نيويورك تايمز: القوات المحتلة بالعراق تعاني اضطرابات عقلية
بتاريخ : 30-01-2009 الساعة : 09:12 AM
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن القوات الأمريكية في العراق تواجه يوميا خطر الموت أو الإصابة بسبب القنابل اليدوية والهجمات الاستشهادية العراقية، وأصبح مرض اضطراب ما بعد الصدمة هو مشكلة شائعة بين الجنود العائدين من العراق
وأن نسبة المتضررين بينهم كبيرة للغاية، نتيجةً لما يواجهونه من مخاطر كبيرة. وأشارت إلى أن إدارة شئون المحاربين القدامى بحاجة إلى مزيد من التمويل لتستطيع تشخيص وعلاج هذه المشكلة، إلا أن الإدارة الأمريكية كثيرًا ما تجاهلت تلك المشكلة. وأجرى الفريق الاستشاري للصحة العقلية بالجيش الأمريكي استطلاعا لأكثر من ألف جندي في سبتمبر 2006 ، فوجد أن 17 % يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، وبالمثل فإن دراسة أجرتها مؤسسة (راند) أظهرت معاناة 14 %. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن مثل هذه التقديرات لا يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لأن العديد من الجنود سوف يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، وذلك لوجود فجوة بين وقت الصدمة ووقت التشخيص، قد تمتد لعدة سنوات، وإن الاحصاءات الفعلية تشير إلى أن نسبة 40% من الجنود يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة. وأشارت إلى أن فريقًا من الأكاديميين قاموا ببناء نموذج قياس حسابي للحصول على أفضل تقدير لقياس (اضطراب ما بعد الصدمة) وقام بإجراء اختبار عشوائي على الجنود لقياس مقدار تحملهم للضغط خلال كل شهر من تاريخ وصولهم العراق. وبالتجربة، تستطرد الصحيفة، فقد وجد الفريق أن حوالي 35 % من الجنود الأمريكيين، الذين تم نشرهم في العراق يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، ويقدر عددهم بحوالي 300 ألف جندي، يضاف إليهم 20 ألف كل عام. وأوضحت أنه في الآونة الأخيرة يوجد 22 % من قدامى المحاربين معرضين لخطر الإصابة باضطرابات عصبية وقد أحيلت هذه النسبة من الجنود لتقييم الصحة النفسية. وأضافت أن أقل من 40 % من المصابين يحصلون على خدمات الرعاية الصحة العقلية ، وأن ما يزيد عن نصفهم لا يحصلون على الرعاية الكافية. كما أن الذين يسعون لمتابعة العلاج تصل يتأخرون لمدة تصل إلى 90 يوما ، مما يشير إلى وجود نقص خطير في المساعدات الصحية المتوفرة لهم. وأكدت أن التشخيص الصحيح لهذه الاضطرابات يمكن أن يؤدي إلى رعاية كاملة وعلاج 30 % من الحالات المصابة. كما تبين الدراسات أن فحص شامل ودقيق لكل جندي حال خروجه من الخدمة، وتليها فترة علاج ما بين ثلاثة وستة أشهر للمصابين، من شأنه أن يقلل من وصمة العار التي أصابت خدمة الصحة العقلية في الجيش الأمريكي.