( وقال العلامة العجيلي الشافعي ) بعد ذكره حديث السفينة ومحصله ما تقدم في محصل حديث السفينة من الحث على اعظامهم والتعلق بحبلهم وحبهم وعلمهم ، والاخذ بهدى علمائهم ومحاسن اخلاقهم شكرا لنعمة مشرفهم صلوات الله عليه وعليهم .
وقال العجيلي في قصيدته . تعلموا منهم وقدموهم * تجاوزوا عنهم وعظهموهم
( ثم قال ) في شرح البيت : ولما أمرنا بتقديمهم فتأخيرهم عن مقاماتهم الشريفة مخالفة للمشروع ، ومن مقاماتهم مقارنة القرآن ودوام التطهير من المعاصي والبدع ، إما ابتداء وإما انتهاء ، ووجوب التمسك بهم ، واعتقاد أنهم سفينة ناجية منجية ، ومن قال خلاف ذلك ، فقد أخر من قدم الله ورسوله .
( قال ) انما جعل الامام ليؤتم به والمأموم أسير الامام ، والمتابعة واجبة والتقدم عليه حرام ، ومن أخرهم عن مقاماتهم فصلاته باطلة وتاخير من يستحق التقديم في الموضع الذي استحقه ، من عكس الحقائق ، فاعتبروا يا اولي الابصار ( العبقات ج 2 ص 741 ) .
( وقال ) نور الدين السمهودي الشافعي في كتابه ( جواهر العقدين ) في الذكر الخامس في التنبيه الثاني قوله صلى الله عليه وآله : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه ( الحديث ) ووجه أن النجاة ثبتت لاهل السفينة من قوم نوح عليه السلم و
قد سبق في الذكر قبله في حثه صلى الله عليه وآله على التمسك بالثقلين كتاب الله وعترته كقوله صلى الله عليه وآله : فانهما
لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وقوله في بعض الطرق ( نبأني اللطيف الخبير ) فاثبت لهم بذلك النجاة وجعلهم وصلة
إليها فتم التمسك المذكور ، ومحصله الحث على التعلق بحبلهم وحبهم وإعظامهم شكرا لنعمة مشرفهم صلى الله عليه وآله والاخذ بهدى علمائهم ، ومحاسن أخلاقهم وشيمهم ، فمن أخذ بذلك نجا من ظلمات المخالفة ، وادى شكر النعمة الوافرة ،
ومن تخلف عنه غرق في بحار الكفران ، وتيار الطغيان ، فاستوجب النيران . وقال الهيتمي في الصواعق المحرقة بعد ذكره حديث السفينة ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظهمم شكرا لنعمة مشرفهم صلى الله عليه وآله وأخذ
بهدى علمائهم نجا من ظلمة الخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز تيار الطغيان
( وقال ) الميرزا محمد البدخشي في كتابه ( مفتاح النجا في مناقب آل العبا ) بعد اخراجه حديث السفينة وقد تقدم لفظه : أما بعد فلا يخفى أنه ليس لنجاة العقبى ذريعة أقوى من محبة آل المصطفى ، عليه من الصوات ما هو الا زكى ومن التحيات ما
هو الاصفى ، لان الله عزوجل أوجب محبتهم على مؤمن مخلص موقن خالص ، حيث قال ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي ) وأوصى النبي صلى الله عليه وآله فيهم كل مؤمن من جن وأنس وملك وقال : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ( العبقات ج 2 ص 735 ) .
( وقال البدخشاني ) في كتابه ( تحفة المحبين ) : أما بعد فلا يخفى أن محبة آل النبي صلى الله عليه وآله جزء للايمان ، وتعظيم هؤلاء الكرام ركن عظيم للايقان فانه صلى الله عليه وآله حث على ولائهم ودعا بالخيبة والخسران لاعدائهم ، حيث قال : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها هلك ( العبقات ج 2 ص 736 ) .
( وقال ) السيد شهاب الدين أبو بكر الشافعي في كتابه ( رشفة الصادي ص 79 طبع م سنة 1303 ه ) : أخرج الحاكم عن أبي ذر حديث السفينة ثم ذكر حديثا تقدم نقله من مناقب ابن المغازلي الشافعي وغيره وهو الذي في آخره ومن قاتلنا آخر الزمان فكانما قاتل مع الدجال ، ثم اخرج حديث السفينة عن أبي سعيد الخدري ، وقد تقدم نقله أيضا ، وفي آخره يقول : مثل باب حطة بني اسرائيل من دخله غفر له .
( ثم قال السيد رحمه الله : قال العلماء : وجه تمثيله صلى الله عليه وآله لاهل بيته
بسفينة نوح عليه السلم ، أن النجاة من هول الطوفان كانت ثابتة لمن ركب تلك السفينة وأن من تمسك من الامة باهل بيته صلى الله عليه وآله وأخذ بهديهم كما حث عليه صلى الله عليه وآله في الاحاديث ( المروية عنه صلى الله عليه واله كحديث الثقلين وغيره ) نجا من ظلمات المخالفات ، واعتصم باقوى سبب إلى رب البريات .
( وقال العلامة ) الحسن بن محمد الطيبي في كتابه ( الكاشف ) شرح المشكاة للخطيب التبريزي ( قوله ) ( أي قول أبي ذر ) : وهو آخذ بباب الكعبة أراد الراوي بهذا مزيد توكيد لاثبات هذا ( الحديث ) ، وكذا أبو ذر اهتم بشأن روايته فاورده في هذا المقام على رؤس الناس ليتمسكوا به
( وفي رواية ) له بقوله : من عرفني فانا من قد عرفني ومن انكرني فانا أبو ذر ، سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول الا إن مثل أهل بيتي ( الحديث ) أراد بقوله : فانا أبو ذر المشهور بصدق اللهجة وثقة الرواية وأن هذا حديث صحيح لا مجال للرد فيه ، وهذا تلميح إلى ما روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : سمعت رسول الله يقول : ما اظلت الخضراء ، ولا اقلت الغبراء اصدق من أبي ذر
( وفي رواية ) من ذي لهجة أصدق ولا أوفي من أبي ذر شبه عيسى بن مريم ، فقال عمر بن الخطاب كالحاسد يارسول الله أفتعرف ذلك قال ذلك فاعرفوه ، أخرجه الترمذي وحسنه ( قال ) الصغاني في ( كشف الحجاب ) شبه ( النبي صلى الله عليه
وآله ) الدنيا بما فيها من الكفر والضلالات والبدع والاهواء الزائغة ببحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض ، وقد أحاط باكنافه وأطرافه الارض كلها ، وليس فيه خلاص ومناص إلا تلك السفينة ، وهي
محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ( ومتابعتهم في جميع الامور الدنيوية والاخروية في الامور المعادية والمعاشية ( العبقات ج 2 ص 719 ) .
( وقال العلامة ) ملك العلماء الدولت آبادي في كتابه ( هداية السعداء )
عند شرحه الحديث الشريف المبارك ( ظهر الفساد في البر والبحر ) فساد القلوب على قدر فساد الزمان ( ثم قال ) في شرف النبوة والمشكاة : روى أحمد ( بن حنبل ) عن أبي ذر أنه قال آخذا بثياب الكعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
مثل أهل بيتي ( أولادي ) فيكم كمثل سفينة نوح فمن ركبها نجا ومن زاغ عنها هلك ، لان من كان في البحر فالسفينة شرط النجاة ( قال ) وفي التشريح ) ونوح عليه السلام لن يخرق السفينة ولا يعيبها واحد من الملاحين ، والسفينة إن صلح حالها صلح حال نوح ، وإن غرقت دلت على عدم النجاة ، وقد أمر بركوب السفينة لنجاتها وأهلها .
والمراد من هذا الحديث ( أي حديث السفينة ) نجاة المتشبثين باهله صلى الله عليه وآله وعترته ليفوزوا برضوانه وجنته ( وقال ) في التشريح عند ذكر هذا الحديث : والمأمور بمتابعته لا يصير تبعا حتى يتبعه ( في جميع أموره ) والمندوب إلى إمامته لا يصير مأموما حتى يوافقه ( في جميع أفعاله وأقواله ) فعلم كل عالم وفعل كل مؤمن دل على مخالفة النبي صلى الله عليه وآله فهو زندقة وشيطنة