العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

سعـــــد
عضو متواجد
رقم العضوية : 30475
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 75
بمعدل : 0.01 يوميا

سعـــــد غير متصل

 عرض البوم صور سعـــــد

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : الغموض المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-03-2009 الساعة : 12:41 PM


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى أله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين

أما بعد :-


اقتباس :
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد الطيبين الطاهرين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن سليمان ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏
‏لما اشتد بالنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وجعه قال ‏ ‏ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال ‏ ‏عمر ‏ ‏إن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏غلبه ‏ ‏الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر ‏ ‏اللغط ‏ ‏قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ‏
‏فخرج ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يقول ‏ ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‏ ‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وبين كتابه

الحديث مذكور في صحيح البخاري في العلم:كتابة العلم:الحديث رقم 111

أنت يا أستاذي تقول أن عمر يطيع كلام رسول الله صلى لله عليه و اله فلماذا هذا الموقف منه
لماذا خالف أمر النبي

في البداية هذا كلامي
و اكمل معكم فيما بعد
ـــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على محمد و ال محمد

وحسبك منها ما أخرجه البخاري في باب قول المريض " قوموا عني " من كتاب المرضى من صحيحه ( 13 ) بسنده إلى عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله ( ص ) : وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي
( ص ) : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا ( 14 ) بعده فقال عمر : إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ،
فلما اكثروا اللغو والاختلاف عند النبي ( ص ) قال رسول الله ( ص ) : قوموا : قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم - ا ه‍ .
وهذا الحديث مما لا كلام في صحته ، وقد أورده البخاري في كتاب العلم أيضا من صحيحه ( 15 ) .
وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون .
وأخرجه مسلم في آخر الوصية من صحيحه ( 16 )
ورواه أحمد من حديث ابن عباس في مسنده ( 17 )
وسائر المحدثين ، وقد تصرفوا فيه إذ نقلوه بالمعنى ولفظه الثابت عن عمر رضي الله عنه " أن النبي يهجر " لكنهم ذكروا أنه قال " إن النبي قد غلب عليه الوجع " تهذيبا للعبارة وتقليلا لما يستهجن منها ، ويدل على ذلك ما أخرجه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة ( 18 )
(14) بحذف النون مجزوما لكونه جوابا ثانيا لهم . (15) في صفحة 22 من جزئه الأول . (16) في صفحة 14 من جزئه الثاني . (17) راجع صفحة 32 من جزئه الأول . (18) كما في صفحة 20 من المجلد الثاني من شرح النهج للعلامة المعتزلي طبع مصر . ( * )
بالإسناد إلى عبد الله بن عباس قال : لما حضرت رسول الله الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال رسول الله ( ص ) ائتوني بدواة وصحيفة أكتب كتابا لا تضلوا بعده : قال : فقال عمر كلمة معناها إن الوجع قد غلب على رسول الله
( ص ) ثم قال : عندنا القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف من في البيت واختصموا فمن قائل قربوا يكتب لكم النبي ومن قائل ما قال عمر ، فلما اكثروا اللغط واللغو والاختلاف غضب ( ص ) فقال : قوموا - الحديث .
وتراه صريحا بأنهم إنما نقلوا معارضة عمر بالمعنى لا بعين لفظه ، ويدلك على هذا أيضا أن المحدثين حيث لم يصرحوا باسم المعارض يومئذ لرسول الله ( ص ) نقلوا الحديث بعين لفظه : قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد
والسير من صحيحه ( 19 ) : حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سلمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال : اشتد برسول الله ( ص ) وجعه يوم الخميس فقال :
ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا : هجر رسول الله ( ص ) قال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه . قال : وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ،
وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم : قال : ونسيت الثالثة ( 20 ) .
وهذا الحديث أخرجه مسلم أيضا في آخر كتاب الوصية من صحيحه ، وأحمد من حديث ابن عباس في مسنده ( 21 ) ونقله كافة المحدثين .

