الجزء الثاني عشر
سالم: تغيـرَ كثيراً
سامي: وليتَ هذا التغير للأفضل بـل للأسوأ..!!
سالم: لابدَ من وجودِ حلاً لهذا الوضع
عـادَ حسن للمنزل
حسن : مساء الخير
زينب: أهلاً أبـا حيدر .. مساء النور ، كيف كان العملُ معك..؟
حسن: جيد والحمدُ لله ، أينَ ولديَّ ووليد..؟
زينب: ولديك لم يعودا بعد أما وليد فقلد خرج مع سامي وسالم في نزهه أخذهم ناصر
حسن: أهـا .. جيد .. سأذهب لأتاح في غرفتي .. عندما يأتون .. نادني
زينب: حسناً
ذهب .. جاء بعدهـا وليـد
وليد –يقبـَّل يديّ جدته- : مساء الخير جدتي
زينب: مساء الخير بُني .. أينَ سالم وسامي..؟
وليد: أخذهما ناصر لمنزلهما فلم يشاءا أن ينزلا معـي
زينب: لمَ..؟ .. هـل تشاجرت معهما..؟
وليد: لا .. عن أذنكـِ سأذهب لأنام
زينب: لـم تتناول عشائك لتنام الآن وليد
وليد: لستُ جائعاً .. عن أذنكـِ
ثمَّ ذهب
زينب –في نفسها- : تغيـرَ كثيراً كأنهُ إنساناً آخـر .. أتمنى أن يتأقلم مع الوضع الجديـد وأن يرجع مثلما كان
حيدر: اَلْسَـلَاْمُ عَلَيْكُمْ
زينب: وَعَلَيْكُمَ اَلْسَلَاْمْ وَرَحْمَةُ اَللْهِ.. عدت مبكراً بُني
حيدر –قبَّل رأسها- : أجـل انتهيت اليوم مبكراً .. كيف حالكِ الآن هل خفى الألمُ في ظهـركـِ..؟
زينب: أجـل بُني والحمدُ لله وكل هذا بفضل الله ومن ثمَّ أنت
حيدر –متبسماً- : أتمنىَ أن أراكـِ دوماً بخيـر .. هـل عاد وليد..؟
زينب: أجـل من دقائق فقط وذهب الآن لينام
حيدر: أتناول العشاء..؟
زينب: لا قال بأنهُ ليسَ جائعاً
تغيـرت مـلامح حيـدر..!
أخرجَ وليد من الدولاب صورة لأمه..!
عينٌ لـِرؤُيتهـاَ نحـلت
بالهَمِ والحـِزنِ غـدتْ
وبالدمُوعِ كالواَبلِ انهَمرت
والروحُ للمسَاتِ يديِهاَ تمنت
!!
وليد – في نفسه وهو ناظراً لصورةِ أمه- : أماه لا أحد يستطيع أخذ مكانكـِ .. لا أحد .. أنت نـور هذا البيت وستظلين دوماً هكذا .. لن يغيب نوركِ ما حييت
أكمل وهو يضمم الصورة إلى صدره والدموع من وجنتيه تنحدر: أحبــكِ أمــاه .. أحبــكِ
حيدر: استنام والباب مفتوح..!
وليد –ينظر لأبيه- : أبى .. لم أنتبه له
حيدر –جالساً بجوارِ أبنه- : لمَ البكـاء بُنـي..؟
نظـرَ لصورةِ زوجته أخذها وظـلَ يتأملها بعينٍ تبرق بالدموع..!
عَينٌ ناظرَتهـاَ بِشَوقٍ
قَـلبٌ تأمـلَهـاَ بعمـقٍ
..!!..
نظـر وليد لأبيه ، ضمهُ بعينٍ تذرف الكثير من الدموع..!
حيدر –يسمح على رأس أبنه- : دموعكَ غاليةٌ عليّ .. لا تذرفهـا بُنـي
وليد: إنّي مشتاقٌ لأمي كثيـراً كلما نظرتُ لصورهـا زادَ اشتياقي لهـا
دموعُ طفلٍ انحـدرت
علىَ الوجنتينِ وبللت
القلبَ. ولها الذكرياتُ تشتت
في الفكرِ فاضتْ وتقلبت
الروحُ من هذا الحالِ تألمت
وبشغفٍ لها اشتاقتْ ونادت
..!..
حيدر: إنهـا معنا أينما كنا بُني .. وأنـا معـك
وليد –ودموعهُ كالوابل- : ألن تتركنـي..؟
حيدر –في حيرةٍ- : ومن قال بأنّي سأتركك بُنـي..؟! .. أنتَ قرةَ عيني ونوراً لحيـاتـي وستبقـى كذلك ولن أتركك ما حييت
وليد –يمسح دموعه- : إذاً هذا الزواج لن يغيركَ عليّ وستظـل تحبنـي وتهتم بي..؟
حيدر –والبسمة انطبعت في شفتيه بحزنٍ- : لا الزواج ولا غيره سيغيرنــي عليك بُنـي .. دع هذهِ الأفكار عنك واستعيذ من الشيطان
وليد –يضم أبيه- : أبتاه أحبــك
حيدر: وأنـا أيضاً .. وإن كنتَ حقاً تحبني ستلبي طلبي
وليد: فلتأمر أبتــاه
حيدر –متبسماً- : أريدك أن تنزل معي لنتناول العشاء
وليد –متبسماً أيضاً- : حسناً