نظرت إلى ساعتها بقلق..أنها تشير إلى الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل .. عليها أن تهرع إلى السرير وإلا أصبح إستيقاظها صباحاً صعباً جداً..
زمّت شفتيها ...إستدركت أبنائها الأربعة متى سينامون ؟
وخادمتها المنهكة التي غلبها النعاس .. أخرجت مفكرتها لأستعراض يوم غد .. غداً الثلاثاء خمس حصص ..
آه ..مناوبة أيضاً..هذا صعب ..هذا كثير..
ومتى ستعود الطالبات إلى منازلهن ..إنهن يتأخرن كثيراً في الأنصراف ..راجعت تحضيرها لليوم التالي..
بدأ أطفالها يغالبون النعاس..
الساعة الثانية بعد منتصف الليل ..نام الأطفال..ثم نامت ..والزوج في سبات منذ الساعة العاشرة والنصف مساءً..
أنين .. وبكاء خافت .. أيقظاها من نومها..
هرعت إلى الغرفة المجاورة.. كانت حرارة إبنها مرتفعة .. إنه يتقيأ
غيرت ملبسه .. أعطته خافضاً للحرارة إنتظرت حتى ينام ..
أخدت حماماً سريعاً .. نظرت إاى الساعة ..كانت تشير إلى الخمسة صباحاً .. بدأ زوجها يتملل في السرير إنه .. يشعر
بالإ نزعاج .. أستيقظ .. سألها كم الساعة؟ لم تجبه ..
أرتفع صوت الأذان... نظر إلى عينيها الناعستين..قال لها :كم تحبين النوم !!هيا .. هيا.. إستيقظي..
نهضت وهي تعض على أسنانها..شعر إنها تحت وخز دبابيس من نوع آخر.
جهزت الإفطار بعد أن أدت الصلاة ..جهزت ملابس زوحها.. ثم إرتدت ملابسها وهمت بالخروج...
آه لقد نسيّ جوّاله وقلمه ومحفظته..
كان يضرب بقبضتي يده مقود السيارة ..لقد تأخرت ...في المدرسة كانت تحت الخط الأحمر ..وما إن جلست على مكتبها حتى أبلغتها الستخدمة إن المشرفة التربوية قد حضرت..
انتهى اليوم الدراسي .. انتهت المناوبة الساعة الواحدة إلاربعاً..
الساعة الواحدة والنصف وصلت إلى منزلها..هرعت إلى طفلها المريض..
اطمأنت على صحته والوجه الشاحبة الأخرى..
اتجهت إلى المطبخ لتعد الغداء ..
إنها تشعر بالدوار.. الأوان متغيرة..
كل شيئ أصبح قزماً ..زوجها أبنائها ..مديرتها ..مشرفتها التربوية.. طالباتها ..لاتريد أن ترى وجهاً ..
لاتريد أن تسمع صوتاً .. رائحتهم تخنق .. وسقطت أرضاً..