(20) الثالثة ليست إلا الأمر الذي أراد - بأبي وأمي - أن يكتبه حفظا لهم من الضلال فصدوه عن كتابته ، وهو العهد لعلي بالخلافة من بعده لكن السياسة في تلك الأوقات اضطرت رواة الحديث إلى القول بأنهم قد نسوا ذلك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . (21) راجع صفحة 222 من جزئه الأول . ( * )
وأخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس أنه قال : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال : قال رسول الله ( ص ) ائتوني بالكتف والدواة ، أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا . فقالوا إن رسول الله ( ص ) يهجر ا ه‍ ( 22 ) .

أولاً يا أخي الحبيب هل تسلم معي أن الدين كامل ؟؟؟ وأحسبك تقول نعم إذاً فلو أن الله أمر نبيه بأن يكتب لناس من بعده كتاب لايضلو بعده وقد منعه عمر رضي الله عنه كما تدعون إذاً الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكمل الدين ..الذي يظهر من الكلام السابق أن الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم قوله ليس للوجوب ، فإنه من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب و من تغير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته و حال مرضه ، و معصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه و تبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ، فإذا عرفنا ذلك تبين لدينا أنه لو كان أمر بتبليغ شيء حال مرضه و صحته فإنه يبلغه لا محالة فلو كان مراده صلى الله عليه وسلم أن يكتب ما لا يستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره ، لقوله تعالى { بلغ ما أنزل إليك } كما لم يترك تبليغ غير ذلك لمخالفة من خالفه و معاداة من عاداه ، فدل ذلك على أن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم كتابته يحمل على الندب لا على الوجوب ، و قد عاش صلوات الله وسلامه عليه أربعة أيام بعد ذلك ، و لم يأمرهم بإعادة الكتابة .

وللحديث صلـــــة .


من مواضيع : سعـــــد 0 حوار هادئ

الصورة الرمزية الغموض
الغموض
عضو متواجد
رقم العضوية : 31100
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 105
بمعدل : 0.02 يوميا

الغموض غير متصل

 عرض البوم صور الغموض

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : الغموض المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-03-2009 الساعة : 02:57 PM



اقتباس :

أولاً يا أخي الحبيب هل تسلم معي أن الدين كامل ؟؟؟ وأحسبك تقول نعم إذاً فلو أن الله أمر نبيه بأن يكتب لناس من بعده كتاب لايضلو بعده وقد منعه عمر رضي الله عنه كما تدعون إذاً الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكمل الدين ..الذي يظهر من الكلام السابق أن الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم قوله ليس للوجوب ، فإنه من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب و من تغير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته و حال مرضه ، و معصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه و تبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ، فإذا عرفنا ذلك تبين لدينا أنه لو كان أمر بتبليغ شيء حال مرضه و صحته فإنه يبلغه لا محالة فلو كان مراده صلى الله عليه وسلم أن يكتب ما لا يستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره ، لقوله تعالى { بلغ ما أنزل إليك } كما لم يترك تبليغ غير ذلك لمخالفة من خالفه و معاداة من عاداه ، فدل ذلك على أن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم كتابته يحمل على الندب لا على الوجوب ، و قد عاش صلوات الله وسلامه عليه أربعة أيام بعد ذلك ، و لم يأمرهم بإعادة الكتابة .

وللحديث صلـــــة .

[/quote]

أنا أتكلم عن شيءو أنت تتكلم عن شيء



أولا أشكرك على إثبات صحة الرواية
ثانيا أنا اقول لك
أن بفعل عمر أثبتت عدم طاعته لرسول الله

فكيف تقولون بطاعته للنبي الاعظم صلى الله عليه و اله
شيء اخر يا استاذ
انا ما تكلمت عن اكمال الدين"و ان كان فيه شرح اكبر من ايراد هذا الحديث بالنسبة لكمال الدين"
انا كان حديثي عن موقف عمر من امر النبي صلى الله عليه و اله

و شي اخر
حديث عمر حسبنا كتاب الله
يبين ان عمر لم يتسمك بحديث
إني تارك فيكم كتاب الله وسنتي
يعني عمر
عاص لكلام النبي رقم واحد
عمر ما يتسمك بالسنة رقم اثنين

لي عودة لانه هذا الكلام على الطاير
و هناك أحاديث من كتبكم تدلل عدم طاعته للنبي صلى الله عليه و اله

لازم يكون في ادلة
و لكن ماذا نصنع مشاغل الدنيا


من مواضيع : الغموض 0 الاوضاع الراهنة في المنطقة والعالم
0 صدق او لا تصدق كتيبة الحجاج بن يوسف الثقفي.....
0 شبهات ألحادية
0 خلفاء بني أمية نواصب؟! ادعاء ام حقيقة؟؟؟
0 كل من يدخل النار الى يوم القيامة سببه عمر بن الخطاب......

