|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 21525
|
الإنتساب : Aug 2008
|
المشاركات : 6
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
إن الله مع المحسنين
بتاريخ : 10-09-2008 الساعة : 06:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
إن الله مع المحسنين
الفيوضات الإلهية تصب وتمطر ليل نهار وبدون انقطاع ( يا من يعطي من سأله ومن لم يسأله ) ، ولكن أواني قلوبنا منكوسة ، فما علينا إلا أن ننتبه من هذا النوم العميق والسبات الطويل ، ونقلب أواني قلوبنا بالشكل الصحيح وننظفها ونطهرها من القاذورات والنجاسات حتى تمتلئ من مطر الفيض الإلهي قال تعالى :
( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17) .
وقال تعالى :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69) .
الظاهر من الآية أمرين أو معنيين الأول الجهاد الأصغر وهو جهاد الأعداء دفاعا عن الدين والأرض والعرض والمال … والمعنى الثاني الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس وبذل الجهد في محاربة الهوى والرغبة في معصية الله تعالى .
ورد عن الإمام الصادق {عليه السلام} انه الجهاد إلى فريضة وسنة ثم قسم جهاد الفرض إلى قسمين فقال :
( فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله تعالى وهو أعظم الجهاد ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض ) .
وورد عنهم {عليه السلام} :
( إن أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه )
إذاً مجاهدة النفس هي أعظم الجهاد .
وتنص الآية الكريمة على أن جزاء المجاهدين هو الهداية إلى السبل التي توصل إلى صراط الله المستقيم . أي إرشاده إلى طرق الله تعالى وسبله التي لا يعرفها الإنسان ولم يهتد إليها بعد .
وقد ورد عن رسول الله (ص) :
( من عمل بما علم علمه الله ما لا يعلم ) .
وورد أيضاً :
( من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم ) .
وورد أن العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده .
وورد من اخلص لله أربعين صباحا فجر الله الحكمة من قلبه وجرت على لسانه وان الله لمع المحسنين . والثابت أيضاً إن الله يكون مصاحباً لهؤلاء المجاهدين . فكم يكون الإنسان سعيدا إذا صاحبه صديق مخلص وطيب ومؤمن ويكون أكثر فرحا إذا كان ذلك الصاحب وليا من أولياء الله تعالى وتشتد الفرحة والسرور إذا كانت المصاحبة مع نبي من الأنبياء ، فماذا تكون الفرحة إذا كانت المعية ( إن الله لمع المحسنين ) ألا نحرص على مصاحبة الله تعالى وعدم مفارقته وهو الخالق المصور الرحمن الرحيم الودود العزيز الحكيم …
علينا أن نتفكر ونكثر التفكر والتدبر ففي التفكر حياة القلوب والقرآن يهتف وينادي : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)
( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) .
( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) .
( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) (الروم:8) .
( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191) .
وروي عن هشام بن الحكم قال :
( قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر {عليه السلام} في حديث طويل إلى أن قال : يا هشام إن لكل شيء دليلاً ، ودليل العقل التفكر ودليل التفكر الصمت )
وروي أيضاً عن أبي عبد الله {عليه السلام} قال :
( كان أمير المؤمنين {عليه السلام} يقول : نبه بالتفكر قلبك وجاف عن الليل جنبك ( ساجدا ) واتق الله ربك ) .
وعن الحسن الصيقل قال : سألت أبا عبد الله {عليه السلام} عما يروي الناس أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة قلت كيف يتفكر ؟ قال يمر بالخربة أو بالدار فيقول :
( أين ساكنوك أين بانوك مالك لا تتكلمين ) .
وروي عن الرضا {عليه السلام} يقول :
( ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله عز وجل ) .
وروي عن رسول الله (ص) :
( أفضلكم منزلة عند الله تعالى أطولكم جوعا وتفكراً وأبغضكم إلى الله كل نؤوم أكول ) .
وقال ابن عباس أن قوما تفكروا في الله تعالى فقال النبي (ص) :
( تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فإنكم لم تقدروا قدره ) .
وعن الصادق {عليه السلام} :
( الفكر مرآة الحسنات وكفارة السيئات وضياء للقلوب وفسحة للخلق وإصابة في صلاح المعاد واطلاع على العواقب واستزادة في العلم وهي خصلة لا يعبد الله بمثلها ) .
|
|
|
|
|