الجزء الرابع عشر
وليد: كيفَ تعرفها..؟
عمـر: لستُ أنا من أعرفها بل صديقي هو من أخبرني عنها
وليد: صديقك..؟
عمـر: أجـل .. لقد درسا معاً في الخارج بل كانت صديقته وكثيراً ما وعدته بأنها عندما تعود لديارها ستخبر والدها بأمر علاقتهما وستتزوجه ولكنها نكثت بهِ وتزوجت أباك ، وليد هذهِ الفتاة سيئة جداً .. خدعتكم كلكم وخدعة صديقي حتى أباها وأخاها ، يجب أن نكشفَ حقيقتهـا أمام الجميع وبالأخص والدك
وليد –مذهول مما يسمعه- : هـل أنتَ جاد فيما تقوله..!
عمـر: ولمَ أكذب عليك..؟ .. بل ما ذا سأستفيد بالكذب عليك..؟
وليد: إذاً لمَ لا تحضر صديقك لمنزلنا لكي يُبين حقيقتها أمام الجميـع
عمـر: هذا ما كنتُ أريدُ أن أفعله ولكن ويا للأسف صديقي ليسَ هنـا إنهُ مسافر.. سيعـود ولكن بعد عدتِ أشهـر
وليد: إذاً ما العمـل..؟
عمـر: تلقينها درساً لن تنساه أبداً
وليد: هـــا..!! .. كيف..؟
عمـر: أجلس وسأخبرك كيف
أنهى الأولاد لعباً وأنتصرَ فريق أكبر على فريقُ قاسم
أكبر –والفرحة تغمره- : لقد انتصرنا عليكم
سالم: لا بأس خيرها في غيرها
قاسم: هذا صحيح وأنا لم ألعب جيداً ففكـري منشغل بوليد
أكبر: أنا متفاجئاً منكم .. لمَ كل هذا الاهتمام بشخصٍ لم يعد يبالي بكم..!
قاسم: هـل تريد أن تفهمنا بأنكَ لستَ مهتماً له..؟
أكبر –متجاهلاً ما قاله- : قـربَ موعد الأذان لنذهب للمسجد
سامي: هـذا أفضل شيء نفعله.. يا رفاق هل ستذهبونَ معنا..؟
أوسامه: أنا سأذهب معكم
البـاقـي تعـذر..!
بينما هم يسيرون للمسجد أردفَ أوسامه: ما بهِ وليد..؟ .. لم يعد كما في السابق ولا أراهُ معكم أبداً..؟
قاسم: ليتنا نعـرف ما به
أوسامه: ألا تعرفون..؟
سالم: لقد أصبحَ بعيداً عنا كثيـــراً هذا ما نعرفه
أكبر –منزعج- : في كل لحظه وليد .. وليد .. وليد ... يكفـي هذا
أوسامه: وهـل أصبح ذكره يزعجك..!! .. ما بك..؟
أكبر: ما يزعجني هـو اكتراثهم لشخص لم يعد يهتم لهم
سامي –بانزعاج- : إن كان وليد مجرد صديقاً لكم فهـو بنسبةٍ لي ولسالم ليس صديقاً فقبـلَ أن يكون صديقاً لنا هـو نسيبنا وأخينا أيضاً
قاسم: وأنا أيضاً هـو أخي وصديقي ولن أتخلى عنه
أوسامه –متبسم- : تُعجبني صداقتكم لبعضكم البعض كثيراً
سالم: وأنتَ صديقاً لنـا أيضاً
أوسامه: ولكني لستُ قريباً منكم كما أنتم قريبين من بعضكم البعض
سامي: تستطيع أن نكونَ قريباً منا أيضاً
أوسامه: شكراً
سالم: لمَ هذا الصمت يا أكبر..؟
أكبر: لا شيء
أوسامه: هل لي بطلب..؟
قاسم: تفضل وإن شاء الله نستطيع أن نلبيهِ لكَ
أوسامه: إنني أدعوكم للغـداء في منزلنا غـداً .. أتمنى أن تلبون دعوتي
قاسم: موافق أنا فلا أعتقد إن أبي سيمانع
سالم: وأنا أيضاً وسامي موافقان
أوسامه: وأنتَ أكبر..؟
أكبر: سـآتي
أوسامه –متبسمة بسرور- : كم هذا يسعدني .. سأكون بانتظاركم
صـرتُ فـي ذهولٍ ممـا يجول..!
أذاَ الصوابُ يا ترى أم الجنـون..!
عقلي ظـل يفكـر فيما يقـول..!
والحيرةُ غـدتْ تعتري العيـون..!
..!..
وليد: ما تريدهُ منـي صعب .. صعب
عمـر: إن أردتها أن تسيطر على كل شيء وتأخذ أبيك منكَ فعلاً فلا تفعل ما قلته لك
وليد: لااا .. أنا لا أريدها أن تأخذ أبي مني .. أبي لي .. أريد استعادته كما في السابق .. إنه لي
عمـر: إذاً أفعل ما قلتهُ لكَ وصدقني يا وليد هذا سيجعلها تتندم وستراها قريباً تنسحب من حياتكم فهذا سيكونُ درساً لهـا وسأكونُ معك دائماً وليد وسأساندك في كل شيء
وليد –في حيرةٍ- : لا أعرف ماذا أقولُ لك..!
عمـر: فكـر جيداً قبـلَ أن تقـل أي شيء ، خـذ الآن هذا الكيس فتوجد بهِ كـل الأشياء التي تحتاجها
كنتُ متردداً..!
متردد في أخذه كثيراً..!
ولكن أخذته..!
ودعتهُ وخرجت..!
أصبحتُ أسيـرُ وأسيـر
أسيـرُ وذلك الصـوتُ الجليل
يـردد بذكرِ الله سبحانه..!
فها قد حانَ موعدُ صلاة المغـرب
سيرتُ للمسجد والحزنُ يملئُ قلبي
لقد أصبحتُ متشتت الذهن..!
لم أعد أميز ما هـو الصواب وما هـو الخطـأ..!
شعرتُ إنني ضائعٌ
هيمت السعادةُ تتناثر على قلب عمـر لمَ حققه..!
عمـر –في نفسه- : قـريباً ستتحول حياتكَ يا حيدر لجحيم .. كم هذا أمرٌ يفـرحني ، عن قريب إبنكَ سيصبح خاتمةٌ في أصبعـي .. هههه ، قربَ موعد الانتقام .. قـربَ كثيـراً
أنهـى الأولاد الصلاة وعادَ كلاً منهم لمنزله
وعادَ أيضاً وليد لمنزلهم..!
عندما دخلَ لمنزلهم استوقفتهُُ زينب
زينب –بصارمة- : ما هذا الذي فعلتهُ اليوم يا وليد..؟