سادسا .. عدم الاعتقاد بأنه يجب علينا أن نتفق أو نتوافق مع الآخرين.
و نقاط أخرى رائعه تجدون تفصيلها عند قراءتكم الموضوع ..
قال الإمام علي عليه السلام ( رغبتك في زاهدٍ فيك مذله و زهدك في راغبٍ فيك نقصان حظ )
ننطلق من هذه المقولة للإمام علي عليه السلام التي تشير فيها إلى أن الأشخاص الذين نكن لهم مشاعر حب و مودة و لا ينسجموا ولا يتوافقوا مه هذه المشاعر أو يقبلوها بالرفض فإن سعينا محاولة التقرب و التودد منهم يعتبر مذلة و امتهان للنفس و الله تعالى يحرم على الإنسان أن يضيع نفسه مواضع الإذلال .. قال الله تعالى .. ( و لقد كرمنا بني آدم )
و في المقابل يشير اإمام عليه السلام إلى أن الأشخاص الذين يكنون لنا مشاعر حب و مودة و نقابلهم بالرفض فإن ذلك نقصان حظ لنا إذ قد يكون هذا الشخص المرفوض فإن سنداً أو عوناً على أعباء الحياة يشاركني همومي و أحزاني و يرفع من معنوياتي و بذلك قد يملك هذا الشخص مؤهلات و سمات إيجابيه .. لذلك رفضي له يعني نقصان حظي و لتفريطي به ..
فما نريد أن نشير إليه أنه ليس من الضرورة أن يكون هناك تعلق و ميل قلبي تجاه الشخص من البداية لكي نقبل عليه ، فأحيانا نرتبط بأشخاص لا ننسجم معهم من الناحية العاطفية إلا أننا نتوافق و ننسجم معهم من الناحية الفكرية و الروحية ثم شيئا فشيئا يتولد الانسجام العاطفي ..
فلا نركز في بناء علاقتنا فقط على الناحية العاطفية فذلك يفقدنا الكثير ..
كيف نسعى إلى تنمية علاقتنا الاجتماعية مع الاخرين
أولا .. نحاول تفهم طبيعتهم ..
لكي نستطيع بناء جسور الصلة بيننا و بين الآخرين لابد من التعرف على تركيبتهم النفسية و الاجتماعية و المستوى الفكري و الثقافي و كل ما تحويه السيكولوجية الخاصة بكل فرد .. لكي نتجاوز الحكم السيئ عليهم عند الاصطدام معهم في موقف معين .
كذلك ينبغي ألا نأمل في أي شخص أن يكون مشابهاً لنا في تركيبته لأنه أتى من بيئة تربوية مختلفة و قد قضى فيها سنوات ليست بقليلة تركت آثارها عليه و أسهمت في تشكيل شخصيته ..
فنحن نرى أحيانا بعض الشخصيات تتسم بكثير من المزايا إلا أن بها بعض السلبيات التي ترجع في أغلب الأحيان إلى البيئة الأسرية إذ قد تكون إما قاسية أو تتعامل بالألفاظ البذيئة أو ... الخ لذلك علينا أن نعي و ندرك أثر البية الأسرية على الأشخاص و نتعامل معهم تبعاً لذلك بالتفهم و الاحتواء .. أو البيئة الاجتماعية كالأصدقاء أو المحيطة بها .
علم المجال و أثره على الأشخاص ..
من الناس ... لم أتقبل فلانه منذ الوهلة الأولى ..
قبول الأشخاص و عدم قبولهم له علاقة بعلم المجال أو المسافة الشخصية .. إذ أن هناك مسافة و مجال خاصين بين الأشخاص .. نلاحظ أن الأسيويين كالصينين مثلا نظرا لكثافتهم السكانية فإن المجال لديهم بين الأشخاص ضيق مما يولد الحميمية و الانسجام مع بعضهم البعض و على العكس من ذلك الأوربيين فإن المجال لديهم واسع لذلك لا يتقبلوا الشخص الذي يحاول الاقتراب من مجالهم الخاص قبل أن يألفوه و ينسجموا معه ..
