ظـلَ سالم وسامي يتحدثــان عن وليد..!
سامي: لـو كنتُ أستطيع أن أمنع هذا الزواج لمـا ترددتُ أبداً
سالم: كـل هذا لأجل وليد..؟
سامي: بتأكيــد .. وأنتَ لو كنتَ تستطيع أن تمنع هذا الزواج هـل ستتردد في منعه..؟
سالم: لا طبعـاً ، يؤلمني أن أرى وليد متضايقاً وحزيناً
سامي: هـذا مؤسف جداً .. أتمنى أن لا يغير هذا الزواج وليد للأسوأ
، ألستَ خائفاً من أباك وأمك لابدَ إنهما سيوبخانك
سالم: بلــى خائف .. وبتحديد من أبـي
سامي: تستحق
سالم –بنبرة غضب- : مــاذا..؟!
سامي: حذرتكَ ولم تكترث لهذا فأنتَ تستحق
سالم: يكفــي هــذا
ثمَّ طُرقَ البـــاب
سالم : تفضـل
سكينه –داخله- : هـل قاطعتكما..؟!
سامي: لا لا .. تفضـلي عمتـي .. أنـا سأذهب لأرتاح قليلاً قبـلَ المذاكرة
سالم: إلــى أين..؟ .. أجلس قليلاً
سامي –متبسماً- : مرةً أخرى .. عن أذنكما
سكينه: تفضـل
سالم –في نفسه بانزعاج - : كـل هذا لأنك تريدها أن توبخني .. يا لكَ من ماكر
سكينه –صارمة- : سالم
سالم: أنــا آسف لأنَّي لم آخذ الأذن منكِ أو من والدي .. لن أكررها صدقيني .. فلا تغضبي منــي .. أرجوكـِ .. إن كررتها مرة أخرى أفعلي ما تشائين بي
سكينه: حسناً .. حسناً .. سأقبـل اعتذارك متأمله أن لا تكررها فلا تخذلني
سالم –يقبـل يداها- : لن أخذلكِ أماه
بينمـا وليد يشتعـل بنـارِ غضبه..!
ريــحٌ مـن نــافـذتـهِ دخــلت
بأعـذب الألحان إليهِ حمـلت
بذكـرِ الله سبحــانه كــبــرت
لحلولِ الأذانِ بصــوتٍ هللت
ولإيمــانُ قلبهِ قــد وصـلــت
هذهِ الـريـحُ بدمــوعٍ مكــثت
وليـد –بدموعاً تذرف- : لبيــكَ ربـــاه
وليد –في نفسه- : أأقابل الآن ربـي وقلبــي يملئه الحقد تجاهها..؟! .. كيـف سينظـر لـي الله سبحانه..؟! .. لااااا .. يجب أن أزيحه من روحي وقلبــي .. ربمــا كان هذا الزواج خيرٌ لنــا فلما الضيق والكدر..! .. أستغفـرُ الله وأسألهُ التوبة .. سامحنـي يــا رب .. ســامحــني
بـعد مُضي السـاعـات .. أعدت زينب العشـاء .. ساعد حسن فادي لإنزاله .. وأجتمع الجميع على المائدة مـاعدا حيـدر..!
وليـد: أينَ أبـي..؟
حسن: سيتأخر هذا اليوم في عمله .. وأنـا من سأذاكر إليك بعد العشـاء .. حسناً
وليد: حسنـا
حسن: بسم الله
بدأوا بالأكــل
زينب –أثناء تناولهم الطعام- : أبـا حيـدر مـا رأيكَ لو أصبحت الخطبة والعقد في آنٍ واحد أي ليلة الجمـعة
حسن: ولـمَ العجـلة..؟
زينب: منذُ سنوات وأنا آمل أن يتحقق هذا فلا تقـل الآن بأنها عجله..؟!!
حسن: لا بأس .. سأتحدث مع حيـدر
زينب –بسعادة كبيــرة- : أتمنى أن يوافق
وليـد- ناهضاً- : الحمدُ لله
حسن: لـم تأكل شيء..؟!! .. مـآبكَ بُني هذهِ الأيام لا أراكَ تتناول طعامك جيداً..؟!
وليد: لـقد شبعتُ والحمدُ لله .. سأنتظرك في غرفتي لتذاكر لـي
حسن: حسنـاً بُنـي
ثمَّ ذهــب
زينب –بنبرات غاضبه- : لـقد تمادى وليـد كثيـراً
فادي: تمـادى..!! .. في ماذا..؟
زينب: في تصـرفاته منذُ أن علمَ بأن أباه سيتزوج صارَ متمرداً
حسن: هـذا غيـر صحيح
زينب: إذاً مـاذا تسمي ذهابهُ لمنـزل أبا قاسم من غير إخبار أحد..؟!!
حسن –متفاجئ- : هـل ذهبَ من غيـر أن يخبر أبيه أو يخبركِ..؟!!
فادي: لا أظن إن وليد يفعلها..!
زينب: إذاً أنا أكذب..!
فادي: لا لم أقل
زينب: لـقد فعلها وغيرِ ذلك حرض سالم لذهاب معه .. فعـلى ما فعله بـرأيكما ماذا يستحق..؟
حسن: سأتحدث معه
زينب: هـذا فقط..!!
حسن: ماذا تقصدين..؟ .. أضربهُ مثلاً..!!
زينب: أجـل حتى لا يعاود الكرى