|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 21828
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 87
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
الحر ية في مد ر سة الا ما م الصا د ق علية السلا م
بتاريخ : 11-10-2008 الساعة : 04:03 PM
بسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْوَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الحرية في مدرسة الامام الصادق عليه السلام
الإمام الصادق عليه السلام هو إنسان، أي أن الله قد غرس في أعماقه الحرية، فتفجر من قلبه العظيم نبع الحريات الإسلامية، فراح يمارسها ويعلمها للناس بتواضع وأناة طيلة عمره الشريف.
وجده أمير المؤمنين عليه السلام قال: ( لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً).
والإمام الصادق عليه السلام جسد هذه النظرية، وطبقها بحذافيرها في مدرسته الفكرية في ذاك العصر الرهيب، وأول ما طبقها هو نفسه على الكثير من النظريات العلمية الوافدة، بحيث أنه لا يكاد يرىـ ببصيرته النافذة وعلمه اللدني ـ أي خطأ في نظرية من النظريات إلاّ ويوجه إليها نقده مشيراً إلى الخطأ ومعطياً البديل الصحيح ليُثبت في كتب العلم عند تلامذته.
وبهذا الأسلوب، والمنهج الشجاع والفريد في زمن كانت النظريات العلمية تؤخذ كمسلّمات وحقائق لا يجوز التشكيك فيها أو انتقاصها وحتى التفكير فيها، بل تؤخذ كما هي على علاّتها.
نتائج الحرية في مدرسة الإمام الصادق عليه السلام
تميزت مدرسة الإمام الصادق عليه السلام على المذاهب الأخرى في عصره بحرية الرأي والبحث ـ مع الاحترام لكل الآراء ـ فكان ذلك من أهم أسباب انتشار المعارف الجعفرية (الإسلامية) وذيوعها.
وبذلك فقد أرسى الإمام الصادق عليه السلام للثقافة والعلوم الإسلامية أساساً هيأ لها أسباب الذيوع والانتشار قبل نهاية القرن الثاني الهجري،
بل لقد أصبحت هذه الثقافة نموذجاً لحرية الرأي والبحث، فاقتدت بقية الفرق الإسلامية بالشيعة الجعفرية في المباحث الكلامية والعلمية. فحرية الرأي والبحث في أمور الدين بدأت في الإسلام في عصر الإمام الصادق عليه السلام وما بعده،
وكانت المدرسة الجعفرية تتناول المسائل الدينية جنباً إلى جنب مع المسائل العلمية (الدنيوية)،
ومع الوقت أصبح علماء الجعفرية يناقشون المسائل الدينية والفكرية ويثبتونها بقوانين العلم ومبادئه. ويُسجل للإمام الصادق عليه السلام السبق إلى الكثير من النظريات والدراسات العلمية والنظرية الفلسفية، وتدريسها كذلك،
وهي محظورة لشدة خطورتها على العقائد، فقد قرر ـ ولأول مرة في تاريخ الأديان والأمم ـ تدريس هذه العلوم جميعاً إضافة إلى الفلسفة جنباً إلى جنب مع العلوم القرآنية والفقه الإسلامي.
وقد تولى الإمام الصادق عليه السلام بنفسه الزكية تدريس هذه العلوم ولم يستبعد منها الفلسفة أو الحكمة أو العرفان،
لأن هذه العلوم كانت تمثل المبادئ للمجادلات التي يستعان بها في إثبات حقيقة الله والكون.
والإمام بهذه المنهجية ربى الكثير من العلماء الأفذاذ وجعل لهم تخصيصاً في البحث والدرس وحتى الحوار،
وكان كثيراً ما يعتمد على أحدهم بإدارة الحوار وهو بمجلسه، وعند الانتهاء من الحوار يستحسن الصواب من أي كان من المتحاورين، ويصلح الخطأ من أيهما كان.
ولمعرفة المنصور العباسي بحقيقة الإمام الصادق عليه السلام وأحقيته بالقيادة والسيادة، وتوجساً منه لما له في القلوب من حب واحترام، توجه إليه ذات يوم مهدداً ومتوعداً بعد أن اعترف قائلاً: (قتلت من ذرية فاطمة ألفاً أو يزيدون..)
وأشار إلى الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: (أقتلنك، ولأقتل أهلك حتى لا يبقى على الأرض منك قامة سيف... ولأضربن المدينة (المنورة) حتى لا أترك فيها جذراً قائماً..).
رغم كل التضييق الأموي، إلاّ أن العصر العباسي كان أشد وطأة على أتباع المذهب الحق...
إلاّ ليت ظلم بني مروان دام لنا
وعدل بني العباس في النار
ذلك لأن الأمويين كانوا على وشك الانتهاء أما بنو العباس فكانوا في بداية ثورتهم، وانطلاقتهم،
إلاّ أن ما بين الحكمين كان مناسباً لتربية الكوادر الرسالية (ونشر ثقافة الإسلام بين الناس) فاستغل الإمام الصادق عليه السلام فترة السقوط الأموي،
والانتقال إلى الحكم العباسي فأنشأ هذه الجامعة الإسلامية الكبرى. فالمخاطر كانت تحيط بمدرسة الإمام الصادق عليه السلام والمختلفين إليها،
وكان طلاب المدرسة يعلمون علم اليقين بأن الإمام عليه السلام لا يملك مالاً ولا مناصب فيوزعها عليهم، فلم يجتذبهم إلى مدرسته ـ برغم هذه المخاطر،
وبرغم انعدام المنفعة المادية ـ إلاّ إخلاص مستقر في النفس، وإيمان عميق في القلوب، وانجذاب لشخصية الإمام عليه السلام وإعجاب بدروسه التي يلقيها ببيانه العذب، ويستهدف بها الحقائق وجوهر المعرفة.
تحياتي
|
|
|
|
|