سعـــــد
عضو متواجد
رقم العضوية : 30475
الإنتساب : Feb 2009
المشاركات : 75
بمعدل : 0.01 يوميا

سعـــــد غير متصل

 عرض البوم صور سعـــــد

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : الغموض المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-03-2009 الساعة : 04:22 PM


بسم الله الرحمن الرحيم


يا أخي الفاضل والحبيب ... أكرمنا الله وإياك بالهداية



اقتباس :
أنا أتكلم عن شيءو أنت تتكلم عن شيء

أنت طرحت شبهة ومن الواجب علي تفنيدها بما أعلم .

وما تحدثت عنه أنت وحاولت إلصاق بأن عمر رضي الله عنه لم يتبع كلام الرسول هو في ماحصل في بيت الرسول ومايسمى برزية الخميس وأود أن أفند هذه الشبهة للأنتقال إلى شبهة أخرى وأترك للقارئ الحكم ....

أعتقد يا أخي الكريم أنك لم تنتبه لكلامي لأستعجالك (الله يعنيك ) على مشاغل الدنيا

أستكمل مع القارئ الكريم هذه الشبهة

روى البخارى ومسلم وغيرهما من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال : "لما حضر رسول الله ، وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبى : "هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده" فقال عمر : إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول : ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله ، قال عليه الصلاة والسلام : قوموا، وكان ابن عباس يقول : إنا الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم"

هذا الحديث طعنتم فيه يا سيدي الكريم ، بما جاء فى بعض رواياته من قول بعض الحاضرين "أهجر" وزعمتوا هذه اللفظة إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وأنه بقوله "أهجر" ورفعه شعار "حسبنا كتاب الله" تجاوز حد الأدب مع رسول الله ، وطعن فى شخصه الكريم، واتهامه بالتخريف والهذيان، كما زعموا أن تبرير الفقهاء لموقف عمر تشويه لرسول الله ، وحط من قدره وشخصه، ومكانته العالية، ومساس بعصمته ورسالته .
يقول : أحمد حسين يعقوب: أول من اتهم رسول الله بالهجر، ورفع بوجهه شعار "حسبنا كتاب الله" هو عمر بن الخطاب، حيث حضر هو وثلة من حزبه ليطمئنوا على الوضع الصحى لرسول الله، ومن المؤكد أن شخصاً ما أخبر عمر بأن الرسول سوف يكتب وصية تلك الليلة، فأحضر عمر عدداً كبيراً من حزبه ليحول بين الرسول، وبين كتابة وصيته كما أقر عمر بذلك. وما أن قال الرسول : "قربوا كتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً" حتى تصدى له عمر بن الخطاب، فقال فوراً دون أن يسأل عن مضمون الكتاب : "حسبنا كتاب الله، إن رسول الله قد هجر" وبدون تروى صاح الحاضرون من حزب عمر فقالوا : القول ما قاله عمر!! إن رسول الله يهجر، واستغرب الحاضرون من غير حزب عمر، وصعقوا من هول ما سمعوا، فقال عفوياً : قربوا يكتب لكم رسول الله، وكان الحاضرون من حزب عمر يشكلون الأكثرية، لأنهم أعدوا للأمر عدته فصاح عمر وأعوانه : "حسبنا كتاب الله إن الرسول يهجر" واختلف الفريقان وتنازعوا، وصدم عمر وحزبه خاطر النبى، فقال النبى للجميع : "قوموا عنى، ولا ينبغى عندى التنازع، وما أنا فيه خير مما تدعونى إليه" ولقد أصاب ابن عباس عندما سمى ذلك اليوم بيوم الرزية!!!"


ويجاب عن الشبهات السابقة بما يلى :

أولاً : نسبة القول بـ "أَهَجَر" إلى الفاروق عمر بن الخطاب ، لا دليل عليه ، إذ جميع روايات هذا الحديث تنفى هذه الكلمة إلى عمر رضى الله عنه. وإنما الذى جاء على لسان عمر فى جميع الروايات : قال ابن عباس : "فقال عمر : إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله .

