أنهـى حسن وعائلته تناول الطعام .. جلسوا يتحدثون ويتسامرون
أنتابَ حيـدر الفـرح والسرور لوجود أبنهُ معهم يضحك ويتحدث
فادي –ناهضاً- : تصبحون على خيـر
حسن: ستنام..؟
فادي: أجـل فالليلة سأخـرج مع رفاقـي .. عن أذنكم
ثمَّ ذهب
حسن: أبا وليد لقـد وجدتُ منزلاً مناسباً لكم
زهراء: لمَ المنزل..؟ .. أسنخرج من هنا..؟
حسن: أجل بُنيتي وهذا لكي تأخذينَ راحتكِ .. وجدتُ لكم منزلاً رائعاً ليس بعيداً عن هنا
منزلاً جديد..!
سنرحل عن هنـا..!
كـم هذا أزعجنـي..!
شعرتُ بغضبٍ شـديـد
أحسست بأنها هي السبب في هذا
ستفرق بيني وبين المنزل الذي عاشت فيه والدتي
كم أكرهكـِ ..!
زهراء: من قالَ بأنـَّي لستُ مرتاحاً هنـا..؟
زينب: وجودُ أبنـي فادي يعرقل راحتكـِ فطيلةَ ما أنتِ معنا ترتدي الحجاب لهذا فأنَ وجود منزلاً لكم أنتم الثلاثة سيريحكـِ أكثـر
لـم أرى نفسي إلا واقفاً والغضب يعتـريني فقلت: أنا لـن أخرج من منزلاً سكنت فيهِ أمي ولن يجبرني أحد على الخروج منه يكفي إجباراً وتحكماً بي .. يكفـي
فأسـرعَ وتوجهَ لغرفته
زهـراء –بحزنٍ شديد- : لا داعي لخروجنا من هنا أنا مرتاحةٌ فيهِ والحمدُ لله وفادي أخي ووجوده لم ولن يسبب إليّ أي إزعاج
حيدر: إذاً سنبقى هنـا
حسن: كما تشاءَ
بحلولِ الساعة الثالثة والنصف أستـأذنَ وليد من أبيه للخـروج
حيـدر: إلى أينَ ستذهب..؟
لـم أستطيع أجابته..!
فلم أستطيع أخباره إلى أينَ أودُ الذهاب..!
كم كانت لحظةٌ صعبه..!
لقـد كذبتُ فيهـا..!
أجـل كذبت..!
بقـول: سأذهب للملعب فاليوم سيلعبون رفاقـي.. سألعب معهم
حيدر: حسناً .. ولكن لا تتأخـر
وليد: حاضر أبـي
وصلَ سامـي ومن معه للملعب
قاسم:لمَ لا ننتظر وليد فربمـا يأتـي ويلعب معنـا
أوسامه: هـل اتصلتم به..؟
قاسم: أجـل
أكبر: هكذا سنتأخر عن العب من دونِ فائدة .. لا داعي لانتظاره فهـو لن يأتـي
سالم: وأنـا لا أعتقد إنهُ سيأتـي
أوسامه: إذاً لنلعب
قـاسم: لمَ العجلة..؟
أوسامه: إن انتظرنا أكثر سنتأخـر
سامي: هذا صحيح.. دعونا نلعب
قاسم –مستاءً- : كما تشاءون
ذهبَ أبـا صادق لزيارة أبا حيدر في عمـله
صادق: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ
حسن –يتصافح معه- : وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ .. أهلاً وسهلاً بكَ يا أخـي .. ما أخبـارك..؟
أبا صادق: الحمدُ لله إنَّي بخيـر.. وأنتَ ما أخبارك.؟ .. أعتذر إن أزعجتكَ في وقتِ عملك ولكن مر وقتٌ طويل لم نراكـَ فيه
حسن: لا داعي للاعتذار لقد أسرتني زيارتك كثيراً .. أنا الحمدُ لله بخير كانَ ينقصنا رؤيتك فقط والحمدُ لله ها قد رأيناك
أبا صادق: دائماً أنتم على البـال ولكن تعرف كنتُ منشغلاً بالتصفية والحمدُ لله انتهت على خيـر
حسن: الحمدُ لله
أبا صادق: كيف حالُ عائلتك..؟
حسن: الحمدُ لله أنهم بخيـر
أبا صادق: الحمدُ لله.. أينَ أبى علي..؟
حسن: إنهُ في مكتبه .. ما رأيكَ أن نذهب إليه
أبا صادق –متبسماً- : حسنـاً هيـا
ها قد خـرجتُ من منزلنـا..!
خـرجتُ لمقابلة ذلك الرجلُ الغريب..!
لم أكن أعلم أهذا الصواب أم لا..!
سرتُ لذلك المنزل المخيف والخوفُ يعتريني
لـم أكن أعلم ما سبب هذا الخـوف..!
أسيـرُ بيـن سُحِبٍ مُظـلمَـةٍ بِعَـجـلٍ
فربمـا أصبحْتُ فـي طَرِيـقي للأمـل
أسيـرُ فلـم يـعد لـي إلا هـذا العمل
فالأيامُ تمضي ولا يزالُ الألمِ والوجل
والمعاناتِ فـي قلبي الذي يشتعـل
لــوجـودِ امــرأةٍ أخـذتْ أبـي والأجـل
قــد قـربَ مـنـي مــنّ هـذا الـجـلـل
..!..
ها قد صلتُ لمنزله..!
كم ترددتُ في طرقِ الباب..!
ولكن..!
فتح الباب..!
كأنهُ كانَ يعلم..!
يعلم بقدومي في هذا الوقت..!
عمـر: أهلاً وليد .. تفضـل
دخلتـُ والقلبُ مني
يمتلأ بالخوف..!
عمـر: كنتُ متوقعاً أنكَ لن تخذلني وستأتي وها قد أتيت وصدقني لقد فعلتَ الصواب
هـل حقاً فعلتُ الصواب..!
لم أكن أعلم..!
وليد –بصوتٍ خائف- : ماذا تريد منـي الآن..؟ .. كيفَ ستساعدنـي..؟
عمـر: قبـل هذا يجب أن تعرف حقيقة زهـراء
ماذا..!!
حقيقة زهـراء..!
أهذا يعني إنهُ يعرفها..!
كيف .. ومتى ..؟!!
وليد: كيفَ تعرفها..؟
إن شاء غداً إن سعَ الوقت سأضع لكم جزء آخر ودمتم برعاية الباري 