هناك مخطط كبير لفصل القاعدة الجماهيرية عن القيادات الإسلامية تمهيدا لضربها
بتاريخ : 10-04-2009 الساعة : 09:10 PM
قال الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة اليوم أن هناك مخططا كبيرا لفصل القاعدة الجماهيرية عن قياداتها الإسلامية كما حصل في أواخر السبعينيات في عملية إبعاد الجماهير عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر من خلال ممارسات كثيرة تركزت بين التشويه والتضييق ومن ثم جاءت العملية الغادرة بـإعدامه ( قدس سره ) , حيث كانت تلك العملية هي الأساس لكل ما جرى من المآسي على العراق فيما بعد . وما حصل في التاسع من نيسان عام 1980 من إرتكاب الجريمة الكبرى من قبل البعث المقبور بإعدام المرجع والمفكر الكبير آية الله السيد محمد باقر الصدر ( رض ) قد فتح الباب واسعا لأرتكاب كل الفضائع بحق العراقيين .
وما تلى تلك الجريمة من إستغلال لحادثة الجامعة المستنصرية ومحاولة إغتيال طارق عزيز لتهجير العراقيين المناوئين للنظام والذين لم يسيروا في ركابه الى خارج وطنهم تحت ذريعة التبعية , حيث كان الكثير من الذين شملتهم عمليات التسفير هم من حواضن المرجعية وأتباعها وسلبت جميع ممتلكاتهم لضرب القاعدة الأقتصادية التي تمثل العمود لأي ثورة أو نهضة .
وقد أشار الشيخ الصغير الى الأتهامات الأخيرة لمنظمة بدر بأن لها علاقة بالتفجيرات التي حصلت مؤخرا في بغداد متساءلا عن كيفية قيام منظمة بدر التي كانمت تحمي الناس عبر تاريخها الطويل الى جهة تشارك بقتلهم !؟ , حيث قال سماحته : ( لقد نشر هذا الخبر على أن مصدر أمني قد صرح به ومن المعروف أن هكذا أخبار لها غايات معينة ولا تستند الى الواقع ثم تطورعبر وكالة رويتر للأنباء ومكتب القاهرة الذي يسيطر عليه الوليد بن طلال وذكر بأن المصدر هو ضابط في المخابرات العراقية , ثم إنتقل الخبر الى راديو سوا التابع للخارجية الأمريكية وقناة الحرة ليتحول الى صيغة جديدة وهي " العراق يقول : إن لمنظمة بدر علاقة بالتفجيرات الأخيرة " . وفي هذا الصدد ذكر الشيخ الصغير أن ما حصل لم يكن من قبيل المصادفة وإنما هناك منهج مرسوم للقضاء على خط الشهيد الصدر الذي هو خط المرجعية وخط العلماء .
كما ذكر سماحته ما جرى في أيام إنتخابات مجالس المحافظات التي جرت قبل ثلاثة أشهر من حملات إعلامية مضادة قامت بها قناة الشرقية والحرة والعربية وحتى الجزيرة إضافة الى قنوات عديدة شاركت في تلك الحملات قائلا بأن ذلك الموقف لم يأتي إعتباطا وإنما هناك منهجية مسبقة ومحددة أعتمد العمل بها منذ عدة سنوات وبدأت تتصاعد وتيرتها في الآونة الأخيرة والهدف منها هو تشويه صورة الخط الإسلامي مستدلا على ذلك بقوله ( لقد لاحظنا بمجرد أن أقفلت صناديق الإقتراع وفي الدقائق الأولى بعد الإنتهاء من التصويت بدأت تظهر على تلك الشاشات أخبارا تشير الى تفوق كبير للتيار العلماني على الخط الإسلامي لتعطي صورة بأن غالبية العراقيين هم بعيدون عن المرجعية ومن يمثلها .وقد حذر في الوقت نفسه من أن ما وجه من إتهام الى منظمة بدر يالأمس قد يوجه الى حزب الدعوة وغيره في الغد مشيرا الى أن واحدا من أهداف هذه الحملة هي إظهار حزب البعث بصورة لا تختلف عن الأحزاب الأسلامية .
وفي ما يخص التفجيرات الأخير في بغداد والكاظمية قال : من المؤكد أن من قام بها هو البعث وتنظيم القاعدة ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو كم لدينا من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وأجهزة الكشف عن المتفجرات كيف فقدت فاعليتها دفعة واحدة ؟ ! لذا فإننا نقول أن من يقف وراء هذه التفجيرات لديه نفوذ كبير داخل الأجهزة الأمنية . لذا فالبرلمان والحكومة بكل مفاصلها مكلفة بإبعاد البعثيين من الأجهزة الأمنية . ومن المؤسف أننا نرى المخلصين والمجاهدين والمظلومين يبعدون من تلك والمواقع ويؤتى بالبعثيين بدلا منهم تحت ذريعة الكفاءة , فأي كفاءة للبعثيين غير القتل والسلب والفساد , وإن كان البعض ممن أحتسبوا على البعث لم يرتكبوا الجرائم ولم يكونوا مشاركين بقمع الشعب الا أن ذلك لا يعني أن نتخذ منهم مظلة لحزب البعث وللبعثيين .
وفي ذات الشأن فقد قال سماحته : إن عمليات الأعتقال التي تمت يوم أمس في منطقة خرنابات في ديالى لضباط في الاشرطة ولأناس عاديين لا يمكن أن يبرر مع وجود عشرات أوامر إلقاء القبض على آخرين مرت عليها سنوات ولم تنفذ وما زال الأشخاص الصادرة بحقهم تلك الأوامر يمارسون عملهم بشكل طبيعي .
وقال الشيخ جلال الدين الصغير في معرض خطبته : ( هناك حملات كثيرة تشن على البرلمان في الآونة الأخيرة وأنا برغم ملاحظاتي الكبيرة والغضب على البرلمان العراقي الا أنني أرى من الواجب أن أوضح مسألة مهمة بشأن الرواتب التي يحصل عليها الأعضاء , فإن كل عضو يستلم صكا بقيمة ثلاثة وعشرين مليون دينار وأنا أتحدث عن نفسي وبشكل صريح حيث ينقص من هذا المبلغ خمسة عشر مليون لأفراد الحماية ولا يبقى سوى ثمانية ملايين , وأنفق على السيارات وحركة الموكب والبنزين أربعة ملايين دينار وما يتبقى هو أربعة ملايين دينار فقط والتي بظمنها قيمة أيجار البيت والألتزامات الأخرى . وأنا أكرر غضبي على البرلمان وعلى أداءه الغير مقنع ولكن يبقى لكلمة الحق أن تقال حيث يحمل البعض مجلس النواب أخطاء غيره من السلطات فيقول لماذا البرلمان لا يوفر الماء والكهرباء وهنا أسأل هل أن البرلمان سلطة تنفيذية أم سلطة تشريعية ؟ وقيل أيضا بأن للبرلماننين سلف مفتوحة وهذا أمر غير صحيح , كما قيل أيضا أنهم حصلوا على قطع أراضي , وأنا كنت من المعارضين لهذا القرار رغم أن تلك الأراضي يدفع ثمنها أعضاء المجلس وليست هبة من الدولة لهم وقد أقر في فترة لم أكن متواجدا خلالها في البرلمان ) .