جت تبي تتقدم خطوة ، ما شالتها رجلها ... حسيتها بتطيح و بسرعة مسكتها و اسندتها علي ، و جلستها على كرسي قريب منا ...
حضنتها بقوة ، بقوة مرارة ... بقوة الصدمة اللي راحت ، و الصدمة اللي جاية ...
و أنا أشوفها ، مجرد هيكل ... مجرد بقايا قماش متمزق ... بقايا روح و بقايا جسد ... بقايا حب و بقايا
عذاب ... و بداية فجيعة أكبر ...
وصلتنا أصوات و حركة عند الباب ، و شفنا بو ثامر و أم ثامر داخلين الغرفة ، و جت أم قمر مثل المجنونة
تحضن بنتها ... و تبكي و تنوح ...
و شوي ، و وصلتنا صرخة من الممر ... عند الباب ...
- و لـــيـــدي ...
كانت صرخة أم مثكولة ، فقدت ضناها ... غرقان وسط البحر ...
أم بسـّـام ....
بسام ، كان الشخص الوحيد اللي ... ما رجع من ذيك الرحلة .......
" خاتمة الذكرى "
ما أظن ، أن فيه فاجعة و مصيبة ممكن تمر على إنسان ، أعظم من اللي مرت على صديقتي و حبيبتي قمر
وفاة بـسـّـام ، كانت أفظع من انه يتحملها أي قلب بشري ... أنا ما أعرف التفاصيل لأني ما شهدتها معهم ، و لا أبي أعرفها ...
الحمد لله ، أني ما كنت معهم ذاك اليوم ...
الفترة اللي تلت الحادث المفجع كانت أفجع و أمر ...
قمر قضت شهور ، تتنقل بين البيت و المستشفى في حالة انهيار عصبي و نفسي حاد و شديد ... كنت ملازمة لها طول الوقت ، و أشوفها تموت قدامي يوم بعد يوم ...
فيه مرات كنت أنام معها ، بالبيت أو المستشفى ... و كانت ، تصحى من النوم بعز الليل فجأة ، مذعورة
مفزوعة و تصرخ ...
-( سلطان غرق ؟؟؟)
( بسـّــام وينه ؟؟؟)
( سلطان لا تموت)
(سلطان تنفس)
(باكسر الجدار)
( سلطان لا تروح)
(سلطان تماسك )
(سلطان أحبك)
سلطان و سلطان و سلطان ، طابور من السلاطين ، و اللي كتمتهم في صدرها طول هالسنتين ، تفجروا و طلعوا كلهم غصبا عليها ... في هذه الأزمة ...
كنت آخذها بحضني و أحاول أهديها ، كانت تصيح و تقول لي :
- (أبي أشوفه يا سلمى ، قولي لشوق تخليني أشوفه )
أنا أبكي و هي تبكي ، لين تتعب من البكاء ، و ترد تنام ...
كم كنت غلطانة ، لما اعتقدت أنه طلع من قلبها خلاص ...
هذا و هو حي ، ما مات ، و هي جنت لأنه شافته على وشك الموت ...
لو كان مات ؟
يا ليته كان هو اللي مات ، و ظل بسام ...
الحين قمر انقذت زوجك يا منال ، و هي ترملت ....
أول ما شفت شوق بعد الحادثة المفجعة ، ما تمالكت نفسي ... كانت جاية تبي تشوف قمر ، بالمستشفى ...
أنا شفتها عند الممر ، قبل ما تدخل الغرفة و بس طاحت عيوني عليها ولـّـعت فيها ...