الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطارهين00
صحيح ابن ماجة(ج1)باب ذكر وفاته صلى الله عليه(وآله)وسلم:
عن أبي الدرداء قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:
[أَكْثِروا الصلاةَ عَلَيَّ يوم الجمعة،فإنه مَشْهودٌ تشهده الملائكة،وإنَّ أحدًا لن يصلي عَلَيَّ إلا عُرِضَت عَلَيَّ صلاتُه حتى يَفْرَغ منها]
قال(الراوي):قُلْتُ:وبعد المَوْت؟
قال:[وبعد الموت،إنَّ اللهَ حَرَّم على الأرض أنْ تَأْكُلَ أجسادَ الأنبياء،فَنَبِيُّ اللهِ حَيٌّ يُرْزَق]0
* البخاري(ج1 ص50 – 51):
000حدثنا مالك بن إسماعيل قال: حدثنا إسرائيل عن عاصم عن ابن سيرين قال: قلتُ لِعبيدة: عندنا مِن شَعْرِ النبيِّ صلى عليه(وآله)وسلم،أَصَبْنَاهُ مِن قِبَلِ أَنس أو مِن قِبَل أَهْلِ أنس،فقال: لأنْ تَكُون عندي شَعْرَةٌ مِنه أَحَبُّ إِلَيَّ مِن الدنيا وما فيها0
- وبعده: حدثنا محمد ابن عبد الرحيم قال: أخبرنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا عباد عن أبو عون عن ابن سيرين عن أنس أنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم لَمَّا حَلَقَ رَأْسَه كان أبو طلحة أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ مِن شَعْرِه0
أقول:لم يَحْتَفِظ أنسٌ أو أهلُه وكذلك ابنُ سيرين بِشَعْرٍ مِن شَعْرِ النبي صلى الله عليه وآله إلا لِيَتَبَرَّكوا به0
- جَمْع القرآن الكريم:
* البخاري(ج4)باب مناقب زيد بن ثابت:
عن قتادة عن أنس رضي الله عنه:
جَمَعَ القرآنَ على عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم أرْبَعةٌ كلُّهم مِن الأنصار:أُبَيّ ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت0قلتُ لأنس:مَن أبو زيد؟قال: أحَد عمومتي0
أقول: نَقَلْتُ هذه الروايةَ لأُثْبِتَ أنَّ القرآنَ الكريمَ جُمِعَ في عهد النبي صلى الله عليه وآله وليس بعده،وأمَّا مَن أَوَّلُ جَامِعٍ له فهو أميرالمؤمنين عليٌّ،جَمَعَه مِن فَمِ رسول الله صلى الله عليه وآله كمَا ثبَت لدينا بالدليل القطعي،وبِشَهادةِ الحاكم النيسابوري،فقد قال في المستدرك(ج2 ص611)تحت عنوان(تأليف القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله):
حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي(قال)حدثنا ابن أبي طالب(قال)حدثنا وهب بن جرير بن حازم(قال)حدثنا أبي قال: سمعتُ يحيى بنَ أيوب يُحَدِّث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كُنَّا عند رسول الله صلى الله عليه وآله نُؤَلِّف(نَجْمَع)القرآنَ مِن الرّقاع0
قال الحاكمُ:(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وفيه الدليلُ الواضح أنَّ القرآنَ إنما جُمِعَ في عهْدِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)0
حرب الجمل:
* البخاري(ج5)كتاب المغازي0كتاب النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم إلى كسرى وقيصر:
عن أبي بكرة قال:نَفَعَنِي اللهُ بِكَلِمَةٍ سمعتُها مِن رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم أيّامَ الجمَل،بعدما كِدْتُ أَلْحَقَ بِأَصْحاب الجمل فأقاتل معهم،قال(أبوبكرة):لَمَّا بَلَغَ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم أنَّ أهْلَ فارِسَ قد مَلَّكُوا عليهم بنتَ كسرى قال:[لَنْ يُفْلِح قوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهم امْرَأَةً]0
مَوْلِد الصديقة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها:
* المستدرك(ج3)ذكْر ما ثَبَت عندنا مِن أعقاب فاطمة وولادتها:
