وحينما نجمع بين هذه الاحداث و المعطيات نستنتج بأن العصابة التي خططت للانقلاب على خاتم الأنبياء وإزاحة خليفته الشرعي هي التي دبّرت لقتله عن طريق تجريعه السم بأبي هو وأمي .
وهذه الحقيقة كشف عنها حديث عن الصادق عليه السلام: " فسمقبل الموت.. إنهما سقتاه " ( أي يشير الامام الى عائشة و حفصة بأنهما سقتاه السم وقتلتاه لكن لم يصرح بالإسم حفاظا ً على الكيان الإسلامي )
المصدر : البحارللعلامة المجلسي ج 22 ص 516 + تفسير العياشي ج 1 ص 200
كما تذكر روايات أخرى أن الأربعة اجتمعوا على سم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
المصدر : البحار للعلامةالمجلسي ج 22 ص 239
و لكن المتآمرين حيث رأوا أنه لا مجال لإنكار استشهاد رسول الله بالسم ، ألقوا بتبعة ذلك على سم خيبر القديم!!!!
و العجيب و الغريب عندما اسيتقظ الرسول صلى الله عليه و آله بسبب مفعول السم رآهما في الدار و سأل عن منسقاه هذا الشراب ، فألقت عائشة بفعلتها على عم الرسول العباس بن عبد المطلب ( رضوان الله عليه ) الذي قدم للدار بعد تنفيذهم الجريمة .
و هذه الرواية التي ذكرهاعبد الله الاندلسي في كتابه :
بعدما لدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغما ً عنه
قال صلى الله عليه و آله وسلم : من فعل هذا ؟؟
فقالوا : عمك العباس !!!
شاهد ايها القارئ كيف انهم انكروا فعلتهم الشنيعة و القوا بتيعة عملهم على العباس عم النبي صلى الله عليه وآله و سلم إلا إن ذلك لم يخف عن رسول الله الذي برأ عمه العباس من تلك الفعلة و اتهامهم و دليل ذلك حينما طردهم من دار هو ابقى العباس يعاين حاله .
إذ قال صلى الله عليه و آله : لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم .
المصدر: تاريخ الطبري ج 2 ص 438 + صحيح البخاري و كذلك في صحيح مسلم
إذن سأذكر لكم تسلسل أحداث الجريمة : حينما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله بمرض الحمى في آخر ايام حياته كان في داره حيث امر من في الدار من زوجاته بعدم إعطائه أيدواء و لقد كان في دار زوجاته و اهل بيته و بعض بني هاشم ، و في لحظة غياب بني هاشم و اهل البيت عن الدار و في لحظة إغماء النبي صلى الله عليه و آله من شدة المرض وأثناء نومه ، اغتنمت عائشة و حفصة الفرصة لكي تفعلا فعلتهم و للوصول إلى الهدف المشؤوم و هو سلب الخلافة من صاحبها الشرعي ، فجرعتاه الدواء المزعوم ( و هو السم ) بالقوة و رغما ً عنه حتى أفاق النبي و حس بفعلتهم و وبخهم بشدة ، و قد دخل في الدارعم الرسول العباس بعد فعلتهما ، فأمر بخروجهما من الدار ، و بقاء عمه العباس رضوان الله عليه ، و حتى حدث ما حدث الى ان جاءت وقت المنية و قال عمر عن النبي صلى الله عليه وآله و سلم : أنه يهجر !!!!
لماذا لم يكشف النبي صلى الله عليه وآله و سلم عن قاتله ؟؟؟
لقد سار سبط المصطفى الحسن المجتبى عليه السلام على نهج جده و سيرة جده و هو نهج واحد في عدم كشف عن قاتلهما كما فعل النبي صلى الله عليه وآله و سلم .
فالإجابة على ذلك السؤال : بإختصار أذكر لكم هذه الروايات :
قال الحسن عليه السلام لأخيه الحسين عليه السلام : لقد سقيت السم مراراً ما سقيته مثل هذه المرة، ولقد لفظت طائفة من كبدي فرأيتني أقلبها بعود
فقال له الحسين عليه السلام : أي أخي من سقاك؟
قال الحسنعليه السلام : وما تريد إليه أتريد أن تقتله؟؟
قال الحسين عليه السلام : نعم
قال الحسن عليه السلام: لئن كان الذي أظن فالله أشد نقمة وإن كان غيره فلا يقتلبي بريء.
و في رواية أخرى قال " يا اخي إنما هذه الدنيا ليال فانية دعه حتى ألتقي انا و هو عند الله " فأبى ان يسميه ، و المعلوم ان الذي سممته هي زوجته جعدة ( لعنة الله عليها ) بأمر من معاوية بن ابي سفيان ( لعنة الله عليهما ).
وأيضا ً توجد رواية آخرى " : يا أخي قد حضرت وفاتي ودنا فراقي لك وإني لاحق بربي وأجد كبدي تقطع وإني لعارف من أين دهيت، فأنا أخاصمه إلى الله تعالى فبحقّي عليك لاتكلّمت في ذلك بشيء، فإذا أنا قضيت نحبي فقمّصني وغسّلني وكفّني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أجدّد به عهداً، ثم ردني إلى قبرجدّتي فاطمة بنت أسد فادفنّي هناك، وأقسم عليك بالله أن لا تريق في أمري بحّة دم "
وسامحوني على الاطالة لان الموضوع يحتاج الى كل هذه الدقة