أما لفظ "أَهَجَر" فجاءت جميع الروايات بنسبتها إلى بعض الحاضرين فى بيت رسول الله دون تحديد لأشخاصهم، قال ابن عباس : "فقالوا ما شأنه؟ أهجر! استفهموه

فأين إذن ماتزعمون من نسبة هذه الكلمة إلى سيدنا عمر رضى الله عنه؟

ثانياً : ليس فى كلمة "أهجر" ما يعارض عصمة رسول الله فى عقله ، وفى الوحى وتبليغ الرسالة ، حال صحته ، وحال مرضه يبين ذلك ضبط الكلمة المبين حقيقة المراد منها وهو سلب الهجر لا إثباته ، وحاصل هذا الضبط فيما يلى :
أ- إثبات همزة الاستفهام ، وبفتحات عليها ، "أَهَجَرَ" على أنه فعل ماض ، والكلمة فى هذه الحالة ، على سبيل الاستفهام الإنكارى على من توقف فى امتثال أمره ، بإحضار الكتف والدواة. فكأن قائلها قال : كيف تتوقف فى امتثال أمره ، أتظن أنه كغيره يقول الهذيان فى مرضه ، امتثل أمره ، وأحضره ما طلب فإنه لا يقول إلا الحق .

وهذا الضبط والمراد به ، هو أحسن الأجوبة ، وأرجحها عند الحافظ ابن حجر، والقرطبى فى توجيه هذه الكلمة وهو ما أرجحه أيضاً .

ب- وضبطها بعضهم : "أهُجْراً" بضم الهاء ، وسكون الجيم ، والتنوين والكلمة فى هذه الحالة راجعة إلى المختلفين عند رسول الله وقائلها خاطبهم بها ، والمراد : جئتم باختلافكم عند رسول الله ، وبين يديه هجراً ومنكراً من القول .

وهذا الضبط الثانى والمراد به ، تثبته الروايات ، وما جاء فيها من كثرة لغطهم ولغوهم

ثالثاً : اتفق العلماء على أنه لا يصح أن تكون هذه الكلمة "أهجر" إخباراً، لأن الهجر بالضم ، ثم السكون ، من الفحش أو الهذيان ، والمراد به هنا : ما يقع من كلام المريض الذى لا ينتظم ، ولا يعتد به لعدم فائدته ، ووقوع ذلك من النبى مستحيل فى حقه، لأنه معصوم فى صحته ومرضه، لقوله تعالى :وما ينطق عن الهوى ولقوله : " فوالذى نفسى بيده ما يخرج منه (أى من فمه الشريف فى حال غضبه، ورضاه، وكذا صحته ومرضه) إلا حق"
وعلى هذا لا يصح ظاهر رواية من روى فى الحديث "هجر" أو "يهجر" وهى محمولة عند أهل العلم على وجهين :
الوجه الأول : حذف ألف الاستفهام، والتقدير أهجر؟
ويؤيد صحة هذا الحمل، أنه لو احتمل من بعض الصحابة أنه قال تلك الكلمة ، إخباراً عن حال رسول الله ، أو عن شك عرض له فى عصمة رسول الله حال مرضه ، لوجد من ينكره عليه من كبار الصحابة، بل من رسول الله نفسه رداً عن عصمته، ولو ثبت الإنكار من الصحابة أو الرسول، لنقل إلينا، ولا نقل! وهو ما يؤكد صحة هذا المحمل

الوجه الثانى : فى المراد بظاهر رواية "هجر" و"يهجر" هو حملها على ما جاء فى الرواية الثانية من قول الفاروق عمر : "إن رسول الله قد غلبه الوجع" ويكون قائل "هجر" أو "يهجر" لم يضبط لفظه ، وأجرى الهجر، مجرى شدة الوجع ، لأنه ينشأ منه، لا أنه اعتقد أنه يجوز عليه الهجر، وإلا وجد من ينكر عليه كما سبق
هذا وقيل غير ذلك من الأقوال فى توجيه كلمة "هجر" و"يهجر" فاقتصرت على ما سبق لكونه أرجح عندى من غيره