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى000سمعتُ عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي يذكر عن أبيه عن جده قال: وُلِدَت فاطمةُ رضي الله عنها سنة إحدى وأربعين مِن مَوْلِد رسول الله صلى الله عليه وآله0
أقول: أي بعد البِعْثَة بعامٍ واحدٍ على الأقل،وهذا رَدٌّ على مَن يَرَى أنها وُلِدت قبل البعثة النبوية0
البِدَايَة الحقيقية لِلتاريخ الهجري:
* البخاري(ج4)باب مِن أين أرخوا التاريخ:
عن سهل بن سعد قال: مَا عَدَّوْا مِن مَبْعَث النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم،ولا مِن وَفاتهِ،مَا عَدَّوْا إلا مِن مَقْدَمِه المدينةَ0
وكان قد ّكَرَ البخاري قبْلَ صفحةٍ واحدةٍ مِن هذا الباب،تحت عنوان(باب هجرة النبي صلى الله عليه[وآله]وسلم):000حتى نَزَلَ بهم في بَنِي عمرو بنِ عوف،وذلك يوم الاثنين مِن شهر ربيع الأول0روَى ذلك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير0
لَيْلة القَدْر:
* البخاري(ج2)كتاب صلاة التراويح0باب فضل ليلة القدر0باب تَحَرِّي ليلة القدر في الوِتْر مِن العَشْر الأوَاخِر:
-000عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم قال: [تَحَرَّوْا ليْلَةَ القدْرِ في الوِتْر مِن العَشْرِ الأوَاخِر مِن رمضان]0
- وبعده:عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يُجَاوِر في رمضان العَشْرَ التي في وسط الشهر فإذا كان حِينَ يُمْسِي مِن عشرين ليلةً تَمْضِي ويَسْتَقبِل إِحْدَى وعشرين رَجَعَ إلى مَسْكَنهِ ورَجَع مَن كان يُجَاوِر معه،وإنه أَقَامَ في شهرٍ جَاوَرَ فِيه الليلةَ التي كان يَرْجِعُ فيها،فَخَطَبَ الناسَ فأَمَرَهم مَا شاء الله ثم قال:
[كنتُ أُجَاوِر هذه العشر ثم قد بَدَا لِي أَنْ أُجَاور هذه العشر الأوَاخِرَ فمَن كان اعْتَكَفَ معي فليَثْبُت في مُعْتَكَفهِ،وقد أُرِيتُ هذه الليلةَ000فابْتَغُوها في العشر الأواخر،وابْتَغُوها في كلِّ وِتْرٍ،وقد رَأَيْتُنِي أَسْجُد في ماءٍ وطِينٍ]،فاسْتَهَلَّت السماءُ في تلك الليلة فأَمْطَرَت،فوكف المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم ليلة إِحدى وعشرين،فَبَصُرَت عَيْنِي:نَظَرْتُ إِلَيْه انْصَرَفَ مِن الصُّبْح ووجْهُهُ مُمْتَلِئ طِينًا وماءً0
- وبعده:عن عائشة قالت:كان رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يُجَاوِر في العشر الأواخر مِن رمضان ويقول:
[تحرَّوا ليلةَ القدر في العشر الأواخر مِن رمضان]0
- وبعده:حدثنا عاصم عن أبي مجلز وعكرمة :قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:
[ هي في العشر،هي في تِسْعٍ يمضين أو في سبْعٍ يَبْقين]يعني ليلة القدر0تابَعَه عبد الوهاب عن أيوب0
أقول: في رواية البخاري السابقة عن ابن عباس ما يَدُل على أنَّ ليلة القدر قد تَكُون ليلةَ الثالث والعشرين(في سبْعٍ يَبْقَيْن)وقد وَرَدَ فيها - عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام - مَا يُؤَكِّد على أنها ليلة القدر،وورَدَ عنهم على أنها ليلةَ الحادِي والعشرين كمَا في رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري الماضية،ومَا رواه الحاكمُ في المستدرك:
حدثنا الأستاذ أبو الوليد الهيثم بن خلف الدوري000حدثنا الحريث بن محشي أنَّ عليًّا قُتِلَ صبيحة إحدى وعشرين مِن رمضان،قال(الراوي): فسمعتُ الحسنَ بنَ عليٍّ يقول وهو يخطب وذَكَرَ مناقبَ عليٍّ فقال:
