|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 20992
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 1,203
|
بمعدل : 0.20 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
لماذا الـ حُـب ؟
بتاريخ : 05-04-2009 الساعة : 12:09 AM
فراشات حول النور، لا تلبث تدور، حتى تفنى فيه! عاشقٌ، وأنت المعشوق، وَالِه وأنت الآله، ألست القائل لعشاقك :
((.. إني حبيب من أحبني، وجليس من جالسني، ومؤنسٌ لمن أنِسَ بذكري، وصاحب لمن صاحبني، ومختار لمن اختارني، ومطيع لمن أطاعني..)).
فأي محبوب أنت؟! وكيف لا تُحب ولا تعشق وأنت ـ بسموّك وجلالك ـ تنزلت لعشاقك حتى صرت ـ وأنت المطاع الذي بيده كل شيء ـ مطيعاً لهم؟!
((إذا أحب العبد لقائي أحببت لقاءه.. وإذا تقرَّب اليَّ شبراً تقربت اليه ذراعاً، وإذا تقرّب الي ذراعاً تقربت اليه باعاً)).
فمنّا البدء ومنك القرب، ومنّا الشبر ومنك الذراع، ومنّا الذراع ومنك الباع.
فالفراشة القابعة في دامس الظلالم كيف تعرف العشق والفناء؟ وكذا القلب الذي سها عنك وجفاك، كيف يمكنه أن يحبك؟! وهل يُعشق المجهول؟!
((إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار، فاجمعني عليك بخدمةٍ توصلني اليك.كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك؟
أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك؟! متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟! ومتى بعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل اليك؟
عميت عين لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبدٍ لم تجعل له من حبك نصيباً...))[1].
ما أعظم كلامك يا سيد الشهداء العارفين!
ما أحلى ترنيماتك يا حسين بن علي وأنت تناغي ربَّك!
منك فلنتعلم دروس الحب الإلهي، وعلى خطى نهجك فليمشِ السالكون إلى حضيرة القدس. فأنت أيها العظيم من أقصر الطرق إلى محبة الله،
أو ليس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((أنا من حسين وحسين مني، أحبّ الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الاسباط))[2].
لم ترضَ ـ يا سيد الشهداء ـ من الحب بالقول دون الفعل، بل أبى الذي احببته ـ جلَّ وعلا ـ إلا أن يجمع لك كل فضيلة،
فحزت قصب السبق في مضمار الوصال ((الهي هذا ذلّي ظاهرٌ بين يديك، وهذا حالي لا يخفى عليك، منك اطلب الوصول اليك، وبك استدلُّ عليك، فاهدني بنورك اليك، وأقمني بصدق العبودية بين يديك..)).
ها هي أقوالك يا سيد العارفين، ومن أحسن منك قيلا؛ فلنستزد منها روياً، ولنحتمل من عبقاتها نوراً جلياً، أولست القائل ـ يا بن رسول الله ـ مخاطباً ربك :
((أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك، وأنت الذي أزلت الاغيار عن قلوب أحبائك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجأوا إلى غيرك،
أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم، وأنت الذي هديتهم حيث استبانت لهم المعالم.ماذا وجد من فقدك؟ وما الذي فقد من وجدك؟ لقد خاب من رضي دونك بدلاً..)).
وهكذا كانت سيرتك دليلاً للسالكين، ومناراً للمريدين. كيف لا! وقد رباك حبيب الله وأقرب الخلق اليه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم،
إذ كان لا يرتوي من لثم شفاهك وأنت صغير، ولطالما أمتطيت ظهره الشريف، وارتقيت كتفه المبارك، فأي معراجٍ عرجت يا أبا عبد الله؟! وأي مرتقىً رقيت!
وهكذا كانت حياتك كلها رقياً واستعلاء، فلم ترضَ بالمرتبة الدنيا بدل العليا، حتى تتوّج عشقك الابدي في ذلك اليوم المهول، وأي يوم هو؟ يوم لا كالايام،
وساعاته لا كالساعات، ففي كل آنٍ منه يتجلى برهانٌ ساطع للحب والعشق الآلهي.
خروج: ركبٌ من الانوار، سلالة النبي المختار، ولده وبناته وأهل بيته اجبروا على ترك مكة مهد الرسالة أو يقيموا على الذل والهوان،
انه الاسراء لكن لا لبيت المقدس بل لكربلاء يتقدمهم سيدهم وكبيرهم الحسين بن علي السبط، بقية الباقين من آل الرسول، بل وبقية الصالحين من انبياء ومرسلين.. انها رحلة لن تنتهي إلا باللقاء الموعود.
|
التعديل الأخير تم بواسطة نور المستوحشين ; 05-04-2009 الساعة 02:55 AM.
سبب آخر: تميزه
|
|
|
|
|