لنفرض أننا لم نجد رواية صحيحة تثبت أن الزهراء (عليها السلام) قد ظلمت فهناك مجموعة من القرائن تثبت ذلك.
إنّ هناك قرائن وشواهد تدل بوضوح على أنّ سيدة نساء العالمين استقبلت بعد رحيل أبيها حوادثَ مريرة من قبل من تسنّم منصة الخلافة، ويدل على ذلك الأُمور التالية:
أ. انّ فاطمة هجرت أبا بكر ولم تكلمه إلى أن ماتت:
أخرج البخاري في كتاب الخمس «فغضبت فاطمة بنت رسول اللّه فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت»( صحيح البخاري:4/42)
وأخرج في كتاب الفرائض وقال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت(صحيح البخاري:8/30)
وذكر في كتاب المغازي في باب غزوة خيبر قوله: فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت(صحيح البخاري:5/82)
فما ظنك بروايات يرويها الإمام البخاري، وما هذا إلاّ لأنّها انتهكت حرمتها حتى لاذت بقبر أبيها، و قالت:
ماذا على من شمّ تربة أحمد* * لاّ يـشـم مـدى الزمان غواليا
صُبَّت عليَّ مصائب لو أنّها * * صُبَّت على الأيّام صرن ليالياً وفاء الوفا:2/444
ب. انّ عليّاً لما جهز فاطمة الزهراء وأودعها في قبرها، هاج به الحزن، وخاطب الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وقال:
«ستنبّئك ابنتك بتضافر أُمّتك على هضمها، فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، هذا ولم يطل العهد ولم يخل منك الذكر»( نهج البلاغة:الخطبة 202)
كلّ ذلك يعرب عن أنّها (عليها السَّلام) ماتت مظلومة، مقهورة، مغصوبة الحقّ.
ج. انّها دفنت ليلاً بإيصاء منها، فما هو السرّ في هذا الإيصاء.
قال البلاذري بعد ذكره السند: انّ علياً دفن فاطمة (عليها السَّلام) ليلاً، إلى أن قال: وأوصت فاطمة (عليها السَّلام) أن تحمل على سرير طاهر، فقالت لها أسماء بنت عميس: اصنع لك نعشاً كما رأيت أهل الحبشة يصنعون فأرسلت إلى جريد رطب فقطعته، ثمّ جعلت لها نعشاً، فتبسمت ولم تر متبسمة بعد وفاة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إلاّ ساعتها تيك، وغسلها عليّ، وأسماء، وبذلك أوصت ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها.أنساب الأشراف:1/405.
إن الزهراء عليها السلام لها مكانة عظيمة الشأن عندالله ورسولة لم تكن لغيرها من نساء المؤمنين من الاولين والاخيرين
قيل عن الرسول صلى الله علية واله وسلم
(لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه ، ثم أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة ثلث النور ، وأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور .)
قال رسول الله لعلي: إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين .
قال رسول الله : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله .
وما وقع عليها من ظلم وبكائها وحزنها فيقره كتب السنة قبل الشيعة
والموسوعة الفاطمية تقر للقاصي والدني وتفصل الاحداث التي حصلت في بيت علي وفاطمة عليهماالسلام عندمت مرضت وزارها عمر وابوا بكر ,,
وهذه مقتطفات من الموسوعة
(فلما مرضت فاطمة ( عليها السلام ) مرضها الذي ماتت فيه أتياها عائدين و استأذنا عليها فأبت أن تأذن لهما فلما رأى ذلك أبو بكر أعطى الله عهدا لا يظله سقف بيت حتى يدخل على فاطمة ( عليها السلام ) ويتراضاها .)
(
فقالت : أنشدكما بالله أتذكر ان أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) استخرجكما في جوف الليل بشئ كان حدث من أمر علي ؟ فقالا : اللهم نعم ، فقالت : أنشدكما بالله هل سمعتما النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : فاطمة بضعة مني وأنا منها من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي ؟ قالا : اللهم نعم فقالت : الحمد لله .
ثم قالت : اللهم إني أشهدك فاشهدوا يا من حضرني أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي ، والله لا أكلمكما من رأسي كلمة حتى ألقى ربي فأشكوكما إليه بما صنعتما [ به و ] بي وارتكبتما مني ، فدعا أبو بكر بالويل والثبور وقال : ليت أمي لم تلدني ، فقال عمر : عجبا للناس كيف ولوك أمورهم وأنت شيخ قد خرفت تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها وما لمن أغضب امرأة ، وقاما وخرجا .)
جعلنا الله وإياكم من محبي فاطمه وممن تلتقطهم فاطمه عليها السلام يوم الحشر
ودمتم بحفظ الله ورعايتة