أقول:يتحدث الإمامُ الحسنُ عليه الصلاة والسلام عن أميرالمؤمنين الإمامِ عليٍّ فيقول بأنه قُتِل ليلةَ أُنزِل القرآنُ،والقرآنُ الكريم أنزِل ليلة القدر،فبما أنَّ الإمام عليًّا قُتِلَ ليلة الحادي والعشرين فتكون النتيجة أنَّ ليلة القدر هي ليلة الحادي والعشرين مِن شهر رمضان المبارك،وهذه الليلة تُعْتَبَر مِن الليالي المُحْتَمَلَة لِلَيْلَةِ القدر عندنا الإمامية،ولله الحمد رب العالمين0
* المستدرك(ج3 - ص55 – 56):
حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن همدان الصيرفي بمرو مِن أصل كتابه000عن أبي مويهبة مَوْلَى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: طَرَقَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم ذاتَ ليْلةٍ،فقال:
[ يا أبا مويهبة00انْطَلِق اسْتَغْفِر فإنِّي قد أُمِرْتُ أنْ أسْتَغفِر لأَهْلِ هذا البَقِيع]، فانْطَلَقتُ معه،فلمَّا بَلَغَ البقيعَ قال:
[ السلام عليكم يا أهلَ البقيع،لِيَهْنَ لَكُم مَا أَصْبَحْتم فيه،لو تَعْلمُون مَا أَنْجَاكم اللهُ مِنه! أَقْبَلَت الفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيلِ المظلم،يَتْبَع أَوَّلَها آخِرُها]،ثم قال:
[ يا أبا مويهبة00إنَّ الله خَيَّرَنِي أنْ يُؤْتِيَنِي خزائنَ الأرض والخُلْد فيها ثم الجنَّة وبيْن لِقاءِ رَبِّي عز وجل]،فقلتُ: بأَبِي أنتَ وأُمِّي،فَخُذ مفاتيحَ خزائنِ هذه الأرض والخلدَ فيها ثم الجنة،قال:[ كَلا يا أبا مويهبة،لقد اخْتَرْتُ لقاءَ ربِّي عز وجل]، ثم اسْتَغفَرَ لأَهْلِ البقيعِ ثم انْصَرَفَ،فلمَّا أَصْبَحَ بَدَاه شَكْوَاه الذي قُبِضَ فِيه صلى الله عليه وآله0
وروى بعده مثلَه0
أقول:إذن،هناك استحبابٌ لِزيارة البقيع خاصةً،وليس الأمْرُ كمَا يُصَوِّره بعضُهم مِن أنَّ زيارةَ القبور لِلْعِظَةِ والعِبْرَةِ فاكْتَفُوا بِمَوْتاكم في بلدكم ولا حاجة لِلمَجِيء إلى البقيع!
ميلاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكعبة المشرفة:
* المستدرك(ج3)إسلام ولد حكيم بن حزام كلّهم:
أخبرنا أبوبكر محمد بن أحمد بن بالويه000قال الحاكمُ:تَوَاتَرَت الأخْبَارُ أنَّ فاطمة بنت أسد وَلَدَت أميرَالمؤمنين علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - في جَوْفِ الكعبة0
زيارة القبور والصلاة والبكاء عندها:
* المستدرك(ج3)شهادة عمر بن قيس000:
أخبرنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله الصفار000أنَّ فاطمةَ بنت محمد صلى الله عليه وآله كانت تَزُور قبْرَ عَمِّها حمزة بن عبدالمطلب في الأيام،فتُصَلِّي وتَبْكِي عنده0
اسْتِغفار النبي آدم بِحَقِّ النبي محمد صلى الله عليه وآله:
* المستدرك(ج2) اسْتِغفار آدم عليه السلام بِحَقِّ محمد صلى الله عليه وآله:
حدثنا أبوسعيد000عن عمر بن الخطاب قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:
[لَمَّا اقْتَرَفَ آدمُ الخطيئةَ قال: ياربِّ00أسألك بِحَقِّ محمدٍ لَمَا غفرْتَ لِي،000فقال اللهُ:(صَدَقْتَ ياآدم،إنه لأَحَبُّ الخَلْقِ إلَيَّ،اُدْعُنِي بِحَقِّه فقد غفرتُ لك،ولولا محمد مَا خلقْتُك)]0
مُتْعَة الحج:
* البخاري(ج2 ص152) كتاب الحج0باب التمتع والإقران والإفراد بالحج وفسخ الحج لمن لم يكن معه هدي:
روى عن الحكم عن علي بن حسين عن مروان بن الحكم قال:
شهدتُ عثمانَ وعليًّا رضي الله عنهما00وعثمانُ يَنهى عن المُتْعَة وأنْ يُجْمَع بينهما،فلمَّا رَأَى عليًّا أَهَلَّ بهما(وقال):لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وحجة،قال(عثمانُ):مَا كُنْتُ لأَدَعَ سُنَّةَ النبيِّ صلى الله عليه(وآله)وسلم لِقَوْلِ أَحَدٍ!
