الفلاح - لأحمد الصافي النجفي
رِفْقَـاً بِنَفْسِـكَ أيُّهَـا الفَـلاَّحُ
تَسْعَى وَسَعْيُـكَ لَيْسَ فِيهِ فَـلاَحُ
لَكَ فِي الصَّبَاحِ عَلَى عَنَائِكَ غُدْوَةٌ
وَعَلَى الطَّوَى لَكَ فِي الْمَسَاءِ رَوَاحُ
هذِي الجِّرَاحُ بِرَاحَتَيْـكَ عَمِيقـَةٌ
وَنَظِيرُهَا لَـكَ فِي الفـُؤَادِ جِرَاحُ
فِي اللَّيْلِ بَيْتُكَ مِثْلُ دَهْـرِكَ مُظْلِمٌ
مَا فِيـهِ لا شَمْـعٌ وَلا مِصْبَـاحُ
فَيَخُرّ سَقْفُكَ إنْ هَمَتْ عَيْنُ السَّمَا
وَيَطِيـر كُوخُـكَ إذْ تَهُبُّ رِيَاحُ
حَتَّى الحَمَامُ عَلَيْـكَ رَقَّ بِدَوحِـهِ
فَلَـهُ بِحَقْلِـكَ رَنَّـةٌ وَنُـوَاحُ
هَذِي دُيُونُـكَ لَمْ يُسَـدَّدْ بَعْضُهَا
عَجْزَاً فَكَيْفَ تُسَـدَّدُ الأَرْبَـاحُ
بِغُضُونِ وَجْهِكَ لِلْمَشَقَّـةِ أَسْطُـرٌ
وَعَلَى جَبِينِـكَ لِلشَّقَـا أَلْـوَاحُ
عَرَقُ الحَيَاةِ يَسِيـلُ مِنْـكَ لآلِئَـاً
فَيُـزَانُ مِنْهَـا لِلْغَنِـيّ وِشَـاحُ
أَتَصُدّ جَيْشَ الطَّامِعِينَ وَلَـمْ يَكُنْ
لَكَ في الدِّفَاعِ سِوَى الصِّيَاحِ سِلاحُ
قَدْ كَانَ يُجْدِيكَ الصِّيَاحُ لَدَيْهُـمُ
لَوْ فَجَّـرَ الصَّخْـرَ الأَصَّمَ صِيَاحُ
يَتَنَازَعُونَ عَلَى امْتِلاكِـكَ بَيْنَهُـمْ