و هذا أمر طبيعي إلا أن الأشخاص يتفاوتوا في ذلك كل حسب شخصيته .
إذاً المسافه التي تكون بين الشخصين تسمى المجال
فلكل شخص مجال الخاص و اقتحامه يولد النفور و التباعد خصوصا عندما يكون الشخص غير مألوف بالنسبة إليه .. ولا يعرفه ..
و هذا الخطأ يقع فيه البعض إذ يتعامل مع الشخص الذي لا يعرفه كما يتعامل مع شخص قريب منه . فقد يكون ذلك الشخص من بيئة المجال فيها واسع فيرفض التعامل معه بحميمية قبل أن يكون معه ألفة و انسجام ..
فقد يكون السر وراء ارتياحنا أو عدم ارتياحنا لبعض الأشخاص هو اقتحام المجال الخاص أو عدم الانسجام في الطاقة مما يولد النفور و التباعد بين الأشخاص ..
فإذا أردت بناء علاقة حميمة مع شخص ما أفهم طريقة تركيبته اولا و استعين في ذلك بالنظر إلى طبيعة العلاقة بين أفراد الأسرة هل يسودها الألفة و الانسجام و الاحتواء النفسي إن كانت كذلك فإن ذلك يعني أن الدخول في مجاله بشكل قريب جدا لا يسبب له الانزعاج أو الارتياب بينما لو كان من أسرة تفتقد لتلك المقومات الإيجابية فإن ذلك يعني أن المجال لديه واسع فينبغي مراعاة ذلك و الحذر من اقتحام مجاله الخاص و التعامل معه بإحسان و احترام إلى أن يتولد الانسجام .. فالمسألة تحتاج فقط إلى وقت ..
مدرب الأسود مثلا .. لابد أن تكون بينه و بين الاسد مسافه محددة و إن حاول اقتحام مجاله فإن الأسد يهجم عليه و يحاول افتراسه ، بينما لو حافظ على مجاله الخاص لن يستطيع أن يؤذيه ..
فما بالك الإنسان
ثانياً .. قبولهم و محاولة احتوائهم
أن القبول و الأحتواء و التفهم من أقصر الطرق لبناء جسور مودة مع الاخرين ..
القبول الغير مشروط فن و مهارة
علينا أن نتقبل جميع من حولنا بسلبهم و إيجابهم كما همو أن نلتمس لهم الأعذار .. نقدم لهم المحبة .. و بذلك نؤثر فيهم بشكل إيجابي .. فكلما قدم الإنسان المحبة و الاحتواء للآخرين حصل على الكثير الكثير الذي لا يقدر بثمن .
فاحرص على حب .. احتواء .. تقبل و فهم الآخرين ..
ثالثاً .. التغاضي و التجاوز و التسامح عن زلاتهم ..
كيف أبني جسر الصلة بيني و بين الفئات التي لا أستطيع الفكاك عنها ؟؟
عندما نبتلي بصديق أو زوج .. اخ .. اخت .. أم ..أب .. أو أي فرد من أفراد المجتمع ولا يمكننا الاستغناء عنه هنا أن نتغاضى و نتجاوز ..
يقول الامام علي عليه السلام : ( نصف العقل تغاضي ) إلا أن التغاضي و التجاوز من دون تسامح غير مجدي لأننا عندما نتغاضى عن بعض الأمور دون رضا عن الشخص ودون أن نسامحهفذلك يعني تولد الحقد و الكراهية و الضغوط النفسية التي تؤثر على صاحبها بالابتلاء بكثير من الأمراض كالصداع النصفي و القولون و ألم المفاصل و الضغط .. الخ فالشخص الذي يحمل لا ينس الألم الذي وجه إليه ..
بالتغاضي و التسامح نستطيع بناء جسور مودة وصلة مع الآخر قريبا كان أو بعيدا.