وفي نفس الصفحة رَوَى البخاري مَا يُوَافِق مَا فَعَلَه الإمامُ عليٌّ عليه السلام في الجَمْعِ بين الحج والعمرة:
عن أبي حمزة نصر بن عمران الضبعي قال:تَمَتَّعْتُ،فنهاني ناسٌ،فسألتُ ابنَ عباس رضي الله عنهما،فأَمَرَنِي،فرَأَيْتُ في المَنَامِ كَأَنَّ رجُلاً يقول لِي:حَجٌّ مبرور وعمرة متقبلة،فأخبرتُ ابنَ عباس،فقال:سُنَّة النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم0
وروى في الصفحة التالية عن سعيد بن المسيب قال:اختَلَفَ عليٌّ وعثمانُ رضي الله عنهما - وهما بسعفان – في المتعة،فقال عليٌّ:مَا تُرِيد إلى أنْ تَنْهَى عن أَمْرٍ فَعَلَه النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم؟!
قال(الرَّاوي):فلمَّا رَأَى ذلك عليٌّ أَهَلَّ بهما جميعًا0(ورَوَى مثلَه في(ج4)في باب أيام الجاهلية0وهو بعد باب الفضائل بقليل)0
وروى في نفس الصفحة (ج2 ص153)باب مَن لبَّى بالحج وسمَّاه:
عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال:
قَدِمْنا مع رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم ونحن نقول:لبيك اللهم لبيك بالحج0فأَمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم فجعلناها عمرة0
وروى البخاري رواياتٍ أخرى في نفس هذه الصفحات وما بعدها (كثيرة جدًّا00عن عائشة وابن عمر)تَدُلُّ على جَوَاز الجَمْع بين الحج والعمرة إن لم تدل على الوجوب لِمَن هُم خارج مكة المكرمة كما نقول نحن الشيعة الإمامية0
وروى البخاري في نفس الصفحة السابقة في باب التمتع عن مطرف بن عمران قال:
تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم ونَزَلَ القرآنُ(بذلك)،قال رجلٌ بِرَأْيِه مَا شاء0(إشارة إلى مَن نَهَى عن المُتْعَتَيْن:متْعة الحج ومتعة الزواج)0
جلسة الاستراحة بعد السجدة الثانية مِن الركعة الأولى:
البخاري(ج1)كتاب الأذان0باب وجوب صلاة الجماعة0تحت بابٍ فَرْعِيٍّ عنوانُه:باب من صلى وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم:عن أيوب عن أبي قلابة قال:جاءنا مالك بن الحويرث في مسجدنا هذا فقال:إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة،أصلي كيف رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم يصلي0فقلتُ لأبي قلابة:كيف كان يصلي؟قال:مثل شيخنا هذا0قال:وكان شيخُنا يَجْلِس إذا رَفَعَ رأسَه مِن السجود قبل أنْ يَنْهَضَ في الركعة الأولى0
الخُمْس:
* البخاري(ج1)كتاب الإيمان0باب أداء الخمس من الإيمان:حدثنا علي بن الجعد000عن أبي حمزة قال:كنتُ أقعد مع ابنِ عباس،يُجْلسُني على سريره،فقال:أَقِم عندي حتى أجْعَلَ لك سَهْمًا مِن مالي،فأقَمْتُ معه شهرَين0ثم قال:إنَّ وَفْدَ عبد القيس لَمَّا أَتَوا النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم قال:مَن القوم أو مَن الوفد؟
قالوا:ربيعة0قال:مرحبًا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى0فقالوا:يارسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام،وبيننا وبينك هذا الحي مِن كفار مضر،فَمُرْنا بأمْرٍ فَصْلٍ،نُخْبِر به مَن وراءنا وندخل به الجَنة0وسألوه عن الأشربة0فأمَرَهم بأرْبع ونهاهم عن أربع:أمَرَهم بـ000وأنْ تُعْطُوا مِن المَغْنَمِ الخُمْسَ0ونهاهم عن 000 0
أقول:لاحظوا كلمةَ(المغنم)فهي تَعْنِي كلَّ مَا يَغْنَمه الإنسانُ وَيَرْبَحه - كما عن أهل اللغة - ،ولا ذِكْرَ لِلحَرْبِ في هذه الرواية أصْلاً حتى تُفَسَّر بغنائم الحرب0
وروى في (ج1)أيضًا:كتاب العلم0باب تحريض النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا به مَن وراءهم0
تشْريع الأذان:
* المستدرك(ج3)فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب:
