتشقت خطابها المعادي للتواجد الأمريكي هي غالبا الأطراف التي تؤدي في الخفاء مهمتها على أكمل وجه ، لهذا و مع مرور الوقت كشفت بعض منها عن حقيقتها حين لمست أن الاستمرار في رعاية المصالح الأمريكية قد يفقدها الفرصة الذهبية التي توفرها الظروف و الأجواء الراهنة للنظام السياسي الجديد في العراق . و إذا بخطابها يتغير مائة و ثمانين درجة لتنقلب شعارات إخراج المحتل مثلا إلى شيء آخر مغاير و مبرر بشكل موضوعي هذه المرة بعد أن كانت الموضوعية مفردة لا وجود لها في قاموسها . قد يعود جزء من تفسير هذه الظاهرة لدى الباحثين إلى طبيعة المجتمعات العربية و منها مجتمعنا العراقي حيث أن هذه المجتمعات تعاني من أدواء خطيرة و منها حالة النفاق و التي هي بالمناسبة تظهر و تستشري بقوة تأثرا بالمتغيرات السياسية بالدرجة الأولى و تشيع لدى قسم من الساسة قبل غيرهم و اللافت أيضا أن أغلب هؤلاء يكونون في صف المعارضة و يكفي مراجعة التاريخ العراقي المعاصر في مراجع مهمة و موثوق بها مثل كتاب لمحات تاريخية للوردي و كتب عبد الرزاق الحسني و غيرهما لنرى حجم النفاق لدى شخصيات عديدة تتوسله لأجل المكاسب الضيقة و الخاصة بها .
مما يجذب انتباه المواطن العادي و ليس المحلل و المراقب المتمعن هو الخطاب الذي يدمنه الصدريون هذه الأيام . خطاب يتغنى بمعزوفة المقاومة و الشريفة تحديدا و وتر العروبة و قضية الاتفاقية العراقية – الأمريكية و أنها تهدد مستقبل العراق و يتم الاعتراض عليها مع أن أحدا لم يعرف بعد سوى تفاصيل قليلة و توصف بالسرية حتى من قبل منتقديها ما يشكل مفارقة واضحة حين يتم الحكم على شيء في طور السرية التامة و لا يمكن معرفة فحواه و تفاصيله ، هذا مع أنه لا يمكن للحكومة العراقية كما صرّح بذلك أكثر من مسئول قريب من مصادر القرار العراقي الموافقة على اتفاقية لا تحقق السيادة التامة و الكاملة و هذه النقطة هي التي تمثل محور الجدل . إن هذا التمترس الخطابي هو ردة فعل لشعور أصحابه بأنهم في واقع الأمر يقدمون أسخى الخدمات لأعداء الشعب و الأمة و بالقدر الذي يفرطون عن عمد أو غباء و غفلة بحقوق الوطن و المواطن يقومون من حيث يشعرون أو لا يشعرون بتقوية نفوذ القوى الطامعة بالبلد و خيراته و يضمنون مصالح الولايات المتحدة كما ضمنها نظام صدام المهدوم .. إن ثمة قاسم مشترك بين بعض من خدموا المصالح الغربية خدمة كبيرة هو أن تلك الخدمة لم تكن نتاج عمالة مباشرة و تنسيق مسبق مع القوى الغربية ، بل لأنها تنتهج سياسة خاطئة و تتمتع بقصور نظر مزمن و يزداد الأمر سوءا حين لا يعرفون مثل هذه الحقيقة عن أنفسهم . إن الصدريين لا يريدون الاعتراف ولو لحظة واحدة بأنهم يدمنون الأخطاء و يكررونها على نحو يدعو للاستغراب . و لكن من جهة إن الأطراف التي تخدم مصالح الغرب و أمريكا و غيرها لا يمكن فرز البعض الذي تعامل منها بشكل مباشر و قدّم نفسه عميلا مثابرا لها عن ذاك الذي يقوده الغباء و الغفلة و النهج الخاطئ في سياسيته ورؤاه .. و بالنسبة للصدريين فإن القول بوضوح أخطائهم و تكرارها في أوقات معينة دون غيرها و افتعال الأزمات من حين لآخر أو تهدئة الأمور في زمن دون غيره يثير أكثر من تساؤل .. فهل حقا إن القيادة الصدرية غبية و جاهلة إلى هذا الحد ؟ حتى أنها لا تكاد تستفيد من الخطأ و تحاول تعديل مواقفها صوب الاتزان و العقلانية و التعاطي الموضوعي مع الأحداث ؟! ألم يطلع قائد الضرورة للحزب الصدري على الدراسات و البحوث و بعضها تجود به مراكز دراسات غربية و التي تتوقع و ترسم سيناريوهات محددة للوضع المستقبلي في العراق و أن أغلبها تطرح قضية شق وحدة الصف و تفتيت أبناء البلد الواحد و الطائفة الواحدة و استغلال المليشيات لتنفيذ لعبة طويلة الأمد تنتهي بخسران أغلبية الشعب لكل حقوقه التي بذل من أجلها التضحيات الجسام و واجه تحديات لم يكن بمقدور شعب في الأرض تحملها سوى أبناء العراق الأصلاء .. !!!
إن مثل هذه التساؤلات كانت حاضرة في زمن صدام و نظامه ، حيث كان الكثير يتساءل عن معنى و مغزى مواقف القائد الضرورة التي تنافي العقل و المنطق و تصر على تكرار الخطأ الفادح مرارا عدة ؟ و أسأل كم منا كان يرى ذلك عمالة واضحة للأمريكان و أن الأمور لا يمكن تفسيرها بغير ذلك ؟ و كم عدد الذين قالوا ببراءته و تجاوزوا المنطق و الموضوعية في رأيهم ذاك ...؟ لا شك أن أغلبنا كان يرى صدام عميلا ولو بشكل غير مباشر فليس بالضرورة أن يجتمع العميل و الراعي للمصالح مع الطرف المعني بمصالحه على طاولة ليتحاوروا في حيثيات العمالة و شروطها و مدتها ..
|
|
|
|
|