سيد مهدي: سعدتُ بلقائكم أبنائي
وليد: ونحن أكثـر سيدنـا
سيد مهدي: كيف حالكم..؟
الجميع: بخيـر والحمدُ لله
مهدي: أدامهُ المولى عليكم ، وليد مـا رأيك أن تلقي الدرس عني اليـوم..؟
وليد – مرتبكاً- : أنــا..؟! .. لا أعـرف .. لم أحضر للدرس .. ولا .. لا أستطيع
سيد مهـدي – متبسماً- : كانت أمنيتك ولا زالت أن تجلس على المنبـر الحسيني وتلقي المحاضرات بمختلف أنواعها لتوعي البشـر وتعلمهم وتثقفهم .. هذهِ هي البداية فهـل ستفوت هذهِ الفرصة عليك..؟
سـالم: هذا صحيح وليد .. هذهِ البداية لتحقيق ما كنتَ تتمناه
سامي: لا تفوتهـا وليد
سيد مهدي: ما قرارك..؟
وليد – في حيرةً من أمره- : لكنني أخجـل .. كلهم سينظرون إليّ .. هذا مخيف
سيد مهدي –متبسم- : ليس مخيفاً وليد حاول أن تكون واثقاً من نفسك ومع الوقت ستعتاد على هذا الوضع
وليد: حسناً ،، ولكن الدرس ما هـو..؟ لم أحضر إليه..!!
سيد مهدي: الدرس سيكون عن (تطهيـر النفس) وهذا الدرس ألقيتهُ عليكم ولكن القلة من حضره واليوم سيحضر الجميـع .. لابد إنك تذكرهُ جيداً وحفظته .. هذا ما أريدك أن تلقيه فهـو مهماً جداً ويجب على الجميـع معرفته
وليد: حسناً .. أتمنى أن أكون عند حسن ظنك بي سيدنا
سيد مهدي: ستكون بأذن الله .. سننتظر باقي الطلبة
جلسنـا..!
بدأت بمراجعة معلوماتي
يا إلهي أنني خــائف
كيف سأبدأ..؟!
كيف سأنتهي..؟
هـل سأجيد هذهِ المهمة الصعبة..؟
أجل أنهـا صعبه عليّ
لم يسبق لي أن جلستُ أمـام طلبة..!
ألقي عليهم شيء..!
الكل سينظـر ليّ
يا إلهـي..!
هذا مخيف
ساعدني يـا الله
ساعدنـي..!
بمضي برهة بسيطة جـاء الجميـع .. جـلسوا بجوارِ وليد ومن بينهم سيد مهـدي
بدأتُ بالبسملة والصـلاة على محمدً وآل بيتهِ الطيبين الطـاهرين
شعـرتُ براحة وطمأنينة وبدأت بإلقـاء الدرس
الكـل كانَ يحدق بي ويصغـون إلى ما أقـوله بتمعن
شعـرتُ بسعادةٍ كبيـرة وأنا ألقـي الدرس
تخيـلتُ نفسي جالساً على المنبـر الحسيني
يا لهُ من شعـورٍ جميـل ورائع
أن تكونَ خادماً لمحمدٍ وآلِ بيته الطيبين الظاهـرين
ولــكن...!
غــابتْ السعــادة...!
تلاشــت..!
استوقفتني بعض الحشـرات المظلمة التي يجب أن نتركهـا للتطهيـر النفس
هذهِ الحشـرات كـانت
الظلم .. الحـقد .. سوء الطبع .. القسـوة .. الانتقام ..الكذب .. العناد ..!
يـا إلهي أنهـا كثيـرة
ولكني والحمدُ لله لم..!
لم أبتلي بهـا..!
إذاً لـم استوقفتني هي بذات..؟
لـمَ شعـرتُ بالخـوف عندمـا نطق لسـاني بهـا..؟
لـمَ يـا تـرى..؟
لـم ألقى جواباً لتساؤلاتي
أكملتُ ذلك الدرس
وقلبي يمتلأ حزناً
لـم أجد سبباً لهذا الحـزن..!!
ثمَّ أنتهـى من ألقـاء الدرس .. الكـل شكـره وأولهم سيد مهـدي ولكن لم تنطبـع البسمة على شفتيه أبداً
سالم: مـآبك وليد..؟
وليد – الحزن سيطـر على قلبه- : لا شيء
سامي: إذاً لـمَ هذا الحزن ..؟
وليد: لا لاا .. أنّي بخيـر
سامي: أتمنى ذلك
سيد مهدي – الفرحة تغمـر قلبهُ الطيب- : بارك اللهُ فيك يا بُنـي .. جعلك من خُدام آل البيت عليهم السلام وجعلك من أنصار الحجة ونحن معك
ثمَّ قام الجميـع لذكـر القائم (عجل اللهُ فرجة)
وليد: إن شاء الله ، عسـى أنَّي كنتُ عند حسن ظنكـَ بي
سيد مهدي: وهذا ما أنتَ عليهِ دائماً .. قرب الآن موعد صلاة المغرب .. من منكم سيذهب معي للمسجد..؟
سامي: أنــا
أكبـر- قـاسم –سامي – وليد : ونحن كذلك
أمـا البقية فقد جـاءوا إليهم آبائهم وذهبـوا