حدثني نصر بن محمد العدل000عن سفيان بن الليل قال لمَّا كان مِن أمْرِ الحسنِ بنِ عليٍّ ومعاوية مَا كان قَدِمْتُ عليه المدينةَ وهو جالسٌ في أصحابه000قال(الراوي):فتَذاكَرْنا عنده الأَذانَ، فقال بعضُنا:إنَّمَا كان بدْءُ الأذانِ رُؤْيَا عبدِ الله بنِ زيد بن عاصم،فقال له الحسنُ بنُ علي: إنَّ شَأْنَ الأذانِ أَعْظَمُ مِن ذلك،أَذَّنَ جبريلُ عليه السلام في السماءِ مثنى مثنى،وعَلَّمَه رسولَ الله صلى الله عليه وآله000فأَذَّنَ الحسنُ حِين وَلَّى0
الزواج المُنْقَطِع:
* صحيح مسلم(ج4)كتاب النكاح:باب نكاح المُتْعَة000قال عطاءٌ:
قَدِمَ جابرُ بن عبدالله مُعْتَمِرًا،فجِئْنَاه في مَنزِلِه،فَسَأَلَه القوْمُ عن أشياء ثم ذكَرُوا المُتْعَةَ،فقال:نعم،اسْتَمْتَعْنا على عهد رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم وأبي بكر وعُمَر0
- وبعده: عن ابن الزبير قال: سمعتُ جابرَ بن عبدالله يقول: كُنَّا نَسْتَمْتِع بِالْقَبْضَةِ مِن التَّمْرِ والدَّقِيقِ الأيَّامَ على عهد رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم وأبي بكر،حتى نَهَى عنها عمرُ في شَأْنِ عمرو بن حريث0
أقول: مِن الواضح أنَّ الحديث عن مُتْعَة الزواج بِقَرِينَة أنَّ الاستمتاعَ كان بِالقَبْضَة مِن التَّمْر والدقيق،وبقرينة قوله(الأيام)0
- وذكَرَ مسلمٌ عن أبي نضرة قال: كنتُ عند جابر بن عبدالله فأَتَاهُ آتٍ فقال:
ابنُ عباس وابنُ الزبير اختَلَفا في المُتْعَتَيْن(متعة الحج ومتعة الزواج)،فقال جابرٌ: فعَلْنَاهما مع رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،ثم نهانا عنهما عمرُ فَلَمْ نَعُد لهما0
أقول: (خشْيَةً)،وثبوتُ جَوَازِ المتعتين هو إجْمَاعُ أهلِ البيت عليهم الصلاة والسلام0
* النسائي(ج5 ص153)كتاب مناسك الحج0التمتع:
عن إبراهيم بن أبي موسى عن أبي موسى أنه كان يُفتِي بالمتعة،فقال له رجلٌ: رُوَيْدك ببَعْضِ فِتْيَاك فإنك لا تَدْرِي مَا أَحْدَث أمير المؤمنين في النسك بعد(قال أبوموسى):حتى لِقِيتُه فسألتُه،فقال عمرُ:
قد عَلِمتُ أنَّ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم قد فعَلَه ولكن كَرِهْتُ أنْ يَظَلُّوا مُعَرِّسِينَ بِهِنَّ فِي الأَرَاك ثم يَرُوحُوا بالحَجِّ تَقْطُرُ رُؤُوسُهم0
أقول: مِن الواضح أنَّ كلامَ عمر عن زواج المتعة بِقَرِينَةِ قوله: (معرِّسين) وقوله: (تقطر رؤوسهم)مِن الاغتسال عن الجَنَابَةِ الحادِثَةِ لهم عن طَرِيقِ هذا الزواج0
- وروى النسائي عن محمد عن مطرف قال:قال لِي عمرانُ بن حصين إنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم قد تَمَتَّعَ وتَمَتَّعْنا معه،قال فيها قائِلٌ بِرَأْيِه0
الجمع بين الصلاتَيْنِ في الحَضَر(مَكَان السَّكَن):
* صحيح مسلم(ج2)باب الجمع بين الصلاتين في الحضر:
حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرَأْتُ على مالك عن ابن الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس،قال: صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم الظهْرَ والعَصْرَ جميعًا والمغربَ والعشاءَ جميعًا في غَيْرِ خَوْفٍ ولا سَفَرٍ0
أقول: أَي:في وَطَنِهِ0
- وقال مسلمٌ بعده:حدثنا أحمد بن يونس وعون بن سلام جميعًا عن زهير،قال ابنُ يونس(قال)حدثنا زهير(قال)حدثنا أبو الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس،قال: صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم الظهرَ والعصرَ جميعًا بالمدينةِ في غيْرِ خوف ولا سفر0قال أبو الزبير: فسألتُ سعيدًا:لِمَ فَعَلَ ذلك؟فقال: سألتُ ابنَ عباس كما سألتَنِي فقال: أَرَادَ أنْ لا يُحْرِج أحدًا مِن أُمَّتِهِ0