وعلى ما سبق فليس فى قول القائل "أَهَجَر" أياً كان قائلها ، كما أنه ليس فى قول عمر رضى الله عنه : "إن رسول الله قد غلبه الوجع" ما يتعارض مع عصمة رسول الله ، ولا ما يشوه شخصيته، ويحط من قدره كما يزعم الرافضة! لأن قائل "أهجر" أو "أهجراً" كان القول منه سلباً للهجر لا إثباته، وإنكاراً منه على من توقف فى امتثال أمره ، وإنكاراً أيضاً على المختلفين بين يديه ، وما أحدثوه بحضرته من لغط ولغو. ولو حملت الكلمة من قائلها، على الإخبار بحاله عليه الصلاة والسلام لوجد من ينكر على قائلها، وعلى رأسهم رسول الله ينكر ذلك، ولنقل إلينا، ولا نقل! مما يؤكد أن قائل "أهجر" قصد بها سلب الهجر عن رسول الله ، لا إثباته كما يزعم الرافضة!
رابعاً : اتفق قول العلماء – سوى الرافضة – على أن قول عمر "إن رسول الله، قد غلبه الوجع، عندكم القرآن، حسبنا كتاب الله" رد على من نازعه، لا على أمر النبى

كما أن العلماء عدو قوله : من قوة فقهه، ودقيق نظره، ومن موافقاته للوحى، قصد منه التخفيف عن رسول الله ، حين رآه قد غلب عليه الوجع، وشدة الكرب، وقامت عنده قرينه بأن الذى أراد كتابته، ليس مما لا يستغنون عنه، إذ لو كان من هذا القبيل، لم يتركه عليه الصلاة والسلام، لأجل اختلافهم ولغطهم، لقوله تعالى : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس

كما لم يترك تبليغ غيره بمخالفة من خالفه، ومعاداة من عاداه، وفى تركه عليه الصلاة والسلام، الإنكار على عمر إشارة إلى تصويبه رأيه

قلت : وهذا عندى من أقوى ما يتمسك به فى الرد على الرافضة ومن قال بقولهم، لأن ترك رسول الله الإنكار على عمر، هو إقرار منه بتصويب رأيه ، ويأخذ هذا الإقرار حكم المرفوع المسند

ويؤيد صحة ما سبق، من صحة رأى عمر، وأن أمره بالكتابة لم يكن على سبيل الوجوب، ما جاء فى نفس الحديث من وصيته عليه الصلاة والسلام بثلاث قال : "اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال الراوى : فنسيتها"

فهذا يدل على أن الذى أراد أن يكتبه ، لم يكن أمراً متحتماً، لأنه لو كان مما أمر بتبليغه، لم يكن يتركه لوقوع اختلافهم، ولعاقب الله عز وجل، من حال بينه وبين تبليغه، ولبلغه لهم لفظاً، كما أوصاهم بإخراج المشركين وغير ذلك
وقد عاش عليه الصلاة والسلام بعد هذه المقالة أياماً، وحفظوا عنه أشياء لفظاً، فيحتمل أن مجموعها ما أراد أن يكتبه ويبعد مع كل هذا أن يكون أمره بالكتابة على الوجوب ويتركه!
كما يبعد كل البعد، بدليل ما سبق، ما يزعمه الرافضة من الوصية لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه، بالخلافة من بعده عليه الصلاة والسلام، وزعمهم أن عمر رضى الله عنه، حال بين رسول الله، وبين كتابة تلك الوصية

قال الإمام المازرى: "وإنما جاز للصاحبة الاختلاف فى هذا الكتاب، مع صريح أمره لهم بذلك، لأن الأوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب، فكأنه ظهرت منه عليه الصلاة والسلام قرينة دلت على أن الأمر ليس على التحتم، بل على الاختيار، فاختلف اجتهادهم، وصمم عمر رضى الله عنه، على الامتناع، لما قام عنده من القرائن، بأنه قال ذلك من غير قصد جازم، وعزمه على الكتابة كان إما بالوحى، وإما بالاجتهاد، وكذلك تركه الكتابة إن كان بالوحى فبالوحى، وإلا فبالاجتهاد أيضاً، وفيه حجة لمن قال بالرجوع إلى الاجتهاد فى الشرعيات" وهو ما ينكره الرافضة على صحابة رسول الله
قلت : وفى كلا الحالتين العزم على الكتابة وتركها، سواء كان بالوحى، أو بالاجتهاد، فيه إقرار من رسول الله لرأى عمر رضى الله عنه، فيأخذ حكم المرفوع المسند، وهو دليل على صحة موقف الصحابة رضى الله عنهم من اختلافهم فى الكتاب، مع صريح أمره

