تعرف قلة الخصوبة من الناحية الطبية بعدم القدرة على الحمل بعد مرور سنة على الزواج بدون استعمال وسائل الوقاية من الحمل، وفي الكثير من الحالات تكون أسباب قلة الخصوبة غير واضحة ، وقد أثبتت الدراسات العلمية في بعض الأحيان ولدى بعض المرضى- عدم وجود سبب طبي مقنع لها إلا أن بحوثاً أخرى كشفت أن من أهم أسباب تأخر الإنجاب القلق النفسي لدى الزوجين؛ إذ يؤثر ذلك بشكل مباشر على قدرة الشخص على الإنجاب.
التأثير على المرأة
توجد بعض الأمور التي تسبب القلق لدى المرأة على سبيل المثال عند الزواج والانتقال إلى بيت جديد، مما يصيبها بالقلق النفسي الذي يؤدي إلى الإصابة بخلل في هرمون الخصوبة وبالتالي عرقلة مسار البويضة في أنبوبي فالوب ومن ثم موت تلك البويضة قبل وصولها إلى الرحم. ومن الممكن أن يعمل القلق بصورة عكسية على «الهيبوتلامس» تحت المهاد- المنطقة المسؤولة عن تحفيز عمل الهرمونات في الغدة النخامية- فيؤدي إلى تغييرات في الجهاز المناعي الذي يؤثر على زرع الأجنة في المراحل الأولى. من جانب آخر يتسبب القلق في اضطراب الدورة الشهرية لدى المرأة التي قد تغيب لفترات طويلة نتيجة زيادة هرمون يفرز من الغدة الكظرية التي تعمل بنشاط في مراحل القلق، كما تؤدي ظاهرة القلق أو الاكتئاب إلى فقدان الشهية ونقصان الوزن بشكل حاد أو بالعكس، وهاتان الحالتان تؤثران على عمل الغدة النخامية والمبايض وتنتج عنهما مشاكل في الإنجاب، بالإضافة إلى ذلك تعمل بعض الهرمونات التي تفرز من الغدة الكظرية والمبيضين على إيقاف نموالبويضات أو قد تنتج بويضات ضعيفة أو عديمة التخصيب.
قلة الخصوبة
يعتمد علاج قلة الخصوبة على معرفة الأسباب المؤدية لها إن كانت عضوية أم نفسية ومن ثم التغلب عليها أو تجنبها قدر الإمكان. ومن جانب آخر تؤدي الوصمة التي ترتبط عادة بقلة الخصوبة بالشخص لأن ينظر إلى نفسه نظرة سلبية تؤدي بدورها إلى تضاعف القلق عند الأزواج وبصورة فيزيولوجية ويمكن التغلب على ذلك القلق عن طريق الترفيه والسفر أو التوقف عن زيارة العيادة لمدة ستة أشهر حتى يعطى الزوجان نفسيهما الراحة من القلق وتجنب التفكير بالأمر، وأيضاً تجنب التحدث عن الموضوع خاصة في اللقاءات العائلية أو الاجتماعية.