- وبعده:وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا000عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال:
جَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةٍ في غيْرِ خوْفٍ ولا مَطَرٍ0[في حديث وكيع]قال(الراوي): قلتُ لابن عباس:لِمَ فعل ذلك؟قال: كَيْ لا يُحْرِج أُمَّتَه0(وفي حديث أبي معاوية)قِيلَ لابنِ عباس: مَا أَرَادَ إلى ذلك؟ قال: أَرَادَ أنْ لا يُحْرِج أُمَّتَه0
- وبعده:حدثنا أبو الربيع الزهراني000عن جابر بن زيد عن ابن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم صَلَّى بالمَدِينَةِ سبْعًا وثمانيًا الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ0
- وبعده:حدثني أبو الربيع الزهراني000عن عبد الله بن شقيق قال:
خَطَبَنا ابنُ عباس يوْمًا بعد العصر،حتى غَرُبَت الشمسُ وبَدَت النجومُ،وجَعَلَ الناسُ يقولون:الصلاةَ الصلاةَ،قال(الراوي):فجاءَه رَجُلٌ مِن بَنِي تميم،لا يَفْتُرُ ولا يَنْثَنِي(وهو يقول)الصلاةَ الصلاةَ،فقال ابنُ عباس:
أَتُعَلِّمُنِي بِالسُّنَّةِ لا أُمَّ لك؟! ثم قال:
رأيتُ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم جَمَعَ بيْن الظهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ0قال عبدُالله بن شقيق:فَحَاكَ في صَدْرِي مِن ذلك شَيْءٌ،فأَتَيْتُ أبا هريرة، فسألتُه،فصَدَّقَ مَقَالَتَه(مقالة ابن عباس)0
- وبعده:حدثنا ابن أبي عمر000عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: قال رَجُلٌ لابنِ عباس:الصلاةَ،فسَكَتَ،ثم قال:الصلاةَ،فسَكَتَ،ثم قال:الصلاةَ،فسَكَتَ،ثم قال(ابنُ عباس):لا أُمَّ لك! أَتُعَلِّمُنا بالصلاة،وكُنَّا نَجْمَعُ بين الصلاتَيْنِ على عهْد رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم!
* صحيح أبي داود(ج1)باب الجمع بين الصلاتين:
- (ح1210):عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال:
صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم الظهرَ والعصرَ جميعًا والمغربَ والعشاءَ جميعًا في غيْرِ خَوْفٍ ولا سَفَرٍ0
- (ح1211):عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
جَمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بَيْن الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خوْفٍ ولا مَطَرٍ،فَقِيلَ لابن عباس:مَا أَرَادَ إلى ذلك؟قال:أَرَادَ أنْ لا يُحْرِج أُمَّتَه0
- (ح1214):عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال:صَلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بالمدينة ثمانيًا وسبْعًا:الظهر والعصر،والمغرب والعشاء0
قال أبو داود:ورَوَاه صالحٌ موْلى التوأمة عن ابن عباس قال:في غيْرِ مَطَرٍ0
* النسائي(ج1 ص 286وما بعدها)كتاب المواقيت0الوقت الذي يَجْمَع فيه المُقِيم:
قال النسائي:وزَعَمَ ابنُ عباس أنه صَلَّى مع رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بالمدينة الأُولَى(الظهر)والعصر ثَمَانِ سَجدَات ليس بينهما شَيْءٌ 0
أقول: لمَاذا يُعَبِّر بِـ (زَعَمَ)؟!فإننا إنْ لم نَقُل بأنَّ(الزَّعْم)أخُو الكذب فلا أَقَلّ بأنَّه بِمَعْنَى(الادِّعَاء)؟!ألَيْس ابنُ عباس مِن خِيرَةِ الصحابة؟
- وقال النسائي تحت عنوان(الجمع بين الصلاتين في الحضر):
أخبرنا قتيبة عن مالك عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: صَلَّى رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم الظهرَ والعصرَ جميعًا والمغربَ والعشاءَ جميعًا مِنْ غيْرِ خوْفٍ ولا سَفَرٍ0
