العـراقي 1
القصه
في ليل هادىء و القمر مكتمل و الضوء يملأ الشوارع بنور القمر الكامل
وبعد تأمل و خيال واسع بنور القمر و وجهه الكبير
سقط نيزك براق صغير الحجم من اعلى السماء الصافيه ينزل بقوة شديده
وكأنه متجه نحوي ويريد ان يبلغني رساله ؟
رحت اتتبع هذا النيزك الصغير واتسائل في نفسي
لماذا يتجه الي ؟
لماذا اختارني ؟
ما الشيء الذي يريد ان يبلغني به ؟
راح يقترب و يقترب بسرعه كبيره
وراح يكبر بنظري وكأنه صار عملاق طائر بالسماء تلحقه لهيب نار
رحت انظر اليه و استقبله بصدري عسى ان يأخذني الى هذا القمر الكبير
ولكن ؟؟
سقط هذا العملاق على بعد أمتار مني
وحدثة ضجه و صوت عالي جدا جعل السماء سوداء و نيرانه اطفأت ضوء القمر
ورائحته أفسدت ربيع الجو و تفتح الازهار
رحت مسرعا اله متجه الى مكان سقوطه
فوجدته قد سقط على احد بيوت اصدقائي و النار تحرق المنزل بالكامل بعد تهديمه
ادركت انه صاروخ ............
نور في حب فاطمة 2
وانا انادي صديقي بصوت عالي فلم اسمعه وذهبت للمنزل فعرفت ان ما رايت شبيه بحق اريد بهِ باطل فعندما اعتقدت انه نيزك تبين لي انه صاروخ دمار فلمعان لمعان الحق والواقع واقع ظلم وسفك دماء الابرياء على غير وجه حق .....
عندها أغروقت عيناي بالدموع فهممت بركض نحو بيت صديقي الذي بدأت أطلاله بنمو لكن رجلاي كانت تخونني مابين الحين والحين حتى وصلت الى ذلك البيت المتفحم , وقفت انظر وفي دموع عيناي ذكرى الامس الى بقايا اطلاله فخجلت لوقفي متفرجا ولكني عندما اردت التقدم نحو ذلك البيت تشنجت قدماي
العراقي 3
جحضت عيناي .. اكاد لا استوعب ما ارى
فكل شي هنا محترق ... مهدم .. هنا في هذه الزاويه حيث كنت انا وهو نتحادث
وهناك بجانب تلك النخله كانت اخواته تلعب وتمرح وصوت الراديو المنبعث من مطبخ
ام حيدر وهي تعد لنا اطيب الاكلات من يدها ..... وبعدها
كلها اصبحت رماااد ...... اصبحت اصوات كل شي تدق بنواقيسها في اذني
تدور بي تتقلب بي في ذاكرة الزمن معهم لاصحو على واقعهم
واقع ضحايا لا يعرفون مصيرهم .... سوا انهم يحملون ارواحهم واكفانهم
معهم في كل مكان .........
و أفقت من ذهولي على صوت سيارات الإسعاف وهي تهرع لمكان سقوط الصاروخ محاولة أن تستنقذ ما بقي من الأحياء .. وكانت رائحة اللحم المحترق تملأ المكان ..
... وصوت صراخ النسوة المذعورات .. وبكاء الأطفال الذين كانت ترتسم في عيونهم لوحة رعب حقيقية .. صعب أن تُنتزع من هذه المآقي الندية .. تصمُّ الآذان .. لم يكن الامر سهل ..ان اقف متفرجا على ذلك البيت الذي كم ضمني وضم ذكرياتي مع حيدر حيث كنا نلعب مع بعض وندرس ونتحادث ونكتب ونقرأ وكم شكى لي قسوة من يحب وكم شكوت له خجلي ان اعترف لمن احب بحبي( كيف لي ان اعترف له وانا احب اخته زهراء)...و...و...صار لزاماً عليّ ان اتحرك واساعد رجال الاسعاف في نقل الجثث المتفحمه ..ترى بمن ابدأ بام حيدر ام اخوه الاصغر حسين ..ام ابدأ بصديقي العزيز الذي كنت في الطريق لزيارته..ماذا لو اسرعتُ في خطاي..لكنت الان معه ..نغادر هذه الدنيا التي اختلط بها الحق بالباطل...لا ادري ..لا ادري...لازالت يداي ترتجفان ..وقدماي متشنجه ..وعينيّ جاحضتان...وتفكيري مشلول عن التفكير...لم افق من صدمتي الا على اصوات رجال الاسعاف وهم يصرخون...هناك احياء ..هناك احياء...افقت ونطق لساني مباشرة دون وعي...حيدر...حيدر....
