مناسبة عيد الغدير .. يوم عقد رسول الله صلى الله عليه وآله البيعة لوليه علي بن ابي طالب عليهما السلام .. لم يكن يوماً اعتيادياً .. فقد شهد اكبر تجمع بشري في تاريخ الاسلام الاول اقل تقديراته 120 الفاً ...
كما شهد حركة غير اعتيادية بين الارض والسماء .. حيث نزلت الملائكة تبارك لعلي عليه السلام .. وحيث نزل جبرائيل عليه السلام عدة مرات على رسول الله صلى الله عليه وآله يأمره بابلاغ امر الله في خلافة امير المؤمنين علي عليه السلام .. ونزل جبرائيل – حسب المصادر السنية كما سنرى – على عمر نفسه .. ليلقي عليه الحجة بل ويتمها عليه .. سيما انه سيكون بطل الانقلاب على بيعة الغدير بعد شهادة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله .
واكد جبرائيل لعمر في لقائه الخاطف هوية من سينقلبون على بيعة الغدير .. وانهم اهل النفاق ...فلا يحل تلك البيعة الا منافق ..
وبذلك تتم الحجة على عمر في يوم القيامة .. فلله الحجة البالغة .. فحتى جبرائيل بنفسه نزل من السماء ليأخذ المواثيق على عمر .. لكنه نقضها جميعاً .
كما وثقت المصادر السنية هذه الحادثة لتؤكد لنا حقيقة عمر :
ابع المودة ص249 من مودة القربى أيضا بسنده عن عمر بن الخطاب قال نصب رسول الله (ص) عليا علما فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه واخذل من خذله وأنصر من نصره اللهم أنت شهيد عليهم ، فقال عمر يا رسول الله كان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح قال لي يا عمر لقد عقد رسول الله صلى الله عليه وآله عقدا لا يحله إلا منافق ، فأخذ رسول الله (ص) بيدي فقال يا عمر أنه ليس من ولد آدم لكنه جبرئيل أراد أن يؤكد عليكم ما قلت ، أي قلته في علي . ولقد أخرج هذا الحديث الكثير من علماء السنة الحنفية والشافعية ومنهم جلال الدين السيوطي الشافعي في تاريخ الخلفاء ج1 ص56 ، وكما اخرجه أحمد بن حنبل عن علي عليه السلام وأبي أيوب الانصاري وزيد بن ارقم وعمر وذي مرة وأبي يعلي وأبي هريرة ، وأخرجه الطبراني عن أبن عمر ومالك بن الحويرث وحبشي بن جنادة وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد وأنس وأبن عباس وعمارة وبريدة مع اختلاف الألفاظ ، كما أخرجه أيضا محمد صالح الترمذي الحنفي.