بعد أن قتل عدو الله ابن ملجم الخارجي أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه، بايع الناس ولده الأكبر «الحسن» ولم يبايع أهل الشام على خلفية ما وقع في الجمل وصفين وأحداث الفتنة المشهورة، وكان الحسن رضي الله عنه يكره القتال والخلاف والشقاق الذي حدث بين المسلمين، فإذا به يجد أن أهل العراق مصرون على مواصلة القتال واستعدوا لمنازلة معاوية وأهل الشام، ووقعت حادثة دلت على فساد النوايا والعزائم من هذا القتال، فقرر أن ينزل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان
نظير شروط اشترطها، على رأسها حقن دماء المسلمين ووقف القتال، فقبل معاوية شروطه كلها وزيادة،
ونكرر لكم هذا الشرط عسى ان تفهمون
أنْ لا يتعرّض عمّاله إلى سَبِّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب على المنابر ، ولا ذكره بسوء .
كُتِبَت الصحيفة واُقِرَّتْ مِن قِبَلِ الطّرفين ،
كما ان معاوية انكرها
لاحظ
وما أنِ انتهى أمر الاقـرار بها حتّى وقف معاوية وسط أصحابه ثمّ قال :
« ألا وإنِّي كنتُ قد مَنَّيتُ الحسنَ أشياءَ ، وأعطيتُهُ أشياءَ ، وجميعُها تحتَ قدمي ، لا أفِيَ بشيء منها له » .