|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 7251
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 5,502
|
بمعدل : 0.87 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
مبدأ جميل في الموارد التشرية
بتاريخ : 22-06-2008 الساعة : 10:02 AM
في كل منشأة يوجد موظفونمهملون كما يوجد رؤساء مزعجون, وفي كلتا الحالتين
تجد أصابع الاتهام تشيرإلى الطرف الآخر , فالموظف المقصر يتهم رئيسه بإحباطه,
فيما يشكو الروساءمن موظفين لا يؤدون مهامهم ويضيعون أوقات العمل ويسببون
المشكلات, ولكنالحقيقة التي تغيب عنا هي أن بعض الموظفين يحتاجون إلى التحفيز
المستمرلينتجوا, وإذا كان بإمكاننا أن نقيس بعض التجارب من عالم الأسماك !!
فدعونا نقرأ القصة التالية:
يحب اليابانيون الأسماك الطازجةولكن المياه القريبة من شواطئهم ليس فيها
عدد كاف من الأسماك, لذا صنعتشركات صيد الأسماك سفناً كبيرة لتبحر إلى
مناطق أبعد وتصطاد كمية أكبر منالأسماك, إلا أن هذه السفن تحتاج إلى عدد من
الأيام حتى تعود للشاطئ مماجعل الأسماك التي تصل إلى السوق وهي غير طازجة
فلا تروق للمستهلك الياباني, وللتغلب على هذه المشكلة
زودت شركات الصيد اليابانية سفنها بمجمدات للحفاظعلى الأسماك وصار الصيادون
يجمدون الأسماك حتى عودتهم مما مكنهم من الذهابإلى مناطق أبعد, ولكن
ذلك لم يعجب المستهلك الياباني الذي استطاع تمييز طعم السمك الطازج من السمك
المجمد! فكرت الشركات مرة أخرى
بحل سريعلإرضاء ذوق المستهلك وابتكرت طريقة جديدة بأن زودت سفنها بخزانات
مياهلإبقاء الأسماك التي يتم اصطيادها حية حتى العودة وبالتالي بيعها وهيطازجة,
فكرة رائعة أليس كذلك؟
ولكن الأسماك بعد فترة قصيرةمن الحركة في خزانات الماء تبدأ بالتوقف عن
الحركة بسبب التعب والفتور معأنها تبقى على قيد الحياة. المشكلة كانت في أن
المستهلك الياباني 'الصعب' استطاع تمييز طعم السمكة التي تتوقف عن الحركة
ولم يجد فيها طعم السمكالطازج الذي يريده!!!
ترى لو كنت مسئولاً أو مستشاراً لدى إحدى شركات الصيداليابانية فهل ستبحث عن
حل جديدأم تقول دعوا المستهلك يعترض فهو سيرضخ فيالنهاية؟ أم ستقود حملة
إعلانية لإقناع الزبائن بجودة الأسماك التي تتوقفعن الحركة؟
فكّر اليابانيون وتوصلوا إلى حل مبتكر وفعال فقد وضعوا في كلخزان لحفظ الأسماك
الحية 'سمكة قرش' صغيرة!!
تقوم سمكة القرشبالتحرك والدوران في الخزان وتتغذى على بعض الأسماك
الموجودة فيه ولكنهاتبعث الحيوية في بقية الأسماك التي تظل تتحرك إلى أن تعود
السفينة إلىالشاطئ فيصبح مذاقها طازجاً وكأنه تم اصطيادها للتو! في عالمنا شبه
كبيربعالم الأسماك فالملل والفتور الذي يصيب البعض منا في عمله ويجعلنا
نصفالعديد من الموظفين بالمتقاعسين والكسالى سببه أنهم يفتقدون الدافع والحافز للعمل, فكل
منا بحاجة إلى تحديات تناسبه تكون دافعاً له على الحركة والتفكير والإبداع, وهذه التحديات
هي أسماك القرش التي يحتاجها بعض الموظفين ليحضض إنجازاتتفوق قدراته المعتادة مما
يشعره بالإثارة والرضا ويحول العمل من وهم وواجبإلى متعة ومهمة شيقة, بيد أني أستدرك
وأقول للزميل الذي زودني بهذه القصةخلال تحضيره لدرجة الماجستير في تطوير
الموارد البشرية, إننا لا نريد منالرؤساء والمديرين أن يكونوا أسماك قرش تفترس الموظفين
المساكين بالعقوباتوالتكاليف الشاقة قبل أن تعطيهم حقهم من التدريب والتطوير ولكن نريدهم
أنيكونوا دافعهم إلى الإبداع والتطوير ...
|
|
|
|
|