قال الإمام القرطبى : "واختلاف الصحابة رضى الله عنهم، فى هذا الكتاب كاختلافهم فى قوله : "لا يصلين أحد العصر إلا فى بنى قريظة" فتخوف ناس فوات الوقت فصلوا، وتمسك آخرون بظاهر الأمر فلم يصلوا، فما عنف أحد منهم، من أجل الاجتهاد المسوغ، والمقصد الصالح"

وعلى ما سبق من اختلاف الصحابة رضى الله عنهم، فى فهم أمره ، ثم إقراره لهذا الاختلاف فى فهمهم لأمره، يرد على زعم الرافضة، ومن قال بقولهم، فى أن اختلاف الصحابة، فى أمر رسول الله بالكتابة، سوء أدب منهم، مع رسول الله
لأنهم رضوان الله عليهم أجمعين، كانوا يراجعونه فى بعض الأمور قبل أن يجزم فيها بتحتيم، كما راجعوه يوم الحديبية، فى كتاب الصلح بينه وبين قريش. فأما إذا أمر عليه الصلاة والسلام بالشئ أمر عزيمة، ولا قرينة تصرفه عن ذلك، فلا يراجع فيه أحد منهم

خامساً : زعم الرافضة أن فى قول عمر : "حسبنا كتاب الله" دعوى منه للاكتفاء به عن بيان السنة، زعم لا دليل عليه، لأن سيدنا عمر رضى الله عنه لم يرد بقوله هذا، الاكتفاء به عن بيان السنة المطهرة، بل قال ما قاله لما قام عنده من القرينة، على أن الذى أراد كتابته مما يستغنى عنه، بما فى كتاب الله عز وجل، لقوله تعالى : ما فرطنا فى الكتاب من شئ حيث لا تقع واقعة إلى يوم القيامة، إلا وفى الكتاب، أو السنة بيانها نصاً أو دلالة
وفى تكلف النبى فى مرضه من شدة وجعه، كتابة ذلك مشقة ومن هنا رأى عمر، الاقتصار على ما سبق بيانه إياه نصاً أو دلالة تخفيفاً عليه ، ولئلا ينسد باب الاجتهاد على أهل العلم والاستنباط، وإلحاق الفروع بالأصول، وقد كان سبق قوله : "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ، فله أجر"

وهذا دليل على أنه وكل بعض الأحكام إلى اجتهاد العلماء، وجعل لهم الأجر على الاجتهاد، فرأى عمر رضى الله عنه الصواب تركهم على هذه الجملة، لما فيه من فضيلة العلماء بالاجتهاد ، مع التخفيف عن رسول الله ، وفى تركه عليه الصلاة والسلام الإنكار على عمر، دليل على استصوابه رضى الله عنه رغم أنف من أبى .

ولا يعارض ذلك قول ابن عباس رضى الله عنهما : إن الرزية كل الرزية … الخ لأن عمر كان أفقه منه قطعاً، هذا مع اعترافنا بأنه حبر الأمة، وترجمان القرآن، وأعلم الناس بتفسير كتاب الله وتأويله، ولكنه أسف على ما فاته من البيان بالتنصيص عليه، لكونه أولى من الاستنباط، لاسيما وقد بقى ابن عباس حتى شاهد الفتن. أهـ

وبعــد :
فقد استبان لك أيها الناظر بما سبق؛ عصمة رسول الله ، فى بدنه من الصرع وفى عقله وقلبه من الكفر والشرك والضلال والغفلة والشك، والفحش، ومن تسلط الشيطان عليه واستحالة ذلك ونحوه عليه شرعاً وإجماعاً، ونظراً وبرهاناً وعصمته فيما سبق قبل النبوة وبعدها، وفى كل حالاته من رضى وغضب، وجد ومزح


والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم



يتبع إنشاء الله ،،،


من مواضيع : سعـــــد 0 حوار هادئ
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:43 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية