يعد التهاب الكبد الفيروسي الوبائي (أ) أكثر أشكال التهاب الكبد إنتشاراً بالعالم. هو مرض فيروسي يصيب الكبد بالتهاب حاد ومعظم الإصابات تحدث أثناء فترة الطفولة ولكن قد تحدث في أي عمر إذا لم يصب به الإنسان من قبل. يحدث المرض في الأماكن التي يتدنى فيها مستوى النظافة البيئية.
وعادة ما يكون المرض بدون أعراض في فترة الطفولة وقد تزداد شدة المرض مع تقدم العمر ولكن القاعدة هو الشفاء التام بدون مضاعفات أو إنتكاسات ولله الحمد. نسبة الوفاة أقل من 1%. وتبقى المناعة ضد الإصابة طوال الحياة.
- معظم الإصابات بالمملكة تحدث أثناء الطفولة أو مقتبل العمر. يتم تشخيص المرض عند إختبار الدم لحالات اليرقان (الصفار).
أعـــراض المـــــرض:
> معظم الحالات تحدث بدون أعراض خاصة في فترة الطفولة وقد تظهر على شكل أعراض إنفلونزا.
> تبداء الأعراض بحمى خفيفة مصحوبة بفقدان شهية وغيثان وألم في البطن وإضطراب معوي. بعد عدة أيام تبدأ مرحلة الإصفرار بالجلد والعيون وتعقب هذه المرحلة مرحلة الشفاء التي قد تستغرق أسابيع يستمر بها تضخم الكبد لبعض الوقت.
طـــرق إنتقال المــــرض:
يتصف فيروس التهاب الكبد الفيروسي الوبائي (أ) بالمقاومة للحرارة والبرودة ودرجة الحموضة، تنتقل العدوى عن طريق الفم بواسطة:
> تلوث الأيدي ببراز شخص مصاب.
> تلوث مياه الشرب بالفضلات الآدمية عن طريق المجاري.
> تلوث الأطعمة والمشروبات عن طريق الذباب أو الأيادي الملوثة ببراز المصاب.
> تلوث بعض المأكولات (المحار والسمك النيء) بالمجاري بالبحار.
> نادراً ما ينتقل هذا المرض عن طريق الدم الملوث بالفيروس من خلال تلوث الإبر ونقل الدم من شخص مريض إلى آخر سليم.
> يتواجد الفيروس بكميات كبيرة في براز المصابين في فترة ما قبل ظهور الأعراض وحتى أسبوع بعد ظهور الصفار (اليرقان).
طــــرق الــوقــايــــة:
> توعية المجتمع بالمحافظة على إجراءات النظافة والصحة العامة والتنبيه على غسل الأيدي جيداً بعد استخدام المراحيض وتغيير حفاضات الأطفال وعدم إستخدام أدوات الآخرين.
> توعية المجتمع بغسل الخضروات والفواكه بشكل جيد بماء نظيف وطهي الطعام جيداً، والإبتعاد عن تناول المأكولات البحرية إذ إشتبه بنظافتها وكذلك من الباعة المتجولين.
> على مقدمي الأعذية غسل أيديهم جيداً قبل العمل ولبس قفازات أثناء لمس الأغذية المعدة للتقديم.
> عند حدوث عدة حالات على شكل وبائي فيجب تركيز الجهود على لتحديد مصدر التلوث وذلك بإجراء إستقصاء وبائي.
إحتياطات للمرضى والمخالطين:
> لا يشترط عزل المريض بالمستشفى ولكن يمكن متابعة العلاج في المنزل إذا كانت حالته الصحية غير متردية. الكبار والحوامل قد يحتاجون إلى دخول المستشفى وفي هذه الحالة يتبع الإحتياطات الأساسية وإحتياطات الدم وسوائل الجسم حتى يتم التشخيص النوعي لالتهاب الكبد.
> التنبيه بالمحافظة على النظافة الشخصية وغسل الأيدي جيداً والتخلص من البراز والبول والدم باستخدام المرافق الصحية والمحافظة على نظافتها بعد الإستخدام.
> لا يوجد علاج للمرض. ولكن يتم إعطاء السوائل والتغذية الجيدة خلال فترة المرض.
> للمخالطين الذين لا يوجد لديهم مناعة للمرض (مثل الأطفال وبعض الكبار) فيمكن أن يعطوا مصلاً مناعياً ولكن يجب إعطاؤه في وقت مبكر.
> يتوفر تطعيم (لقاح) يمكن إعطاؤه للإطفال أو للإشخاس الذين لا يحملون مناعة ضد المرض. هذا اللقاح فعال ويعطى على جرعتين. حالياً لا يعطى ضمن التطعيمات الأساسية للأطفال وذلك بسبب أن المرض خفيف جداً عادة عند الأطفال.
التهاب الكبد الفيروسي الوبائي (ب) واحد من أعظم الأمراض التي تهدد الإنسان والصحة العامة. كان يعرف بالمستضد الأسترالي عندما عرف سنة 1965م. من أصل مليوني إنسان إصيبوا بالفيروس الكبدي (ب) منهم من يحمل المرض بدون أعراض (حاملوا المرض)، أكثر من 350 مليون مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن، هؤلاء معرضون للموت بسبب تليف وسرطان الكبد. كما يموت حوالي مليون إنسان سنوياً بسبب مضاعفاته، أما الوقاية منه فمتوفر بواسطة لقاح منذ عام 1982م وهو آمن وفعال. رغم أن اللقاح لا يشفي من التهاب الكبد الفيروسي المزمن ولكن بحول الله يمنع حدوثه بنسبة 95% ويقي من سرطان الكبد.
ما هو التهاب الكبد الفيروسي الوبائي (ب)؟
هو التهاب فيروسي يصيب الكبد ويعمل على تدمير خلاياها ويسبب تليف وسرطان الكبد. وهناك عدة فيروسات أخرى تصيب الكبد بالتهاب وتتشابه في كثير من الأعراض والظواهر والعلامات السريرية وتشمل إصفرار الجلد والعيون (الصفار أو اليرقان)، إجهاد وإعياء وغثيان وإستفراغ وألم في البطن إلا أن معظم من يصابون بهذه العدوى لا يشعرون بالمرض ويتعافون تماماً ولكن قليل من المرضى قد يصابون بالتهاب حاد بالكبد وفشل كبدي مميت.من 8 إلى 10% من المصابين بالفيروس يتطور المرض لديهم إلى مرض مزمن وخلال سنوات تصاب الكبد بتليف وتزيد فرصة حصول سرطان الكبد.
من يصاب بالتهاب الكبد الفيروسي الوبائي (ب)؟
معظم إصابات العدوى تحصل أثناء الطفولة ومقتبل العمر وهنا تكمن خطورة الإصابة بالتهاب الكبد المزمن حيث تحدث بنسبة أكبر إذا أصيب الإنسان أثناء الطفولة والتي قد تبلغ 90% في السنة الأولى من العمر وحوالي 30 ـ 50% في السنوات الثلاث التي تليها للإصابة بالتهاب الكبد المزمن. وتبلغ نسبة حدوث الموت بسبب تليف الكبد وسرطان الكبد حوالي 25% للمصابين الذين يكتسبون العدوى أثناء الطفولة.
كيف تنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد؟
فيروس الكبد الوبائي (ب) ينتقل بملامسة دم أو أي سوائل من جسم إنسان حامل للفيروس (اللعاب، المني، السوائل المهبلية) من أهم طرق إنتقال المرض:
> أثناء الولادة (من الأم المصابة إلى الرضيع).
> عن طريق العلاقات الجنسية مع شخص مصاب بالفيروس.
> إدمان المخدرات.
> عن طريق الدم أو مشتقاته.
> عن طريق الوخز بالإبر أو المواد الحادة (أمواس الحلاقة، أدوات الجراحة) الملوثة من إنسان حامل للمرض.
> أثناء العمل: الأفراد الصحيين مثل الأطباء الجراحين، أطباء الأسنان، فنيي غسيل الكلى وغيرهم والذين يتعاملون مع الدم البشري.
لا ينتقل الفيروس عن طريق الأكل أو الشرب.
هل يمكن علاج التهاب الكبد المزمن وسرطان الكبد؟
لا يوجد علاج يشفي من سرطان الكبد ولكن يمكن عمل إستئصال جراحي وإعطاء بعض العقاقير لسرطان الكبد لإزالة أثاره وإطالة عمر المريض بإذن الله. زراعة الكبد لبعض المرضى قد تنجح بنسب متفاوتة. أما الالتهاب المزمن للكبد فيمكن علاجه في مراحله الأولية بأدوية تعطى عن طريق الفم وتحت الجلد. نسبة شفاء المريض جيدة ولكن هذه الأدوية لا تخلو من مضاعفات جانبية وتكلفة مالية كبيرة.
إن الحل الأنجح والأمثل هو الوقاية من المرض وإعطاء التطعيمات الضرورية للأطفال ومخالطي المرضى.
طــــرق المكافحــة:
1- الوقايـة:
التحصين (التطعيم) ضد التهاب الكبد الفيروسي (ب) متوفر منذ عام 1982م وقد استخدمت حوالي بليون جرعة واثبتت الدراسات امن وفاعلية اللقاح بنسبة 95% ضد حدوث التهاب الكبد الوبائي المزمن (ب) للأطفال والكبار. وفي المملكة نجح برنامج التطعيم في خفض نسبة حاملي المرض من 8 ـ 10% إلى 0.3% لدى الأطفال بعد 10 سنوات من تطبيقه.
يوصى بتطعيم الأطفال ومخالطين بمرضى التهاب الكبد الفيروسي (ب) والعاملين في المجال الصحي الذين يتعرضون للتماس مع الدم أو سوائل الجسم.
2- التعقيم:
تعقيم الحقن والإبر والأدوات الحادة (أمواس الحلاقة) ويستحسن إستخدام الأدوات ذات الاستخدام الأوحد كما يجب التخلص من هذه الأدوات بطريقة سليمة حتى لا تعدي أحداً والإبتعاد عن العمليات التي لا يتأكد تعقيم أدواتها مثل (الحجامة والختان).
3- المتبرعين:
إستبعاد المتبرعين المصابين بالفيروس، وهذا ولله الحمد يطبق في بنوك الدم منذ فترة طويلة.
4- إحتياطات للمرضى وحامل الفيروس:
> تحصين المخالطين للمريض.
> تطبيق إحتياطات إحترازية لتطهير أي سطح أو جسم يقع عليه أي من سوائل جسم المريض أو حامل العدوى كالدم او اللعاب وغيره.
> عدم إستخدام الأدوات الشخصية للآخرين كفرشاة الأسنان أو ماكينة الحلاقة أو أي شيء يلامس دم أو سوائل الجسم (كالأبر).
> تطعيم مواليد الأمهات المصابين بالفيروس عند الولادة مع إعطائهم حقنة المناعة مع اللقاح.
التهاب الكبد الفيروسي (ج) تم التعرف عليه عام 1989م وتم التعرف على خصائصه وإرتباطه بنقل الدم. يتميز هذا الفيروس بأنواعه السبعة المختلفة ودرجة إستجابته للعلاج، هو أحد الفيروسات التي تصيب الكبد بالتهاب مزمن ويعمل على تليف الكبد ويسبب سرطان الكبد.
في العالم حوالي 170 مليون مصاب بالتهاب الكبد المزمن بسبب الفيروس (ج) وحوالي 3 ـ 5 ملايين يصابون سنوياً، في عام 1999م أصيب حوالي 1700 شخص بالمملكة. أكثر طرق إنتقال المرض شيوعاً هو تلقي دم ملوث أو التعرض لإبرة أو أداة حادة غير معقمة جيداً (مدمنو المخدرات وممارسو الحجامة).
لا يوجد (لقاح) لمنع حدوث المرض ولكن يتوفر علاج للإلتهاب المزمن ويشفى المرضى بنسب معقولة ولكنه ليس بدون أعراض جانبية وتكلفة مالية كبيرة. وبتجنب المرض باستخدام أدوات معقمة جيداً والبعد عن العلاقات الجنسية المحرمة وإستخدام المخدرات.
أعـــــراض المــــــرض:
بعد فترة حضانة تتراوح ما بين 15 يوماً الى 90 يوماً قد تظهر أعراض الإلتهاب الحاد وتشمل الإعياء وإصفرار الجلد والعين (الصفار أو اليرقان) وفي أغلب الحالات أي حوالي 70% لا توجد أعراض للإلتهاب الحاد. كما أن 80% من إصابات الفيروس (ج) يتطور ليكون مزمناً ويحدث التليف بنسبة 20% وسرطان الكبد من 1% إلى 5% من هذه الحالات خلال 20 إلى 30 سنة. إن التهاب الكبد الفيروسي (ج) يعمل على زيادة تلف الكبد إذا تعرضت إلى مرض كبدي آخر مثل شرب الكحول أو الإصابة بفيروس آخر.
طـــرق إنتقــال المـــرض:
من أكثر طرق إنتقال الفيروس شيوعاً الانتقال عن طريق الدم أو منتجاته الملوثة بالفيروس ولكن بعد توفر أساليب فحص المتبرعين بالدم ومعالجة منتجات الدم أصبحت هذه الوسيلة أقل من السابق بكثير ولله الحمد. ومن الطرق الأخرى :
> عن طريق العلاقات الجنسية. تعتبر هذه قليلة إذا كانت علاقة الإنسان مع شخص واحد ولكن تزيد في العلاقات الجنسية المحرمة.
الــوقــايــــة:
> لا يوجد تطعيم (لقاح) ضد التهاب الكبد الفيروسي (ج) حتى الآن، وكذلك لا يجدي إعطاء المصل المناعي (Immunoglobulin) بعد الإصابة حيث تخلو هذه المشتقات من مضاد الفيروسي (ج).
> إن أنجح وسيلة للقضاء على المرض هي:
- فحص الدم والأعضاء من المتبرعين.
- المحافظة على تعقيم الأدوات الجراحية والإبر (يستحسن استخدام الإبر /الأدوات ذات الاستخدام الأوحد).
- الامتناع عن العلاقات الجنسية المحرمة.
- الإمتناع عن المخدرات وإدمانها.
- تجنب الممارسات الخاطئة في التعامل مع الجروح والدم.
> يتوفر علاج للالتهاب الكبدي المزمن بسبب الفيروس (ج) ويتكون من حبوب وإبر تحت الجلد تؤخذ لفترات طويلة ونسبة شفاء المريض تتراوح ما بين 30ـ50% تبعاً لنوع الفيروس ودرجة تقدم الحالة.