- وقال بعده:أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة000عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنَّ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم كان يُصَلِّي بالمدينةِ،يَجْمَعُ بيْن الصلاتَيْن:بيْن الظهر والعصر والمغرب والعشاء مِن غيْرِ خوْفٍ ولا مَطَرٍ،قِيلَ له: لِمَ؟ قال: لِئَلا يَكُون على أُمَّتِهِ حَرَجٌ0
أقول: سِيَاقُ كلامِ ابنِ عباس(النبي كان يصلي بالمدينة يجمع بين الصلاتين000)يَدُلُّ على أنَّ جَمْعَ النبي لَم يَكُن قليلاً بل كان ذلك سَجِيَّةً وعادَةً له0
* المستدرك (ج 3)مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه:
حدثني علي بن عيسى الحيري ومحمد بن موسى الصيدلاني(قالا)000عن عبد الله ابن مسعود قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:
[ابْن سُمَيَّة00مَا عُرِضَ عليه أَمْرَان قَطُّ إِلا أَخَذَ بِالأَرْشَدِ منهما]0
وقال الحاكمُ بعده: وله متابع مِن حديثِ عائشة رضي الله عنه ( أخبرناه ) أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي000عطاء بن يسار عن عائشة قالت:
000عن لؤلؤة مولاة أم الحكم ابنة عمار ابن ياسر قالت : لمَّا كان اليوم الذي قُتِلَ فيه عمَّارُ بنُ ياسر ، والرَّايَة يَحْمِلُها أبو هاشم بن عتبة ، وقد قُتِلَ أصحاب عليٍّ رضي الله عنه ذلك اليوم ، حتى كان العصرُ ، ثم تَقدَّمَ عمارُ بنُ ياسر ورأى أبا هاشم يقدمه ، وقد جَنَحَت الشمسُ لِلْغُرُوب ، ومع عمَّار ضيح مِن لَبَنٍ ، يَنْتَظِر غرُوبَ الشمسِ أَنْ يفطر ، فقال حين غَرُبَت الشمسُ وشَرِبَ الضيحَ :
سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله يقول:
[آخِرُ زَادِك مِن الدنيا ضيحٌ مِن لَبَنٍ ] ، قال: ثم أقرب فقَاتَل حتى قُتِلَ وهو ابن أربع وتسعين سنة * قال ابن عمرو: حدثني عبد الله بن الحارث عن أبيه عن عمارة بن خزيمة بن ثابت000(قال خزيمةُ بن ثابت):سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله يقول(عَن عَمَّار):
[ تَقْتُلُك الفِئَةُ البَاغِيَةُ ]000وكان الذي قَتَلَ عمارًا أبو غادية المزني ، طَعَنَه بالرُّمْح ، فسَقَطَ فقَاتَلَ حتى قُتِلَ0وكان يومئذٍ يُقَاتل وهو ابن أربع وتسعين ، فلمَّا وَقَعَ كَبَّ عَلَيْه رَجُلٌ آخرُ فاحْتَزَّ رَأْسَه ، فأَقْبَلا يَخْتَصِمَان: كلٌّ منهما يقول: أَنا قَتَلْتُه، فقال عمرُو بنُ العاص:
واللهِ إِنْ يَخْتَصِمَان إلا في النَّارِ0
ثم قال ابنُ عمرو: حدثني عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون قال: أَقْبَلَ عمَّارٌ وهو ابْن إحدى وتسعين سنة ، وكان أَقْدَم في البلاد مِن رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكان أَقْبَلَ إِلَيْه ثلاثةُ نَفَرٍ: عقبة بن عامر الجهني وعمر بن الحارث الخولاني وشريك بن سلمة ، فانْتَهَوا إليه جميعًا ، وهو يقول:
والله لو ضَرَبْتُمُونا حتى تَبْلُغُوا بِنَا سَعَفَاتِ هَجرَ لَعَلِمْنا أَنَّا على الحَقِّ وأنْتُم على البَاطِل0 فحَمَلُوا عليْه جميعًا ، فقَتَلُوه ، وزَعَمَ بعضُ الناس أَنَّ عقبة بن عامر الذي قَتَلَه ، ويُقَال : بل قَتَلَه عمرُ بن الحارث الخولاني ،قال ابنُ عمرو: الذي أُجْمِعَ عليْه في عمَّارٍ أَنَّه قُتِلَ مع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بِصِفِّين في صفر ، سنة سبْعٍ وثلاثين ، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ، ودفن هناك بصفين0
وقال الحاكمُ بعده:أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصنعاني000قال: لمَّا قُتِلَ عمارُ بن ياسر دَخَلَ عمرُو بن حزم على عمرِو بنِ العاص فقال:
قُتِلَ عمارٌ ، وقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله يقول:[تقتله الفئةُ الباغيةُ] فقام عمرُو فَزِعًا ، حتى دَخَلَ على معاوية ، فقال له معاويةُ:
