1ـ يوم الأحد لَدَّتْ عائشة وحفصة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي سقتاه(دواء)في حال إغمائه رغم نهيه المشدد عن ذلك كما في البخاري ! فلما أفاق من إغمائه غضب من فعلهما ، وأمر أن يسقى كل من كان موجوداً غير بني هاشم من ذلك الدواء ! وتدهورت حالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك حتى توفي في ظهر يوم الإثنين ! (راجع صحيح البخاري:5/143و7/17، وغيره).
2 ـ كان عدد الطلقاء الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جيش أسامة سبع مئة نفر وأرسل أبا بكر وعمر وغيرهم ، وقد تباطأ قسم منهم عن الإلتحاق بمعسكر أسامة في الجرف ، ثم ترك المعسكر من التحق منهم يوم الأحد ، وعادوا الى المدينة ! قال في فتح الباري:8/116وعند الواقدي أيضاً أن عدة ذلك الجيش(جيش أسامة) كانت ثلاثة آلاف ، فيهم سبعمائة من قريش) . انتهى.
3 ـ باشر علي عليه السلام بمراسم تجهيز النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ظهر الإثنين الى صباح الثلاثاء وأذن للمسلمين أن يصلوا على جنازته فرادى ، من ضحى ذلك اليوم الى العصر ، ثم أخذ يواجه ضغط أبي بكر وعمر ومبعوثيهما ، ثم مجيئهما الى بيته يطالبونه ومن معه بالبيعة لهم ، ويهدودنه بالهجوم على بيته إن لم يبايع !!
4 ـ دبَّر الحزب القرشي بيعة أبي بكر في السقيفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بساعة أوساعتين فقط ! وساعدهم بعض الأوس حسداً لسعد بن عبادة رئيس الخزرج أن يصير هو الخليفة ! ولم يثبت أن سعداً أو أحداً من الأنصار دعا الى اجتماع في السقيفة لبحث خلافة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل كانت السقيفة محل ضيافة سعد ، وهي فسحة من الشارع مسقوفة سميت باسم جيرانها بني ساعدة الخزرجيين ، وكان سعد مريضاً نائماً فيها يزوره الناس ، فاختارها الحزب القرشي مكاناً للصفق على يد أبي بكر لوجود سعد وبعض الأنصار حوله ، فتركا جنازة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأسرعا الى السقيفة ، وفتحا الموضوع وناقشا سعداً ومن حضر ، فقال بعض الأنصار لانبايع إلا علياً ، وقال بعضهم إن لم تريدوا علياً فالأنصار وسعد أولى منكم ، فبادر أبو بكر الى القول إني رضيت لكم أحد الرجلين عمر أو أبا عبيدة فبايعوا أحدهما ! فقال عمر لا نتقدم عليك ، وأخذ يده وصفق عليها هو ثم أبو عبيدة ، ثم بايعه ثلاثة أشخاص من الأوس المضادين لسعد! ولم يعيروا بالاً لاعتراض سعد بن عبادة زعيم الأنصار ! وهكذا أعلنوا بيعة أبي بكر التي بحيلة من غير مشورة ، وساندهم كل القرشيين الطلقاء وكانو ألوفاً في المدينة !
وقد سمع عمر في أواخر خلافته أن بعضهم سيبادر بعد وفاته الى الصفق على يد أحد وبيعته بالخلافة كما فعل هو في السقيفة ، فخطب ووصف بيعة أبي بكر بأنها كانت فلتة ونجحت ، وأصدر أمراً بقتل من بادر الى مثلها !( البخاري:8/25) !
5 ـ اعترض سعد بن عبادة زعيم الأنصار وصاح رغم شدة مرضه ، وأدان تصرفهم ، لكن الحزب القرشي تغلبوا عليه وشتموه وداسوا بطنه ، فحمله أولاده الى بيته ! فاستولوا على السقيفة وجعلوها مقراً لبيعة أبي بكر ، ومركزاً لجلوسهم وعملياتهم !
6 ـ ترك أبو بكر وعمر وكافة القرشيين الطلقاء جنازة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعترته ، وعشيرته بني هاشم! حتى أن مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومحيطه كان بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم شبه خال ! وانشغل الصحابة إلا المنقطعون الى أهل البيت عليهم السلام بتأييد بيعة أبي بكر أو معارضتها ، وانشغلت فعاليات الحزب القرشي وهم: أبو بكر ، وعمر ، وعائشة وحفصة ، وأبو عبيدة ، وسالم مولى حذيفة ، ومعهم بعض الأوس ، بمعالجة موقف الأنصار ، وكانوا يزورون زعماءهم في أحيائهم لإقناعهم ببيعة أبي بكر ، ومنع تأثير سعد وعلي عليه السلام عليهم !
7 ـ في اليوم الثاني جاء أنصار أبي بكر وعمر من الطلقاء الى مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشمِّرين أزرهم يزفون أبا بكر زفةً مسلحة ، ويأخذون له البيعة بقوة السلاح ويهددون من لم يبايع بالقتل! وأصعد عمر أبا بكر على منبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبايعه بعض الناس ، وصلى بهم المغرب ثم عاد الى السقيفة ، ولم يزوروا بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يصلوا على جنازته !