اختصاصيون: غياب مهارات الاتصال يراكم الخوف من المجتمع
بتاريخ : 15-07-2008 الساعة : 10:28 AM
في عمليه لاستطلاع اراء بعض الاشخاص من الجنسين والمختصين عن التربية الصارمة او التنشئة المتصلبه والقاسية واثرها على شخصية الفرد بعد بلوغة سن الرشد كان هذا الاستطلاع برهان على انه يستوجب على المرشدين بالمدارس ان ينتبهو لذلك ويعملو على توجية الاباء بعدم استخدام مثل تلك الاساليب في النتشئة التي سوف تنتج لنا اشخاص ضعيفي الشخصة ويعانون الخوف الاجتماعي ..
والان اترككم مع الاستطلاع للاستفادة منه ولكم تحياتي ( الاستطلاع منقول عن جريدة الغد الاردنية ) : انطوائية وخجولة وشبه منعزلة،
هكذا تصف نور "28 عاما" نفسها، ومرد ذلك إلى إحساسها العميق بالخوف من المواقف الاجتماعية.
وتعزو نور ذلك الخوف الذي شكل لها عقدة كبيرة، إلى طريقة التربية المحافظة والصارمة التي تلقتها منذ نعومة أظفارها، والمبنية على عدم الاختلاط بالغرباء من جيران وصديقات.
وتقول نور إن هذه المشكلة كانت واضحة جدا ومقلقة لدى دخولها الجامعة واضطرارها التعامل مع أساتذتها وزملائها من الفتيات والشباب ورافقتها إلى مجال العمل، حيث كانت تفضل عدم الاختلاط بمن حولها خشية الانتقاد.
وتتمنى الشابة، التي تعمل فاحصة بصر، أن تستطيع اكتساب مهارة تخلصها من هذا الخجل والانطواء مشيرة إلى أن والدتها تعاني من المشكلة نفسها.
والحالة نفسها يعيشها الطالب الجامعي يحيى، إذ يعاني من الخوف والارتباك الواضح من المواقف الاجتماعية، حين يجد نفسه مجبرا على الاختلاط بعدد كبير من الناس في مناسبات معينة. ويشعر يحيى بحالة من التوتر والضيق ترافقها أعراض مزعجة كالخجل والتلعثم في الحديث، الأمر الذي يحول دون مشاركته في المحاضرات. ويصنف هذا الخوف بحسب الاختصاصي النفسي باسل الحمد على أنه أحد أمراض القلق الذي يعود لعدة تفسيرات وعلى رأسها التفسير السلوكي. ويسوق مثالا على ذلك بالطفل الذي يكون قد تعرض لموقف محرج في صغره أمام الناس، ليكبر في نفسه ويربط فيما بعد بين هذا الموقف واختلاطه بالناس.
ويؤكد الحمد أن هذا الأمر يشكل مشكلة لكثير من الناس، بخاصة في ثقافتنا، إذ لا يتم تشجيع الأطفال على التعامل مع الغرباء ويظهر هذا الأمر فيما بعد بأن يعجز الشخص عن الحديث وسط مجموعة من الناس. وبالنسبة للأشخاص الذين يشكل لهم هذا الأمر مشكلة كبيرة تخرج عن إطار السيطرة،
ينصح الحمد بأن يتوجهوا للمختص النفسي الذي يساعدهم على التخلص من هذه العقدة. وفي الحدود الطبيعية للمشكلة يقول الحمد إن هذه المسألة وهي الخوف من المواقف الاجتماعية يمكن السيطرة عليها من خلال اكتساب بعض مهارات الاتصال، مستطردا أن كل الناس وفي الحدود الطبيعية يخافون الانتقاد الذي قد يوجه لهم من المحيطين بهم. ويرتبط علاج هذه المشكلة، بحسب الحمد، بشكل كبير بمحاولة اكتساب الشخص بعض مهارات الاتصال التي تجعله يتغلب على هذه العقدة بشكل تدريجي.
وفي هذا الصدد، تؤكد الخبيرة في فن الخطابة والتعبير زين غنما أن هذه العقدة تعود لأسباب منها نشئة الشخص في بيئة لا تسمح له بالتعبير عن رأيه في العائلة أو المدرسة، فيكبر الخوف معه إلى جانب عدم تعرضه لمواقف تبعث الثقة به.
كما ترجع غنما أسباب هذا الخوف إلى أسباب عملية وانفعالية، تتمثل الأولى بعدم معرفة الشخص بكيفية مواجهة الناس وافتقاره لمهارات الاتصال معهم، ذلك أن"نقص هذه المهارات يراكم الخوف". وتتابع أن التفكير السلبي يفاقم هذه المشكلة، من خلال شعور الشخص أنه لن يكون محبوبا أو سيكون منتقدا على أفعاله وتصرفاته.
وترجح غنما أن الشخص الذي يعاني من عقدة الخوف من المواقف الاجتماعية يعاني في الوقت ذاته من ضعف الثقة بالنفس. وفي هذه الحالة، ينصح بأن يحاول التفكير بشكل إيجابي لتعزيز ثقته بنفسه وتنمية مهاراته. ومن التدريبات التي قد تفيد الشخص في التغلب على هذه المشكلة تقول غنما إن تمارين الصوت مفيدة من خلال التركيز على إخراج صوت واضح مسموع وهذه مهارة يمكن اكتسابها وتنميتها عبر القراءة بصوت عال.
وتؤكد على ضرورة ترتيب الأفكار والتعبير عنها بشكل منطقي ومتسلسل، مبينة أن الصوت الواثق والأفكار المتسلسة تنم عن شخصية قوية وقادرة على التكيف. وتشير غنما إلى نقطة تصفها بالمهمة، وهي ضرورة بحث الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة عن تاريخه وطريقة تربيته ليعرف الأسباب التي أدت لنشوء هذه المشكلة. وبهذا يكون وضع يده على أولى خطوات علاجها. وتؤكد غنما في هذا الإطار على ضرورة العمل على إزالة التوتر الجسدي لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي، من خلال التزود بمهارات وتمارين الاسترخاء تدريبات الصوت والنطق.
وتعرض لبعض النصائح منها ضرورة انتباه الشخص لنفسه وتصرفاته في محيطه الصغير، الى جانب ضرورة الانتباه لطريقة اللباس والاهتمام بالأناقة والهندام وطريقة الحديث والمشية. وتشير إلى أن محاولة النظر في عيون من نتحدث معهم مسألة لا تخلو من الأهمية، إذ تعد شكلا من أشكال الاتصال والخروج من الانطواء.
وتلفت غنما إلى ضرورة الاهتمام بتنمية الثقافة عبر القراءة والاستزادة من المعارف، مبينة أن ذلك الشخص مكتمل الثقة بنفسه لا وجود له، فالخوف من المواقف الاجتماعية ما هو إلا تهيب يكبر بداخلنا، إذا لم نسيطر عليه بالجهد وباكتساب مهارات الاتصال السليمة التي تنمو مع الوقت، ولكن ذلك كله لا بد أن يحركه الدافع القوي والرغبة الأكيدة على التغيير.