فقال عمرُو: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله يقول:[تقتله الفئة الباغية]، فقال له معاويةُ: أَنَحْنُ قَتَلْنَاه؟ إِنَّمَا قَتَلَه عَلِيٌّ وأصحابُه ، جَاؤُوا بِهِ حتى أَلْقَوْهُ بيْن رِمَاحِنا أو قال سُيُوفِنا0قال الحاكمُ: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه بهذه السياقة0
أقول:لا تَعْلِيقَ على كلام معاوية0
وقال بعده: أخبرنا أبو زكريا العنبري000قال أبو عبد الرحمن السلمي: شَهِدْنا صِفِّين ، فكُنَّا إذا تَوَادَعْنا دَخَلَ هؤلاء في عَسْكَر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء فرَأَيْتُ أربعةً يَسِيرُون معاوية بن أبي سفيان وأبو الأعور السلمي وعمرو بن العاص وابنه ، فسمعتُ عبدَ الله بن عمرو يقول لأبيه عمرو: قد قَتَلْنَا هذا الرَّجُلَ وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله فيه مَا قال؟! قال: أَيُّ الرَّجُل؟ قال: عمار بن ياسر ، أَمَا تَذْكُر يوْمَ بَنَى رسولُ الله صلى الله عليه وآله المسجدَ ، فكُنَّا نَحْمِل لُبْنَةً لُبْنَةً وعمارُ يَحْمِل لُبْنَتَيْنِ لبنتين ، فمَرَّ على رسول الله صلى الله عليه وآله يَحْمل لبنتين لبنتين - وأنتَ مِمَّن حَضَرَ – قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):
[أَمَا إنك سَتَقْتُلُك الفئةُ الباغِيَةُ ، وأنتَ أهْلُ الجَنَّة]، فدَخَل عمرو على معاوية فقال: قَتَلْنا هذا الرجلَ ، وقد قال فيه رسولُ الله صلى الله عليه وآله ما قال؟! فقال(معاويةُ): اسْكُتْ ، فواللهِ مَا تَزَال ترحض في بَوْلِك ، أَنَحْنُ قَتَلْناه ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وأصحابُه ، جَاؤُوا بهِ حتى أَلْقَوْهُ بَيْنَنَا !
وقال بعده: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ000عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو أَنَّ رَجُلَيْن أَتَيَا عمرَو بنَ العاص يَخْتَصِمَان في دَمِ عمارِ بنِ ياسر وسَلْبِهِ ، فقال عمرو: خَلِّيَا عنْه فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله يقول: [اللهم أُولِعَت قريشٌ بِعَمَّارٍ ، إِنَّ قاتِلَ عمَّارٍ وسَالِبَهُ في النَّار]0
* البخاري(ج8)كتاب الفتن0باب قول النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم:[هلاك أُمَّتِي على يَدَي أُغَيْلِمَة سُفَهَاء]:
حدثنا موسى بن إسماعيل(قال)حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال:أخبرني جَدِّي قال:
كنتُ جالسًا مع أبي هريرة في مسجدِ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم بالمدينة ومَعَنا مَرْوَان،قال أبو هريرة:سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقول:
[هَلَكَةُ أُمَّتِي علي يدي غِلْمَةٍ مِن قريش] ، فقال مروان: لعنة الله عليهم غِلْمَةً ،فقال أبو هريرة:
لو شئت أنْ أقول بَنِي فُلان وبَنِي فلان لَفَعَلْتُ ،(قال الراوي:) فكنتُ أَخْرُجُ مع جَدِّي إلى بَنِي مَرْوَان حِينَ مَلَكُوا بِالشَّام فإذا رَآهُم غِلْمَانًا أَحْدَاثًا قال لنا:
عَسَى هؤلاء أنْ يَكُونُوا مِنْهم ، قلنا: أنتَ أَعْلَمُ0
* صحيح البخاري(ج 4) – باب المناقب ص 177 – 178:
قال محمود:حدثنا أبو داود(قال)أخبرنا شعبة عن أبي التياح(قال)سمعتُ أبا زرعة(يقول)حدثنا أحمد بن محمد المكي(قال)حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جَدِّه قال:
كنتُ مع مَرْوَان وأبي هريرة، فسمعتُ أبا هريرة يقول:سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقول: [هَلاكُ أُمَّتِي على يَدَي غِلْمَةٍ مِن قريش] ، فقال مروانُ: غِلْمَة؟! قال أبو هريرة:
إنْ شئتَ أنْ أُسَمِّيهم بني فلان وبني فلان0 اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم0