يتعجب الإنسان!!!
لماذا يصر هؤلاء المفسرون الكبار على جعل المخاطب شخصاً واحداً؟؟
قال ابن منظور في لسان العرب:15/428: وقال أبو عكرمة الضبي في قول امرئ القيس: (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل) قال: أراد قفن فأبدل الألف من النون الخفيفة كقوله قوما أراد قومن قال أبو بكر: وكذلك قوله عز وجل: ألقيا في جهنم ، أكثر الرواية أن الخطاب لمالك خازن جهنم وحده ، فبناه على ما وصفناه
ومقصوده بـ(أكثر الرواية أن الخطاب لمالك خازن جهنم وحده) روايتهم عن مفسري الدولة الأموية كالحسن البصري وعكرمة ، مقابل (أقل الرواية) عن رسول الله(ص) التي غيبوها لأنها تقول إن المخاطب بها مثنى !!
ففي تفسير الجلالين: (ألقيا في جهنم) أي: ألق ألق ، أو ألقين ، وبه قرأ الحسن فأبدلت النون ألفاً مبسوط السرخسي:18/184 ، وتفسير الطبري:27/103و26/212، وتفسير ابن الجوزي:7/196 والقرطبي:12/149 ، وابن كثير:4/241 ، وبرهان الزركشي:2/ 239 ، وتفسير الثعالبي:5/287
هل توافقون المفسرين على تفسير المثنى في الآية بالمفرد ! وما هو دليلكم على مخالفة الظاهر الصريح وجعل الإثنين واحداً ؟!
هل يجوز أن نترك حديثاً صحيح السند في تفسير آية ، ونأخذ بأقوال المفسرين الظنية ؟!
الحديث هو
روى الطوسي في الأمالي ص628: (1294/7: وعنه (حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي قدس الله روحه) قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال: حدثنا إبراهيم ابن حفص بن عمر العسكري بالمصيصة قال: حدثنا عبيد بن الهيثم بن عبيدالله الأنماطي البغدادي بحلب قال: حدثني الحسن بن سعيد النخعي ابن عم شريك قال: حدثني شريك بن عبدالله القاضي قال: حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة ، فسألوه عن حاله ، فذكر ضعفاً شديداً ، وذكر مايتخوف من خطيئاته ، وأدركته رنة فبكى ، فأقبل عليه أبو حنيفة ، فقال: يا أبا محمد إتق الله وانظر لنفسك ، فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة ، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث ، لو رجعت عنها كان خيراً لك
قال الأعمش: مثل ماذا يا نعمان؟!
قال: مثل حديث عباية: (أنا قسيم النار)
قال: أوَ لمثلي تقول هذا يا يهودي؟! أقعدوني سندوني أقعدوني:
حدثني ـ والذي إليه مصيري ـ موسى بن طريف ، ولم أر أسدياً كان خيراً منه قال: سمعت عباية بن ربعي إمام الحي قال: سمعت علياً أمير المؤمنين (ع)يقول: أنا قسيم النار ، أقول هذا وليي دعيه ، وهذا عدوي خذيه
وحدثني أبو المتوكل الناجي في إمرة الحجاج وكان يشتم علياً(ع)شتماً مقذعاً ـ يعني الحجاج ـ عن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله(ص): إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز وجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ، ويقال لنا: أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما ، وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما قال أبو سعيد: قال رسول الله(ص): ما آمن بالله من لم يؤمن بي ، ولم يؤمن بي من لم يتول ـ أو قال لم يحب ـ علياً ، وتلا: أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيد
قال فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه ، وقال: قوموا بنا ، لايجيئنا أبو محمد بأطم من هذا قال الحسن بن سعيد: قال لي شريك بن عبد الله: فما أمسى ـ يعني الأعمش ـ حتى فارق الدنيا رحمه الله
وقد روى هذا الحديث (الصاعقة) الشيخ الطوسي(ره)في أماليه وغيره من مصادرنا بأسانيد متعددة ، ورواه عدد من علمائهم ، ومنهم الحاكم الحسكاني النيسابوري ، وهو من أولاد بريدة الأسلمي ، في كتابه القيم شواهد التنزيل بسنده عن الكلابي، وعن الحماني عن شريك: حدثنيه أبو الحسن المصباحي، حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن واصل ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ، حدثنا يعقوب بن إسحاق من ولد عباد بن العوام ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، عن شريك ، عن الأعمش قال: حدثنا أبو المتوكل الناجي: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(ص): إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمد وعلي: أدخلا الجنة من أحبكما ، وأدخلا النار من أبغضكما ، فيجلس علي على شفير جهنم فيقول لها: هذا لي وهذا لك ! وهو قوله: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) ورواه بأسانيد أخر فيها الصحيح على مبانيهم !!
قال المفيد في تصحيح اعتقادات الإمامية ص108وقد جاء الخبر بأن الطريق يوم القيامة إلى الجنة كالجسر يمر به الناس ، وهو الصراط الذي يقف عن يمينه رسول الله(ص)وعن شماله أمير المؤمنين(ع)ويأتيهما النداء من قبل الله تعالى: أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ
ما رأيكم في أسانيد الحديث النبوي الذي نص على أن الآية خطاب للنبي(ص)وعلي(ع)؟
ما رأيكم في قول أحمد بن حنبل عندما سئل عن حديث علي قسيم الجنة والنار ، فقال إنكم تروون أنه لايحبه إلا مؤمن ولايبغضه إلا منافق ، فقد قسم أهل الجنة والنار ؟!