نور المستوحشين 4
هناك أحياء ...أحياء نعم هذا ماسكبه دخان الحريق في أذني
صرت أجوب هنا وهناك دون وعي مني عل حيدر من ضمنهم وانا أرفع
الركام المتفحم وصوت الأنين يتعالى كلما أزلت منه شيئا .... ياإلهي ماذا
ترى عيناي إنها زهراء أكُل ماجرى كابوس ام واقع مؤلم استفقت من غشوتي
رافعا زهراء إلى سيارة الاسعاف وبعدها تذكرت حيدر ورجعت باحثا عن
رفيق دربي وأخي وذكريات الامس شريط انسدل أمام ناظري ...
العراقي 5
ركعت بقربه فإذا بالمسعف يقول لي إنه حي.. إنه حي ..لنحمله لى المستشفى بسرعة . وما كان أسرعنا في وضعه على الحمالة ونحن نحاول إقتناص الوقت .. لعلنا نحظى بفرصة لإنقاذه من براثن الموت ..الذي أطبق بسواده على هذا البيت العزيز .. وانسلت سيارة الإسعاف في الشوارع الضيقة وهي تطلق نقيراً متصلاً ليفسحوا لها الطريق ..
ووصلنا إلى المستشفى .. وعند باب غرفة العناية الفائقة ..كان الإنتظار ..الثواني والدقائق تسير بثقل عجيب .. وعيوني مسمرة على الباب ..ترى ماذا يخبىء القدر لصديقي وحبيبي وراء ذلك الباب
وبينما أنا متسمر في أفكاري نامت عيناي وأنا جالسا على ذلك الكرسي في الممر الهادئ الذي لا يبعد أمتار عن باب العناية وقد انار مصباح معلق على ذلك السقف العالي ونور القمر الذي بان من النوافذ المغلقة فلاح لي وكأنه صديقي حيدر متوشحا بالبياض جلس معي وكانت ابتسامته لا تفارق شفته ورائته المنبعثة من انفاسه الطيبة تغطي رائحة الدمار عندها افقت مذعورا مما رايت وطافت حول راسي الخواطر والافكار
التي امتزجت بالخوف والترقب
وبينما انا كذلك واذا بالطبيب خارجا من غرفة الانعاش
مطأطأ راسه للارض متمتما
الامل ضعيف والاعمار بيد الله
حينها احسست بشعور غريب
اردت البكاء لكن الدموع ابت ان تتدفق من مقلتي شيئا يمنعني
هل هو الامل بعودة الصديق ام هو صدمة اخرى من الدهر الذي قسا عليي رحت اترقب الى خطوات الطبيب حين دخوله و حين خروجه دقات مشيه تكاد تكون أبطأ من دقات قلبي
انتابتني لحضة من التأمل و الخيال استرجعت بها نظرتي الى ضوء القمر
و الى النيزك الذي دمر ريح الربيع ودمر تفائلي بالقمر و ضوءه
رحت اركض متجها نحو الطبيب حتى اعرف ما يجري لحبيبي و صديقي الذي تقاسمت معه عيش الحياة
و ظلم السجن و حب آل البيت
قل لي ايها الطبيب كيف هو ؟ وما حاله ؟ وهل هناك أمل بالعيش له ؟
الطبيب ؛ لا استطيع اخفاء شيء فأنت تعرف لا يوجد لدينا وقت فهناك الكثير من الجرحى
عسى اجد شخص يستطيع ان يعيش
ماذا يستطيع ان يعيش !!؟؟
الطبيب ؛ لا تفهمني خطأ فصديقك في حاله خطره جدا و سوف نقوم بقطع ارجله حتى لا يتفاقم المرض به
يا الله ماذا فعل حيدر حتى تقطع ارجله
حساوية 6
فحيدر هو نموذج من الاخلاق العظيمه لم يؤذي احدا في حياته
كانت قدوته في الحياه اهل البيت فهم المصباح الذي يستظئ بهم في حياته
فاخذه الخيال الى عالم بعيد يتذكر مختلف المواقف التي يمر بها مع صديق
وكيف يتعامل مع من حوله فكانت امه عندما تمرض في ظلام الليل الحالك فهو يستيغظ من نومه مفزوعا
لانقاذ امه من براثن المرض وحتى ان لم يوجد لها علاج في منطقته يذهب الى اخر مكان في العالم
لكي يحظر الدواء
كان تعاملهه مع اصدقائه واهله كله رحمه وعطف و شفغه حتى على الكبير والصغير
يالهي ماذا فعل صاحبي في دنياه فكان دائم التهجد في الليل لايترك نافله الليل
وكانت كتب الادعيه دائما في متناول يده
فبينما هو ماض في خياله
سمع صوتا ناعما رقيقا اوقضه من سرحانه في خياله
صوت كله حزن وبكاء
تناديه كيف اخي ماذا جرى له
وماذا جرى لامي واخواتي
ارجوك اجبني اتوسل اليك
فصمت برهة والكلمات اصبحت ثقيله في احشاء حلقه
يتلعثم ويتاتا لايعرف كيف يجيبها
وعندما اراد ان ينطق بما حدث جاء الطبيب مسرعا
وقال له
العـراقي7
تعال اريدك بشيء هام.. احسست انه اخلصني من حبل الاعدام
نعم يا دكتور ماهو الشيء الهام ؟
الدكتور .. يتوجب عليك ان تدفن ام و ابو حيدر و اخوه و اخته فثلاجة الموتى ممتلئه جدا
نعم ان اكرام الميت دفنه وان شاء الله سأقوم بتلك المهمه
وتجمعت سيارات الأحبة أمام باب المستشفى ..
ومعها كانت السيارات التي ستنقل الأشلاء العزيزة على قلبي إلى المسكن الأبدي الذي ارتضاه الله لها ..
وقفت أرقب المسعفين وهم يحملون الشهداء واحداً تلو الآخر هذا حسن وهذا حسين وذاك محمد وتلك فاطمة وهنا من سكنت قلبي زهراء ...
آآآآآه ما أصعبها هذه اللحظات .. ما أقساك يا قلبي .. كيف سأدفن حبيبتي بيدي .. وأدفن معها أحلامي وآمالي..التي كانت تحييني وتبعث النبض في عروقي .. وركبنا السيارات ..والموكب الجنائزي يسير بتثاقل ..وفي نفسي أعلل النفس أن يطول المسير لأحظى بلحظات أكثر بقرب الحبيبة التي اقتنصها مني القدر الغاشم .. على يد التكفيريين الكفرة .. ووصل الموكب المدفن ..
وصلنا للمقبرة .. وكان الأهل والجيران ينتظرون وصول الأجساد الطاهرة .. وما أن وصلنا حنى اندفع الجميع لإستقبال الموكب الحزين .. وتعالت الاصوات بالعويل والبكاء حزناً على ما حل بهذه العائلة الطيبة...
بعدها.. قام الأهل والجيران بتجهيز الجثث لدفنها .. وبدأوا بدفن رب العائلة (والد حيدر) وقلوبهم يملأها الألم والحسرة حزناً على فقد هذا الرجل الحنون الطيب .. وارتفعت أصوات الجميع: هذا يقول مثواك الجنة ان شاء الله .. وذاك يقول حسبي الله ونعم الوكيل على من ظلمكم .. وبعد ما انتهوا من مواراة والد حيدر الثرى .. قاموا بدفن تلك السيدة صاحبة القلب الرقيق والطيب تذكروا عطفها وحنانها وصبرها الكبير وتعالت أصوات البكاء الممزوجة بالحسرة والقهر .. وبعدها توجهوا لدفن إخوته وأخواته الصغار الذين حرمتهم هذه الصواريخ نور الدنيا .. التي لم يروا شيئاً من مباهجها بعد .. وسرقت فرح الطفولة المرتسم على محياهم...
وبعد أن قمنا بدفن ام و ابو حيدر وبقية العائله وصل الحال الى .... زهراء
لا أريد ان اشاهد هذا المنظر فزهراء تسكن التراب وهي في داخلي كيف لي ان انتزعها من قلبي و اخرجها حتى اضعها في القبر
لا ...لا ..
رحت اتقرب الى جنازتها المعطره بعطر الزهراء (ع) ما عساي ان افعل هل احملها بيدي التي ترتجف ولا تعرف ماذا تفعل ؟
ام اصرخ بصوت عالي حتى تسمعني انني احبـــك يا زهراء
صرت مكبوت القلب و الحسره لا اريد ان يشاهدني احد من الاقرباء انتظرتهم يكملون الدفن و يذهبوا
وبعدها توجهت صوب القبور الطاهره
فهنا يسكن ابو حيدر وهنا تسكن ام حيدر وهنا اخي حسن و اخي حسين و فاطمه و محمد وهنا قلبي مدفون (زهراء)
رحت ابكي و اصيح بصوت عالي يا امي ويا ابي سوف احرس حيدر بعيني لا تخافوا عليه
وعيني لا تريد ان تشاهد قبر قلبي زهراء خجلا منها و خجلا من الابوين
ولكن !!
زئرت زئير الاسد و بصوت عال احبك زهراء وانتي في قلبي الى الابد
همهمت بنفسي و رحت مسرعا صوب المستشفى عسى ان يطفأ شيء من نار قلبي عندما اشاهد حيدر
الطبيب ؛ تستطيع ان تشاهد حيدر الان
رحت مسرعا صوب الغرفه و انا لا اعرف هل ابتسم ام امسح دموعي و اجعل النار التي في قلبي تحرقني انا فقط
قبلته بكل مكان و بكيت بصوت منخفظ
حيدر ؛ اعرفك يا صديقي انت هو والله
نعم انا هو لا تتكلم
حيدر ؛ كيف حال ابي و امي و زهراء ؟؟
نور المستوحشين 8
كيف حال امي وابي ؟ كررها مراراً
رغم اني اسمعها لكني لا استطيع النطق بأي كلمة فأنا أقف أمامه متصنما
جسد بلا روح ...جسد ترك روحه تحت التراب واتى اليك صديقي
قبض حيدر على يدي وهو يكرر سؤاله بصوت ضعيف كيف حالهم ؟
أجابته دمعة انسابت على خدي ... لم استطع بعدها ان اتمالك نفسي
أخبرته بانهم رحلوا الى الرفيق الاعلى انهم شهداء سعداء ياأخي
انما نبكي حسرة على انفسنا خلفونا في هذه الدار نتصارع مع تقلباتها
لكنه اشاح بوجهه عني دون ان يطمأنني عليه غير انه خلف دمعة حرقت فؤادي...
صرت اجوب الدار أنتظره يتتكلم كم أنا خائف ان الخبر يتسبب في تراجع صحته
ياالهي وسيدي ماذا عساني افعل في هذه المحنة وإذا بصوت الاذان يرتفع
في كل الارجاء آآآآه لقد جائت الفرصة لأستأذن من حيدر بالخروج عله يجيبني
ولكنه أكتفى بالايماء...
خرجت من غرفة حيدر متوجها للمصلى القريب من المستشفى تسحبني الحسرة
قبل ان تخطو قدماي حيدر أم زهراء تلك المسجاة تحت التراب ياالهي ساعدني
أعطني القوة لأتخطى محنتي وألمي كم يعتصر قلبي ألما لمصابك ياحيدر ولفقدي زهراء فهي كانت المستقبل
العراقي 9
والى هنا وصلنا الى نهاية القصه التي ارجوا ان تروق لكم
وبعد تلك النظرات التي احسست بها انها سهام تدخل في قلبي من حيدر
صرت متحير بأن اقول او لا اقول
تلك هي العله في ما اتخذه من قرار حيث انني نسيت كل ما جرى وبقيت افكر بكيفية القول لحيدر بالحقيقة
وبعدها
ادرك انني يجب ان اقول له ما حدث الى عائلته وانا اذرف الدموع
ذهبت صوب النافذه اتطلع الى القمر و ضوءه و اتنفس ريح الربيع العطره احسست وكأنها نفس اللحظة التي
انتابتني في اول خيال و تطلعي للقمر وبعدها قلت له
ان اباك سكن الجنه وام ارتفعت روحها الطاهره الى الله تعالى تشكوا ما حدث لها و محمد و حسن و حسين
ذهبا بطريق الحسين عليه السلام للشهاده
وزهــــراء تركتني وانا لم اقل لها انني احبك
وأذا بشخص يهمهم بي و يقول ....
ما بك اين ذهبت بخيالك لا تستطيع ان تدرك القمر
واذا بهذا الخيال و الذي امتلكني و انا انظر لضوء القمر قد تكسر و وأفقت من سرح الخيال الذي دخل بي وانا انظر لهذه الحياة و ضوء القمر
رحت احتضن حيدر و اقبله وكأني اريد ان ادخله في قلبي
حيدر ؛ ما بك مالذي جرى .يا الله يا الله ؟؟
احبك يا حيدر و لن اتركك ابدا و رحت اذرف الدموع و اقبل به
وبعدها
ادركت انني سرحت بخيال واسع وقررت ان اقول لحيدر الذي افاقني من هذا الخيال
انني احب زهراء
انتهت القصه
ببركة محمد وآل محمد
قصة منتدى أنا شيعي (( بقلم الاعضاء ))
اخوكم العراقي